فلسفة النظم المكيافللية

بسم الله الرحمن الرحيم

24/4/2005

الذي نقدمه هنا ، يعتبر من أحد فصول كتابنا الذي سننشره في المستقبل إن شاء الله ، واسمه الملف الأسود في السياسة 0 ويمكن مراجعة بعض فصول كتابنا أيضاً في موقعنا الإلكتروني مثل : فلسفة النظم ، والمصلحة ، وفن اللعبة السياسية 00 إلخ ، وبعض الفصول المذكورة سبق وأن نشرت في الراية

النقطة التي نريد أن نوصلها هنا للقارئ الكريم ، وخاصة لطلاب السياسية وللمهتمين بالشؤون السياسية ، بأن إذا أردنا أن نعرف ما يدور حولنا اليوم من برامج سياسية ، فلابد لنا من معرفة التاريخ السياسي ، والبرامج السياسية المعاصرة ، ومستقبل السياسة !!

والمجهود الذي سأحاول أن أقدمه لكم من خلال هذا الفصل هو تحليل الفكر الفلسفي في السياسة لمكيافللي ، وموقع هذا الفكر ما بين المدارس الفلسفية السياسية المختلفة مثل : السياسة عند الإغريق ؛ أفلاطون وسقراط وأرسطو ، ومناهج الإبداع مثل : الابقريون والرواقيون والسفسطائيون ، ومدى التزام الرومان بتفسير السياسة ، ومرحلة المفهوم الوستفالي للدولة وما بعد الوستفالية ، والإبداع الذي وصل إليه كل من هوبز ولوك وروسو، وتفسير المدارس الاستراتيجية الطبيعية للسياسة ، وطبعاً عدم إغفال أهمية الإبداع السياسي لدهاة العرب الأربعة ، وفلسفة ابن خلدون ، ومقارنتها مع فلسفة هيغل الذي نقل كثيراً من المقدمة وروضها بطريقته الفلسفية !!

وبالطبع حتى أتجنب تحويل الموضوع إلى محاضرة أكاديمية في السياسة فأعتقد أنه من الأفضل أن أسهل عليكم القضية 00 وأدخل فيها بطريقة مباشرة 00 فخلاصة المناهج السياسية نستطيع أن نختصرها في منهجين رئيسيين في السياسة : المدرسة المثالية ، والمدرسة الواقعية 0 فالمدرسة المثالية من روادها أرسطو 0

فأرسطو قال عن المدرسة المثالية ( الأخلاقية ) : ( لما كانت الدولة، كل دولة ، نوعاً من المشاركة ، وكانت كل مشاركة ، تتم للوصول إلى نفع وخير ، إذاً المفروض أن الخير هو نهاية كل عمل 0 فمن الواضح أنه بالنظر لكون الخير هدف جميع المشاركات ، فإن الخير الأسمى ، في أرفع رتبه ، هو هدف تلك المشاركة السامية ، التي تضم كل ما عداها ، أو بكلمة أصح ، الدولة أو المشاركة السياسية ) 0

من خلال التعريف أعلاه يوضح لنا أن المنهج الذي يستخدمه أرسطو في السياسة هو المنهج الأخلاقي ، ولكن ذلك ليس بالضرورة لكل من يستخدم هذا المنهج أن يكون شخص فاضل أو سيء ، ولكن يفضل بعض المحللين السياسيين لمعالجة الظواهر السياسية باستخدام المنهج أعلاه !!0

أما أسلوب مكيافللي فهو أسلوب براغماتي نفعي ، ونسمي ذلك المدرسة الواقعية ، والمنهج الواقعي عند مكيافللي هو : ( أن الدولة تمثل تنظيماً وتحديداً بينما الأفراد تدفعهم أنانية نفوسهم فينزعون إلى الخمود الاجتماعي 0 الفرد ينزع إلى الهرب باستمرار ، ويميل إلى عصيان القوانين وعدم دفع الضرائب والامتناع عن خوض الحرب 0 وقليل هم الأبطال أو القديسين الذين ضحوا بمصلحتهم على مذابح الدولة ، وغير هؤلاء جميعاً في حالة ثورة مكبوتة ضد الدولة ) 0

ما ذكر أعلاه لا يعني بأن مكيافللي خبيثاً ، كما قلنا قبله لا يعني استخدام أرسطو للمنهج الأخلاقي أن يعني ذلك أن أرسطو فاضلاً 0 والذي نريد أن نصل إليه استخدام المنهج التحليلي يفرض نوعية النتائج التي نصل إليها 0

وبالتالي عندما نراجع رسائل مكيافللي نجد التالي :

المشهد الأول : أن الناس تعشق من يصون مصالحها :

عندما دعا أهل ميلان لويس الثاني عشر لاحتلالها فتحوا له أبواب مدينتهم للغازي ! 0 ولكن بعد أن وجدوا الآمال التي تعلقوا بها تتلاشى بسرعة البرق ، ولأنهم لم يحصلوا على المنافع التي كانوا سيتوقعونها ، هكذا تعذر عليهم احتمال حكم أميرهم الجديد في هذا الحكم من استثارة لحفيظتهم ! 0

إذاً هذه الصورة لم يخترعها مكيافللي وإنما نقلها من واقع شعب ميلان ! 0

المشهد الثاني : خلخلة التركيبة الحضارية للشعب ، ومن ثم حكمهم :

هذا ما فعله الأتراك في بلاد اليونان ، إذ على الرغم من جميع الوسائل التي لجأ إليها الأتراك للاحتفاظ باليونان ، فإن هذا الاحتفاظ ما كان ممكناً ، لو لم ينتقل الأتراك إلى بلاد اليونان للعيش فيها 0

المشهد الثالث : عندما تسيطر على شعب فأجعل أعزته أذلته ، وأذلته أعزته :

على حاكم المقاطعة أن يحاول إضعاف الأقوياء منهم 0 فالرومان في مستعمراتهم غرروا بصغار الوجهاء دون أن يضعفوا قوتهم ، وأخمدوا سلطان الأقوياء 0

المشهد الرابع : القضاء على الحليف :

إذا طلبت من فئة سكانية خدمات في حالة الأزمات ، ويتحقق بعد ذلك انتصارك وانتهاء الأزمة ، فهناك مشكلة جديدة ، فحلفاءك أصبحوا شركاء في سلطانك فلابد منك من القضاء الكامل على الحليف ، لأن خطوة الحليف القادمة أما الشراكة أو خلعك من سلطانك ! 0

المشهد الخامس : قسم مكيافللي الممالك إلى قسمين :

وننبه هنا المهتمين بهذا الشأن وخاصة طلاب السياسة بأن هذا التقسيم لا ينطبق على العالم المعاصر ، ، وخاصةً بعد المرحلة الويستفالية ، باستثناء الجيوب بعضها في دول العالم النامي 0 وتقسيمة مكيافللي هي كالتالي :

أ   –       الملك وموظفوه الذين عينوا وزراء بتفضل وكرم منه فيساعدونه في إدارة شؤون المملكة 0 أما تعليقنا على ذلك في فترة مكيافللي كان مفهوم المملكة (أ) بأنها جزء من أملاك الملك بشعبها وأرضها ومواردها ، ولكن ذلك يحدث مشاكل بسببه في العالم النامي الآن ، لأن الوزراء بعد تعيينهم ظاهرياً يقولون كل المملكة بما فيها ملك للملك ، ولكنهم حقيقة لا يؤمنون بذلك ، بل يعتبرون أنفسهم شركاء مع الملك في النهب والاستيلاء على ثروات المملكة !! 0

ب –       ملك ونبلاء وهذا ما يشبه النظام الإقطاعي ، بحيث يكون لكل مقاطعة أمير ، وجميعهم يدينون بالولاء لقمة الهرم وذلك ممثلاً بالملك 0 ويرى مكيافللي أن النوع (ب) من الممالك فرصة بقائها أطول من الممالك المركزية 0

المشهد السادس : في حالة الاحتفاظ بالمستعمرة دون ضمها :

من الممكن أحياناً أن يسمح للناس العيش في ظل قوانينهم مكتفياً بتناول الجزية منهم ، وخالقاً فيها حكومة تعتمد على الأقلية الحاكمة 0

المشهد السابع : الموظف الذي يعمل إلى مستواك فعليك القضاء عليه :

على الزعيم أن يكون كريم فوق الحدود على الوزير الطماع ، إلى أن يشعر الوزير بأن إمكانياته وصلاحياته لا تقل عن زعيمه ، ولكن اكتشف مكيافللي من تجارب الآخرين ، بأنه إذا أراد أن يتخلى الزعيم عن وزيره الطماع ، فعليه أن يقضي أو يحطم وزيره قضاءً أو تحطيماً كاملاً ، لأن مجرد ترميج هذا الوزير ، فكأن الملك ضرب آخر مسمار في نعشه !! 0

المشهد الثامن : القوات المسلحة :

من الممكن تقسيمهم إلى اربعة أقسام : المواطنين ، والمرتزقة ، ومختلط ، والإضافية ( يقصد بها القوات الأجنبية التي تأتي للمساعدة في الأزمة فقط ) 0

طبعاً هنا معظم المدارس تتفق مع تحليل مكيافللي بأنها جميعهم خطرهم أكثر من فائدتهم باستثناء المواطنين أحياناً 0 لأن الحرب تعتمد على تقديم النفس إلى الموت ، والمنهج البراغماتي يعتمد على المصلحة ، والذي يريد مصلحة , لن يموت من أجلها لأنه أصلاً يريد التمتع بها ! 0 ولكن من الممكن أن يقدموا أنفسهم فداء للوطن في حالة إذا كان هناك عند المواطنين الشعور الحقيقي أن الوطن هو كل حياتهم وجميعهم مشتركين في الحقوق والواجبات ، أو يكون هناك رمز يجمعهم مثل الدفاع عن الدين ، أو أيديولوجية سياسية يؤمنون بها !! 0 وهنا نؤمن بالمقولة المشهورة أحذر من شعبك مرة ، ومن جيشك ألف مرة !! 0

المشهد التاسع : كن كريماً إلى أن تصل إلى السلطة :

من هنا ترى مدرسة مكيافللي الواقعية بأنه لا مانع أن تكون كريماً في حالة محاولتك الوصول إلى السلطة ، ولكن بعد وصولك للسلطة فلا مانع أن تعود إلى غريزتك الرئيسية وهي البخل ! 0 إلا في حالة إذا شعرت أن سلطانك اهتز !! 0

المشهد العاشر : كن قاسياً ، كن ظالماً ، كن مكتسحاً :

حكمة مكيافللي هنا من خلال تجاربه بأن الناس يحبون بأهوائهم ولكنهم يخافون بإرادة الزعيم !! 0

المشهد الحادي عشر : لعبة القانون :

عندما تريد انتزاع السلطة فلابد من استخدام القوة ، ولكن لكي تحكم الشعب ، ويبقى مذعناً لك ، فلابد لك من استخدام القانون 00 ولكن أي قانون ؟ 0 طبعاً على السلطان أن يخلق القانون الذي يناسبه ، ويجعل أفراد الشعب مذعنين له وبالقانون !! 0

المشهد الثاني عشر : طريقة إيصال الأوامر إلى الشعب :

الشعب ينقسم ما بين الدهماء والقلة ، فعندما تريد أن تقدم أي مشروع جديد فعليك بعرضه على الدهماء وبطريقة مستعجلة ، وإصدار القرار فيه قبل أن يتدخل القلة لأنهم سيقومون بعرقلة وتشويش فكر الدهماء ، والمهم عند مكيافللي من ناحية براغماتية هو السيطرة على القاعدة ، وليست السيطرة على النخب التي من الصعب السيطرة عليها !! 0

المشهد الثالث عشر : المتآمرين :

هنا ناقض مكيافللي ما بين المدرستين الواقعية والأخلاقية ، وكذلك تردد كثيراً في هذا الرأي ، ولكنه في النهاية مال أكثر للمدرسة الأخلاقية وهو ما يناقض معظم رسائله بحيث قال ( الزعيم الذي يكسب ود الشعب يكون في أمان من تآمرهم عليه ) 0

المشهد الرابع عشر : الخصوم :

لاحظوا هنا وبعنف ، رجع مكيافللي للمدرسة الواقعية قائلاً :  ( لا تقضي على الخصوم مرة واحدة ، حالف بعضهم وقم بالقضاء على الآخرين ، إلى أن تقضي عليهم بالتدريج ) ، ومن هنا اقتبس من المدرسة الرومانية ( هو عندما تحارب الخصوم جميعهم مرة واحدة ، فسوف يتحدوا ضدك ، ويقهرونك ، فعليك بتفريقهم ، وتمزيقهم ، وتدميرهم بالتدريج!!) 0

المشهد الخامس عشر : صناعة النصر :

أحياناً تحتاج إلى إنجاز ، فلابد لك من تفجير قضية ، على شرط أن تكون متأكداً من القضاء عليها ، وبعد تفجير هذه القضية تقوم برد حاسم على هذه القضية ، وتكون النتيجة هو النصر 0 وقبل النصر يفترض أن يكون هناك خطة مسبقة حتى قبل تفجير القضية : ما هي الآلية التي تستطيع إخراج جميع الشعب لكي يحتفلوا معك بالنصر ؟ ! 0

المشهد السادس عشر : ازرع قلاعك في قلوب شعبك :

انظر هنا تناقض عند مكيافللي ما بين المدرسة الأخلاقية والواقعية ، فمكيافللي ضد القلاع وبهرجة السلاطين الزائدة ، ومن هنا يقول ( أفضل القلاع التي تبنيها, هي التي في أفئدة الشعب ) ، وهذا يمثل قمة المنهج الأخلاقي 0 وتعليقنا هنا بأن الشخص الذي يتعامل مع المنهج البراغماتي ، فالشعب لا يؤمن جانبه عندما يضطر أحياناً إلى استخدام المنهج الأخلاقي !! 0

المشهد السابع عشر : طريقة اكتساب الزعيم للشهرة وفي الوقت نفسه استهلاك طاقة الشعب :

طبعاً على الزعيم القيام بعمل المشاريع العظيمة ، وهذا ليس بمهم حتى لو تحولت إلى فيلا بيضاء أو أطلالاً ، لأن خلال عملك لهذه المشاريع العظيمة يكون شعبك مذهولاً ، وتكون متسلطاً على عقولهم ، وتجعلهم مشغولين دائماً بالتطلع إلى النتائج !! ، وبمجرد انتهائك من مشروع فعليك أن تكون جاهزاً لتشغلهم بمشروعاً آخر حتى لو كان عديم الفائدة على المدى البعيد 00 وهلم جرا ، وهذا سيشغل الشعب عنك في معظم فترة سلطانك !! 0

المشهد الثامن عشر : حكمة دوران الزمن :

ومن هنا نلاحظ أن مكيافللي اقتبس ذلك من عند أحد دهاة العرب ، وهو عندما قال مكيافللي ( الخطأ الشائع عند الناس ، أن لا يحسبوا حساب العواصف عندما تكون الرياح هادئة ) 0

وفي ختام تنظير رسائل مكيافللي ، لابد أن أكون أميناً معكم قائلاً بأن هذه الرسائل من الصعب تطبيقها الآن باستثناء بعض الجيوب المتخلفة ، ويقودها مجموعة من الأغبياء ، لأن حكمة رسائل مكيافللي أن تنفذ من دون أن يدركها الشعب الذي تنفذ ضده ! 0 وليس كما يحدث الآن في بعض جيوب العالم ، كما يقول المثل القطري : ( إذا كان الأغبياء يأكلون التمر ، فالشعوب يعدون الطعام ) !! 0

أما بالنسبة لعالمنا المعاصر الذي وصل إلى ما بعد الدولة القومية ، فلم تعد هذه المناهج تنطبق عليه بحذافيرها إلا بعد ترويض أجزاء منها ! 0 فمثلاً نحن الآن كمتابعين للسياسة العالمية ، نلاحظ الآن في أبريل 2005م متعة في اللعبة السياسية ما بين قادة حزب العمال في المملكة المتحدة ، وهي لعبة شد الحبل ما بين بلير وبراون ، والغريب في ذلك أن كل واحد يريد التخلص من الآخر ليصبح زعيماً على إحدى أهم خمس دول في كوكب الأرض ، ولكن مشكلة المحور هي التالي كما تقول الصحافة العالمية : (أنهما لا يستطيعا العيش معاً ، ولكن من دون الآخر ، فإن كل واحد منهم سيدمر نفسه ) 0

والعرب يعتبرون من دهاة التخطيط السياسي ، حتى من قبل انطلاق رسائل مكيافللي بتسعة قرون من الزمن ، وإن يكن العرب اقتبسوا كثيراً من فن السياسة عند الإغريق ، ومن الأمثلة على التخطيط السياسي عند العرب، لعبة شد الحبل ما بين معاوية ابن أبي سفيان صاحب أكبر دولة إسلامية عربية ، وأخيه زياد ابن أبيه ، فكان زياد شديد البأس وعنيف عند تطبيقه العقوبات على رعيته ، وكانت رعية زياد عندما يشعرون بالظلم ، يذهبون إلى الشام لكي يحصلوا على حماية أمير المؤمنين من زياد ، وكان أمير المؤمنين يجيرهم ، والغريب في الوقت نفسه لا يكف يد زياد عن غيرهم ، وهذا مما جعل زياد يكتب لمعاوية قائلاً : ( إن هذا لفساد لعملي كلما طلبت رجلاً لجأ إليك وتحزم بك ) 0

فرد عليه معاوية : ( أنه لا ينبغي أن نسوس الناس بسياسة واحدة ، فيكون مقامنا مقام رجل واحد ، ولكن تكون أنت للشدة والغلظة ، وأكون أنا للرأفة والرحمة ، فيستريح الناس بيننا !! ) 0

وطبعاً هناك مقالب أخرى من زياد عملها في معاوية ( لا مجال لذكرها الآن ) 0 ولكن خطة معاوية كانت واضحة وصريحة هو نقل الحكم لابنه من بعده ، وكانت وصيته لابنه يزيد ، وهذه الوصية ستوضح لكم كيفية دهاء السياسة مع مختلف الفئات البشرية من خلال مفاهيمها الحضارية والاستراتيجية والجيوسياسية ، فمقالة معاوية لابنه : ( انظر أهل الحجاز فأنهم أهلك فأكرم من قدم عليك منهم وتعاهد من غاب عنك ، وانظر أهل العراق وأن سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عامل فعليك أن تفعل ، فإن عزل عامل أحب إليّ من أن يشهر عليك مائة ألف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا لسانك وعينيك ، فإن نابك شيء من عدوك فانتصر بهم ، فإذا أصبتهم فأردد أهل الشام إلى بلادهم فإنهم أن أقاموا بغير بلادهم ، أخذوا بغير أخلاقهم 00 إلخ ) 0

في ختام هذا الفصل وجدت جميع الفقهاء في السياسة في الدول النووية ، وعهد الإغريق ، وعهد الرومان ، والدولة الإسلامية ، والدولة البابوية ، وعهد الإقطاع ، ومرحلة الكشوفات ، ومرحلة ما بعد الدولة الويستفالية ، والآن في عهد الدولة ما بعد القومية ، يختلفون في كثير من الأشياء ويكادون يجمعون على شيء واحد ، بأن الناس تتغاضى عن كل رذائل الزعيم منها ما يذكر ، ومنها ما لا يذكر ، إلا رذيلتين أقر جميع الفقهاء بأنها لا تغتفر للزعيم وهي : الأولى البخل ، والثانية : عدم إنزال الناس منازلهم 0

وعموماً كل ما قرأتموه يعتبر من فصول المقدمة ، أما مسودات لب الموضوع فهي جاهزة عندي وحتى لا أحرق الموضوع على المهتمين سأقوم بإنزاله بالتدريج وبهدوء !! 0

والى اللقاء إن شاء الله

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *