بسم الله الرحمن الرحيم
19/3/2006
إيران لم تبدأ برامجها النووية في عهد الثورة الإسلامية
لحساسية الموضوع على منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص ، وكوكب الأرض بشكل عام ، سنقوم بطريقة حوارية بعرض بعض الاستفسارات الجدلية الاستراتيجية على قراءنا الكرام ، ونرجو من المهتمين بهذا الشأن أدناه مشاركتنا في هذه النقاط ، إما من خلال موقعنا الإلكتروني ، أو مراسلة جريدة الراية الغراء .
أولاً : إيران لم تبدأ برامجها النووية في عهد الثورة الإسلامية ، وإنما بدأت برامجها النووية منذ عهد شاه إيران ، وكان ذلك بمساندة أمريكية وأوربية ، وكانت أهداف الشاه من هذه البرامج النووية ليست سلمية ، وإنما لتحويل إيران إلى قوة نووية في المنطقة ، وذلك لكي تمارس دورها كشرطي للمنطقة بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية ! . ولكن الفرق ما بين إيران الشاه ، وإيران الإسلامية ، بأن الأولى كانت حليفة لإسرائيل ، أما الثانية فعدو لإسرائيل !! .
– الاتتفقوا اياها الكرام ؟!.
ثانياً : (أ) : أمريكا تتهم إيران الإسلامية على أنها عدو وتهدد مصالحها ، ويعود ذلك إلى : قيام إيران ببناء ترسانة صاروخية ، وتشجيع الحركات الأصولية المسلحة في كل الدول الإسلامية ، ودعم المعارضة الفلسطينية ، وإفشال مشروع محاربة الإرهاب .
(ب) : عكس ذلك تقول المصادر الرسمية الإيرانية ، أنها متعاونة مع أمريكا لأبعد الحدود ، فهم قدموا لأمريكا التالي : إيران قدمت الكثير من التسهيلات لأمريكا للتخلص من نظام طالبان في أفغانستان ، وفي عهد ريغان عقدت إيران صفقة أسلحة ضخمة سرية مع أمريكا ، وفي عهد بوش الأب عقدت إيران صفقة مع القوى اللبنانية لإطلاق سراح محتجزين غربيين في لبنان عام 1991م ، وفي عهد كلينتون كانت إيران تصدر الأسلحة للبوسنة كعملية التفافية عام 1995م ، وفي التجارة بقيت أمريكا الرابعة من حيث السجل التجاري السري مع إيران من حيث النفط المصدر إلى أمريكا عن طريق وسطاء ، وهذه إضافة من عندنا ، وفي حرب الخليج الأولى ما بين التحالف والعراق لتحرير الكويت يناير 1991م ، حافظت إيران على الحياد التام ، وفي حرب الخليج الثانية ما بين الأنجلو أمريكان والعراق مارس 2003م ، حافظت إيران على الحياد وقدمت تسهيلات لوجستية للمعارضة العراقية المتواجدة في إيران للذهاب إلى العراق للمشاركة في مصير وطنهم ، وبمباركة أمريكية !! .
ثالثاً : المعادلة الحالية تشهد بروز قوى جديدة ، وجميعها لها مصالح جيوبوليتيكية في الشرق الأوسط ، وهم : روسيا الهايدروكاربونية وأحلام القطبية الثنائية مازالت ماثلة أمام عينيها ، والصين الصناعية ، والهند الإلكترونية ، والقوتين الأخيرتين تبحثان إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب .
رابعاً : إقليم غرب آسيا : الآن يشهد مرحلة سيولة سياسية تمتد من أفغانستان إلى البحر المتوسط ، والدولة الوحيدة المتكاملة سيادياً في هذه اللحظة مارس 2006م هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية . وفي حالة تصور السيناريو الأسوأ ، وهو اعتداء دول الناتو على إيران ، فهذا السيناريو لوحده كارثة إقليمية ، ولكننا ولنضع التصور بأن الحلفاء انتصروا في الحرب ضد إيران ، فلابد للحلفاء من توفير ما يعادل 2% من سكان إيران مشاه من الحلفاء على الأرض الإيرانية لمدة قد تصل إلى عشر سنوات ، وهذه النسبة تعني ما يقارب من 2 مليون جندي أمريكي على الأراضي الإيرانية !! .
إذاً الأسئلة التي تطرح نفسها :
1- هل الولايات المتحدة مستعدة لتوفير ما يقارب من 2 مليون جندي أمريكي في الأراضي الإيرانية لمدة قد تصل إلى عشر سنوات ؟ .
2- ما هو مصير 130 ألف جندي أمريكي في العراق ؟ .
3- هل فكر المخطط الاستراتيجي الأمريكي في حالة خسارة إيران للحرب : بأن المنطقة ستصبح في حالة سيولة كاملة تمتد من أفغانستان إلى البحر المتوسط ؟ .
4- هل العالم يتحمل توقف صادرات النفط والغاز الطبيعي بشكل شبه كلي من منطقة الخليج العربي ؟ .
5- منطقة غرب آسيا يوجد بها من ثقافات قديمة يعود عمقها على كوكب الأرض منذ هبوط آدم عليه السلام إلى هذا الكوكب ، وفي حالة أن تصبح المنطقة في حالة سيولة من يستطيع أن يوقف الكوارث البشرية التالية : الانتقامات الدينية ، والأيديولوجية ، والأثنية ، والطائفية ، والقومية .. ! . نرجو من دول الناتو أن تفكر جلياً بأننا لا نريد أن نعيد كوارث أوربا وحروبها منذ 1700م إلى نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م وراح ضحية هذه الحروب ما يقارب 50% من سكان أوربا ، وكان أخطرها المجازر التي قام بها المسيحيين ضد بعضهم وبالتحديد الكاثوليك ضد البروتستانت !! .
خامساً : من الناحية الإقليمية ، على المخطط الاستراتيجي أن يدرك جيداً في حالة السيولة ، بأن هناك خط أيديولوجي جهادي يمتد من أفغانستان ويشارك فيه جزء من باكستان إلى إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ، وإن يكن في الأخيرة ما يزال يزأر تحت الغطاء!! .
سادساً : هل المنطقة على قنبلة موقوتة ؟ :
– نعم المنطقة على قنبلة موقوتة !! .
– ما هو رأي القانون الدولي في حالة الحياد في الحرب ؟
أ – واجبات تقضي بمنع أي من المحاربين من القيام بأي أعمال من أعمال الحرب فوق إقليمها ، وتسمى واجبات منع .
ب – واجبات امتناع تفرض على الدول المحايدة أن تمتنع عن تقديم أية مساعدة لأحد أطراف الحرب ، وتسمى واجبات الامتناع .
وفي حالة مخالفة الدول المحايدة لهذه الواجبات ، فالنتائج تكون على نوعين :
1- إمكانية مطالبتها بعد الحرب بالتعويض عن الأضرار التي سببتها المخالفات .
2- إمكانية إعلان الحرب عليها من جانب الدول المحاربة .
– إذاً ما هو موقف الدول التي توجد بها قواعد للحلفاء ؟
– أخيراً نقول للولايات المتحدة ، اجعلوا مناطق حلفاءكم في منطقة الشرق الأوسط مناطق مثالية من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية ، وسنذهب نحو وسندعو إخواننا في إيران وفي كل الشرق الأوسط لمشاركتنا في الازدهار والرخاء الموجود في المنطقة ، أما غير ذلك فلا يبقى إلا كارثة ويعقبها كوارث لا سمح الله !! .
وأخيراً ، أرجو المشاركة بآرائكم السديدة في موقعنا الإلكتروني في هذا الموضوع الحساس الذي يهم جميع سكان الشرق الأوسط !! .
وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله