بسم الله الرحمن الرحيم
9/4/2005
في حوار مع دار الأهرام العربي ، أكبر دار نشر في العالم العربي ، قلنا عن الطائفية في الخليج والجزيرة العربية ، التالي :
1- هل ترى أن هناك خطراً حقيقياً على منطقة الخليج من تصاعد الخطاب الطائفي في العراق ؟
* في حقيقة الأمر نحن نعتقد بأن الدولة الحديثة ، وأقصد هنا مفهوم الدولة بين النظام الويستفالي ، يفترض أن تكون الكيان الذي يجمع جميع المواطنين 0 ليس باختلاف طوائفهم فحسب ، بل باختلاف أديانهم وقومياتهم وسلالاتهم وأيديولوجياتهم 0 أي بمعنى آخر جميع المواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات سواء مادية ومعنوية للمشاركة في بناء الوطن ! 0
وما يحدث في العراق الآن ليس دولة طائفية فقط ، إنما هناك دولة طائفية ، مثل فكرة قيام دولة شيعية في الجنوب ، ودولة سنية في الوسط ، وهناك أيضاً مطالب قومية وهو نشأة دولة كردية في كردستان 0 وإذا تحقق ذلك ، ستطالب بقية القوميات في العراق بكيانات مستقلة ، مثل الفرس والتركمان 0 إلخ 0
2- هل ترى تفتيت العراق يشكل خطراً على منطقة الخليج العربي ؟
* هذا بكل تأكيد لأن تأجيج الجانب الطائفي في العراق ليس هو النهاية فقط ، وإنما ذلك سيتبعه الكثير من المعضلات 0 فمثلاً لو نشأت دولتين في العراق : شيعية في الجنوب ، وسنية في الوسط ، ذلك سيثير الكثير من التساؤلات : (1) ما هو الحيز المكاني لكل دولة ؟ ، (2) ما هو مصير الأقليات السنية في الجنوب ؟ وما هو مصير الأقليات الشيعية في الوسط ؟ ، (3) ما هي الآلية التي ستقسم بها الثروة ؟ ، (4) ما هو مصير القوميات الأخرى ، وأصحاب الديانات الموجودين في الإقليمين ؟ ، (5) نفس هذه الأسئلة تنبطق على كردستان العراق عند استقلاله ! 0
والتساؤلات أعلاه ستكون لا سمح الله هي الشرارة التي ستشعل الحرب الأهلية في العراق ، ولو اشتعلت هذه الحرب سيكون لها عمق قومي وطائفي ، فمن الناحية القومية ستدعم الأقاليم العربية عرب العراق ، وستدعم إيران فرس العراق ، وستدعم باقي الأقاليم الكردية في إيران وتركيا وسوريا أكراد العراق 0
ومن الناحية الطائفية سيستنجد شيعة العراق بعمقهم الشيعي في إيران ودول الخليج العربي ، وسيستنجد السنة بعمقهم السني في الجزيرة العربية ، وسيؤدي ذلك كله إلى حرب إقليمية تتضرر منها جميع منطقة الشرق الأوسط ، وسيكون المستفيد الوحيد من الكارثة إسرائيل ، لأن ذلك ، أولاً : سيمتص الصراع والضغوط التي تمارس على إسرائيل إقليمياً ودولياً ، ثانياً : ستلجأ معظم الدول المتحاربة للحصول على الدعم الإسرائيلي من الأسلحة والتكنولوجيا وهذا ما يعزز الاقتصاد والسيطرة الاستراتيجية الإسرائيلية على المنطقة ، ثالثاً : سيسهل على إسرائيل إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط بالمساعدة الأمريكية طبعاً ، رابعاً : ستتفاقم الفجوة الحضارية ما بين العرب وإسرائيل بدلاً من عقود من الزمن كما هي الآن للأسف ، إلى قرون من الزمن 0 ولو تحقق ذلك سيكون بداية تحقيق الأسطورة الإسرائيلية حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل 0
3- ما هو دور دول المنطقة في الحيلولة دون هذه المخاطر الطائفية ؟
* سيدي الفاضل سؤالك هو مربط ا لفرس ، وهذه الإجابة تحتاج إلى بحوث وكتب محكمة علمياً ، ولكننا سنختصرها في عدة سطور 0 الحل الحقيقي هو الإصلاح 0 والإصلاح المطلوب هو الإصلاح الحقيقي لا كما يقول المثل العربي ( اسمع جعجعةً ولا أرى طحيناً)0 ومن أكبر مشاكل عدم وجود الإصلاح في المنطقة العربية ، هي الفجوة السلبية التي نشأت ما بين المواطنين وحكوماتهم ، وهذا يؤثر على انتماء المواطن إلى دولته ، وهنا انتبه ، نحن لا نعتقد بأن ابن الخليج والجزيرة العربية لا ينتمي إلى الخليج والجزيرة العربية ، ولكن ما أستطيع أن أؤكده أن مفهوم الدولة المركزية في الخليج والجزيرة بدأ يثير كثير من الشكوك : هل هذه الدول تمثل مجموعة من الأفراد يعتقدون أنفسهم الصفوة وما تبقى يرمى في سلة المهملات ؟ ! 0 أو ما هو المفهوم الحقيقي لهذه الدول ؟ ! 0
إذا كان أهل الخليج والجزيرة يريدون الانتماء الحقيقي من المواطنين لدولهم ، فلابد من الإصلاحات التالية :
أ – التداول السليم للسلطة 0
ب – المشاركة في السلطة 0
ج – عدالة توزيع الدخل 0
د – الشفافية الكاملة في الإدارة السياسية والمالية والتقنية للدول 0
هـ – عدالة توزيع الوظائف 0
وبكل رحابة صدر مستعد لسماع أي تعليق على موقعنا الإلكتروني www.df-althani.com عن الموضوع الذي أثرناه أعلاه !! 0
والله اللقاء إن شاء الله 0
د0 فهد بن عبد الرحمن آل ثاني
أستاذ مشارك في الجيوبولتيك
وباحث قانوني