نزاعنا هو بناء إسرائيل

بسم الله الرحمن الرحيم

6/6/2004

كنا عندما نتابع تحاليل الجيوبوليتكيون الإسرائيليين للمنطقة في الصحافة العالمية لا نهتم كثيراً ، ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة ، وخاصةً في السنوات الثمان الأخيرة أصبح

ما يكتبه الإسرائيليون كأنه المخطط الذي على أمريكا أن تصادق عليه في الشرق الأوسط 0

 وهذا الدور لم يبرز وبشكل مباشر إلا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م الذي كان من انعكاساته المشؤومة على المنطقة هو احتلال أفغانستان وبعدها العراق ، وعمل عدة

سناريوهات تمثل الخارطة الجيوسياسية للمنطقة ، ومن هذا المنطلق سنوضح رأيين استراتيجيين إسرائيليين هما :

 الأول منهم نشر في : (Herald Tribune Nov. 8. 2003) وهو يلمح عدم مصداقية القيادات العربية في الكفاح ضد إسرائيل ، لأن تصفية الخلافات العربية العربية تمثل

الأولوية في القائمة عندهم ، مقارنة مع الصراع مع إسرائيل 0

 الثاني منهم نشر في : (Financial Times. Nov. 18th. 2003) وهو يوضح بطريقة ذكية تفكيك العرب إلى دويلات من صالح العرب ، وطبعاً أسلوبه في معالجة

الموضوع بطريقة خبيثة 0

 فالرأي الأول هو للبروفسور موشي – أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق الأوسطية في الجامعة العبرية ، ويقول : ” سوريا تمتلك تاريخ طويل في استخدام المنظمات

الفلسطينية كورقة لعب لتقوم بالحرب بالوكالة عن سوريا ، ولكن عندما يقوم الفلسطينيين بأي عملية للاقتراب من الإسرائيليين لايجاد حل سلمي دون أن يحصل الفلسطينيين بأذن سوري

مسبق ، تقوم القيامة السورية ضد الفلسطينيين  0 ويضيف موشي ، قبل عام 1967م كانت سوريا تدعم فتح للقيام بعمليات ضد إسرائيل ، وحتى بالقيام بعمليات تخريبية ضد المشروع

المائي الأردني 0

 ويقول موشي عندما حدث اختلاف مصالح ما بين منظمة التحرير وسوريا ، قامت الأخيرة بإتخاذ عمليات قمعية قوية ضد الفلسطينيين ، وخاصةً في عام 1976م خلال الحرب

الأهلية اللبنانية ، وكذلك حسب رأي موشي في عام 1982م عندما غزت إسرائيل لبنان وبالتحديد المخيمات الفلسطينية ، يقول موشي بأن سوريا امتنعت عن تقديم أية مساعدة للفلسطينيين

ضد الهجوم الإسرائيلي  0

 ويضيف موشي بأن الصراع العسكري السوري الفلسطيني السوري انتهى ، ولكن الصراع الآن يتمثل في الصراع الدبلوماسي 0 فسوريا احتجت على المجلس الوطني

الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية ، لاعترافهم بالقرارات 181 وهو تقسيم فلسطين عام 1947م ، وقرار 242 عام 1988م وهو بداية تفاوض المنظمة مع إسرائيل، وكذلك الحكومة

السورية غضبت عام 1991م في مؤتمر مدريد لعدم تنسيق المنظمة معها في عملية السلام ، وتلى ذلك الانقسام الكبير في الخط السوري الفلسطيني بعد معاهدة أوسلو السرية المفاجأة

للجميع عام 1993م 0 ويعتقد موشي بأن سوريا بعد أن فقدت ورقة فتح ومناصريها في منظمة التحرير الفلسطينية ، قامت بدعم المنظمات الفلسطينية التي ترفض عملية السلام بشكل مطلق

مع ما يسمى بإسرائيل مثل : الجهاد وحماس ، وذلك حسب رأيه بأن الاستراتيجية السورية تتمثل في عودة فلسطين وحق العودة للاجئين الفلسطينيين لديارهم أهم لسوريا من تحرير أراضيها

المحتلة مثل : الجولان  0

 لو نظرنا لتحليل البروفسيور موشي لوجدناه ركز على عمليتين رئيسيتين هما الأولى : بأن العرب في صراعاتهم الداخلية يعطونها أهمية أكبر من صراعهم ضد عدوهم

الاستراتيجي المغتصب ممثلاً بإسرائيل ، ثانياً : النظام البعثي السوري يرى بأن تحرير فلسطين وعودة شعبها إليها أهم حتى من تحرير الأراضي السورية نفسها ، وهذه النقطة الأخيرة بكل

جلاء هي سبب الضربة الإسرائيلية الأخيرة لسوريا في أكتوبر 2003م ، وتلا ذلك صدور العقوبات الأمريكية ضد سوريا ، وتحميد مشروع قرار الإدانة السورية ضد العدوان الإسرائيلي في

مجلس الأمن ، ومن يدري ماذا تخفي الأيام القادمة لسوريا من خلاف التحالف الثلاثي الصهيو أمريكي والأنجلو أمريكي؟0

 أما الموضوع الذي نستطيع أن نستشفه من خلال تحليل موشي هو بأن من أهم استراتيجيات الصراع الإسرائيلي العربي ، هو الخلافات العربية العربية ، وبالفعل هذه

الخلافات القطرية والإقليمية العربية هي أم المعارك الكبرى التي تجعل العرب منذ خمسين سنة مهزومين أمام عدوهم التقليدي إسرائيل ، والأغرب من ذلك كان التصميم الجيوسياسي

للخارطة العربية والإسلامية خلال الاستعمار هو صناعة كيانات متنافرة قرياً وإقليمياً ، وبعد ذلك إعطاء هذه الكيانات استقلالها ومن ثم نفس هذه الكيانات ستذهب للمستعمر القديم الصديق

الحالي لكي يدعم كل واحدةً منها ضد الأخرى 0

 ونذكر لكم من هذه الصراعات مثل : في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تحولت لبنان إلى حلبة صراع ما بين قوى مختلفة بطريقة مباشرة وغير مباشرة مثل :

السعودية والعراق وسوريا وإيران والمنظمات الفلسطينية ، بالإضافة للتركيبة الطائفية والمذهبية والعرقية المحلية 0

 وفي الخليج نظرية الدولة الفيدرالية ما بين دول مجلس التعاون الخليجي وصلت إلى مرحلة من مراحل الجمود وسببها اختلافات جيوسياسية مكانية إقليمية ، واختلاف

المصالح القطرية ، والأكثر من ذلك الخلافات المزمنة ما بين الحكام  0 وإيران تعاني من الأسلوب الضاغط الأمريكي عليها من خلال حصارها عسكرياً من أربعة جهات جغرافية ، والتهديد

الدائم من التحالف الصهيو أمريكي عن ضربة استباقية لها ، وكذلك المحاولات الأمريكية  باستخدام البروبوجندا الثقافية الإعلامية للشارع الإيراني من خلال إحياء النعرات الطائفية

والمذهبية والقومية والأيديولوجية ضد النظام الإيراني، وهو نفس الأسلوب مع اختلاف الأهداف التي استخدمها آية اللّه الخميني في تحريك الشارع الإيراني ضد نظام الشاه في عام 1979م

 0

 وباكستان تقريباً حيدت تماماً خاصةً بعد القضاء على نظام طالبان في أفغانستان، ووضعت ما بين المطرقة والسندان  0 وآسيا الوسطى من صراعات ثقافية وخاصةً الأقليات

الروسية ، والتي تهدد روسيا الاتحادية بأنه إذا تضررت مصالح أصحاب القومية الروسية في آسيا الوسطى ، فسوف تستخدم الضربة الاستباقية لحمايتهم ، وبالإضافة إلى فساد مزمن في

السلطة وصلت إلى انتقال السلطة في بعض الجمهوريات من الأب إلى الأبن بمساندة أمريكية وذلك للمحافظة على مصالح الشركات الأمريكية الموقعة اتفاقيات امتياز هايدروكاربون مع هذه

الحكومات الفاسدة  0 ومصر اقتربت من الانهيار الاقتصادي ، واخطر ما ينتظرها من أمور هو أية تغيير جيوسياسي مكاني سيحدث في السودان  0 أما الصومال فتقريباً انتهت كدولة ،

وأصبحت مضارب قبائل متصارعة ، والسودان ننتظر قريباً ولادة دولتين مسيحية في الجنوب ومسلمة في الشمال ، والأخطر الأكبر عندما يحدث أية تعديل على اتفاقية إعادة توزيع مياه

النيل مما سيجعل ذلك يمثل تهديداً كبيراً على مصر التي تمثل ربع العالم العربي تقريباً من الناحية السكانية  0 وليبيا إلى الآن دفعت وستدفع ما يقارب من 16 مليار ريال قطري لأمريكا

وبريطانيا وفرنسا والبقية تأتي ، والجزائر تعاني من صراع سياسي قومي وديني مزمن ، والمغرب انهكتها قضية البوليساريو كما انهكت البرليساريون الحلول لقضيتهم 0 فهذه القضية

استعصى حلها على الفرضيات للحل السلمي سواءً كان استفتاءً ، أو ضماً ، أو تقسيماً 0 وهذه الصراعات من الممكن في أية فترة أن تشعل مواجهة خطيرة ما بين الجزائر والمغرب ،

وربما تنضم موريتانيا إلى الصراع لما لهذه القضية من عمق إقليمي وقومي وقبلي وثقافي  0

 أما العراق فهي أم المعارك بالفعل في العالم العربي ، وكذلك أم الحواسم بالنسبة للتاريخ العربي الحديث ، وهذين المسميين للرئيس العراقي السابق صدام حسين ، ولم يكسب

الجولة في أي منهما 0

 فالعراق منذ أبريل 2003م احتلتها أمريكا وانهت فيها ما يسمى بنظام الدولة ، والغريب في ذلك الأرض التي انطلق منها أول نظام دولة في تاريخ البشرية ، وبعد أن أصبح

الكوكب كله خاضع لنظام بشري محلي ودولي ، ولم يبق في كوكبنا إلا العراق بدون نظام بشري محلي أو دولي : هل هذا يعقل ؟  0

 يقول البروفسيور شلومو افينيري من الجامعة العبرية في القدس بشأن العراق في (Finan Cial Times Nov. 18th. 2003) التالي : بعد ستة شهور الحلم الأمريكي

في العراق لتحقيق الديمقراطية من القمة فشل  0 ويرى الكاتب بأنه يجب على أمريكا أن تتعظ أولاً لأن العرب (22) دولة ولا دولة من هذه الدول يوجد بها ديمقراطية ، وثانياً : الإصلاحات

في العراق يجب أن تنطلق من القاعدة ، وضرب على ذلك مثالاً وهو ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية بدأ الحلفاء بإصلاحها على المستوى المحلي والبلدي ، وبعد ذلك بدأت الإصلاحات

الإقليمية ، وأخيراً استطاع الحلفاء تشكيل دولة فيدرالية ألمانية عام 1949م عاصمتها بون 0 ولكن شلومو يرى أن النموذج العراقي أكثر تعقيداً حتى من ألمانيا ، ويستدل على ذلك منذ أن

قامت بريطانيا بالهندسة المكانية للدولة العراقية عام 1920م ، وبعد انهيار الدولة العثمانية ، كان التركيب الجيوسياسي المكاني للعراق معقد التشكيل ويضعف الاحتفاظ به في كيان سياسي

واحد ، وبالتالي كان هناك تمرد مزمن منذ النشأة حسب رأيه بين السنة في الوسط والشيعة في الجنوب ، ويشبه هذا بالصراع في القرن السابع عشر بين الكاثوليك والبروتستانت في أوربا

0

 ويضاف إلى ذلك الكيان الانفصالي منذ النشأة ممثلاً بالأكراد  0 ومن هنا كما أعتقد يبدأ وضع السم في الدسم ، فآراء شلومو أعلاه جيدة ، ولكنه في النهاية يقول : الأكراد من

قبل الغزو الأمريكي وهم يتمتعون منذ عام 1991م بكيان منفصل عن الدولة الأم ( العراق ) تحت حماية أمريكا ، وخلال هذه الفترة استطاع هذا الكيان أن ينشأ بنية تحتية قوية تؤهله أن يدير

نفسه 0 ويرى شلومو لماذا لا تدعم أمريكا هذا الكيان بتشكيل دولة مستقلة مثل مطالب الفلسطينيين حسب رأيه  0 ويرى شلومو بالنسبة للجنوب العراقي فيفترض أن يترك للعراقيين الشيعة

في البصرة تشكيل مجلس للمحافظة لإدارة البصرة من دون تدخل أمريكي في تعيين الأشخاص ، وعلى أمريكا أن تدعم هذا المجلس لكي يصبح نواة إدارة إقليمية في الجنوب الشيعي العراقي

حسب رأيه  0 وكذلك كما يرى في المثلث السني ، ويرى لو تم إدارة العراق بهذه الطريقة في النهاية سيصبح ثلاث كيانات مستقلة ، وبالنسبة للأمريكان سيتوقف هدر الدماء المستمر ، وبعد

ذلك يقول شلومو على العراقيين أن يقرروا أما نوع من أنواع الدول الفيدرالية ، أو غير ذلك ، طبعاً غير ذلك تشكيل دويلات مستقلة ، وأضيف على ذلك بأنه في المستقبل ستصبح متصارعة

على تشكيل مجالاتها السياسية كدول جديدة ، وكذلك متصارعة على مناطق الموارد الطبيعية ، وعلى المطالبة بضم مناطق الأقليات الطائفية والقومية إلى إقليمهم الأم ، وطبعاً أعتقد بأن من

أفضل مناطق التسليح لهذا الصراع ستصبح الدولة الإسرائيلية لو حدث ذلك في العراق – لا سمح اللّه – ففي الشمال الكردي ستصبح هناك حرب إقليمية ما بين الأكراد في كلٌ من : تركيا

وإيران وسوريا ويدعمهم العمق المستقل العراقي لتشكيل كيان قومي كردي ، وفي الوسط العراقي سيحرم المواطنين العراقي الذي يتشكل جلهم من السنة من موارد بلدهم في الشمال

والجنوب فسيصبحون حسب الإمكانات المتوفرة لديهم ، أما البحث عن تحالفات مذهبية في الغرب والشمال ( السعودية ، والأردن ) إذا لم تكن عندهم القوة الكافية للحصول على موارد

الشمال والجنوب العراقي ، أما إذا كان لديهم القوة الذاتية فسينتج عن ذلك حرب عراقية عراقية – لا سمح اللّه – ، وستتورط فيها الجهات الإقليمية من ناحية ومذهبية قومية مثل السنة مع

السنة ، والشيعة مع الشيعة ، والأكراد مع الأكراد ، والترك مع التركمان ، والفرس مع الفرس ، والعرب مع العرب ، وسيتدخل التحالف الصهيو أمريكي لحماية مصالح اليهود في كل هذه

الكيانات ، وكذلك التحالف الأنجلو أمريكي لحماية أمن المسيحيين في كل هذه الكيانات ، وفي الختام سيصبح نظام إقليمي جديد في الشرق من خلال إعادة الهندسة المكانية لكيانات سياسة

جديدة على شكل دويلات صغيرة متناحرة ، وجميعها متحالفة مع إسرائيل ، وتكون إسرائيل هي الدولة الرائدة كلها في الشرق الأوسط 0 أو بمعنى آخر المركز الإداري الإقليمي للشرق

الأوسط ، وأرجو أن لا يثير ذلك الكثير من الاستغراب ، ولذلك انصح نفسي والآخرين بإعادة قراءة التاريخ قبل الحرب العالمية الأولى عندما كانت الدولة العثمانية موجودة وشكل الجغرافيا

السياسية للمنطقة ، وشكل المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى ، والطريقة التي استغلت بها بريطانيا الصراعات القومية ما بين العرب والتركمان والكرد والفرس لكي تحقق لكل منهم أحلامه

، وفي النهاية كانت النتيجة دويلات شرق أوسطية مقطعة  0 إذاً المذكور الهندسة البريطانية للمنطقة عندما كانت دولة عظمى ، والآن الولايات المتحدة لابد لها من إعادة هندسة المنطقة من

ناحية جيوسياسية لكي يسهل عليها إدارتها ، ولكن هل نحن نتعظ ونستوعب أهمية الوحدة الإقليمية قبل أن نقول أكلت يوم أكل الثور الأبيض ؟  0

 وفي الختام الموضوع الذي لم يسلط الكثير من الضوء عليه : هل اليهود بالفعل يوافقون على كيان إسرائيلي فلسطيني ثنائي أو كل منهم مستقل عن الآخر في أرض فلسطين

؟  0

 هذه الإجابة كانت واضحة في استطلاعات الرأي في إسرائيل في أكتوبر عام 2003م ، فنلاحظ في الاستطلاع 67% من العينة اليهودية يخافون من دولة ثنائية القومية لأن

في النهاية النمو الديموغرافي الساحق سيكون لصالح الفلسطينيين ، وأظهر الاستطلاع في العينة اليهودية بأن 78% يؤيدون حل الدولتين كمكانيين مستقلين عن بعضهما أحداهما لليهود

والأخرى للعرب ، والأغرب من ذلك بالنسبة للجدار الفاصل 63% من اليهود مع إقامة الجدار الفاصل ما بين اليهود والعرب 00 إلخ 0

 خلاصة هذا الاستطلاع توضح بأن اليهود لا يريدون أن يعيشون مع العرب في كيان سياسي واحد ، ويفضلون الجدار الفاصل في دولة إسرائيلية مستقلة وهي فلسطين

1948م 0 ربما يبدو أن الجدار الفاصل ما بين الأرض المحتلة ، وفلسطين 1948م للمواطن اليهودي العادي الذي يفكر في حياته اليومية أمراً ممكناً لتشكيل الأمن للشعب اليهودي ، ولكن

لا يخفوا عن أنظار المخططين الصهاينة بأن الدولة الأحادية اليهودية في فلسطين 1948م لن تكون أحادية لأن 25% من سكانها هم العرب الفلسطينيين ، ومن خلال النمو الطبيعي الضخم

للفلسطينيين فيما يسمى بإسرائيل ما بين عقدين إلى ثلاثة عقود من الزمان سيصبحون إن شاء اللّه 50% من شعب إسرائيل، وإذا استمر النمو الطبيعي للفلسطينيين كما هو ، سيصبح

اليهود أقلية فيما يسمى إسرائيل الآن ، والنتيجة بعد أن انهزم العرب أمام الكيان الصهيوني في جميع معاركه، سينتصر اللّه للفلسطينيين إن شاء اللّه من خلال القنبلة الديموغرافية ، ولكن

السؤال الذي يطرح نفسه ، هل المخططين الصهاينة سيتركون هذه العملية تتم دون تدخل منهم ؟0

 طبعاً أتوقع الإجابة من أغلبيتكم بلا ، وطبعاً أن أقول لكم لا ، وأعتقد الحقيقة الوحيدة التي نراها الآن بأن عملية السلام العربية الإسرائيلية الموجودة الآن هي مجرد مخطط

صهيو أمريكي لكسب الزمن ، إلى أن يعاد صياغة هندسة مكانية سياسية للمنطقة ، والخطوة الثانية لا سمح اللّه سيطبق على الفلسطينيين سياسة التهجير (Transfer) إلى شرق الأردن ،

والكيانات العربية الأخرى التي سيعاد تشكيلها  0

 وأرجو أن لا يستغرب ذلك ، فأحد أهم العناصر التي تجمد عملية السلام الآن هو عودة اللاجئين ، فلذلك سيصبغ شرعية للتحالف الصهيو أمريكي بزيادة تهجير الفلسطينيين

من وطنهم الأم ، لأن العرب رأوا بأن الطرد الأول شرعي ، وبالتالي فما هو الفرق ما بين الطرد الأول والثاني والثالث والأخير إلى أن تفرغ الأرض الفلسطينية من أهلها لا سمح اللّه 0

 ولذلك أرى أنه إذا لم نستطع أن نقدم شيء للفلسطينيين ، فلنتركهم وشأنهم لأن ذلك هو أهون الشرين  0

 وأختتم قائلاً 00 هل نستوعب الدرس ؟  0

 وإلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه ،،،

معادلة فلسطين الصعبة شعب حر وأرض محتلة

بسم الله الرحمن الرحيم

30/1/2005

أما برامج العمل في حالة الأرض المحتلة فيفترض أن يحتوي على التالي : إصلاح مؤسسات السلطة ، ومحاربة الفساد ، ومدى التزام المرشح بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة ، ومدى التزام المرشح بحق العودة ، ومدى التزام المرشح بإزالة المستوطنات من الأراضي المحتلة ، وما هي الآليات التي سيستخدمها المرشح للتعامل مع عناصر المقاومة ؟ ! وما هي الآليات التي سيستخدمها المرشح للتعامل مع الحرس القديم ؟

عندما نناقش الموضوع الفلسطيني ، نجد بأن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد ما بين شعوب منطقة سايكس بيكو ، الذي لم يملك حرية الحركة في أرضه سواء بالدخول أو الخروج 0 أما بقية المناطق العربية فقسمتها الدول الاستعمارية إلى مجموعات لكي تطبق تصورها الجيوبوليتيكي فيها 0 فنرى مثلاً منطقة (أ) لفرنسا ، ومنطقة (ب) لبريطانيا، وتحتفظ فرنسا ضمن هذا الاتفاق بالمنطقة الزرقاء ، وتحتفظ بريطانيا بالمنطقة الحمراء ، ومنطقة بنية ( فلسطين ) ، فقد قضت الاتفاقية بوضعها تحت إشراف دولي ، بموجب اتفاق بين روسيا وفرنسا وبريطانيا.

وبعد ذلك قامت كل من فرنسا وبريطانيا بتقسيم المجموعات أعلاه مناطق إدارية تحت مسمى دول بسيطة ، ودول مركبة ، وكانت السياسة تقتضي لإدارة هذه الدول ، لابد من تطبيق مبدأ فرق تسد ، أي أن الدويلات أو المستعمرات الجديدة المصنوعة لابد أن يكون بينها توتر دائم ، ولذلك يبقى الصديق الذي يلجأ إليه الجميع في كل أزمات هذه المستعمرات هو الأخ الأكبر الذي وضع خطة فرق تسد لهذه الدويلات أصلاً .

وكذلك استعان المستعمرين بعد دراسة عميقة لهذه المنطقة ، فوجدوا أنه لكي تستمر إدارة هذه المناطق أو المستعمرات ، وبعد ذلك الدول بدون نزاع ، لابد من الاستعانة بزعماء موالين للغرب ، ومساعدة هؤلاء الزعماء بإنشاء نظام توازن قبلي في كل دولة ، ومنها أيضاً لعبة جديدة وهي نظرية فرق تسد ما بين الدول ، أصبحت تستخدم نظرية فرق تسد ما بين مواطنين المستعمرات 0 ففي كل مستعمرة القبائل تتصارع ، ولحل النزاع تلجأ إلى قمة الهرم الهاريكي في المستعمرة ، وكذلك كما ذكرنا سلفاً المستعمرات تتصارع ولحل هذا الصراع تلجأ إلى قمة الهرم الإداري للمستعمرات 0 كل هذا النزاع وقمة هذا الهرم هو المستعمر أصلاً الذي صنع هذا التوتر ليبقى بين الفينة والأخرى القطب المركزي لجميع المستعمرات 0 وإن تغيرت المسميات ، ولكن للأسف الشديد الوضع مازال كما هو عليه منذ عصور الاستعمار الأولى ( انظر دراستنا سايكس بيكو 2002م في موقعنا الالكتروني ) 0

أما فلسطين فهي أم القضايا ، فالتخطيط السياسي لفلسطين بدأ منذ عام 1840م ، وذلك عندما دعا رئيس وزراء بريطانيا الفايكونت بالمر ستون إلى تهجير اليهود إلى فلسطين ,  وإن كان بعض المحللين في التاريخ السياسي يرون أن إنشاء دولة لليهود في فلسطين ، يعتبر إبداع سياسي لبالمر ستون وذلك من خلال التخلص من الجالية اليهودية التي امتصت دماء الشعب البريطاني ، وكذلك صناعة دولة غريبة حاجزة ما بين مصر والمشرق العربي لكي تمنع قيام أية دولة عربية أو إسلامية متحدة ! 0 وفي عام 1897 تمكن تيودور هيرتزل من عقد المؤتمر الصهيوني الأول بحضور 204 مندوب يمثلون جمعيات صهيونية متناثرة في أرجاء مختلفة من العالم ، ووضع برنامج عرف ببرنامج بال 0 وقد  حدد المؤتمر هدف الصهيونية على أنه خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين بواسطة الهجرة وربط يهود العالم بهذا البرنامج ، والتعاون مع الدول الأوربية والاستعمارية .

وفي عام 1917م صدر وعد بلفور الذي كان واضحاً وصريحاً بدون أي لبس ، وموجه من بلفور إلى اللورد روتشيلد ، وكان النص الصريح في الوعد كالتالي : ( إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ) 0

مع الوعود أعلاه لا يوجد مجال للشك بأن مساهمة بريطانيا وحلفاءها في تفتيت الدولة العثمانية المكاني ، هو الهدف . وليس مساعدة العرب والمسلمين على تغيير النظام العثماني مع الاحتفاظ بكيان الدولة العثمانية الإسلامية المكاني . وانما هدف االاستعمار  صناعة أرضية جديدة لقيام كيان غريب مزروع في المنطقة ، ولقيام هذا الكيان الغريب ، يتم التفتيت المذكور أعلاه في سايكس بيكو ، وتسهيل مهمة هجرة اليهود إلى فلسطين ، فمثلاً في عام 1897م قبل إعلان هرتزل كان اليهود في فلسطين أقل من 2% من جملة سكان فلسطين ، وارتفعت هذه النسبة إلى 8% عام 1918م ، و 17% عام 1931م ، و 33% عام 1940م وأكثر من 50% الآن (راجع موقعنا الالكتروني عن القضية الفلسطينية ) !! 0

وأقوى رد فعل فلسطيني استطعنا أن نرصده على هذه الهجرة الخطيرة هي الثورة الفلسطينية في الفترة 1936م – 1939م ، وتأسست خلال هذه الفترة الهيئة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني مفتي القدس عام 1930م 0

ووسّطت بريطانيا آنذاك ملوك العرب لتهدئة الأوضاع في فلسطين ، فشارك في هذه الوساطة كلا من المغفور لهم إنشاء الله أمير شرق الأردن وملك العراق وملك المملكة العربية السعودية ، وذلك من خلال إذاعة نداء إلى عرب فلسطين في 9 أكتوبر 1936م : ( لقد تألمنا كثيراً من الحالة السائدة الآن في فلسطين ، فنحن بالاتفاق مع إخواننا الملوك نرجوكم للإخلاد إلى السكينة حقناً للدماء ، معتمدين على حسن نوايا الحكومة البريطانية المعلنة في تطبيق العدل 0 وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم ) 0

وبالفعل صدر الكتاب الأبيض البريطاني في عام 1939م ، الذي يدعو إلى قيام فلسطين دولة مستقلة بعد عشر سنوات ، مع تحديد الهجرة اليهودية في هذه المدة 0

وهذا الإعلان يعتبر تغير كبير في الاستراتيجية البريطانية ، ووضع جميع مفكري ذلك العصر في حيرة من أمرهم : هل هذا لإعلان استراتيجية بريطانية جديدة أم تكتيك بريطاني ؟ 0

وفي نفس هذه الفترة دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الشأن الفلسطيني لدعم قيام دولة يهودية في فلسطين ، وذلك واضحاً من خلال مناقشات الكونغرس عام 1944م 0 أما إعلان الدولة الصهيونية في أرض فلسطين جاء في عام 1947م وكان قرار التقسيم الصادر عن هيئة الأمم المتحدة رقم 181 ينص على تأسيس دولتين مستقلتين ، عربية ويهودية في فلسطين مع توضيح حدودهما 0 وحدث بسببه نزاع فلسطيني مع بعض المشاركات العربية ، وجاءت بعد ذلك ما يسمى بهدنة رودس 1948 ، والملاحظ من خلال الوثائق والمراسلات ، بأن هدنة رودس تمثل عقوبة وليست حلاً للفلسطينيين ، لأنهم رفضوا قرار181 ، فالقرار المذكور كان يعطي لليهود 56% من أراضي فلسطين ، وما تبقى تنشأ عليه دولة فلسطينية بعد التفاهم مع الجوار، أما هدنة رودس فأعطت إسرائيل 77% من أراضي فلسطين وما تبقى لعرب فلسطين لإنشاء دولتهم بعد التفاهم مع دول الجوار!! 0

أما الذي يتم التفاوض عليه الآن ما بين الفلسطينيين والقوى الصهيونية المحتلة هو ما بين 5% إلى 20% في أحسن الأحوال من أرض فلسطين !! 0

أما أهم مراحل الصراع في القضية الفلسطينية هي السياسة الواقعية التي انتهجها الراحل ياسر عرفات وذلك من خلال المحطات التالية :  مرحلة التأسيس التنظيمي عام 1965م ، وحرب 1967م ، وأزمة عام 1970م ، وحرب 1973م ، والبرنامج السياسي المرحلي عام 1974م ، وكامب ديفيد عام 1979م ، وخروج قيادات المنظمة من لبنان إلى تونس عام 1982م ، والانتفاضة عام 1987م ، وإعلان دولة فلسطين في المهجر عام 1988م ، وهو يعتبر مرحلة انتقال كبيرة في أسلوب المدرسة الواقعية الذي انتهجه الراحل عرفات ، ومدريد عام 1991م ، وأوسلو عام 1993م وتعتبر معاهدة أوسلو نهاية الانتفاضة التي بدأت عام 1987م في الأراضي المحتلة ، وفشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000م ، وقيام الانتفاضة الثانية التي مازالت آثارها مستمرة إلى بداية عام 2005م .

ولكن من هو ياسر عرفات ؟

أعتقد سيكون هناك شبه إجماع بأنه أفضل من ينطبق عليه أسلوب المدرسة الواقعية في السياسة ، ونضيف هنا أنه لو لم ينتهج عرفات أسلوب المدرسة الواقعية في الصراع لما استطاع أن يوصل القضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه الآن 0

فالراحل عرفات يعتبر أفضل من استطاع أن يصيغ فن اللعبة السياسية بالمحافظة على توازن جميع محاورها مثل التوازن السياسي ، والتوازن الأمني ، والتوازن الاقتصادي والسياسة الداخلية ، والعلاقات الدولية 0

فمثلاً لعبة التوازن السياسي لدى الراحل عرفات كما ذكرت وكالات الأنباء العالمية تقوم على السيطرة على من يطلق عليهم اسم رجال الثورة أمثال : أبو أياد ( صلاح خلف ) وأبو جهاد ( خليل الوزير ) ورجال المفاوضات وأبرزهم أبو مازن ( محمود عباس ) وأبو علاء ( أحمد قريع ) وبين الفئتين لاعب فاصل أو مستقل أبو اللطف ( فاروق قدومي ) ويوصف بأنه رجل توازن التنظيم والانتقالات الصعبة من الحالة الثورية إلى إطار الدولة 0

والسؤال الذي يطرح نفسه : هل عرفات لاعب سياسي سواء اتفقنا معه أو اختلفنا ؟ 00 نعتقد بأنه من أفضل من أجاد اللعبة السياسية في العالم العربي ، خاصة في الأربعة عقود الأخيرة من تاريخ العالم العربي ، والدليل على ذلك أنه استطاع أن يترك خلفه أقوى تنظيم إداري لكيان الدولة في الأمة العربية رغم عدم وجود الدولة المستقلة في فلسطين إلى الآن 0

ولكن هل برامج المرشح في فلسطين شبيهة ببرامج المرشح في الدول المستقلة أو شبه المستقلة ؟

طبعاً يفترض أن المرشح في الدول المستقلة أو شبه المستقلة أن تكون برامجه تحتوي على المحاور التالية : مثل الميزانية العامة ، والاقتصاد ، والتعليم ، والطاقة ، والبيئة ، والسياسة الخارجية ، والصحة العامة ، والأمن الداخلي ، والتجارة الدولية ، والحقوق المدنية والعقوبات ، وحقوق الهجرة ، والثقافة والمجتمع المدني 000 الخ 0

أما برامج العمل في حالة الأرض المحتلة فيفترض أن يحتوي على التالي : إصلاح مؤسسات السلطة ، ومحاربة الفساد ، ومدى التزام المرشح بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة ، ومدى التزام المرشح بحق العودة ، ومدى التزام المرشح بإزالة المستوطنات من الأراضي المحتلة ، وما هي الآليات التي سيستخدمها المرشح للتعامل مع عناصر المقاومة ؟ ! وما هي الآليات التي سيستخدمها المرشح للتعامل مع الحرس القديم ؟ ! 0

فالمدرسة الواقعية التي رسمها الراحل عرفات أفرزت أول انتخابات رئاسية فيها مجموعة من المتنافسين في العالم العربي ، ولكن بطبيعة الحال كما توقعنا فاز احدى ابرز شخصيات الحرس القديم برئاسة فلسطين السيد محمود عباس وكان نسبة الاصوات التي حصل عليها 62% من جملة المشاركين في الانتخابات علمآ بأن حماس ومعظم انصارها قاطعوا هذه الانتخابات , وهو بالفعل كان اقوى المرشحين للفوز بهذه الانتخابات, والدليل على ذلك فأن ثاني مرشح بعده كانت فجوة الفرق مابينهما كبيره حيث حصل مصطفى البرغوثي مستقل على 19,8% , امانصيب باقي المرشحين فكان مابين 3,5% الى 1% مثل الجبهه الديمقراطيه وحزب الشعب الخ .

اذآ حدث كما كنا متوقعين, وهو فوز ابومازن  في أول دورة انتخابية, كما سنحلل من خلال الاستناد على استطلاع للرأي أجرته جامعة النجاح ( جريدة القدس 4/1/2005م ) وكانت إجابة المشاركين كالتالي:

أولاً : من هو الأفضل من حيث البرامج الانتخابية ؟ 0 وكانت الإجابة 88% محمود عباس ، و 86% مصطفى البرغوثي 0

ثانياً : على أي أساس اتخذت قرارك في اختيار مرشحك ؟ فأجاب 25% على أساس البرنامج ، و 5ر17% على أساس حزبي ، 5% على أساس العشيرة ، وهنا نقطة إيجابية نسجلها من ناحية سياسية للشعب الفلسطيني لأن الأغلبية سيختارون مرشحهم على أساس البرنامج الذي سيقدمه ، مع أننا كنا متوقعين قبل استطلاع الرأي أعلاه بأن الشعب الفلسطيني سيختار مرشحه على أساس حزبي بحيث ستكون الأولوية لفتح ، والمرتبة الثانية لحماس 0

وبعد التركيب الحزبي ، كان التوقع الثاني على أساس عشائري لأن التركيبة العشائرية في المناطق العربية هي التي غالباً ما تكون صاحبة النفوذ في توزيع المقاعد ما بين المرشحين ، ولكن الميزة في استطلاع الرأي أعلاه بأن لا الحزب ولا العشيره كانوا أصحاب النفوذ في كسب المستطلع آراءهم ، وإنما صاحب النفوذ كان برنامج المرشح ، وربما يعود ذلك لأن الشعب الفلسطيني يعتبر أحد أكثر الشعوب العربية تعلماً وانفتاحاً على ثقافة الآخر 0

ثالثاً : هل تثق في الرئيس القادم ؟ 0 كانت إجابة 70% بنعم ، وأهمية هذه الإجابة تعطينا إيمان الناس بمصداقية هذه الانتخابات ، وكذلك تكون العقيدة عند المستطلع آراءهم بنزاهة المرشحين للانتخابات 0 وهذا للأسف نادراً ما نجده في العالم العربي لأن معظم المستطلع آراءهم في الحالات المشابهة تكون تصوراتهم سلبية بالنسبة للمرشح أو نزاهة الانتخابات ! 0

رابعاً : من هو أكثر المرشحين من حيث الدعم الدولي ؟ 0 كانت الإجابة بأن محمود عباس ( أبو مازن ) 85% ومصطفى البرغوثي 7% 0 من هنا كما قلنا لكم أعلاه بأن الرئيس الذي سيفوز في أول دورة انتخابية في فلسطين بعد الراحل عرفات سيكون من الحرس القديم ، ويعود ذلك بسبب وجود القاعدة الشعبية القوية للراحل عرفات وأعوانه ، ودولياً لأن الحرس القديم هم الأكثر احتكاكاً بالعالم في عهد عرفات ! 0

خامساً : هل ستشارك في الانتخابات القادمة ؟ وما مدى نزاهتها ؟ 0 أجاب 3ر74% بأنهم سيشاركون في الانتخابات القادمة ، ويعتقد 2ر72% بأن الانتخابات الرئاسية ستكون نزيهة ، وأعرب 67% من العينة بنزاهة المراقبين المحليين ، و 62% من العينة بنزاهة المراقبين الدوليين 0 وعنصري المشاركة والنزاهة هم أهم عنصرين لنجاح الانتخابات ، ولتحقيق سيادة الدولة ، وإجابة المستطلعة آراءهم من حيث المشاركة والنزاهة نتائجهم تبشر بالخير بحيث معدلها ما بين جيد جداً وجيد مرتفع!0

سادساً : من هو الأكثر مصداقية في دعم العمل الفلسطيني ؟ 0 الإجابة بنعم 42% لأوربا من المستطلع آراءهم ، و 24% للعالم العربي بنعم ، 9% بنعم للولايات المتحدة الأمريكية 0 وهذه الإجابة يفترض من الفائز بالرئاسة في فلسطين أن يحرص لإعطاء دور أكبر لأوربا في المشاركة في إيجاد حل للقضية الفلسطينية ، وكذلك يفترض من العالم العربي زيادة المشاركة في دعم القضية الفلسطينية ، ولكن من دون مزايدة ما بين الأنظمة العربية ، وإنما يكون دورهم لدعم الرئيس الفلسطيني الشرعي الذي سينتخبه الشعب الفلسطيني بكامل إرادته 0 وإذا استطاع الشارع الفلسطيني أن يكسب الدعم الأوربي والعربي للتفاوض مع إسرائيل، فذلك سيسهل على الفلسطينيين التخلص من كثير من الضغوط والابتزاز الأمريكي والإسرائيلي !! 0

سابعاً : ما هي أقوى المنظمات تأييداً في فلسطين ؟ 0 الإجابة كانت 34% من المستطلعة آراءهم لفتح ، 5ر15% لحماس ، وهذا أمر طبيعي كما هو متوقع الآن ، ولكن هناك احتمال أن تتغير هذه الأرضية في الانتخابات الرئاسية التي ستلي هذه الدورة في المستقبل إنشاء الله 0

وفي الختام نتمنى أن تنجح الانتخابات الفلسطينية ، ويليها تشكيل دولة فلسطين حتى ولو على بعض التراب الفلسطيني ، وبعد ذلك نحن العرب سنطالب من الفلسطينيين أن يساهموا في مساعدتنا على نقل تجربتهم إلى كل العالم العربي 0 ولكن علينا أن ندعو جميعاً أن تنجح التجربة الفلسطينية ، وأن يستر عليها الله سبحانه وتعالى من أية تدخلات تقتلها في مهدها !! 0

والى اللقاء دائماً إنشاء اللّه 0

د. فهد بن عبد الرحمن آل ثاني

أستاذ الجيوبوليتيكس المشارك

وباحث قانوني

www.df-althani.com

df_althani5@hotmail.com

فلسطين بين الديموغرافيا والسياسة

بسم الله الرحمن الرحيم

6/6/2004

يقول شمعون بيريز في نظريته عن التبادل للسكان التالي  لدي من الأسباب ما يحملني على الاعتقاد بأن قوات الدفاع الإسرائيلية لم يكن لديها استراتيجية التهجير، وما حدث كان نتيجة غير مخطط لها للظروف المأساوية للحرب في غمرة دعوات من الزعماء العرب للهرب 0 وقد فر نحو ستمائة ألف فلسطيني من إسرائيل خلال حرب الاستقلال في عام 1948م ، بينما استوعبنا عدداً مساوياً من اللاجئين اليهود الذين فروا من البلدان العربية ، حوالي ستمائة ألف يهودي 0 واللاجئون اليهود من البلدان العربية جرى استيعابهم على الفور في إسرائيل وأصبحوا مواطنين كاملين يتمتعون بحقوق متساوية ، في حين ابقي اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين ولم تمنحهم أية دولة الجنسية باستثناء الأردن  0

ما طرحه بيريز قبل عقد من الزمان يمثل تصور استراتيجي خطير لمستقبل المنطقة ، ونعتقد من خلال متابعتنا بأن الولايات المتحدة بدأت تطبق جزء من هذا التصور الآن ، وهو إعادة تشكيل الشرق الأوسط وزراعة حكومات جديدة فيه تقبل أية حلول صهيوأمريكية في المنطقة  0

ومن هذه الحلول عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين وتجنيسهم في الدول التي يقطنون فيها 0

ولكن الخبراء الاستراتيجيون الصهيونيون يرون حتى لو طبق الحل أعلاه ، فذلك لا ينقذ إسرائيل من المشكلة الديموغرافية التي ستواجهها قريباً ، فمجموع الفلسطينيين في فلسطين 1948م وفلسطين 1967م يبلغ 5 مليون فلسطيني ، ومجموع اليهود يبلغ 3ر5 مليون يهودي ، ولكن الذي يمثل كارثة للحركة الصهيونية ، هو بأن النمو الطبيعي للفلسطينيين 5ر2% سنوياً ، أي احتمال أن يتضاعفون في فترة أقل من 30 سنة ، والنمو الطبيعي في المجتمع اليهودي أقل من 5ر1% أي احتمال التضاعف السكاني يحتاج إلى فترة أكثر من 50 سنة  0

إذاً حتى لو طبقت نظرية بيريز أعلاه سيبقى خطر النمو الديموغرافي الفلسطيني قائماً بالنسبة لليهود وذلك سيضع الحركة الصهيونية أمام مجموعة من الفرضيات مثل

أ  – دولة ثنائية القومية 0
ب – دولتين في فلسطين إحداهما عربية والأخرى إسرائيلية 0
ج  – نظرية إسرائيل الكبرى على كامل التراب الفلسطيني  0

بالنسبة للدولة الثنائية القومية فهو مرفوض إسرائيلياً على المستوى الرسمي والشعبي ، فعلى المستوى الرسمي يقول ياهودا ولمبرت نائب رئيس وزراء إسرائيل في (The Daily Star December 6th. 2003)  الأرض التي تحت سيطرة إسرائيل عدد الفلسطينيون فيها 3ر1 مليون نسمة ، وعدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة 5ر3 مليون نسمة ، وخلال فترة قصيرة سيتجاوز عدد الفلسطينيين في فلسطين 1948م وفلسطين 1967م عدد اليهود ، وذلك بسبب الزيادة الطبيعية الكبيرة لدى الفلسطينيين0 فمن يقول اولميرت بعد فترة قريبة سيطلب الفلسطينيين ايقاف الدولة المنفصلة ويحبذون أن يكون في فلسطين دولة ثنائية القومية ، ويرى اولميرت لو حدث ذلك في فلسطين المحتلة ، ويعتقد اولميرت لو حدث ذلك سيفصل إسرائيل من المجتمع الدولي وحتى من اليهود خارج إسرائيل 0

وفي دراسة نشرتها الراية في عددها (7894) تقول  بأن استطلاع الرأي في إسرائيل في أكتوبر 2003م ، بأن 67% من اليهود في فلسطين المحتلة خائفون جداً من الدولة الثنائية القومية ، في حالة عدم ايجاد حل للقضية الفلسطينية 0

وكذلك تذكر الدراسة السيناريوهات للدولة الإسرائيلية ثنائية القومية التي مولها الصندوق الألماني فريدريتش ايبرت ، السيناريو الأول  يقول أن المسائل الديموغرافية لن يكون لها أهمية في عصر العولمة حيث ستذوب سيادة الدول القومية لصالح العولمة، أما السيناريو الثاني  فقد تحدث عن انشطار إسرائيل إلى اتحاد فيدرالي لجماعات عرقية ودينية مختلفة ، تقيم سلطة مركزية هزيلة ، وهنا سيقوم حكم ذاتي عربي داخل الخط الأخضر ، والسيناريو الثالث  يتحدث عن صعود حزب صهيوني يميني إلى السلطة وبالتالي سيسحب الحقوق من العرب ومن باقي غير اليهود ، ويقمعهم ، عندها ستتحول إسرائيل إلى دولة عنصرية على نمط جنوب أفريقيا في عهد التفرقة العنصرية، أما السيناريو الرابع  وضعه إسرائيل هرئيل ، فلا يزال واضحاً أن الحقيقة مفزعة  دولة إسرائيل تفقد ميزاتها كدولة يهودية ، وتغدو في حقيقة الأمر دولة ثنائية القومية، كمرحلة انتقالية نحو اليوم الذي يحولها فيه التطور الديموغرافي إلى دولة فلسطينية مع أقلية يهودية كبيرة  0

ويقول ايدي بلانش الباحث في المركز الاستراتيجي للدراسات الدولية في لندن (Daily Star November 22,2003)  بأن المشكلة الديموغرافية الإسرائيلية ليست فقط بسبب هروب اليهود الضخم من فلسطين المحتلة ، ووصل عدد الإسرائيليين الذين يقطنون خارج إسرائيل الآن 760 ألف يهودي ، وكانت هذه الإحصائية لا تتعدى 550 ألف يهودي عام 2000م ، ويضيف بلانش بأن الأسباب التي أدت إلى ذلك هو الانتفاضة والعمليات الاستشهادية وتردي الأحوال الاقتصادية في إسرائيل ، ويضاف إلى ذلك تمكن المتشددين الصهاينة من السيطرة على القرار السياسي في إسرائيل  0

ويضيف بلانش  إن في التسعينيات من القرن الماضي ، بدأت إسرائيل تستعيد عافيتها للتوازن الديموغرافي ، من خلال هجرة اليهود من الأتحاد السوفيتي السابق بحيث وصل ما يقارب مليون يهودي من الأتحاد السوفيتي السابق ، ولكن الآن اليهود السوفيت يذهبون إلى ألمانيا وليس إسرائيل 0 وكذلك اليهود السوفيت الذين يحملون مؤهلات وعاطلين عن العمل في إسرائيل ، أصبحوا يبحثون عن فرص عمل خارج إسرائيل ، وذلك أيضاً بسبب الانتفاضة التي جعلت إسرائيل لا تعاني من مشاكل أمنية وسياسية فحسب 00 بل وأيضاً من مشاكل اقتصادية  0

وبسبب ما ذكرنا سلفاً يقول اولميرت  نحن نحتاج لخطوات أحادية سريعة ، لأن العرب سيصبحون في بعض المناطق التي تمت سيطرة إسرائيل عليها ، أكثر من الشعب الإسرائيلي ، وبعد ذلك سيطالب الفلسطينيون في حقهم في التصويت ، ويرى أنه عندما يحدث ذلك ، سيخسر الإسرائيليون كل شيء في فلسطين المحتلة  0

ولكن تصور اولميرت ، يخالف التصور الذي وضعه الراعي الأمريكي لفلسطين المحتلة ، بحيث ينشأ فيها دولتين إحداهما للعرب والأخرى لليهود ، والتصور الذي ترعاه أمريكا منذ فترة قصيرة صادقت عليه الأمم المتحدة في عام 1948م عندما نشأت دولة إسرائيل ، وأكدت عليه الأمم المتحدة عام 1967م بعد احتلال الأراضي العربية الفلسطينية  0

وكما ذكرت (Daily Star)  بأن اولميرت يعلم جيداً بأن أمريكا ضد أي حل أحادي إسرائيلي ، لأن التصور الأمريكي يرى أن أي حل لعمل الحدود ما بين الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ، يجب أن يأتي من خلال مفاوضات إسرائيلية فلسطينية 0 والطلب الفلسطيني واضح وصريح هو إقامة دولة فلسطينية على جميع الأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة التي احتلتها إسرائيل عام 1967م 0

وإذا أصبح من الصعب على اليهود إقامة دولة ثنائية القومية ، أو دولتين في فلسطين المحتلة ، فلن يبقى لليهود إلا نظرية إسرائيل الكبرى 00 وطبعاً هذا الحلم الصهيوني يقوم على أن تضم إسرائيل جميع الأراضي العربية في فلسطين ، وعلى أن تطلق على كل فلسطين اسم إسرائيل ، ويشترط هذا التصور على أن يكون جميع أو معظم سكان إسرائيل الكبرى هم من اليهود ، وهذا كما ذكره اولميرت الآن لتصوره الأحادي لإسرائيل  يقوم على وضع حدود جديدة لإسرائيل في أراضي فلسطين 1948، وبعض أراضي فلسطين 1967م ، ويشرط اولميرت في تصوره على أن تكون الحدود الجديدة لإسرائيل تشمل 80% من السكان اليهود ، و 20% من السكان العرب  0 ونرى أن هذا التصور هو ليس بجديد ، ولكنه هو التصور الحقيقي لدولة اليهود العنصرية  0 ولكن ما هو الحل مع السكان العرب ؟ الإجابة  بالطبع كما ذكر بيريز سلفاً أن على الدول العربية تجنيس المواطنين الفلسطينيين الذين لديهم ، وبعد فترة لا تستغرب أن التصور الجديد للحركة الصهيونية ، هو القيام على أمر الدول العربية باستقبال ما تبقى من الشعب الفلسطيني في فلسطين  0 وبهذا ستستطيع الحركة الصهيونية من إقامة حلمها في إسرائيل الكبرى ، وفي الوقت نفسه ستتحاشى الوقوع في نظام الفصل العنصري الذي كان مطبق في جنوب أفريقيا وعارضته جميع دول العالم تقريباً ، إلا إسرائيل طبعاً  0

طبعاً نحن كعرب وكمسلمين لا نؤمن إلا بحقيقة واحدة ، هي بأن فلسطين كلها من النهر إلى البحر ، ملكاً للشعب الفلسطيني ، ولكن الواقع المعاصر يقدم لنا تصوراً آخر ، وهو يقضي على أن 78% من أرض فلسطين لليهود ، وتحت مسمى إسرائيل ،    و 22% من الأراضي الفلسطينية يفترض أن يُشكل فيها دولة لمن تبقى من العرب الفلسطينيين في فلسطين ، والأغرب من ذلك أن بعض القيادات الفلسطينية قبلوا بالحل الذي يقضي بتسليم 22% من الأرض ، ويدعمهم في هذا القبول جميع القادة العرب تقريباً ، ولكن الصدمة الكبرى للاستسلام العربي هو أن إسرائيل رافضة الحل الذي يقضي باعطاء الفلسطينيون 22% من أرض فلسطين التاريخية لإنشاء وطن قومي لهم0

ونعتقد ما دمنا نحن نعيش نظرية فوكياما لنشر الليبرالية والرأسمالية في العالم، وذلك سيكون نهاية التاريخ ، والذي سينتهي بنشأة دولة عالمية  ، فالسؤال الذي يطرح نفسه  لماذا لا تفكر القيادات الإسرائيلية بإنشاء دولة ثنائية القومية في إسرائيل ( أي على جميع أرض فلسطين التاريخية ) وخاصةً أن العالم سيتحول إلى قرية عالمية جديدة 0

وإلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه ،،،

خارطة الطريق ، أم طريق الخريطة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

24/6/2004

عندما عدل الرئيس بوش مبدأه في أبريل 2002م ، وذلك ليس بغريباً لأن مبادئه هي غالباً متعددة التعديل 0 وآخر تعديل للرئيس بوش ، هو عندما عدل مبدأه من خريطة الطريق ، إلى الطريق في الخريطة المعدلة لبوش وشارون 0 وكان التعديل كما توضحه نيوزويك النسخة العربية كالتالي : (أ) المبدأ القديم خريطة الطريق يقول أن العودة إلى حدود عام 1967م سوف تؤدي إلى سلام بين إسرائيل والعرب ، المبدأ الجديد لبوش شارون يقول : إعادة ترسيم الحدود لتشمل ضم العديد من تجمعات المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية (ب) حق العودة ، خريطة الطريق القديمة تعطي الحق للعودة للاجئين الفلسطينيين بعد حرب عام 1948م ، أورثتهم إلى إسرائيل مسألة مرهونة بالمفاوضات 0 مبدأ بوش شارون المعدل يقول عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل ويتطلب توطينهم في المنطقة الفلسطينية المتبقية (جـ) خريطة الطريق تقول يترك الوضع النهائي للقدس ، التي يطالب بها الطرفان باعتبارها العاصمة ، إلا أن المفاوضات ( مبدأ بوش شارون الجديد ) لم يذكر فيها مصير القدس اطلاقاً 0

مبدأ بوش شارون الجديد كانت أهدافه هو التهام جميع المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية في الضفة الغربية ، والتخلص من قطاع غزة باسرع وقت ممكن لأنه يعتبر كمسمار غرس في نحر الاحتلال الصهيوني ، فقطاع غزة كما تقول (Heraltribune April. 81th. 2004) يوجد فيه احدى أعلى الكثافات السكانية في العالم ، و 80% من سكانها لاجئين ، وأكثر بقاع العالم تخلفاً من حيث البنية التحتية ، ولكن ذلك لا يعني استقلالاً لغزة كما تذكر (Daily star April. 2004) أو حتى حكماً ذاتياً ، فالسيادة في غزة ستبقى في يد إسرائيل من حيث جميع المجالات المحيطة بها البرية والبحرية والجوية 0 إذاً الانسحاب من غزة هو ليس انسحاباً بل هروباً وهلعاً إسرائيلياً من وجه الصفعات الباسلة التي تعرضت لها إسرائيل من المقاومة الباسلة في غزة ، وغزة تمثل ثاني هزيمة نكراء بعد جنوب لبنان يتعرض لها الحلم الصهيوني منذ نشأة إسرائيل في فلسطين عام 1948م  0

والأغرب من ذلك في حالة انسحاب إسرائيل من غزة ستقوم إسرائيل بمساعدة بوش طبعاً بعمل بعض التعديلات للحدود السياسية في جنوب غرب فلسطين فكما ذكر في الراية نقلاً عن ايديعوت احرونوت بأن مدير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا ايلاند اقترح فكرة توسيع قطاع غزة بالحاق أراضي مصرية به في مقابل أراضي إسرائيلية ( نرجو الانتباه هنا أي الأراضي التي ستقتطعها إسرائيل من قطاع غزة ، ستقوم بتعويض الفلسطينيين بدلاً منها بأراضي مصرية ) 0 وتقضي الخطة بتنازل مصر للفلسطينيين عن أرض محاذية للقطاع مساحتها 600كم2 معظمها صحراوية مما سيسمح بخفض الكثافة السكانية في غزة بعد انسحاب إسرائيل 0 وفي المقابل سيعوض المصريين بأراضي تعادل ثلث ما سلب منهم في منطقة صحراء النقب شمال غرب ايلات لإقامة جيب مصري يمتد عبر نفق يخضع للسيادة المصرية ويربط ما بين مصر والأردن ( نرجو الانتباه هنا ، مصر ستمارس سيادتها عبر نفق ، أي ليس باتصال مباشر مع الأردن ) ، وهنا إسرائيل تستطيع أن توقف هذه السيادة التي عبر النفق عندما تتضرر مصالحها  0 الخلاصة هذه الخطة مازالت في مرحلة الدراسة وعرضت على كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي ، ويوكا فيشر وزير الخارجية الألماني وغيرهم  0

ولكن هذه المنطقة العربية المنكوبة دائماً المولى عز وجل يقف في صفها ربما رحمةً بالصالحين والضعاف من أهلها ، وهذه الرحمة بأن مبدأ بوش شارون لكي يطبق في فلسطين المحتلة وعلى بعض الدول العربية  ، كان يحتاج إلى استفتاء يجريه شارون لحزب الليكود للتصديق على الخطة ، ولكن الصفعة التي وجهت للخطة هو عندما رفض 62% من حزب الليكود مبدأ بوش شارون الجديد ، وذلك أدى إلى تكريس فقدان الرئيس بوش للمصداقية أمام شعبه الأمريكي ، وهز شخصية الزعماء العرب المعتدلين المذعنين لخارطة الطريق أمام شعوبهم ، وافقد الرئيس بوش المصداقية لقيادة اللجنة الرباعية ( الاتحاد الأوربي ، وروسيا ، والأمم المتحدة ، بالإضافة إلى الولايات المتحدة) للبدء في مقاوضات مبدأ بوش القديم خارطة الطريق  0

وأقوى دليل على اهتزاز سياسة بوش الداخلية والخارجية هو عندما تقدم خمسون دبلوماسياً أمريكياً سابقاً برسالة عنيفة اتهموا فيها الرئيس بوش بتعريض مصداقية الولايات المتحدة ومكانتها إلى الخطر ، وقالوا بالنص : ” إن دعمك المعيب للاغتيالات غير القانونية لشارون ، وجدار الفصل المشابه لجدار برلين ، وإجراءات إسرائيل العسكرية القاسية في الأراضي المحتلة والآن دعمك لخطط شارون الأحادية ، تكلف بلادنا مصداقيتها وأصدقاءها ( الوسط العدد 641 ) 0

لكن العجوز والأكاديمي الأمريكي الشهير هنري كيسنجر لم يستطع أن يتمالك رباطة الجأش في هذه المرة التي تعود العالم عليها ، ( وجاب من الآخر كما يقول أخواننا المصريين ) أي بمعنى حقيقي كشف الأوراق الحقيقية للإدارة الأمريكية وخاصة إدارة المحافظين الجدد ، فكيسنجر يقول : ” تعرقلت عملية السلام بسبب رفض مواجهة الحقيقة الأساسية ، وهي أن أية تسوية لن تعود إلى خط عام 1967م ، التي لم تكن حدوداً دولية أبداً ، ولكنها خط هدنة في نهاية حرب 1948/1949م ، كما أن قرار الأمم المتحدة رقم 242 لعام 1967م تحدث عن عودة أرض محتلة وليس الأراضي المحتلة ( نرجو الأنتباه هنا للمنهج السوفسطائي الذي يبرر كيسنجر به فكره ) 0 وبالرغم من أن العرب لم يقبلوا هذا التفسير ، فإن السياسة الأمريكية منذ مبادرة روجرز في عام 1969م أكدت الحاجة إلى تعديل خطوط الهدنة 0 وفي الأسبوع الأخير من وجوده في السلطة ، قدم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون تفسيره لهذه التعديلات ، وغم أنه رضخ للشكليات بوصفها شخصية وليست رسمية ، فإن هذه الفروق لا معنى لها بالنسبة للرئيس  0 والخلاصة يحث كيسنجر الدول العربية المعتدلة للاضطلاع بمسؤولية التفاوض والتطبيق المتعلقة بالجانب العربي ( الشرق الأوسط نقلاً عن تريبيون ميديا سيرفيسيز ) وكذلك المطلوب من الزعماء المعتدلين تجنيس اللاجئين الفلسطينيين عندهم ، وكذلك استيعاب اللاجئين الذين لا ترغب فيهم إسرائيل سواءً كانوا في أراضيها 1948م ، أو في الأراضي المحتلة ، وكذلك على الزعماء العرب المعتدلين تمويل إعادة بناء إسرائيل والأراضي المحتلة كتعويض لإسرائيل لأنهم لم يعترفوا بها من البداية عند قيامها عام 1948م وذلك سبب لها الكثير من الخسائر التنموية القادمة 0

ونحن نقول للزعماء العرب المعتدلين أرفعوا أيديكم عن فلسطين والعراق ، ونحمد اللّه سبحانه وتعالى بأن لديهم من الرجال الشجعان ما سيعيد للأمة الإسلامية كرامتها كاملة إن شاء اللّه وليس تحرير أوطانهم فقط 0

وإلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه ،،،

ارهاب السلاطين أو انتهاء الأسطورة الصهيونية

بسم الله الرحمن الرحيم

24/6/2004

من أ ، ب العلوم الاستراتيجية ، هو عندما يسدد لك العدو ضربات موجعة ، فعليك أن لا ترد عليه في أماكن قوته ، لأن ذلك سيزيد من قوته ، وإنما عليك بالرد عليه في نقاط ضعفه لأن ذلك سيوجه له ضربات مؤلمة ، وفي النهاية سيكون النصر عليه وسحقه ، أو توقف الخصم عن الضربات الموجعة والبحث عن طرق أخرى لإدارة الصراع ، مثل عملية التفاوض


من أ ، ب العلوم الاستراتيجية ، هو عندما يسدد لك العدو ضربات موجعة ، فعليك أن لا ترد عليه في أماكن قوته ، لأن ذلك سيزيد من قوته ، وإنما عليك بالرد عليه في نقاط ضعفه لأن ذلك سيوجه له ضربات مؤلمة ، وفي النهاية سيكون النصر عليه وسحقه ، أو توقف الخصم عن الضربات الموجعة والبحث عن طرق أخرى لإدارة الصراع ، مثل عملية التفاوض  0

وهذا بالفعل ما فعلته المقاومة الشعبية المباركة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الثمانينيات من القرن الماضي ، فكانت النتيجة كالتالي : مؤتمر مدريد ، وبعد ذلك في عام 1993م اتفاقية اوسلو والاعتراف العالمي بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وقبول الاسرائيليين التفاوض من أجل قيام دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967م أو كما يسمى الخط الأخضر في الضفة الغربية وقطاع غزة  0 الاتفاقية أعلاه أسهمت في وجود هدوء نسبي في عمليات المقاومة إلى عام 2000م وهو عندما فشلت جولة تسوية الأراضي تحت المظلة الأمريكية في أواخر عهد كلينتون ، وكان وفدي الصراع ممثلين بالسيد ياسر عرفات ، وباراك رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق 0

وبعد فشل جولة السلام في 2000م قام العنصري اريل شارون بجولة في الحرم الشريف في القدس ، وكان رد الفعل على ذلك هو انفجار الانتفاضة الثانية ، هذه الانتفاضة المباركة وصلت إلى درجة من الخطر تكاد تنهي أسطورة الحلم الصهيوني  0

فـ (ED Blanche, Daily Star November 22,2003) يقول في مقالة الافق الاستراتيجي التالي : قبل الانتفاضة الثانية في عام 2000م كان عدد الإسرائيليين في الخارج لا يتجاوز 550 ألف نسمة ، ولكن بعد الانتفاضة وصل هذا العدد إلى 760 ألف نسمة 0 وفي التسعينيات استقبلت إسرائيل ما يقارب من 1 مليون روسي يفترض أنهم يهود ، وذلك لكي يكون هناك توازن ديموغرافي ما بين سكان فلسطين المحتلة اليهود والعرب الفلسطينيين 0 ولكن الآن اليهود الروس يفضلون الهجرة إلى المانيا بدلاً من إسرائيل ، وحتى اليهود الذين قدموا إلى إسرائيل من روسيا يفضلون الهجرة إلى خارج إسرائيل عندما تسنح لهم الفرصة لذلك 0 والسبب هو طبعاً بعد اللّه سبحانه وتعالى الانتفاضة المباركة وانعكاساتها على الشارع الإسرائيلي من عدة نواحٍ أمنية واقتصادية وسياسية  0 ويعني ذلك بداية التلاشي للأسطورة الصهيونية في أراضي فلسطين  0

ولكن كما ذكرنا في المقدمة لابد للتحالف الصهيوأمريكي ، أو كمصطلح أفضل التحالف الصهيوني والمحافظين الجدد في أمريكا لابد لهم من ابتكار آليات جديدة لإدارة الصراع في الشرق الأوسط  ، وذلك بعد أن فشلوا بفضل اللّه سبحانه وتعالى في اشعال حرب أهلية ما بين الفلسطينيين أصحاب المنهج الإسلامي السياسي ، والفلسطينيين أصحاب المنهج العلماني السياسي  0

فإدارة الصراع الجديد هي كالتالي : البحث عن محور مشترك تتفق عليه الشعوب الإسلامية مع التحالف الصهيو أمريكي ، على أن يشترك هؤلاء الفريقان المتعاديان ضد هذا المحور المشترك ، وفي هذه الحالة وجد التحالف الصهيو أمريكي أفضل محور مشترك هو القيادات المستبدة في العالم العربي والإسلامي 0 ومن هنا انطلق التحالف الصهيو أمريكي يضغط على هذه القيادات مطالباً اياها بالسماح بتداول السلطة ، والسماح لابتكار مؤسسات ديمقراطية ، والسماح بتأسيس مجتمعات مدنية ، ويطلب من هذه المؤسسات أن توفر للشعوب العربية والإسلامية عدالة توزيع الوظائف ، وعدالة توزيع الدخل ، وعدالة المشاركة السياسية واحترام حقوق الإنسان ، وتحرير المرأة ، وتطوير النظام التعليمي ، وإعادة تشكيل الأسرة الإسلامية على أن تتوافق مع المنظور العلماني 0

ولكي تتحقق التكتيكات الجديدة لابد من استخدام آلية الضغط المباشر على الحكومات الإسلامية والعربية الفاسدة ، وإذا لم ينجح هذا السلام يقوم التحالف الصهيو أمريكي باحتلال الدول التي لم تذعن لهم ، والآن أمامكم التجربة العراقية ، وبعد العراق بدأ التحالف بالضغط على دول الجوار العراقي وهم إيران وسوريا والمملكة العربية السعودية  0

وربما يلاحظ القارئ الكريم أن تكتيك الضغط المباشر بدأ يؤتي ثماره ، وذلك ممثلاً بالاذعان الليبي بحيث قدموا كلما طلب منهم التحالف الصهيو أمريكي من معلومات أسلحتهم الغير تقليدية وأسلحتهم التقليدية ، بل الأكثر من ذلك شحنوا أسلحتهم الغير تقليدية إلى أمريكا ، وقاموا بتفكيك أسلحتهم التقليدية  0

السؤال الذي يطرح نفسه ماذا استفادت المدرسة الصهيونية من ذلك ؟

أولاً :  استطاعت أن تخفف ضغط الانتفاضة على الأسطورة الصهيونية ممثلةً بدولة إسرائيل 0
ثانياً : استطاعت إسرائيل أن تبعد أمريكا عن الشعوب العربية والإسلامية ، ويقابله على المدى القصير ازدياد قوة التحالف الأمريكي الإسرائيلي 0
ثالثاً : مدرسة المحافظين الجدد الأمريكية تعتقد بأنها حققت مكاسب استراتيجية ثمينة وهو اقترابها من إعادة تشكيل الشرق الأوسط ، أو كما اسموها الشرق الأوسط الكبير ، وذلك سيعزز أحادية أمريكا القطبية 0

ويدعم رأينا مجموعة من الباحثين من مدارس استراتيجية مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكذلك في إسرائيل :

أولاً : (Shibely Telhami University of Many Land , and Brookings Institution, Saban Centre for Middle East Policy).

في مقالة في مجلة Foregn Affairs March, April 2004 يقول : انعدام الأمن الإسرائيلي أدى إلى تقارب إسرائيلي أمريكي ، وكل ما تقترب الولايات المتحدة من إسرائيل ، ينعكس ذلك سلباً على علاقتها مع العرب والمسلمين 0 وفشل المفاوضات العربية الإسرائيلية في صيف 2000م كان رد الفعل الطبيعي عليه هو انفجار الانتفاضة ، كحركة مقاومة شعبية فلسطينية 0 والانتفاضة جعلت الإسرائيليين في موقف معقد جداً 0 لأن استراتيجية الأسطورة الصهيونية قائمة على قوة الردع لأي دولة عربية تحاول التحرش بإسرائيل 0 ولكن الإسرائيليين غير جاهزين ، أو بالاصح لا يوجد عندهم المعدة الكبيرة لكي تهضم صراع المقاومة الشعبية ، وهو ما يشبه حرب استنزاف 0

ويضيف الكاتب بأن المقاومة الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي ، وضعت الإسرائيليين في موقف حرج من خلال تواجدهم في غزة ، وكان لابد لهم من اختلاق سيناريو للهروب من غزة ، لأن هروبهم بطريقة مباشرة يعني ذلك هزيمة الأسطورة الصهيونية ، وهذه الهزيمة تعني نقطة التلاشي لما يسمى بحلم إسرائيل 0

وذلك مما جعل رابين يعجل صفقة أوسلو عام 1993م لكي يثبت أن انسحابه من غزة ، يعتبر احتراماً لاتفاقية السلام ، وليست ذعراً من المقاومة الفلسطينية 0

ونفس المأزق وقع فيه اليهود في لبنان ، حيث كان الصهاينة مذعورين من المقاومة الشعبية ، ولكنهم كانوا يبحثون عن صفقة سلام لكي تحفظ لهم ماء الوجه ، وتبرر انسحابهم من أرض لبنان 0 فباراك مارس ضغوطاً على سوريا لكي توقع معه صفقة سلام لكي ينسحب من لبنان ، ولكن المقاومة اللبنانية وضعت باراك في عنق زجاجة وكان لابد له من تعجيل الانسحاب من لبنان ، وهذا ما حدث بالفعل بأن الصهاينة انسحبوا مذعورين من لبنان دون عقد أي صفقة لتبرر عملية انسحابهم 0

ويرى السيد تليهامي أن هذا ارسل رسالة إلى الآخرين بأن الحل لتحرير أوطانكم هو المقاومة الشعبية ، وهذا ما حرك المنظمات الجهادية الفلسطينية الإسلامية منها وغيرها بتشديد عملية المقاومة على إسرائيل 0

ومن هنا ننبه القارئ الكريم للجزء الأول من هذه المقالة ، بحيث إذا واجه العدو ضغط شديد من الخصم معنى ذلك بأن الخصم إذا استمر في أسلوبه الدفاعي ، فإنه سينتهي بهزيمته وسحقه 0 وفي هذه الحالة الهزيمة أمام المقاومة ستكون بانتهاء الأسطورة الصهيونية بوجود وطن قومي لليهود في أرض الإسلام يمتد من الفرات إلى النيل 0 فلابد من إعادة إدارة الصراع في ميدان آخر خارج العمق الإسرائيلي ، وهذا ما حدث بالفعل في عام 2003م للعراق والتصور بأنه سيحدث لجميع مناطق الشرق الأوسط بطريقة مباشرة أو غير مباشرة  0

من الطبيعي بأننا لا نستطيع أن ننكر بأن الاستراتيجية الإسرائيلية كما يقول السيد تليهامي قائمة على : إذا استطعت أن تهزم الولايات المتحدة الأمريكية فإنك تستطيع أن تهزم إسرائيل ، وكذلك الصورة كانت واضحة للجميع في تسعينيات القرن الماضي بأن الطريق إلى أمريكا من خلال إسرائيل ، وهذا بالفعل ما استعانت به الكثير من الدول العربية لكي تسجل تقارب استراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية  0

ولكن ذلك كله كان ذو نتائج سلبية على الولايات المتحدة الأمريكية كدولة ذات قطبية أحادية في الكوكب إلى يومنا هذا على أقل تقدير لأن استطلاعات الرأي تقول بأن 60% من الأمريكان يفضلون حكومتهم أن تتجنب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، و 70% من الأمريكان يعتقدون بأن سبب الاعتداء عليهم هو بسبب قربهم أو قرب حكومتهم من إسرائيل ضد العرب ، ويرى 50% من الأمريكان الذين شملهم الاستطلاع بأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو صراع قومي على الأرض ، ويرى 17% إلى 13% من العينة الأمريكية بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو جزء من الصراع ضد الارهاب مثل حرب أمريكا ضد القاعدة 0 ونستطيع أن نستنتج من هذا الاستطلاع بأن أغلبية الشعب الأمريكي ضد التقارب الأمريكي الإسرائيلي ، وهذا يهز من وزن الأسطورة الصهيونية 0

وكذلك نتائج استطلاع الرأي تغيرت في منطقة الشرق الأوسط ضد الولايات المتحدة الأمريكية ويعود ذلك بسبب التقارب الأمريكي الإسرائيلي ، قضية شملها استطلاع الرأي في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في ربيع 2000م كان 60% منهم يثق بأن أمريكا ستساهم في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية 0 وبعد قيام الانتفاضة وتجمد عملية السلام كان نسبة الثقة في نفس العينة انخفضت إلى 35% ، وبعد الاعتداء الأمريكي على العراق انخفضت نسبة الثقة في الأمريكان بالنسبة للعينة السعودية إلى 4% ، وبالنسبة للعينة الإماراتية انخفضت نسبة الثقة فيها في الأمريكان إلى 9% 0

رغم الكراهية التي ولدها التقارب الأمريكي الإسرائيلي ، لأمريكا ، إلا أن الصهاينة على المدى القصير هو المنتصر الحقيقي لأن كلما تضغط أمريكا على المسلمين والعرب ، كلما العملية طردية أكثر بالنسبة للتقارب الإسرائيلي الأمريكي 0 أما على المدى البعيد فيعتمد الأمر على نجاح الأمريكان في العراق ، فإذا استطاعت أمريكا أن تحقق مكاسب على الأرض ، فالأمر سيقوي إسرائيل ، أما إذا انسحب الأمريكان ذعراً من المقاومة العراقية ، فذلك يعني أن المجاهدين الفلسطينيين سيحققون النصر على الصهاينة ، وسينتهي الحلم الصهيوني  0

ثانياً : رأي الخبير الصهيوني المتخصص في مستقبل الحروب البروفيسور مارتين فان كرفيلد ( مجلة البيان العدد 197 ص 86 ) : من الصعب أن نجد جيشاً نظامياً نجح في مواجهة انتفاضة شعبية ، ما يحدث لإسرائيل ، حدث للأمريكان في فيتنام ، ومع الجيش الإسرائيلي في لبنان ، ومع الروس في أفغانستان ، وهذا ما سيحدث الآن مع الأمريكان في أفغانستان 0 ويضيف كرفيلد : إسرائيل تدير حرباً للطرف الثاني فيها كل الإيجابيات ، فإسرائيل تقاتل في ملعبه ، والجيش الإسرائيلي موجود في الجهة الغير صحيحة ، وهذه الجهة سيحكم عليه فيها بالاخفاق ) 0

ويضيف : إسرائيل لديها قوة ، ولكن معظم هذه القوة لا يمكن استعمالها ، وحتى لو استعملت فثمة شك في نجاحها ، فالأمريكيون انزلوا ستة ملايين طن من القنابل على الفيتنام ، وهذا الأمر لم يساعدهم 0 وإسرائيل كانت تملك قوة هائلة في لبنان ولكنها هربت من هناك ، أن هذه المواجهة الذكي لا يقتحمها ، ومن اقتحمها فعليه أن يجد الطريق بسرعة للخروج من وحلها ، فإسرائيل دخلت في مواجهة خاسرة ضمناً ، وهذه المواجهة ستنهيها 0 ويرى كرفيلد أن سقوط خسائر كبيرة في صفوة الشعوب إنما الخاضعة للاحتلال مقارنة بالقوات المغتصبة لا يؤثر في حسم نتيجة المعركة ، ولا يعطي أفضلية للقوات المحتلة ، ويضرب مثلاً في ذلك ما حدث للالمان في يوغسلافيا ، حيث قتل الألمان في الحرب 800 ألف مواطن يوغسلافي ، ولكن الأمر لم يساعدهم في النهاية ، لأنهم لم يستطيعوا الصمود أمام المقاومة الشعبية اليوغسلافية 0 وخلاصة ذلك بأن حجم الخسائر ليس العامل الحاسم في حرب المقاومة الشعبية ، فقد قتل خمسون ألف أمريكي مقابل 3 مليون فيتنامي ، وقتل عدة آلاف فرنسيين مقابل 300 ألف جزائري ولكن أنتهى الأمر بهزيمة القوات المحتلة  0

ويختم كرفيلد : أن القوي الذي يقاتل الضعفاء مصيره إلى الضعف ، ومن يتصرف كخائف ويقاتل الضعفاء ، مصيره أن يتصرف كجبان وخائف 0 إن إسرائيل تقترب من نقطة سيفعل الفلسطينيون بها ما فعله المجاهدون الأفغان بالجنود السوفييت في أفغانستان 0

ومن عرضنا عليكم رأيين للسيد تيلهامي وللبروفيسور كرفيلد ، وهما يتفقان مع ما ذكر في الجزء الأول بأن استمرار المقاومة الفلسطينية يعني نهاية الأسطورة الصهيونية في أرض فلسطين  0

إذاً لا تتفقون معي بأن الحل الصهيو أمريكي هو إخراج الصراع من العمق الإسرائيلي إلى جميع مناطق الشرق الأوسط كما يحدث الآن وذلك لتخفيض الضغط على العمق الإسرائيلي  0

ونختم قائلين بأننا نطلب وإذا أرادوها رجاء نرجوهم ، وإذا أرادوها التماساً نلتمس من جميع القائمين على السلطة في المنطقة العربية والإسلامية ، إذا لم يستطيعوا دعم أعمال المقاومة الفلسطينية لا مادياً ولا معنوياً ، فعليهم أن يساهموا على أقل تقدير بالمساهمة السلبية ، وهو ترك مبادراتهم لهم ، لأنها ستوهن المقاومة المشروعة ، أو ستؤدي إلى تشتيت المجهود الجماعي للمقاومة 0 وفي النهاية هذه المبادرات ستخدم العدو ، ولن تساهم في تحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية 0

وإلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه ،،،