ديناميكية السياسة فى الغرب

بسم الله الرحمن الرحيم

6/9/2008

هل تعلمون ماهو سر تقدم عالم الشمال ( الغرب) وتخلف العرب ؟


توجد لنا دراسة منشورة فى موقعنا منذ عام 2005 تتحدث عن ديناصورات السلطة فى العالم العربي تحت عنوان ” هل الشعوب تقبل التغيير ؟”

وفوجئت فى الدورية الشهيرة ” Political Science Quarterly ”  فى عدد صيف 2008م , أى بعد ثلاث سنوات من نشر الدراسة اعلاه , بأن الدورية الشهرية تتحدث عن نفس موضوعنا أعلاه من خلال تطبيقة على السلطة التشريعية , والتنفيذية فى الولايات المتحدة الامريكية .

المحور الاول:-

أثبتت الدورية “” POLITICAL SCIENCE  PP.212.215.216  التالى:-

أولاً:-

من خلال تحليلها لعدد 31 أنتخاباً رئاسياً فى الولايات المتحدة الأمريكية فى حالة تجديد الولاية ما بين رئيس أمريكا فى البيت الأبيض بعد أنتهاء فترة ولايته الأولى, ومنافس له على الرئاسة من حزب المعارضه!.وكانت النتيجه أن في 31 انتخابآ,حصل  الرؤساء المتواجدين فى البيت الأبيض على التجديد “الفوز” لفترة ثانية عدد 21 دورة , ومقابل 10 دورات للمنافسين فقط , وذلك يعنى أن فوز الرؤساء فى حالة التجديد على منافسيهم أكثر من الثلثين أى أكثر من “68%” للرؤوساء فوز ومقابل “32%” فوز للمنافسن الرئاسي.

ثانياً:-

  الأعمال التى تساهم فى خلود الرئيس لو رشح نفسه أكثر من مرة , 1- سهوله تمويل الحملة الجديدة , 2- الرئيس يستطيع أن يحدد الوقت المناسب للبروز أمام الجماهير والقاء خطاباته , وهذه الفرصة لا توجد عند المنافس الرئاسى,3- الرئيس يستطيع أن يختار المناسبات المختلفة لقطع الأشرطة الأحتفالية فى المناسبات بأشكالها المختلفة , وهذه الفرصة لا توجد إطلاقاً عند المنافس الرئاسى , 4- الرئيس أثناء حملته الانتخابية يعرف إلية إصدار المراسيم واللوائح المؤثرة فى الجماهير , وهذه الفرصة لا توجد عند المنافس الرئاسى , 5- الرئيس يستطيع أن يختار التوقيت المناسب لإصدار أوامره التنفيذية وهذه لا توجد عند منافسه الرئاسى ,6- الرئيس يوجد تحت كفة السيطرةعلى الضغط على مفتاح “زر” إنطلاق الصواريخ بشتى أنواعها التقليدية وغير التقليدية لحماية أمريكا , وهذا  الأمتياز لا يوجد عند المنافس الرئاسى ,7- الرئيس يستطيع أن يلمع صورته بطريقة علمية من خلال أية مناسبة وطنية مثلاً الرئيس بوش عام 2004م أستفاد من أزمة “Hurricanes ” العاصفة التى أدت إلى نكبة أقليمية فى فلوريدا , وذلك من خلال مشاركة الرئيس بوش مشاركة فعلية فى توزيع الثلج على المنكوبين فى مواقع مختلفة وهذه الفرصة لم تحصل للمنافس الديمقراطى إنذاك (كيرى)”Political Science Pp.212.215.216 ” اذاً هنا كل الأحتمالات تكون  فى صالح الرئيس فى حالة التجديد ضد المرشح المنافس , فمثلاً الرئيس بوش عام 2004م يعتبر الطرف الضعيف فى الإنتخابات الإمريكية التى كانت جميع استطلاعات الرأى فيها تصب فى صالح المرشح الديمقراطى جون كيرى , ولكن بمجرد أطلالة إعلامية لزعيم تنظيم القاعدة , بعد فترة إحتجاب أمتدت لعام ونصف العام قبل ذلك , كانت كافية لإشعال مشاعر الخوف الجماعى لدى المجتمع الأمريكى على أمن قومى شديد الهشاشة خيل للأمريكين أن إدارة بوش وحدها قادرة على صونه ” الخليج العدد 10675″.

ثالثاً:-

 دائماً هنا لعبه نفسية خبيثة فى الإنتخابات يرسلها بطريقة غير مباشرة الأشخاص الذين فى الأدارة ضد منافسيهم إلى الجمهور , من خلال المثل الأجنبى الشهير :-” الشيطان الذى تعرفة أفضل أن تراهن عليه من الشيطان الذى لا تعرفة ” , ومن هنا ايضاً كانت الدساتير الديمقراطية حذره, من تحول الرئيس أو رئيس الحكومة المنتخبة إلى دنيا صور سلطة , فقام الفقهاء الد ستوريين بمعالجة هذا الأمر , فمثلاً فى الولايات المتحدة الامريكية لا يحق للرئيس الأستمرار فى البيت الابيض أكثر من دورتين , وفى كوريا الجنوبية لا يحق لرئيس الحكومة الأستمرار فى الرئاسة أكثر من دورة واحدة …. ألخ .

المحور الثانى :ـ

من خلال دراسة فى عام 2005 م عن الديمقراطية العربية , وكان تركيزنا على جمهورية مصر العربية , بما أنها تمثل ثلث العالم العربي ويفترض فى أن يكون لها الدور القيادى الأول فى العالم العربي .

لذلك نحن نرى إذا تقاعس دور مصر تقاعس العالم العربي بأكمله , إذا أنتعش دور مصر أنتعش دور العالم العربي بأكمله , ولكن لتنتعش مصر لابد لها من إصلاحات سياسية وكانت بشائر الخير تأتينا من مصر وعندما إعلن فيها عام 2005 لإجراء أول أنتخابات رئاسية فى تاريخ مصر ولكن المفاجأة الكبري هو ترشيح الرئيس حسنى مبارك لنفسه وخوضه الأنتخابات وكان تعليقنا أنذاك هو التالى :ـ

( موضوع الأصلاح فى مصر مركزاً على تداول السلطة فى مصر من خلال صناديق الأقتراع لأختيار الرئيس ولكن المفاجأة الكبرى لجميع المحللين هو ترشيح الرئيس نفسه مع المرشحين الأخرين ويعود ذلك إلى أن السيد مبارك يعتبر رمزاً لمصر وأكثر من رئيس سلطة تنفيذية فى مصر فالسيد مبارك حزبه محتكر رئاسة مصر منذ أكثر من نصف قرن , ويبلغ من العمر 77 سنة ( أنذاك 2005 ) فهل يعقل أن الشعب المصري الشقيق سيدلى بصوته لغير الرئيس مبارك فى حالة ترشيح مبارك لنفسه ؟) ومن هنا قدمة صحيفة (The Independent ) البريطانية الشهيرة , إستطلاعات للرأى فى مصر فى أغسطس 2005م , ومن الأراء التى أقتبساناها من الجريدة أعلاه الطالبة المصرية ناديه وعمرها 18 سنة قالت :ـ

( الوجة الذى تعرفه خيراً من الوجه الذى لاتعرفه وبالتالى ستختار الرئيس مبارك لآنها تعودت عليه كرئيس )

ومواطن مصري أخر يدعى محمد وعمره 25 سنة قال:ـ

( لا أعرف أى شيء عن المرشحين الأخرين ونحن متعودين على مبارك فبالتالى سأختار الرئيس مبارك ) …. ألخ

(وعلقنا يوم 18/5/2005 م قبل الأنتخابات المصرية بأنه إذا دخل الرئيس مبارك الأنتخابات فسيكون هو الفائز بلا منازع وبالفعل بعد مقالتنا بأكثر من أربعة شهور تقريباً حدثت الأنتخابات فى مصر وفاز رمز مصر الرئيس مبارك وبلا منازع) .

وكانت مناداتنا فى مقالة عام 2005 للأمة العربية :ـ

لماذا لانجرب النظام البرلمانى ؟

(ففى النظام البرلمانى يبقى الرئيس أو الملك رمز الوطن , ويبقى تداول السلطة من خلال رؤساء الحكومات لفترات زمنية  محددة ونضع شرطاً على رئيس الحكومة بأن لايبقى فى السلطة أكثر من دورة أو دورتين وأقصى حد ثلاث دورات , حتى لايتحول إلى ديناصور سلطة !!) ( راجع , هل الشعوب تقبل التغيير , فى موقعنا ).

المحور الثالث : متعة الديمقراطية

أعتقد أفضل مثال سياسي أستطيع أن أركز عليه الأن فى صيف وخريف عام 2008 م , هو المعركة الرئاسية بين المرشحين الامريكين أوباما الديمقراطى , وماكين الجمهورى .

أفضل مافى هذه الأنتخابات بأنها أنتخابات مفتوحة مابين مرشحين للرئاسة متنافسين على البيت الابيض ( political science p108 ) وذلك يختلف عما ذكرنا فى المحور الأول , بحيث فى هذه الحالة هناك تساوي تقريباً فى فرص المنافسين  , وخاصة ً بأنهم من خارج البيت الأبيض تماماً ومن هنا نستطيع أن نحلل متعة الأبداع السياسية فى العالم الديمقراطى , فمن خلال موقع أوباما وماكين أقتبسنا التالى :ـ

أ‌-  بالنسبة للعراق : يرى أوباما ( يعتقد أن المهمة الرئيسية على أمريكا كانت أن تنهى الحرب فى أفغانستان , وهو ضد الحرب فى العراق,وغلق من نتائج الحرب الغير محددة المدة , وغلق من تكاليف الحرب الغير معروفه , وغلق من الحرب الغير معروفه العواقب فى العراق , ويضيف التكاليف الحقيقة وعواقب حرب العراق وإجمالى نتائجها سيعرضها التاريخ ولكن الصورة بدأت تتبلور أمامنا الأن ).

ماكين يرى بالنسبة لحرب العراق (  يرى أن على الحكومة الأمريكية تساعد الحكومة العراقيه على أن تحكم نفسها وتحمى شعبها . أفضل طريقة لتحقيق سلام دائم فى العراق وهو تأسيس دولة مستقرة , مزدهرة , وديمقراطية فى العراق , وعندما يحقق العراقيين ذلك , القوات الأمريكية عليها أن تعود إلى أمريكا ) وتعليقنا هنا :ـ متى ستعود القوات الأمريكية إلى أمريكا إذاً !؟!.

ب‌-    البيئة : أوباما ركز على التالى ( التغير المناخى , ويقول أنه مركز على الأستثمار فى الطاقة المتجددة , ويضيف عندما يصبح رئيس سيذهب إلى مصانع ديترويت , وسيقول لهم الأن أنتهت أعذاركم وبأن سيقدم لهم جميع المساعدات لأستخدام الطاقة البديلة وتخفيض الأعتماد على النفط ) اما بالنسبة لماكين قال ( سيعمل برنامج ليقيد الغازات المنبعثة من البيوت الزجاجية , وسيعمل مع شركاؤه الدوليين ليوؤمن الطاقة فى المستقبل وسيضع فرص للصناعة الأمريكية , وسيترك مستقبل أفضل لأطفال أمريكا ) .

ج – الهجرة أوباما الديمقراطى يقول ( الأن الوقت المناسب لتعديل نظام الهجرة المنهار , ونحن نحتاج لتعزيزات قوية لحدودنا وأماكن عملنا ولكن يجب أن نضع فى ذهننا , مالذى يجذب الناس لآمريكا ). (فإذا كان عامل الجذب هو لم الشمل العائلي فذلك يجب أن نسهله لهم , إذا كنا نحتاج لإحضار عمالة أجنبية ماهرة لدعم الأقتصاد الأمريكى , فذلك يجب علينا أن نسهله ). أما ماكين الجمهورى يرى : ( أن الحدود الأمريكية لابد لها من تعزيزات أمنية خاصة على الحدود ,ويتهم الأدارات الفيدرالية السابقة بأنها إلى الأن لم تصل إلى النموذج الأمثل لتوفير الأمن الكافى للحدود ضد الهجرة ) .

بالنسبة للثلاث نقاط أعلاه أ ,ب , ج نلاحظ أن أوباما يضع برامجه بحذر مراعياً قاعدته الديمقراطية وتصوراتها والأمور المؤثرة فيها مثل الجاليات الأجنبية الهيسبانك والسود وغيرهم , وأما بالنسبة لماكين فهو قريب من تصور الجمهوريين والغريب فى الأمر كأنه يغازل الصقور الجمهوريين وأخيراً بالنسبة للثلاث نقاط أعلاه من الواضح أن المرشحين يبحثان من خلال برامجهم عن النقاط الفضفاضه وهذا أمر طبيعى حتى لايؤثر عليهم فى مرحلة الحسم فى الأنتخابات الرئاسية , وعندما يضطر أياً من المرشحين لتعديل برامجه الأنتخابية .

وتعليقنا هنا : متى ستكون هذه المتعة فى عالمنا العربي ؟

وفى اللعبة الأنتخابية من الطبيعى أن ترى الحزب المنافس فى موقع هجومى أقوى من الحزب الحاكم , ولكن على شرط أن لايفرط فى هذا الهجوم ويعتمد عليه اعتماد كلي , وانما يكون هذا الهجوم أحدى محاور برامجه الأنتخابية , وهنا نرى أوباما فى مقاله فى مجلة( Foreign Affairs July /August 2007 ) .

يركز على التالى :ـ

1- يهاجم أخطاء بوش , 2- يركز على أهمية تطوير القوات المسلحة , 3- محاربة إنتشار الأسلحة النووية , 4- أستراتيجية الحرب ضد القاعدة , 5- الية جديدة لأستراتيجية التعامل مع الحلفاء , 6- لمغازلة اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة الأمريكية . قام أوباما بأنتقاد لجنة حقوق الأنسان فى الأمم المتحدة عام 2007 م قائلاً ( لجنة حقوق الأنسان فى الأمم المتحدة أصدرت أدانات ضد إسرائيل وشجبتها , ولم تدين ولم تشجب ولو مرة واحدة المجازر البشرية فى دارفور ) 7- محاربة حقبة التغيير المناخى بسبب سوء إستخدام الأنسان للبيئة , 8- تحرير أمريكا من الأعتماد على مصادر الطاقة الأجنبية , 9- إنهاء الممارسات الغير قانونية فى السجون الغير رسمية أمريكية , 10- مساعدة الدول الفاشلة ……… ألخ .

 لاحظنا من خلال محاور المقالة أعلاه هو التركيز على أخطاء الأدارة الأمريكية ووضع حلول بديلة للأخطاء ولكن هل هذا يكفى للوصول للبيت الأبيض ؟

علماً بأن أوباما إلى أغسطس 2008 متقدماً فى أستطلاعات الرأى الأمريكية على ماكيين الجمهورى .

تقول ( Financial Times August 2/3/2008 ) :

أستطلاعات الرأى ليست بقاعدة لكى يفوز المتقدم فيها على منافسه , ففى عام 1988م كان دوكا كيس الديمقراطى متقدماً على بوش الأب الجمهورى , وفى النهاية فاز بوش الأب , وفى عام 2004م كان جون كيري الديمقراطى متقدماً على بوش الأبن وفى نهاية المعركة حسمها بوش الأبن .

ونحن نرى بأن المرشح الذى يريد أن يفوز بالرئاسة لابد له من ثلاث مواضيع رئيسية وهى :ـ

أ – الشئون المحلية .

ب – إعطاء رسالة غير مباشرة إن دوره الرئيسي للمحافظة على أمريكا قائدة للعالم

ج- السياسة الخارجية .

وأخيراً الظروف والملابسات والفرص التى ترافق الناخب إلى أخر لحظة من الآنتخابات , ونحن كمسلمين نقول , ذلك , ماهو مدى التوفيق من الله سبحانه وتعالى الذى يرافق  المرشح إلى نهاية العملية الأنتخابية !!؟.

المحور الرابع : ميزة التجديد :ـ

الرئيس جورج بوش عندما غزا العراق وصلت نسبة التأييد له فى إستطلاعات الرأى الأمريكية إلى 80% عام 2003 م ,ولكن عندما فشلت نظرية الفوض البناءة التى تبنتها إدارة بوش فى العراق أصبح الرئيس بوش فى إستطلاعات الرأى أسوأ رئيس مابين رؤساء أمريكا فى العقود الأربعة الأخيرة ففى أستطلاع الرأى يقول , ماهو ترتيب كل من هؤلاء  الرؤساء من حيث الأفضلية فى التاريخ ؟ كانت النتيجة كالتالى : الأول ريغان 64%, والثانى كلينتون 45% , الثالث كارتر 36% , الرابع بوش الأب 32% , الخامس فورد 23% , السادس بوش الأبن 19% .

وقدم نفس السوؤال بطريق معكوسة, من هو أسوأ رئيس سيذكره التاريخ ؟. كانت الأجابة كالتالى :ـ

بوش الأبن 54% , الثانى كلينتون 25%, والثالث كارتر 22 %, والرابع بوش الأب 18%, والخامس فورد 12%, والسادس ريغان 10% ( راجع موقعنا سياسة الفوضى البناءة فى العراق).

أما بالنسبة لساركوزى ( الرئيس الفرنسي , ففى عام 2004م عندما كان وزيرآ للعدل في عهد الرئيس شيراك , فكانت إستطلاعات الرأى تعطيه أفضلية على رئيس الجمهورية جاك شيراك , بحيث نسبة التأييد لساركوزى 60% , ولرئيس الجمهرية أنذاك جاك شيراك 40% ( راجع موقعنا ).

وعندما أنتخب ساركوزى للرئاسة الفرنسية فى السادس من مايو 2007م حصل على 53% من الأصوات , أما نسبة التأييد له الأن ( أبريل 2008 م ) لاتزيد عن 15%    ( الرايه العدد 9485) .

هل تعلمون ماهو سر تقدم عالم الشمال ( الغرب) وتخلف العرب ؟

الأجابة سهلة :  متى ما أصبحنا نعترف بميزة نظرية التجديد , سوف ينتهى المرض المزمن ( التخلف ) الذى نعانى منه منذ بادية عصر الكشوفات , وتلتها الثورة الصناعية , إنهيار نظام الأقطاع , وبداية نظريات الدولة الحديثة وبقينا فى العالم العربي مستهلكين لكل شيء حتى أفكار الأخرين دون أن نقدم أية نموذج يعطى شيء من التفاؤل بأننا سنتحرك من سباتنا العميق !!.

المحور الأخير : النظام العربى قتل حتى متعة التحليل الأستراتيجى :ـ

  بالنسبة لنا كمحللين سياسين أو متخصصين نتمتع بعمليتين التحليل والاستشراف السياسي , ولكن لوجود النظام الديناصورى فى العالم العربى قتل عندنا حتى متعة التحليل السياسي فى عالمنا العربى ولممارسة هذا المجال التحليلى لابد من توافر التالى:-

أ‌-      الأهداف .

ب‌- المعلومات فى الوقت المناسب .

ج – الشفافيه.

د‌-    المنافسه المفتوحة .

طبعاً عندما يتوفر أعلاه بأمكاننا المساهمة فى وضع التحاليل والبرامج السياسية لبناء أوطاننا , وأما الأن فعلينا فقط أن نمارس التحليل السياسي لبرامج الأخرين فى خارج عالمنا العربي . إذاً مشكلتنا فى العالم العربى ليست مشكلة عدم وجود الأنسان المشارك فى المجالات المختلفه , بل مشكلة نظام مناسب لهذا الأنسان الذى يمتلك الكفاءة ولآحظنا مثلاً بالنسبة للأنتخابات الأمريكية الكثير من التحاليل الممتازة فى أعلام عالمنا العربى من خلال التحليل والأستشراف للمستقبل فعلى سبيل لمثال لاالحصر :ـ

يقول الكاتب عبد الاله بلقزيز ( الخليج العدد 10675 )

رغم تقدم أوباما الديمقراطى فى إستطلاعات الرأى الأن إلا أن هناك أسقاطات أستشرافيه ممكن تحدث بطريقة مفاجأة وتدخل تعديلات حاسمه من صالح الجمهوريين مثل :ـ

أ – ماذا لو قررت إدارة بوش حسم ملف النزاع الأمريكي – الأيرانى (على ملف إيران النووى) حسماً عسكرياً ولو محدوداً بتدمير منشأت إيران النووية ؟.

ب- ماذا لو قامت إسرائيل بتلك الضربة العسكرية وردت إيران بضرب القواعد الأمريكية فى العراق ؟.

ج – ثم ماذا لو تعرض الأمن الداخلى الأمريكى لضربه جديدة فى هذه الفترة الأنتقالية شبيهة بضربات 11/ سبتمبر 2001 أو حتى دونها قوة وتأثيراً؟.

تقول الكاتبة راغده بهنام ( الشرق الأوسط العدد 10818 ) .

وعن أوباما وأختبار الشرق الأوسط : أوباما قال ( لاشعب يعانى اليوم أكثر من الفسطينين , وأنه يريد أن يجلس للحوار مع الرئيس الأيرانى ) .

ولكن أوباما عاد وعدل الأخطاء أعلاه من خلال لقائه مع طوائف وجاليات يهودية فى ولايات أمريكية مختلفة قائلاً لهم ( أن دعمه لأسرائيل غير قابل للجدل وأن القدس عاصمة أسرائيل , وأنه لم يكن مسلماً يوماً , وأن الشائعات والحملات المركزة التى تشيع أنه مسلم هدفها ترويع اليهود الأمريكين ) .

الخاتمة :ـ الأقتباس الذى وضعته للزملاء أعلاه فى المحور الأخير هدفنا أن نوضح مدى النضج السياسي للمفكرين العرب عندما يحصلون على الفرص للتحليل السياسيى بشكل مطلق دون قيود .

ولكن هل يستطيع  المفكر العربى أن يتعاطى مع الأمور السياسية فى بلده مثلما يتعاطى معها عالمياً ؟

الأجابة سأتركها لكم فى موقعنا ! .

وإلى اللقاء أنشاء الله

                                               د . فهد بن عبد الرحمن آل ثانى

أستاذ الجيوبوليتكس

المشارك والمحامي

www.df-althni.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *