بسم الله الرحمن الرحيم
24/6/2004
أثير الموضوع مجدداً في لقاء أجري مع أحد زملائنا الأكادميين العرب على إحدى الفضائيات العربية . وكانت بعض ارآء الزميل منطقية على سبيل المثال لا الحصر:
1- أن الزميل ضد إستخدام البترول كسلاح ، لأن الدول العربية حسب رأيه لم تعد مسيطرة على سوق النفط العالمي . ويرى أن سبب ذلك هم العرب أنفسهم ، لأنهم عندما إستخدموا النفط كسلاح في حرب أكتوبر عام 1973 م ضد إسرائيل ، أدى ذلك إلى إنخفاض العرض وزيادة الطلب وبسبب الإرتفاع الفلكي في الأسعار ، فكان لابد من توجيه الطلب على الطاقة إلى مصادر أخرى غير المصادر العربية ! .
2 – كذلك يرى الزميل بأنه ضد مقاطعة البضائع الأمريكية ، لأن الشركات العالمية، لم تعد شركات متعددة الجنسيات وعندما تقوم الدول العربية بمقاطعة البضائع الأمريكية أو الأوروبية ، ذلك لن يؤثر على الدول المتقدمة فقط ، ولكنه سيؤثر على بعض الدول النامية أيضاً ومنها العربية ! .
سبق وأن طرحنا هذه النقاط التي ذكرها الزميل في مجموعة من الدراسات والمقالات ، وربما من أشهرها دراسة إستراتيجية الهايدروكاربون الإسلامي التي نشر ملخص عنها في جريدة الراية عام 2002 م .
نحن نختلف مع مجموعة الزملاء عندما يتصورون بأن العالم العربي يعيش نظرية المؤامرة ! ، وإن كنا لا نستطيع أن ننكر بأن البعض من النخب الفكرية العربية أيضاً تتسلط على أذهانهم نظرية المؤامرة ، خاصةً عندما لايجدون الإجابة الناجعة لبعض إستفساراتهم ، ووصل هذا الأمر حتى إلى بعض الأنظمة العربية عندما تكتشف عجزها عن معالجة بعض الأمور المحلية أو الإقليمية أو العالمية ، تبدأ بإستخدام الأجهزة الإستخبارية لديها لتسريب نظرية المؤامرة ، ومن هنا تتصور الشعوب بأن العجز الذي أصاب حكوماتهم بسبب المؤامرات التي تحاك ضدهم حكومة وشعباً . ومن هنا تبدأ الحكومة بعد أن وجدت شماعة لتعليق فشلها عليها ، بمعالجة الأمر بطريقة أهون الضررين ! .
نحن بالفعل نرفض نظرية المؤامرة ، ولكن نريد من بعض زملائنا الأكاديمين والأعلامين والمفكرين العرب ، اللذين يتهمون بعض نخبنا الفكرية بنظرية المؤامرة ، أن يجيبونا على الإستفسارات التالية : –
أولاً : تصور الإنجيلين من اليمين المسيحي : لعودة المسيح الثانية لابد من قيام دولة إسرائيلية ، وإحتلال القدس من المسلمين ، وبناء هيكل سليمان ، وأن العالم كله سوف يتمركز حول الشرق العربي الإسلامي .
ثانياً : توصيات بعض النخب الفكرية للسريان القدامى الآشوريين : وحده الشعب الآشوري وحق أمتهم في الوجود في أرض آبائه وأجداده العراق .
ثالثاً : لنترك ما تقوله النخب الفكرية العربية إلى ماتقوله النخب الفكرية الأمريكية : مثل إيمانويل تود ، وصوموئيل هانتنغتون ، وبريجينسكي ، وهنري كيسنجر ، وروبرت حلبان ، وفوكو ياما ، وبول كيندي وآخرون تعف النفس عن ذكر أسمائهم ،
مع ضرورة متابعة آرائهم لأنه خلال الفترة مابين عام 1995 م إلى 2003 م طبقت الولايات المتحدة 50 % من تصوراتهم على العالم الإسلامي ! .
رابعاً : ماذا عن الإحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان ، والتهديد المباشر لايران وسوريا والسودان وليبيا والمملكة العربية السعودية ؟ .
خامساً : ماذا يعني تواجد قواعد أمريكية في معظم الشرق الأوسط ، وإهداء بوش الإبن لشارون خارطة إسرائيل الكبرى التي تمتد إلى بابل وآشور ؟ .
إذا كان الذي يحدث ولم يكن هناك مؤامرة ، أوربما نحولها إلى إسمها العلمي، ونسميها إستراتيحية ضد الشرق الأوسط ! . فربما نعكس الإستراتيحية السابقة ، إلى خرافة شرق أوسطية جديدة وهي : بأننا لدينا مؤامرة ضد الولايات المتحدة والغرب لكي نستدرجهم ونحظر جيوشهم إلى الشرق الأوسط كما ذكرنا أعلاه في البندين الرابع والخامس ، وبعد ذلك في ليلة ظلماء تنقض الدول العربية والإسلامية على هذه الجيوش ، وتستولي على قواعدهم وجميع إمكاناتهم المادية ، وبعد ذلك تتجه الدول الشرق أوسطية إلى إحتلال الولايات المتحدة الأمريكية والغرب !! .
وفي الختام مهما قلنا ، ومهما علقنا ، ومهما إستخدمنا الخيال لإخراجنا من الحقيقة إلى اللاواقع ، فالمسؤلية تقع على متخذ القرار العربي لكي يخرجنا من هذه الكارثة التي وضعنا فيها ، ولكي ينجو من محاسبة التاريخ ومزبلته !! .
إلى اللقاء دائماًً إن شاء الله ،،،