بسم الله الرحمن الرحيم
6/6/2004
الوهن والضعف الذي يعيشه العالم العربي الآن ، يذكرنا ببيت الشعر الشهير لأبو القاسم الشابي :
ومن يخشى صعود الجبال يعيش ابد الدهر ما بين الحفر
الوضع الراهن للأمة العربية ، وربما بسبب النكبات التي تعرضت لها هذه الأمة ، وهذه النكبات جعلت الأمة تتجه إلى ستاتيكية قاتلة ، وهذه الاستاتيكية شبيهة بالنصف التالي
من بيت الشابي 0 ومن أقوى الأمثلة على أن الأمة العربية تعيش في عصر جمود ، مما جعل الأمم الأخرى تطرح عليها سيناريوهات خطيرة ، لتحريك متخذ القرار في العالم العربي ؛ أما
الموافقة على السيناريوهات المطروحة ، وأما رفضها وتقديم سيناريوهات بديلة 0 ومن أخطر السيناريوهات التي قدمت إلى المنطقة هو الفرضيات التي طرحها كولن باول وزير خارجية
الولايات المتحدة في مارس 2001م متمثلة بالتالي القدس عاصمة إسرائيل ، العراق سوف تعالج أزمته بأسلوب احتواء وقمع جديد ، والسودان يقسم إلى دولتين في الشمال والجنوب 0
وبعد ذلك صرح المصدر الامريكي بأن ذلك مجرد فرضيات ، ولا تعتبر قرارات رسمية 0 طبعاً التصريح الأخير للإستهلاك ولإعطاء النظام العربي التفكير في تقديم سيناريوهات بديلة ، لأن
باول عندما يطرح فرضية فذلك يمثل أولاً خلاصة فكر المدارس الاستراتيجية الأمريكية، وثانياً لابد أن تنضج في مطبخ متخذ القرار الأمريكي ، وثالثاً باول لا يسمح له أن يقول أية كلمة عبثاً
وإنما في الفترة التي توجد عنده حقيبة الخارجية الأمريكية يحاسب على كل شيء حتى على وجبة العشاء التي تناولها هل هي في مطعم فرنسي ، أو ياباني ، أو صيني ، أو عربي 0 بمعنى
آخر أن رئيس دبلوماسية القطب الأوحد في العالم ، أي رئيس دبلوماسية العالم عندما يطرح فرضيةً ما ، لا نستطيع أن نشبهه مثل مايكل جاكسون أو ديجو مارادونا عندما لبسوا القبعة
اليهودية وصّلوا عند حائط المبكى ، وكان رد فعل الإعلام الانفجار العاطفي وكالوا بالسباب والتشهير لكلاً من الفنان واللاعب ، وبعد ذلك وضعت القضية في سجل الملفات المعدرومة وكأن
شيئاً لم يكن 0
ولكن في حالة باول الزنجي الذي ربما للونه من الناحية الحضارية شعرنا بنوع من التفاؤل لتوليه حقيبة الخارجية الأمريكية ، ولكن أفعاله وأقواله للأسف لا تمت إلى أي
شيء من التفاؤل 0 والسيناريو الذي عرضه باول يذكرنا بالمرحلة التنافسية ما بين غرب أوربا والولايات المتحدة ( المدرسة الرأسمالية ) والمدرسة النازية بقيادة ألمانيا ، بحيث كل من
الطرفين وضع تصوراته العالمية ، وهذا التنافس في عرض السيناريوهات بدأ منذ نهاية الحرب العالمية الأولى بفترة وجيزة أي ما يقارب 1920م ، واستمر هذا التنافس في عرض
السيناريوهات إلى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي ، وبعد ذلك عرضت المدرسة النازية تصورها الجيوبوليتيكي للعالم بجلاء وبكل جرأة ، وانفجرت بعد هذا التصور الحرب العالمية
الثانية مباشرةً عام 1939م 0 المنطقة العربية رغم أن السيناريو الذي عرضه باول لا يقل خطورةً إذا لم يكن أخطر من السيناريو الذي عرفته المدرسة ، ولكن الأمة العربية تعيش في سبات
عميق 0
هنا لابد للأمة العربية من إعادة تدقيق جميع ملفات الجامعة العربية ، ومدى صلاحيتها للوضع الاستراتيجي العربي ، وخاصةً أن سيناريو الجامعة العربية وضعته في البداية
دولة استعمارية آنذاك ممثلة بالمملكة المتحدة ، بحيث دعى وزير خارجيتها انطوني ايدن في مايو 1941م بطريقة مباشرة إلى أقامة منظمة عربية تجتمع فيها جميع الدول العربية ، ونتيجة
هذا الاقتراح هو بالفعل أدى إلى اجتماع بعض الدول العربية آنذاك وصدر قرار إنشاء الجامعة العربية عام 1945م في مصر 0( آل ثاني ، جغرافيا سياسية ، ص 128 ) 0
ومن المحللين من يرى بأن استعجال المدرسة البريطانية بإنشاء الجامعة العربية هو يمثل استراتيجية الشيء وضده ، أي في نفس الفترة كانت هناك ثورات قومية عربية قوية
هزت العرش البريطاني في المنطقة ، ومنها ثورة رشيد الكيلاني في العراق ، وكان لابد للاستراتيجي البريطاني من إيجاد دواء لعلة القوميين ، وهذا الدواء ، لابد أن ينطبق على بيت الشعر
القائل :
وداوها بالتي كانت هي الداء
أي بمعنى آخر قاوم القوميين الثوريين العرب ، بالقوميين المعتدلين العرب ، وكان نتيجة ذلك هو إنشاء جامعة الدول العربية 0 نحن لا نريد أن نسترسل في هذا الموضوع ،
ولكن إنشئت الجامعة العربية عام 1945م ، وإنشئت دولة إسرائيل في عام 1948م في الأراضي العربية المحتلة 0 هنا ترابط غريب ما بين الحدثين ، ولكننا لا نتهم أشخاص ولا دول بأنهم
كانوا متواطئين في هذه الكارثة ، ولكن يجب أن نعي تماماً بأن إنشاء الجامعة العربية ساهمت فيه بريطانيا ، وكانت بريطانيا في تلك الفترة ممثلة معظم المنطقة العربية آنذاك ما بين مستعمرة
وانتداب وحماية ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، الجامعة العربية يتجاوز عمرها الآن 56 سنة ، وذلك يمثل بأن الجامعة العربية تمثل أقدم منظمة دولية في هذا الكوكب ، ولكنها لم تقدم
شيئاً يذكر للأمة العربية من الناحية الاستراتيجية ، وهذا لا يعني بأننا نرفض فكرة التجمع العربي ، ولكن لابد من إيجاد آليات وسيناريوهات جديدة لكي تتوافق مع الزمن لتفعيل الدور العربي
في كافة المجالات 0
إذاً لابد لنا من ثورة إصلاحية ، وهذا أمر طبيعي لأن الأمم عندما تصل مرحلة الستاتيكية لابد لها من استراتيجية جديدة ، وعلى سبيل المثال ، نجد بأن العالم الألماني فريدريك
راتزل في القوانين السبعة للنمو الأرضي بأنه ركز على إحدى المحاور وهو ( الدافع الأول للتوسع يأتي للدولة البدائية من الخارج 0 معنى هذا أن الدولة الكبرى ذات الحضارة تحمل
أفكارها إلى الجماعات البدائية التي تدفعها زيادة عدد السكان إلى الشعور بالحاجة إلى التوسع ) ( رياض ، ص 60 ) 0 ونحن غير مطالبين بتطبيق محور راتزل بحذافيره ، ولكن عندنا
إمكانيات كبيرة بتشكيل فريق عمل عربي قوي لكي يقوم بمراجعة جميع ملفات الجامعة العربية ، ووضع استراتيجية عصرية للجامعة لكي تتواكب مع متطلبات العصر ، ويجب أن تركز هذه
الاستراتيجية على ثلاثة محاور رئيسية وهي :
المحور الأول : الأمن القومي العربي 0
المحور الثاني : الجوانب الاقتصادية العربية 0
المحور الثالث : الإنسان العربي 0
بالنسبة للمحور الأمني لابد للفريق من النظر إلى الفراغ الاستراتيجي الذي تعيشه الأمة العربية ، وربما يتفق معنا الكثيرين بأن من أسوأ الكوارث الاستراتيجية التي تعاني
منها الأمة العربية هو عدم وضوح الصورة في معالجة الخلافات العربية عربية ، والعربية مع الغير عربية 0 ولو استطعنا أن نعالج قضايانا العربية عربية ، لأصبح من السهل علينا معالجة
القضايا العربية غير عربية 0 ولو حاولنا أن نعرض بطريقة مقتضبة القضايا العربية عربية لوجدنا التالي :
1- مشكلة السودان :
مشكلة جنوب وشمال السودان قضية استراتيجية تهم الأمن القومي العربي ، وليس قضية قطرية محجمة كما يتصورها البعض ، فالسودان يشكل العمق العربي الاستراتيجي
في القارة الأفريقية والتي نعتبرها قارة إسلامية حيث أن أكثر من 60% من سكانها من المسلمين ، إذاً السودان له وظيفة دينية وقومية عربية في العمق الأفريقي ، ولا نستطيع أن نفصل
اطلاقاً ما بين الدين الإسلامي والقومية العربية ، لإن الإثنان مترادفان لا انفصال بينهما ، لو ذهبنا إلى عمق الحضارة العربية الإسلامية 0 وللسودان مجال مكاني ضخم من ناحية مناخية
بحيث يمثل الإقليم الاستوائي والمداري والصحراوي ، وهذه الأقاليم المناخية يمكن أن ينشأ فيها مشاريع زراعية وحيوانية ضخمة تجعل السودان مصدراً رئيسياً للغذاء في العالم ،
وللسودان احتكاك مكاني مباشر مع ما يقارب من عشرة دول منها شمالاً مصر وليبيا ، وغرباً تشاد وجمهورية أفريقيا المركزية ، وجنوباً الكونغو وأوغندا وكينيا ، وشرقاً مع أثيوبيا وأريتريا
0 وله أيضاً ساحل شرقي يطل على البحر الأحمر ويقابله من الجهة الثانية المملكة العربية السعودية 0 ولو استثمر المجال المكاني السوداني الاستثمار الصحيح لأصبحت القارة الأفريقية
جزءً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي الإسلامي ، وهذا يعطينا أيضاً بأن السودان تقع ضمن مجالات تمثل أنظمة إقليمية متنوعة ، وأيضاً في السودان النظام الإقليمي لوادي النيل والذي
يعتبر أكبر ثاني نهر في العالم ، ومنابع هذا المجرى الرئيسية هضبة الحبشة في أثيوبيا وبحيرة فيكتوريا في أوغندا ، ويأتي النيل الأزرق من الحبشة والنيل الأبيض من الاتجاه الآخر ،
وأطول مجرد للنهر يتم في السودان ، ويلتقيان المجريان في مدينة الخرطوم ، وبعد ذلك يتجه الوادي شمالاً إلى أن يخترق الحدود المصرية من جنوبها إلى شمالها إلى أن يصب في البحر
المتوسط 0 وهذا النهر يعتبر شريان الحياة لما يقارب من 100 ( مائة مليون عربي ) أي 37% من سكان العالم العربي (The Military Balance) 0 ورغم هذه الأهمية الكبرى لوادي
النيل ، ورغم التصور الذي يعتبر فاجعة للذي طرحه كولن باول ، والذي يقول فيه احتمال تقسيم السودان إلى شمال وجنوب ، بمعنى آخر عمل تقسيم حضاري للسودان الشمال الإسلامي
والجنوب المسيحي وأرجو أن ننتبه هنا بأن الولايات المتحدة ودول الشمال الصناعية والمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة جميعهم يقاومون ويحاربون أي تقسيم يتم على شكل حضاري
أي ( ديني أو لغوي أو إسلامي ) ولكن عندما وجدوا ضالتهم في جنوب السودان وذلك لكي يفصلوا أهم إقليم سوداني وهو الذي يمثل البيئات المناخية الصالحة للزراعة وتربية الحيوان ،
وهناك احتمالات وجود ثروات معدنية ضخمة في إقليم الجنوب ، ويمثل شريان الحياة العربي وهو وادي النيل ، ويمثل الاحتكار المكاني للعمق الأفريقي 0 إذاً التصور الاستراتيجي الغربي
الذي جعل الأمريكان يخالفون مبدأهم الحضاري المذكور سلفاً لم يبنى لمصلحة أهلنا في الجنوب السوداني ، ونعم أقول أهلنا لأن الجميع سودانيون وكل السودانيون عرب ومعظمهم مسلمين
وما تبقى كتابيين ولكنهم متأثرين بالحضارة الإسلامية ، والسيناريو الأمريكي بني على ضرب مسمار في نعش الأمة العربية التي تعاني من استاتيكية مزمنة وهو من خلال فصل الجنوب
وإحياء قضية صراع جديد للعرب وتتمثل بالصراع الإسلامي المسيحي ، وذلك سوف يسحب جميع الأنظار من الصراع الفلسطيني الصهيوني على أرضنا المحتلة في فلسطين 0 ونعود مرة
أخرى لأبناء جنوب السودان ، لا نستطيع أن ننكر بأنه بالفعل توجد مشكلة في الإقليم الجنوبي السوداني ، ولابد من هذه المشكلة من ايجاد تسوية وحلول لها لأرضاء جميع الأطراف
السودانية 00 وأقول هنا لارضاء الأطراف السودانية وليس اضعافهم من خلال تقسيم السودان إلى دويلات 0 والتقسيم الإقليمي غير مقبول على الاطلاق وخاصة في حالة السودان ، لأن
الشعور الوطني بالنسبة لجميع أبناء السودان سواء كانوا في الشمال أو الجنوب بأنهم جميعاً رافضين بالتفريض بأي جزء من وطنهم ، وكل ذرة من التراب السوداني يساوي عندهم كم
معنوي هائل ولا يقدر بثمن 0
2- الخليج والجمهورية الإسلامية الإيرانية :
بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي لن يستطيع أن يحافظ على توازن استراتيجي إقليمي ، ويكون له دور فعال على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي ، إلا بعد تسوية جميع
الأوراق المعلقة مع دول الجوار ، وأهم شريك في الجوار لمجلس التعاون من الناحية الاستراتيجية هو إيران ، وأكثر الخلافات الإيرانية الخليجية سخونةً الآن هو الجزر العربية طنب الكبرى
والصغرى وأبو موسى ، ولن يوجد حل لهذه القضية بالتفاوض ما بين قوى متوازنة أي ما بين دول التعاون من طرف وإيران من طرف آخر ، وطبعاً المفاوضات الاستراتيجية تشمل عملية
تصورات مستقبلية لجميع الملفات المعلقة ما بين الطرفين مثل حلف التعاون الاقتصادي ، وملف تبادل العمالة ، وملف التعاون الثقافي والتعليمي ، وملف التسوية الشاملة لجميع القضايا
المعلقة ما بين دول المجلس وإيران الإسلامية ، وفي هذه الحالة لابد للأسلوب التفاوضي أن يمر بعدة مراحل ، ولكن شريطة أن تكون المراحل كحلقات متسلسلة مثل الحلول الدبلوماسية
والتفاوض ، والمساعي الحميدة ، والوساطة ، والتوفيق ، والتحكيم ( الودي ) وبعد ذلك إذا لم تنجح المراحل الأولى نبدأ نبحث عن حلول سياسية ، وبعد ذلك كما يقولون دائماً بأن آخر
الداء هو الكي ، فبالإمكان أن ننتقل إلى التحكيم الدولي 0
وأرجو أن ننتبه جميعاً بأن إيران هي أحرص منا جميعاً لايجاد حل نهائي لمشكلتها من دول المجلس ، وكذلك هناك قوى عالمية من مصالحها تصوير إيران كالغول لدول
الخليج الصغيرة ، وأن الخطر الإيراني قادماً لا محالة 0 وهذا التصور محتمل ، ولكننا نحن الذين سوف نضعه بأيدينا ، لأن العزل الكامل لإيران وممارسة الضغوط المستمرة عليها عالمياً
وإقليمياً سوف يضعها مكبلة في زاوية ضيقة جداً ، وربما يلجأ الاستراتيجيون الإيرانيون عندما يصلون إلى مرحلة الاختناق إلى خلق انفجار إقليمي من خلال مبدأ ( عليا وعلى أعدائي ) ،
وعموماً كما يعرف الجميع دائماً بعد الانفجار تكون هناك تسوية ، وفي هذه الحالة ربما يجد الإيرانيون بأنهم في وضع استراتيجي أفضل من وضعهم في مرحلة السلام الجامد المذكور سلفاً 0
وأكرر وأقول بأن إيران مصلحتها الحقيقية هي أن يكون لها علاقات ممتازة مع دول الجوار وخاصة الدول الخليجية ، فالنظام الإقليمي الإيراني من حيث الحدود الشرقية يتجاور مع دولة
الباكستان الإسلامية وأفغانستان الإسلامية وهذا الجوار الإقليمي يشكل تحدي من نموذج آخر ، فالباكستان معظم أهلها من المستلمين السنة وعدد سكانها ضعف عدد سكان إيران تقريباً والآن
أصبحت دولة نووية وتعاني من مشاكل اقتصادية مستأصلة ، وبالنسبة للإيرانيين لتطوير نموذج إقليمي مع الباكستان الآن يعتبر من الملفات المعقدة 0 وانتبهوا أقول الآن لأن التصور
الجيوبوليتيكي قابل للتغيير ، أما أفغانستان فنظام الدولة شبه منهار الآن ، ومن افرازات الحرب الأفغانية أنجبت جيلاً يعشق القتال ولون الدماء ، وتوجد في طبوغرافيا معقدة ، ومعظم أهلها
من السنة ، وتعاني من مشاكل اقتصادية خانقة ، فبالتالي الاستراتيجي الإيراني ينظر إلى أفغانستان بأنها تشكل له غلق مزمن ، وأية مغامرة غير محسوبة ربما تؤدي إلى تدمير جميع بنيته
التحتية ، أما بالنسبة للشمال الإيراني ، فإيران مازالت تنظر بأنه جزء من مجالها المكاني مقتطع شمالاً ، ولكن أقاليم الشمال صحيح أنها استقلت من النفوذ السوفيتي ، ولكن القوى
الإقليمية الكبرى دائماً تنظر إلى إقاليم وسط آسيا بأنها عمق استراتيجي قاري بالنسبة لها وأقصد هنا روسيا والصين ، وعلى المستوى العالمي والولايات المتحدة الأمريكية ، فبالتالي
الاقتراب الاستراتيجي الإيراني من أقاليم أواسط آسيا دائماً يشوبه الكثير من الحذر ، أما بالنسبة لحدود إيران الغربية شمال الخليج فيعتبرها الفكر الاستراتيجي المقبرة المزمنة التي يدفن
فيها الاحلام الفارسية في كل مرحلة عندما يصلوا حقبة الانطلاق في التنمية ، ونقصد هنا الحدود العراقية الإيرانية ، فيوجد هنا خمسة ملفات للصراع ثلاثة منها حضارية ايديولوجية وهي
الصراع القومي العربي الفارسي ، وقلاقل كردستان المزمنة على طرفي الحدود الإيرانية العراقية ، والصراع الشيعي السني ، أما من الناحية المكانية فيوجد الصراع على الأراضي ويوجد
الصراع على حياة شط العرب وتقسيم مجاله المكاني 0
هذا عرض مقتضب للنظام الإقليمي الإيراني ، إذاً إيران من أفضل الحلول لها هو توثيق علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي 0 ولكي يستطيع مجلس التعاون الخليجي
أن يوثق علاقاته مع إيران ، لابد له أن يكون قوياً وواثقاً من نفسه ، وهنا نستدل بالمقولة المشهورة لمارجريت تاتشر عندما قالت : ” إذا كنت تريد السلام يجب أن تكون قوياً ” 0
3- المشكلة العراقية :
وضعت المدارس الاستراتيجية العالمية عدة سيناريوهات للعراق بعد حرب الخليج الثانية وهي السيناريو الأول تقسيمه إلى ثلاثة دول : الأكراد في الشمال ، والسنة في الوسط
، والشيعة في الجنوب 0 وجميع الدول الإقليمية رفضت هذا السيناريو لأنه إذا أصبح للأكراد نواة دولة في شمال العراق ، فالاقاليم الكردية في إيران وتركيا وسوريا من الطبع أن يطالبون
بالانضمام للدولة النواة ، وإذا أصبح للشيعة دولة في الجنوب فذلك سوف يؤدي إلى تنافس مكاني كبير ما بين الأقليات الشيعية الموجودة شرق الجزيرة العربية وأخوانهم من السنة ، وربما
هذه المطالب سوف تؤدي إلى الانضمام إلى كيان شيعي واحد يمتد من شرق الجزيرة العربية إلى جنوب العراق وهذا السيناريو مرفوض أيضاً 0 السيناريو الآخر للعراق هو الاحتفاظ به
ككيان واحد ولكن يوضع له تصور شبيه باليابان ، وهو تشكيل حكومة ديمقراطية حقيقية من خلال جمعية تأسيسية شعبية تحت اشراف القوى العظمى في العالم ، ولكن وضع تصور
للاستراتيجية الأمنية العسكرية من حيث محدودية عدد الجيش ونوع العتاد على ألا يشكل مستقبلاً قوة إقليمية عسكرية تهدد أمن المنطقة ، ولو وضع هذا السيناريو للعراق بالفعل منذ عام
1991م لأصبح العراق يمثل قمة الهرم في الشرق الأوسط من ناحية اقتصادية ، ولكن للأسف رفض هذا السيناريو إقليمياً وعلى المستويين العربي والصهيوني ، لأن ذلك سوف يشكل
الكثير من المشاكل والمطالب السياسية ، والمشاكل الاقتصادية بالنسبة لدول الجوار الإقليمي 0 والسيناريو الثالث هو فتنمة العراق وهذا هو ما يحدث بالفعل الآن ويجب على جميع العرب
والمسلمين وعلى كل من يحب السلام في العالم رفض سيناريو تحويل العراق إلى فيتنام ثانية ، وذلك ربما يتصور البعض تقليص الخطر العسكري العراقي ، وهذا صحيح ولكنه على المدى
القصير ، ولكنه على المدى الطويل سوف يكون له آثار مدمرة على كل النظام الإقليمي المجاور للعراق 0
4- المشكلة الصومالية :
الصومال كما نعرف ينقسم إلى صومال فرنسي وإنجليزي وإيطالي ، وذلك يعني التقسيم الاستعماري للصومال ، وعند الاستقلال استقل الجزء الفرنسي وشكل دولة جيبوتي ،
وبقيت الدولة الصومالية مشكلة بالصومال الإنجليزي والإيطالي 0 وذلك أدى إلى وجود قبائل متناحرة ولكل منهم عنده الطموح للسيادة على إقليمه وتشكيل دولة مستقلة ، والفكر
الاستراتيجي يرى بأن المشكلة الصومالية تعتبر من أسهل المشاكل الحضارية التي تنشأ محلياً ، ولكن حتى ولو قلنا للمشكلة بأنها سهلة ، فلابد لها من وجود دور إقليمي قوي لكي يساهم
في نزع فتيل القتال ، ووضع سيناريوهات لتسوية المشكلة الصومالية ، وهذا لن يأتي إلا من خلال الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي ، ولكن كالعادة المنظمتين لا توجد عندهما
الآلية الكافية لإحتواء القضية الصومالية ، ونحن نتسائل هنا ماذا لو كان الكوريتين من ضمن النظام العربي الإسلامي نعتقد بأنه كان يحدث حرب عالمية ثالثة ، علماً بأن الكوريتين من
ناحية إقليمية يتجهون إلى الاتحاد الآن ، ولكن من صالح قوى عالمية الاحتفاظ بالوضع مجمد 0 والتساؤل الآخر كيف نستطيع أن نجد حل للنزاع العالمي الإسلامي العربي ضد النزاع
الصهيوني ، ومنظماتنا الإقليمية لم تستطع أن تحتوي النزاع الصومالي 0
5- حصار ليبيا :
ليبيا اتهمت بإسقاط الطائرة المدنية الأمريكية فوق قرية لوكيربي الاسكتلندية عام 1989م ، وبعد ذلك تعرضت لحصار اقتصادي شامل بري وبحري وجوي ، لمدة عقد من
الزمان ، وأدى ذلك إلى لخبطة جميع برامجها الاقتصادية ، وتأخيرها عن ركب التنمية العالمية لعدة عقود ، ومن ناحية ثقافية وعلمية ، لو قمنا بافتراض بأن تخرج كل جامعية تمثل جيل
بأكمله ، فالحصار على ليبيا أدى إلى التأثير على (11) إحدى عشرة جيل تعليمي ، وعندما أراد الغرب إعادة ليبيا إلى الملعب اختلق سيناريو وفي بضعة شهور حلت الأزمة الليبية ، ولكن
تساؤلنا هنا أين المنظمتين الإقليميتين العربية والإسلامية من ليبيا ، أما المنظمة الأفريقية مقارنةً مع المنظمتين المذكورتين سلفاً قامت بدور مشرف وتشكر عليه 0
6- الجزائــر :
الجزائر قضية محيرة ، وما يحدث فيها محير ، وعدم وجود حلول صادقة لأزمة الجزائر محيرة 0 ويجب أن نطرح عدة أسئلة وفرضيات : هل الأزمة الجزائرية مفتعلة ؟، هل
صراع الجزائريين يمثل صراع على السلطة ما بين المدارس السياسية الإسلامية وغير الإسلامية ؟ ، هل صراع الجزائر ما بين حكومة العسكر والإسلاميين ؟ ، هل صراع الجزائر حضاري ما
بين أصحاب القومية العربية وأصحاب القوميات الأخرى ؟ 0 طبعاً الإجابة على هذه الأسئلة لن نستطيع أن نجيب عليها إلا عندما نذهب إلى العمق الجزائري ونحلل جميع القوى الجزائرية
ونضع السيناريوهات المناسبة التي من الممكن أن تؤدي إلى تسوية ترضي جميع الأطراف 0 وهذا لن يتأتى إلا من خلال تعاون صادق ما بين الحكومة الجزائرية ، وأطراف النزاع في
الجزائر ، والمنظمات الإقليمية العربية والإسلامية بعد تفعيل دورها 0
7- جبهة البوليساريو :
وفي الحقية هي مشكلة الصحراء الغربية ، وذلك النزاع يعتبر أرث استعماري حيث ترك في إقليم متجانس بعد إنسحاب الاستعمار الأسباني والفرنسي من شمال أفريقيا ، وهذا
النزاع لابد له من حل أو تسوية ترضي جميع الأطراف ، وعلى أن يكون الفريقين نظرتهم تخرج من الإطار القطري الضيق ، والنظر إلى إمكانية قيام اتحاد فيدرالي أو كونفيدرالي ما بين
جميع دول المنطقة أي لو تمت التسوية في حل النزاع بهذه الطريقة أو بتلك ، وكان توجه الفريقين فوق قطري ، سوف تكون التسوية من ناحية مكانية من صالح الجميع إنشاء اللّه 0
8- أن يكون للفريق الاستراتيجي دور للتنسيق ما بين الدول الإسلامية التالية لتنظيم مرور المياه الدائمة الدولية وهي : تركيا وسوريا والعراق من أجل الفرات ، وتركيا والعراق
من أجل دجلة ، وموريتانيا والسنغال من أجل نهر السنغال 0
9- أما القضايا الاستراتيجية التي تعتبر من عمق الأمن القومي العربي فلن نستطيع كعرب معالجتها بالطريقة التي تريحنا بدون وضع استراتيجية قومية إسلامية لها، ويجب أن
تنطلق من قاعدة قوية ، لا قاعدة منهارة مثل ما هو عليه الوضع الآن في النظام الإقليمي العربي ؛ والقضايا الرئيسية العربية هي :
أ – الجولان : الجولان تعتبر أعلى قمة عربية طبوغرافية ، وتعتبر المنطقة المحيطة بها نبع لمجاري مائية دائمة ، ولها دور رقابي استراتيجي على كل الحراك المكاني في
المنطقة ، ولها جانب معنوي ضخم وهو السبيل الوحيد لرفع الهامات العربية فوق القمم ، باستعادة الجولان دون أية شروط أو رقابة دولية إلى وطنها الأم سوريا العربية 0 وذلك ينطبق
على بحيرة طبرية فهي عربية إسلامية ولا تفاوض حولها ، وفي هذا المقام لابد لنا من الدعاء للّه سبحانه وتعالى أن يغفر ويرحم الرئيس حافظ الأسد لأنه إلى أن قابل ربه لم يقبل أية تسوية
في الجولان أو بحيرة طبرية 0
ب – الجنوب اللبناني : لن نعتبر أن الجنوب اللبناني قد عاد كاملاً إلا بعد عودة مزارع شبعا ، أي عودة الفرع إلى الأصل ، لأن من يتنازل عن شبر من تراب الوطن ، سوف يهون
عليه التنازل عن الوطن كله ، والتنازل عن الوطن هو بعيد كل البعد عن أبطال الجنوب اللبناني الذين هزموا وذعروا الصهاينة هزيمةً شنعاء بملاحمهم البطولية التي سوف يسجلها التاريخ
إنشاء اللّه إلى يوم يبعثون ، وما فعله أبناء الجنوب بأسلحتهم الخفيفة والأسلحة البيضاء ، لم تستطع أن تفعله جميع الجيوش النظامية العربية لمدة نصف قرن وهم يملكون أسلحة دفعت
فيها ترليونات من الدولارات ، ولكن أبطال الجنوب يمتلكون شيئاً لا يوجد عند جيوش النظام ، وهو الإيمان باللّه سبحانه وتعالى ، وقوة الإرادة ، وبالإرادة نستطيع أن نحطم جميع الأسوار
ونصل إلى قمة العالم 0
جـ – القضية الفلسطينية : هي أم القضايا الاستراتيجية الإسلامية ، ففي عام 1948م قسمت فلسطين إلى قسمين : الضفة الغربية وغزة للعرب بما فيهم القدس، وما تبقى على
ساحل البحر المتوسط لتشكيل الكيان الإسرائيلي 0 وطبعاً القضية معروفة للجميع ، وهو في البداية الرفض التام لشيء اسمه دولة إسرائيل ، وفي النهاية بعد مؤتمر مدريد 1991م استجداء
اليهود لإعطاء الفلسطينيين لإقامة وطن فلسطيني يتمتع بالحكم الذاتي 0 وطبعاً إذا كان هناك استراتيجية عربية حقيقية ، ورغبة حقيقية عند الكيان الإسرائيلي لعملية سلام حقيقي في الشرق
الأوسط ، فلابد لإسرائيل من الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967م بما فيها القدس ، وإعطاء الفرصة لمنظمة التحرير الفلسطينية لإنشاء وطن مستقل للفلسطينيين في
أراضي الضفة الغربية وغزة ، وفوق ذلك كله يجب على إسرائيل بأن تسمح لمن يرغب من اللاجئين الفلسطينيين في العالم العودة إلى وطنهم الجديد ، ودفع التعويضات المناسبة لمصادرة
أراضيهم في فلسطين المحتلة عام 1948م ، لكي تتسنى لهم الفرصة في إعادة استثمارها في وطنهم الفلسطيني الجديد 0
ويجب على جميع الدول العربية العودة مرة أخرى إلى الضغط على إسرائيل بإعادة تفعيل دور المقاطعة التجارية العربية الإسرائيلية على كل المستويات ، لأن
موقفنا بتمييع المقاطعة العربية الإسرائيلية وضعنا في أسوأ موقف أمام العالم ، لأن ذلك سهل على العدو الصهيوني بإختراق جميع الأبواب التي كانت مقفلة عليه في عالم الجنوب النامي ،
ومن أهمها الصين والهند ، وهنا لا أوجه اللوم إلى الصين والهند لأنهم لم يعملوا علاقة مباشرة مع إسرائيل ، إلا بعد المرونة الكبيرة التي لاحظوها في العلاقات العربية الإسرائيلية ، وهذا
دليل بأنه لا توجد استراتيجية عربية موحدة للمحافظة على الأمن القومي والعلاقات الدولية ، أو كما يحلو للبعض بتسميتها بالفراغ الاستراتيجي العربي 0
المحور الثاني : الجوانب الاقتصادية العربية :
لمعرفة أهمية الجوانب الاقتصادية العربية لابد لنا من تحليل الموقع الجغرافي ، ومعرفة المساحة ، والإمكانيات البشرية للعالم العربي 0 فالموقع الفلكي للعالم العربي ما بين
خطي عرض 52 جنوب خط الاستواء ، و 537 شمال خط الاستواء أي أن مجموع درجات العرض 539 ، وما بين خطي 515 غرب غرينتش ، و 550 غرب غرينتش ، أي مجموع الدرجات
الطولية 575 طولية ( عبد الحكيم ، ص 9 ) 0 وذلك يعطينا بأن العالم الإسلامي يوجد به جميع الأقاليم المناخية المصنفة عالمياً مثل دائرة الاستواء ، والإقليم المداري ، والإقليم الموسمي ،
والإقليم الصحراوي ، وإقليم البحر المتوسط ، والأقليم القاري 0 وذلك يعني أن العالم العربي عنده الإمكانية لإنتاج جميع المحاصيل الزراعية والحيوانية الاستراتيجية في العالم 0 أما
بالنسبة لموقع العالم العربي من الكتل الأخرى فيحده من الشرق الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ومن الشمال تركيا 0 هذا بالنسبة للقسم الآسيوي ، أما بالنسبة للقسم العربي الأفريقي فيحده
من الجنوب الحدود الأرضية لأفريقيا الزنجية 0 أما بالنسبة لموقعه من البحار والمحيطات فيطل العالم العربي على المحيط الهندي جنوباً ، وعلى المحيط الأطلسي غرباً ، ويشرف العالم
العربي على أذرع مائية استراتيجية ممثلةً بالبحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي ، وهذه الأذرع أعطت العالم العربي أهمية استراتيجية من حيث الممرات المائية مثل مضيق جبل
طارق، وقناة السويس ، وباب المندب ، وهرمز 0 وتحليل الموقع من الناحية الجيوبوليتيكة يعطي العالم العربي الشكل المستطيل المركزي ، ونجد الفرد ماهان أحد أهم واضعي الاستراتيجية
الأمريكية للسيطرة العالمية (1840-1914م ) يقول بأن : ” قناة السويس وبنما هما الحدود الجنوبية لعالم الشمال المتميز بتكاثف الحركة التجارية والسياسية العالمية ” ؛ ( ويرى ماهان
المناطق الآسيوية بين درجات عرض 530 – 540 شمالاً بأنها نظام الاحتكاك والصراع بين روسيا وبريطانيا – أي بين القوى الأرضية والقوى البحرية 0 وبما أنه يرى في القوى البحرية
مفتاح السيطرة العالمية فإنه – بناء على ذلك – يتنبأ بأن بإمكان كل من بريطانيا وأمريكا المتحالفتين الحصول على السيادة العالمية باستخدامها ) احتلال ( قواعد عسكرية تحيط بأوروآسيا
نظراً لتفق الحركة البحرية على الحركة الأرضية ) ( رياض ، ص 103 ، 104 ) 0
ولو دققنا آراء ماهان الاستراتيجية لوجدنا بأن موقع العالم العربي يعتبر من أهم المواقع الاستراتيجية في العالم ، ونفس الموقع يمكنه أن يؤدي أدواراً ليخدم القوة التي
تنطلق منه لكي يكون لها دور عالمي هائل إذا لم يكن سيطرة عالمية 0 ولكن هل شكلت استراتيجية عربية للاستفادة من هذا الموقع ؟ 0
وموقع العالم العربي وامتداده الضخم اعطاه مساحة تبلغ 14 مليون كم2 وذلك يمثل 23% منه في آسيا ، و 77% من العالم العربي في أفريقيا ( عبد الحكيم ، ص 9 ) ،
والموقع والمساحة أعطيا للعالم العربي أهمية استراتيجية ضخمة لإنتاج الغذاء ، ولكن بدلاً من أن يصبح العالم العربي سلة غذائية للعالم نجد بأن معظمه مستورداً للغذاء الاستراتيجي ،
ونجد ما يزرع فيه من الحبوب لا يمثل أي وزن عالمي مثل إنتاج القمح العربي أقل من 3% من الإنتاج العالمي ، وإنتاج الشعير أقل من 3% من الإنتاج العالمي ، وإنتاج الأرز أقل من 1%
من الإنتاج العالمي 0 وأفضل إنتاج عربي هو التمر وتصل نسبته إلى 85% من الإنتاج العالمي ، وأرجو أن يستمر ذلك ويستفاد منه الاستفادة القصوى 0 وأيضاً عند العالم العربي إمكانيات
لإنتاج المحاصيل النقدية مثل قصب السكر والبن والزيتون والتبغ والصمغ والأخشاب والقطن ولكن لا توجد استراتيجية واضحة لاستغلالها الاستغلال الأمثل 0 وأيضاً الموقع أعطى العالم
العربي بيئات متنوعة ومتميزة لتنمية الثرة الحيوانية ، ونجد أن العالم العربي يوجد ما يقارب من 9% من قطيع الأغنام في العالم ، و 4% من قطيع الأبقار في العالم ، والمرتبة الأولى من
حيث قطيع الابل في العالم ، وبالنسبة لصيد الأسماك فلا يتعدى حجمه في العالم العربي عن 3% من الانتاج العالمي 0 وهذا يعطينا مؤشر بأن جميع الثروات العربية النباتية والحيوانية لم
تستغل الاستغلال الأمثل رغم الحجم الكبير للعالم العربي وإمكانياته الهائلة التي حباها اللّه سبحانه وتعالى إياه 0
والموقع والمساحة الكبيرة للعالم العربي ، ولطبيعة بنيته الجيولوجية وهبته الطبيعة موارد معدنية فلزية وغير فلزية هائلة ، فنجد أن العالم العربي يوجد فيه 2ر2% من
الإنتاج العالمي من الرصاص ، 37ر0% من خام الزنك ، 13ر0% من خام النحاس ، أما معادن السبائك الحديدية فيوجد في العالم العربي 7% من الإنتاج العالمي من المنجنيز ، و 6% من
الكوبالت ، بالإضافة إلى معادن الكروم والتنجستن والقصدير ، والمعادن المشعة مثل اليورانيوم ، والمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة 0 ويوجد أيضاً كميات كبيرة من المعادن الغير فلزية
مثل الفوسفات يصل إنتاجه عربياً إلى 27% من العالم وبالإضافة إلى توفر مواد البناء بأشكالها المختلفة ، ويعود ذلك لأن العالم العربي تكون من بنيتين جيولوجيتين مختلفتين ويمثل ذلك
العملية الانكسارية للعالم القديم والعملية الالتوائية الضخمة للعالم الحديث 0
ولكن نستطيع أن نقول بأن هبة السماء الجيولوجية لهذه الأمة ممثلة بثروة الهايدروكاربون لأنه يمثل مصدر رئيسي للطاقة العالمية ، ويمثل مصدر رئيسي للمواد الأولية
الصناعية على مستوى العالم أيضاً 0 ونجد العالم العربي يسيطر على ما يقارب من 60% من احتياطيات النفط العالمي ، علماً بأن 50% من الطاقة العالمية وخاصةً في الدول المتقدمة
تعتمد على النفط ، ونجد للعالم العربي بعداً استراتيجياً آخر وهو من خلال سيطرته على 45% من السوق العالمية للنفط 0
ويوجد في العالم العربي 22% من احتياطيات الغاز الطبيعي ، وهذه الطاقة تمثل 20% من الطاقة المستخدمة في العالم ، ومساهمة العالم العربي في التجارة العالمية من
حيث الغاز الطبيعي لا تزيد على 6% ، ولكن هناك نحو طلب عالمي على الغاز الطبيعي يصل سنوياً إلى 6% تقريباً ، وهذا الاحتمال يقوي من موقف الدول العربية ذات الاحتياطيات الكبيرة
من الغاز الطبيعي ( عبد اللّه ، ص 303 ، 304 ) 0
والهايدروكاربون العربي دائماً اسميه سلاح ذو حدين لأن إذا لم يضع العرب استراتيجية موحدة لهذه الثروة ، فستبقى هذه الأمة رازحة تحت الاستعمار الغير مباشر، وحتى
عندما استخدم العرب ورقة الهايدروكاربون كانت في حرب اكتوبر 1973م كانت هذه الاستراتيجية جيدة ، ولكن الاستراتيجية لابد أن تتبعها حلقات متواصلة ، وهذا للأسف الشديد مما يفتقده
العرب ، أما بالنسبة لدول الشمال فقد وضعوا السيناريوهات المناسبة لاحتواء ورقة الهايدروكاربون العربية ( راجع فهد آل ثاني ، ص129 ، 130) 0 أما البعد الثاني الذي لم تستوعبه
الدول العربية النفطية هو دبلوماسية المساعدات ، هذه الدبلوماسية خلقت أزمة نفسية ومعنوية أكثر ما بين العرب والمسلمين، بدلاً من أن تجمع بينهما :
1- شعور مواطني الدول العربية المتلقية للمساعدات بأنهم ينظرون إلى أبناء الدول المانحة نظرة فوقية أو طبقية من خلال مصطلح ( الغني والفقير ) 0
2- عدم توجيه المساعدات بطريقة مباشرة للإنسان العربي والمسلم 0
ونجد هنا رغم أن الدول النفطية العربية قدمت ما بين 1970/1987م ما يزيد على 84 مليار دولار مساعدات ، ومن هذه المساعدات ذهب 55% للدول العربية ، ولكن رغم
ذلك عندما حدثت كارثة الكويت ونتج عنها حرب الخليج الثانية 0 كان جميع شعوب مجلس التعاون الخليجي منذهشين من الموقف السلبي لمجموعة كبيرة من الدول العربية وشعوبها 0
ولكن كان من المفروض أن نسأل أنفسنا كخليجيين أولاً ، هل ذهبت الأموال المدفوعة بالفعل لعلاج مشاكل الإنسان العربي ، ولإنقاذه من الفقر والجهل والمرض ، وذلك يعاني منه ما يقارب
50% من سكان دول العالم العربي 0 البالغ عددهم 270 مليون نسمة ، وتبلغ كثافتهم 19 شخص للكم2 وهذا يعتبر منخفض مقارنة مع منظمة المؤتمر الإسلامي التي تبلغ فيها الكثافة
السكانية 40 شخص للكم2 ، وقارة آسيا التي تبلغ فيها الكثافة السكانية 120 شخص للكم2 ، وقارة أوربا التي تبلغ فيها الكثافة السكانية 104 شخص للكم2 ويمثلون 4% من سكان العالم
، ويبلغ عدد سكان مجلس التعاون الخليجي 10% من سكان العالم العربي ، و 4ر0% من سكان العالم 0
ورغم كبر عدد سكان العالم العربي ، وأهمية موقعه الاستراتيجي ، وكبر مساحته، وتوفر جميع الموارد الطبيعية فيه تقريباً ، إلا عندما نذهب ونختبره من ضمن دول العالم من
حيث التنمية البشرية نجد كالتالي السودان تأتي في المرتبة 151 ، والمملكة المغربية 111 ، وجمهورية مصر العربية 110 ، والجزائر 109 ، والعراق 100 ، وسوريا 73 ، والسعودية
67 0 وعندما نقارب العالم العربي مع دول مثل فرنسا نجدها تحتل المرتبة السادسة ، وبريطانيا المرتبة العاشرة ، وإسرائيل الدولة الصغيرة التي منذ نشأتها منذ أكثر من خمسين عاماً وهي
تعيش في حالة اللاحرب واللاسلم ، ومعظم استثماراتها موجهة للآلة العسكرية ، إلا أنها في مؤشر التنمية البشرية تمثل مرتبة أفضل من جميع دول العالم العربي ، أي أن إسرائيل تأتي في
المرتبة التاسعة عشر عالمياً من حيث التنمية البشرية ( هوزلي ، ص 242 ) 0
وعندما نقارن الناتج المحلي العربي ، والناتج المحلي ، لدول مثل فرنسا نجد أن العالم العربي أجمع ناتجه المحلي لا يصل حتى إلى 39% من الناتج المحلي الفرنسي ، ولا
يصل الناتج المحلي العربي حتى إلى 42% من الناتج المحلي البريطاني ، والفاجعة الكبرى أسبانيا والتي تعتبر حسب المواصفات الأوربية دولة متخلفة ، ولكن نجد أن الناتج العربي أجمع
بعد أن قمت ببعض العمليات الحسابية لتعديل النسب لصالح العرب وجدت أن العالم العربي ناتجه المحلي يصل إلى 5ر99% مقارنة مع الناتج المحلي الأسباني 0
أما من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي فنجد بأن نصيب الفرد العربي من الناتج المحلي الكلي منخفض وهو يمثل 1800 دولار وهذه الإحصائية غير دقيقة ، لأننا أدخلنا
مع الدول العربية الكبرى سكانياً نسبياً ، دول الخليج العربي النفطية ذات الكثافات السكانية المنخفضة والريع المرتفع من العائدات النفطية ، ولكن لو فصلنا الدول العربية ذات الأعد اد
السكانية الكبرى لوحدها عن الدول النفطية العربية ، لوجدنا بأن نصيب الفرد من الناتج المحلي لا يتعدى 700 دولار سنوياً وهذا يعتبر تحت خط الفقر 0 والصورة على ذلك جلية من خلال
استخدام معدل التنمية البشرية سلفاً 0 ونجد دول متقدمة مثل أسبانيا نصيب الفرد من الناتج المحلي يصل إلى 000ر17 ألف دولار، وبريطانيا 000ر22 دولار ، وفرنسا 100ر23 دولار (
The Military Balance)0
ولو حاولنا أن نبحث عن أسباب الوضع الاقتصادي المزري في العالم العربي ، لوجدنا أن كل الإمكانيات موجودة عند العرب مثلاً سكان فرنسا لايزيدون على 22% من سكان
العرب ، ومثلهم سكان بريطانيا ، وسكان أسبانيا لا يصلون حتى إلى 15% من سكان العرب 0 ولو نظرنا للمساحة لوجدنا أن مساحة فرنسا لا تصل حتى إلى 9ر3% من مساحة العالم
العربي ، ومساحة آسيا 6ر3% ، ومساحة بريطانيا 7ر1% من مساحة العالم العربي 0 إذاً لو طبقنا نظرية أدوارد ايكرمان وفلبوز يلنسكي ، من خلال تقسيمتهم للتنمية والنماذج السكانية في
العالم لوجدنا التالي بالنسبة لموضوعنا هذا :
1- النموذج الأوروبي : وفيه تكون الموارد غنية والتقنية متطورة ونسبة السكان إلى الموارد متوازنة ، وفي حالة فرنسا وآسيا وبريطانيا ، نسبة السكان للموارد فقيرة، ولكن
يغطي أفقر الموارد من خلال إمكانيا التقنية العالية عندهم ، واستيراد المواد الأولية للتعويض 0
2- النموذج العربي : الموارد غنية والتقنية متأخرة ونسبة السكان إلى الموارد منخفضة ، أي السكان أقل من أن يصل إلى درجة التشبع مع الموارد ، وكل ما يحتاجه هذا الإقليم
هو تطور التقنية لكي يصبح من ضمن النموذج الأمريكي 0
ولكن كيف يخرج العالم العربي من عنق الزجاجة هذا الذي وضعوا أنفسهم فيه ؟ هنا لابد من استراتيجية قومية إسلامية لنهضة وتقدم العالم العربي ( راجع الخياط ، وآخرون
، ص 181 ) 0
المحور الثالث : الإنسان العربي :
وهذا المحور يعتبر هو صلب الموضوع ، ونجد أن جميع القوانين البشرية سواءً كان الشرعي منها أو الوضعي ، وضع الإنسان في أعلى مكانة على هذا الكوكب ، وطالب
بإعطائه جميع حقوقه ، والأمثلة أمامنا ، فالإنسان في اليابان والمملكة المتحدة وفرنسا وأسبانيا أعطي جميع حقوقه المدنية فانفجر وخلق المعجزات بدون أية موارد ، أو بموارد شحيحة
جداً 0
واحترام الإنسان إذا طبقه الغرب منذ ثلاثة قرون فقط ، أي بعد الثورة الصناعية، فاللّه سبحانه وتعالى قد أوصى بإحترامه وتسخير جميع الإمكانيات له منذ خلقه لآدم عليه
السلام منذ ملايين السنين ، والدليل على ذلك قوله تعالى : وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال
إني أعلم ما لا تعلمون صدق اللّه العظيم 0 ووضعت التشريعات الدينية والوضعية الكثير من القوانين لصيانة حق الإنسان من ناحية وظيفية وإجتماعية وإقتصادية 0 ونجد أن الإسلام اهتم
بهذه التشريعات قبل التشريع الوضعي، كما قال الرسول ص : ” من وله رجلاً عملاً وهو يعلم أن في المسلمين خيراً منه ، فقد برئت منه ذمة اللّه ، وذمة رسوله ، وذمة المؤمنين ” 0
وبالتالي يقر الإسلام بأن الشعب هو مصدر السلطة ، وذلك اقتبسه القانون الوضعي من الإسلام ، ولكن الخلاف ما بين الوضع والإسلام هو أن في الإسلام بان أعلى مصدر التشريع اللّه
سبحانه وتعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم صدق اللّه العظيم ( الراوي ، ص268)0 وبعد تأتي مراتب التشريع الإسلامية الأخرى مثل : السنة ، والاجماع ،
والقياس 00 إلخ 0
أما في التشريعات الوضعية فقد مرت حقوق الإنسان بعدة مراحل وهي فترة العهد الإستعماري ، والامبريالي ، وعصبة الأمم ، وبعد ذلك الأمم المتحدة ، ويوجد فيها عدة
جمعيات تراعي حقوق الإنسان وهي : (1) الجمعية العامة للأمم المتحدة (2) المجلس الاقتصادي والاجتماعي (3) لجنة حقوق الإنسان (4) اللجنة المختصة لمنع التمييز العنصري (5)
اللجنة الخاصة بأوضاع المرأة (6) مجلس الوصاية (7) محكمة العدل الدولية (8) مفوض الأمم المتحدة السامي للشؤون الأمنية (9) المنظمات المتخصصة مثل منظمة العمل الدولية 0
ولكن للأسف الشديد معظم هذه المنظمات تكيل بمعيارين (double standard) عندما يحدث لأي إنسان في عالم الشمال أي انتهاك لحقوقه تقيم الدنيا ولا تقعدها ، ولكن
عندما ينتهك حق شعب كامل في عالم الجنوب وكأنه لم يحدث شيئاً بالنسبة للمنظمات المذكورة أعلاه ، والدليل على ذلك القرارات الصادرة ضد إسرائيل رقم 242 و 338 منذ عشرات
السنيني ولم ينفذ منها شيئاً ، والقرارات الصادرة ضد العراق مثل قرار 660 إلى قرار 667 طبقت بحذافيرها ، والأمثلة كثيرة على ذلك 0
وبسبب القهر والكبت والتعتيم الذي يعانيه الإنسان العربي ، على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي ، وكأنها استراتيجية مخططة لتنفيذ مأرب الصهيونية العالمية ، فنجد
في الأيام الأخيرة وبكل جلاء بأن الحركة الصهيونية أصبحت تساومنا على القدس والمسجد الأقصى ، وتطلب من بعض أنظمتنا بقمع أطفال الانتفاضة ، واخماد أي شعلة تقول بأن فلسطين
لها وجود ، رغم أن القدس عربية مسلمة منذ 15 قرناً ، وعربية مسيحية منذ ما يقارب 20 قرناً ، ونجد بأنه يوجد بها توافق ديني كبير ما بين الديانتين الإسلامية والمسيحية ، فعندما دخل
الفاروق عمر رضي اللّه عنه إلى القدس ، عامل النصارى معاملة طيبة ، وأعطى النصارى عهداً بأن لا تسكن ولا تهدم كنائسهم 0
وعندما حان وقت الصلاة وكان الفاروق عمر في صحن كنيسة القيامة ، خرج وصلى خارج الكنيسة على الدرجة التي على بابها بمفرده ، وقال الفاروق عمر رضي اللّه عنه
للبطريك ، لو صليت داخل الكنيسة لأخذها المسلمون من بعدي ( العقاد ، ص 98 ) 0
ولا أستغرب من هذا الأسلوب الحضاري من الفاروق رضي اللّه عنه ، وخاصةً أن سيد البشرية جمعاء محمد ص قال لعمر ” أن الشيطان ليخاف منك يا عمر ” 0 وهنا نجد
أن الإسلام احترم الإنسان وأعطاه حقوقه كاملة ، وطلب منه أن يؤدي واجباته كاملة ، وطلب الإسلام من الإنسان أن يصون جميع المواثيق والعهود وهو مثل ما فعل الفاروق عمر مع
نصارى القدس 0 وخلال هذا المبدأ انتصرنا وأصبحنا دولة عالمية آنذاك ، ونسيطر على معظم العالم القديم بطريقة مباشرة وطريقة غير مباشرة 0 وعندما تركنا هذا الدستور اختل الميزان
ووصلنا إلى الحال الذي نحن فيه الآن ، وأصبح الصهاينة يفاوضننا على القدس كاملة 0
في الختام ، الاستاتيكية العربية شاملة ، ولا نقصد أشخاص محددين ، ولا نقصد دولاً محددة ، لكن المطلوب هو ثورة استراتيجية تنظيمية عربية إسلامية ، لكي يصبح لنا وضع
في الخريطة العالمية ، واقترح أيضاً ادماج الجامعة العربية مع منظمة المؤتمر الإسلامي ، ولنسميها الجامعة العربية الإسلامية ، ونعيد تقسيم العالم العربي الإسلامي إلى أنظمة إقليمية كما
هو موضح في الدراسة ( التي نشرتها في الراية في الفترة من 8 نوفمبر إلى 14 نوفمبر 2000م ) ، وذلك سوف يسهل عليها وضع خطة استراتيجية شاملة للأمة العربية والإسلامية ، لكي
يصبح لنا دور عالمي ، ونستطيع أن نتعامل مع العالم أجمع ويحترمنا ونحترمه 0 ويعم السلام جميع أرجاء الكوكب العجوز الذي شهد جميع مصائب البشرية منذ هبوط آدم إلى الأرض إلى
يومنا هذا 0
ولا نقول وداعاً بل إلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه تعالى 0
المراجـع
1- آل ثاني ، فهد ، دراسات في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا ، عمان ، دار وائل للنشر، 2000م 0
2- الخياط ، حسن وآخرون ، مدخل إلى الجغرافيا ، الدوحة ، دار المتنبي ، 1994م 0
3- الراوي ، جابر ، حقوق الإنسان ، عمان ، دار وائل للنشر ، 1999م 0
4- رياض ، محمد ، الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا ، بيروت ، دار النهضة العربية ، الطبعة الثانية ، 1979م 0
5- د0 عبد الحكيم ، محمد ، وآخرون ، الوطن العربي ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو مصرية ، الطبعة السادسة ، 1992م 0
6- عبد اللّه حسين ، مستقبل النفط العربي ، بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية ، 2000م0
7- العقاد ، محمود ، عبقرية عمر ، بيروت ، منشورات المكتبة العصرية 0
8- هوزلي ، أحمد ، جغرافية العالم الإسلامي ، مراكش ، دوليلي للنشر ، الطبعة الأولى ، 1996م 0
9- The Military Balance , The International Institute for Strtegic Studies, Oxford University Press, 1999/2000.
10- The Times Atlas of the World, London, Times Book, 1998