بسم الله الرحمن الرحيم
12/5/2005
عندما بدأت بقراءة ورقة الأستاذ فهمي ، إلى أن وصلت إلى الصفحة 10 ، كنت أجهز نفسي لتقديم ورقة مغايرة لما تقدم به أستاذنا الكبير 00 ولكن عندما أستند على ما قاله أشرف البشر محمد (ص) : ليست العروبة منكم بأب وأم ، ولكنها لسان 0
فهنا أدركت إيمان الأستاذ الفاضل بالتعددية الأثنية والدينية ، وهذا هو المحور الحقيقي الذي تستدر جنا من خلاله أمريكا وإسرائيل بما يسمى بسياسة شد الأطراف ، وذلك من خلال إحياء النزاعات العرقية الأثنية والدينية و الطائفية ، وهذا سيسهل عملية تغيير جيوسياسية المنطقة بصناعة دويلات عرقية طائفية جديدة على غرار ما فعلته بريطانيا في المنطقة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ميلادي 0
واقتبس هنا بعض نقاط الاستاذ فهمي واعلق عليها:
أ – إغلاق التمايز ما بين العروبة والإسلام ، وهنا أقول بالفعل ، لأنه لا عزة للعرب إلا بالإسلام ، والإسلام الحقيقي يقوم على احترام جميع القوميات والثقافات ، وهذا ما نلمسه في المؤتمرات الإسلامية في الهند وباكستان 00 إلخ 0 وكذلك للعرب المسلمين في جميع الدول الإسلامية الأخرى مكانة خاصة ، ولكن دائماً نجدهم يتركون فراغاً كبيراً مما يجعل الآخرين يستغلون هذا الفراغ ويوظف ضد العرب والمسلمين ! 0 وهذه أصل اللعبة السياسية عليك بالتشكيك بالغير ومن ثم تقديم البديل !! 0
ب – حرية الناس وكرامتهم : وهنا بالفعل دائماً نقول لجميع حكوماتنا العربية ، إذا لم يشعر الإنسان بحقه بالمواطنة الكاملة كما هو مفهوم حق المواطنة الذي يكفله القانون في معظم الدول الصناعية ، فلا تتوقعوا أن تتطور هذه الأمة وستتحول إلى فريقين : الأول براغماتيين مستفيدين من امتصاصثروات الامه ( تحت مبدأ أنا ومن بعدي الطوفان ) ، وفريق ثاني سلبت إرادته وأصبح متفرجاً ، وأصاب بعضهم السلبية وفقدان حتى الشعور بالمواطنة 00 وهناك أعتقد مثالاً حياً أمام الجميع في 9/4/2003م عندما دخلت القوات الأمريكية في العراق وبغداد دون مقاومةً تذكر ، وعندما دخلت هذه القوات الأمريكية وحلفاءها لم يقتل منهم إلا عشرات ومعظمهم بواسطة Friendly Fire ( نيران صديقة ) 0
وبعد الاحتلال انطلقت شرارة المقاومة ، والآن ما قتل من الأمريكان وحلفاءهم يفوق 2000 قتيل ، و 8000 جريح 0
وهناك مخاوف من بعض الخبراء الأمريكان بحيث يقولون : بأن أمريكا جرت نفسها إلى منطقة أسوأ من فيتنام ، ومنهم من يقول ربما أن الحضارة الأمريكية ضربت بنفسها, المسمار الأخير في نعشها !! 0
إذاً ما هو الحل ، الحل أعتقد :
هل يوجد برنامج عمل عربي إسلامي متفق عليه ؟ من حيث :
أ – المشاركة الشعبية0
ب – المالية العامة0
ج – استغلال الموارد الاقتصادية0
د – التعليم والخدمات بشكل عام 0
طبعاً أعلاه لن يحدث إلا بوجود مؤسسات صحية ومتعافية : تنفيذية وتشريعية وقضائية وسلطة رابعة قوية تشكل مراقبة دقيقة عليهم وتمثل جميع القطاعات الشعبية بمختلف قومياتهم ودياناتهم وطوائفهم 00 إلخ 0 ويجمع ما بينهم شعار مشترك هو الوطن 0 أعتقد بأننا كعرب ومسلمين مشكلاتنا الحقيقية تكمن في عدم وجود مؤسسات متعافية قطرية ، وذلك أنعكس على المؤسسات الإقليمية ، ونتيجة ذلك أصبحنا من أضعف الأمم من حيث برامجها وأمنها وترابطها ، وإن كنا من أغناها من حيث الموارد الطبيعية ، والموقع الاستراتيجي ، وعراقة من الناحية التاريخية 0
وإلى اللقاء إن شاء الله ،،