بسم الله الرحمن الرحيم
6/6/2004
* من هي الجهة التي تقف وراء هذه التفجيرات ؟
– أعتقد أنه من الصعب تحديد الجهة التي تقف وراء هذه التفجيرات ، خاصة أن هذه العمليات لا نستطيع أن نحدد لها أهداف استراتيجية أو حتى تكتيكية 0 مثلاً إذا كان من يقف
وراء ذلك ينسب نفسه للإسلام ، فالإسلام براء من هذه التصرفات ، فالاعتداء على مجموعة من المدنيين العزل في إحدى أمسيات رمضان المبارك ، لا حول لهم ولا قوة ، أمر غريب جداً 0
وليس فقط إسلامياً نرفض هذا العمل ، بل وحتى الشرائع السماوية الأخرى ، والقوانين الوضعية ترفض هذا العمل 0 أما بالنسبة لنا كمسلمين ، فالأمثلة كثيرة ، فالرسول ص كان يقيم في
المدينة المنورة ، وكان اليهود يقيمون معه في نفس المدينة ، إلى أن نقضوا الميثاق والعهد ، وكذلك الإسلام أجاز التعامل مع الحضارات الأخرى ، والنص واضح وصريح في القرآن الكريم
في سورة الكافرون لكم دينكم ولي دين ( صدق اللّه العظيم ) 0 وسيدنا عمر بن الخطاب عند فتح القدس وفلسطين دخل كنيسة النصارى ، ولما جاء وقت الصلاة خرج من الكنيسة وأدى
الصلاة ، وكان له قولٌ مأثوراً في ذلك ” لو صليت في كنيستكم لاتخذها المسلمون مسجداً من بعدي ” 0
– خلاصة هذا القول ، أرجو أن لا نستعجل ونطلق لاتهاماتنا عنانها ، وبعد ذلك نفاجئ 000 بأن هناك من هم مدسوسين بين صفوف المسلمين ، أو من غرر بهم ، فقاموا بهذه
العمليات 0
* سؤال يطرح نفسه قبل أي عمل ، تقوم الولايات المتحدة وتحذر بطريقة غريبة جداً بأن هناك عمل سيقع ، وبعد ذلك يقع العمل ؟ 0
– إذاً الولايات المتحدة عندها القدرة في اكتشاف الأعمال الأرهابية قبل حدوثها ، فلماذا لا تكون عندها القدرة في تحديد مصادر هذه الأعمال والجهات التي تقف وراءها ؟ 0
* هناك بعض الأعمال التي قام بها المجاهدين العرب الأفغان ، ضد أهداف محددة سابقاً 00 فلماذا لا يتبادر إلى أذهاننا بأن نفس هذه الجماعات وراء هذه العمليات الآن ؟ 0
– أولاً : أهداف المجاهدين كانت كما صرحوا بها سابقاً ، هو إخراج القوات الأمريكية من أرض الحرمين ، وهذا ما حدث بالفعل 0 وربما نتذكر بأن العمليات كانت ضد أهداف
أمريكية عسكرية بحتة ، والآن تقريباً انسحبت أمريكا من السعودية 0
ثانياً : نحن نشك بأن يكون هناك عمل تنظيمي كبير للعرب الأفغان ، وخاصة بعد انهيار نظام طالبان في 2001/2002م 0 وذلك لا يمنع وجود بعض الخلايا العنقودية المشتتة
على مستوى العالم ، ولكن لا أعتقد بأنه يوجد لها تأثير استراتيجي يذكر ، والعمليات الموجهة ضد المدنيين مثل المذكور أعلاه ، يقلل من تأييدها في الأوساط الدينية والشبابية ، إذاً بالفعل
بعض الأعمال ضد المدنيين تقوم بها بعض الخلايا العنقودية المذكورة ، ويعتقد وجود خلايا جديدة صغيرة تشعر بنوع من الظلم أو الاحباط وتكون لها عمليات مستقلة ، وذلك يذكرنا عندما
حدثت الفتنة الكبرى ما بين المسلمين عندما تقاتل المسلمين على الخلافة في عهد سيدنا علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه ، ضد معاوية بن أبي سفيان وأتباعه من الفرق منهم أهل السنة
والشيعة والخوارج والمعتزلة والمرتجئة ، وبعد ذلك انقسمت هذه الفرق شعوباً وقبائل ، وهذا ما يؤكد قول رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليه بأنه انقسم اليهود إلى (69) فرقة وانقسم
النصارى إلى (70) فرقة وستنقسم أمتي إلى (71) فرقة جميعها هالكة إلا واحدةً في الجنة 0
* لابد لنا أن نسأل ما هو الدافع الذي من الممكن تجنيد الشباب بهذه السهولة للقيام بعمليات مثل هذه العملية ؟
– أعتقد بأن هناك مجموعة من العوامل في السعودية والخليج والعالم الإسلامي منها :
1- عدم وجود التعددية السياسية ، وعدم وجود الديمقراطية الحقيقية والمشاركة الشعبية الكبيرة 0
2- المشاكل الاقتصادية والبطالة 0
3- احتلال أمريكا للمنطقة ، والضغوط المستمرة على الدول الأخرى 0
4- العنصر القهري الأكبر ، وجود الدولة الصهيونية في فلسطين والأراضي الإسلامية في القدس ، وذلك يسهل من عملية تجنيد الشباب لربما
لأغراض حميدة أحياناً ، وهو تحرير الأراضي الإسلامية ، وربما لأعمال غير حميدة أحياناً وهو لأهداف سياسية مستترة 0
* ما هي الحلول ؟
– لا أعتقد النموذج الديمقراطي الذي يدعو له الرئيس بوش في المنطقة هو الحل المناسب لقضايا المنطقة ، وعموماً كل ما تسمعوه من ديمقراطية في المنطقة ، عليكم أن
تتذكروا النموذج العراقي ، وهو ممثلاً بمجلس الحكم المعين أمريكياً ، وهذا المجلس المعين قام بتشكيل حكومة عراقية ، أيضاً فوضت أمريكا مجلس الحكم بتشكيل لجنة لإنشاء دستور عراقي
، ويتبع الحاكم الأمريكي ، والذي كنا نسميه تاريخياً أيام الاستعمار الإنجليزي ( المندوب السامي ) وهو الحاكم الفعلي للعراق ، ويملك حق الفيتو في قرارات مجلس الحكم العراقي 0 وما
يحدث في العراق الآن هو ما صرحت به الإدارة الأمريكية رسمياً قبيل احتلال العراق ، بأنها ذاهبة إلى هناك لاعطاء الشعب العراقي الديمقراطية ، وبعد الانتهاء من العراق ، سوف تقوم
أمريكا بتطبيق النموذج العراقي على المنطقة 0
– وفي خطاب الرئيس بوش الأخير ، كان يمتدح بعض الدول التي استوعبت النموذج العراقي ، وبدأت تسير بخطى ثابتة وهادئة في تطبيق النموذج العراقي ، طبعاً بوش لم يقل
ذلك بصريح العبارة ، ولكن أعتقد عندما تنظر ما بين السطور ، هناك مؤشرات قوية تقول لحكومات المنطقة طبقوا النموذج العراقي وإلا سيطبق عليكم بالاكراه 0
– نعتقد بأن هناك الكثير من الملفات المعلقة التي يجب على أمريكا الحصول عليها إذا كانت جادة في مساعدة شعوب المنطقة ، وإذا كان شغلها الشاغل هو إقامة العدالة في
الأرض كما تدعي 00 ومنها :
1- الانسحاب من العراق وإعطاء الشعب العراقي الحق في تقرير مصيره بنفسه0
2- المساعدة في إيجاد حل للقضية الفلسطينية 0
3- المساعدة في إقامة الديمقراطية الحقيقية وليس الصورية