قراءة في القمة الخليجية الرابعة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

6/6/2004

* السؤال الذي يطرح نفسه هو : بعد أن يجتمع زعماء دول المجلس ، هل سيناقشون نفس المواضيع الموضوعة على الطاولة منذ أكثر من ربع قرن من الزمن ؟ 0

– ماذا يعني ذلك : هل المجلس حقق أي تقدم ، أم أنه يحمل بذور الفشل من ضمن قراراته ؟ 0

– الغريب من خلال الإجابة التالية :

– القرارات السياسية والاقتصادية بشأن المنطقة هي نفس القرارات التي كانت موجودة منذ أكثر من ربع قرن :

1- العراق : مع تغيير صياغة البيان لكي يتوافق مع المستجدات في آخر ديسمبر 2003م  0

2- الأمن والدفاع : استبدل مصطلحه بالإرهاب ، أي مكافحة الإرهاب ، وكأن ذلك قدراً ضمنياً بأن الدفاع عن المنطقة تم التنازل عنه رسمياً لأمريكا  0

3- القضية الفلسطينية 00 ولماذا لا تأخذ دول المجلس بأهون الضررين ، وهو نشأة دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني ثنائية القومية  0 والاصرار على عودة اللاجئين الفلسطينيين ، وتعويض إسرائيل من لا يرغب في العودة  0

4- نستغرب ، بعد 25 سنة من نشأة المجلس وملف التعليم مازال في المناقشة ، علماً بأننا طالبنا بأن التعليم ذو ثلاثة محاور في الخليج :  تنمية الروح المادية والمعنوية عند المواطن الخليجي السليم صحياً وثقافياً ووطنياً ، بمفهوم الدولة العصرية ، من دون أية تناقض مع مبادئنا الأساسية ، وخاصةً ديننا الإسلامي الحنيف 0

5- لا أرى ربط المجلس ذو الكثافة السكانية الضئيلة ، وعلاقته التجارية ما بين دوله لا تزيد على 7% من تجارتها الدولية ، بربطها بسكك حديدية ، علماً بأن هناك إمكانية كبيرة لتطويع أساليب النقل الأخرى ، مثل : الطرق البرية ، والبحرية ، والجوية ، بتكلفة أقل كما نعتقد ، وفائدة أشمل ، وتحويل هذا المبلغ لزيادة أجور مواطني دول مجلس التعاون ، أو البحث عن آلية لاستثمار هذا المبلغ في دول المجلس ، لامتصاص البطالة الخليجية التي تقل نسبتها في بعض دول المجلس إلى 25%  0

6- بدلاً من فكرة إنشاء وزارة المرأة والطفل في دول المجلس ، نعتقد أنه على دول المجلس العمل على إيجاد الآلية الكافية لتفعيل دور وزارات العمل والشؤون الاجتماعية والمنظمات الحديثة الأهلية في هذا المجال ، وتحويل هذا الموضوع إلى موضوع أكبر وهو محاولة إيجاد آلية لإمكانية إنشاء مجلس وزراء فيدرالي خليجي  0

7- توسع دول المجلس وهو لم يحقق أهدافه الإقليمية ، هذا عامل سيؤدي إلى نهاية المجلس مثله مثل المجالس الأخرى ، أو يصبح مجلس من دون فاعلية ، مثله مثل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى  0

8- أما العناصر الآتية :

8-1 مثل العملة الخليجية الموحدة ، ووحدة التعرفة الجمركية الخليجية ، وكما يقول البعض سوف يؤدي ذلك إلى سوق خليجية عربية مشتركة ، وهذا المجال تقريباً شبه منتهي في أوربا ذات (450) مليون نسمة ، ومازال يراوح مكانه عندنا في دول التعاون ذات المواطنين الأقل من 15 مليون نسمة  0

 نعتقد بأن النقاط أعلاه ، لا يمكن مناقشتها من دون إيجاد آلية تشريعية خليجية منتخبة ، والشيء الجيد بأن جميع دول المجلس ، متجهة في هذا الإتجاه ، فالكويت لديها مجلس نواب منتخب ثلثيه تقريباً ، والبحرين لديها مجلس منتخب نصفه تقريباً ، وعُمان لديها مجلس شورى منتخب ، وقطر في الطريق بعد اجازة الدستور الدائم للبلاد ، أن يكون لديها مجلس ثلثيه منتخبين تقريباً ، والسعودية أصبح فيها شبه مؤكد أن مجلس الشورى القادم سيصبح ثلثه تقريباً منتخب ، وربما الإمارات في الطريق  0 وبعد نشأة المجالس المنتخبة شعبياً في الخليج سيكون من مهمات هذه المجالس ، ترشيح كوكبة منها ، لعمل فيدرالي أو كونفيدرالي خليجي ، وهذا الدستور سيكون من مهمته التأكيد على الأمور أعلاه، وأدناه التي سنذكرها لاحقاً  0

8-2 الجواز الخليجي الموحد وإلغاء الحدود : نعتقد ذلك لن يتم إلا من خلال دستور خليجي موحد ، أو قوانين خليجية واضحة ، يكون فيها بياناً لحق المواطنة والتملك والتنقل وتوضيح المجال الجيوسياسي 00 إلخ  0

8-3 الجيش الخليجي الموحد ، وضع لهذه الفكرة عدة سيناريوهات ، ولكن الغريب بأن المجلس يحاول تجاهلها في القمة الـ 24 ، علماً بأن هذا الأمر مصيري بالنسبة لأمن المنطقة بأكملها ، وليس أمننا وحدنا ، وذلك عندما نستطيع توفير استقرار ذاتي من دون تواجد قوات أجنبية على الأراضي الخليجية  0

 خلاصة الأمر ، نحن كشعوب ، بالنسبة لنا يعتبر مجلس التعاون الخليجي عنصراً مصيرياً وليس احتفالياً فقط ، وأعتقد مما يدعم رأينا هو التالي : الاستطلاع الذي نشرته صحيفة القبس الكويتية ، رغم ضعف عينة الاستطلاع وهي تبلغ (1000) خليجي تقريباً ، وأقصد ضعف عينة الاستبيان ، لأنه كان يجب أن توضح عدد الجنسيات للمشاركين ، ومراحلهم السنية ، وأماكن عملهم ، ووضعهم الاجتماعي ، وجنسهم ، وكذلك حجم العينة قليل في موضوع حساس كهذا ، ولكن ميزة العينة بأنها تعطينا بأن المواطن الخليجي يرى مستقبله من ضمن نجاح تجربة المجلس ، وكانت النتائج كالتالي :

1- 91% منهم يرى بأن استمرار المجلس مصيري  0 وهذا يعطينا شبه إجماع خليجي على أهمية مجلس التعاون الخليجي  0
2- أما نسبة عدم الرضى ، وراضي بعد الشيء عن المجلس ، فتبلغ 92% ، وهذا ما يدعم ما قلناه أعلاه بأن المجلس لابد من إيجاد الآليات المناسبة لتفعيل دوره  0
3- 64% يرون بأنه لا يوجد فائدة من قرارات المجلس ، وهذا ما يجعلنا متخوفين من عدم نجاح القرارات المطروحة أعلاه ، لأن في النهاية ستكون محلك سر  0
4- يرى فقط 50% بأن للمجلس إيجابيات على الدور الاقتصادي ، وتعتبر هذه النسبة ضعيفة ، ونود أن نذكركم بأن مواطني دول المجلس الست كانوا يتنقلون ويحصلون على عمل بطريقة أفضل في دول المجلس الست قبل نشأة مجلس التعاون الخليجي العربي  0
5- ويرى 53% من العينة بأن التوجهات السياسية للمجلس غير متوافقة  0 وهذا أمر خطير جداً على تماسك المجلس ، أو تطور نحو التماسك  0
6- ويرى أكثر من 80% من العينة ، بأن دول المجلس لها تاريخ مشترك ، وكذلك أكثر من 80% من العينة يرون أن النموذج الأوربي من الممكن أن يحتذى به خليجياً 0

 وهذه العينة رغم صغر حجمها ، إلا أننا شخصياً نتوافق مع نتائجها ، ولنا الكثير من الدراسات والمناظرات في هذا المجال  0

 وإلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه ،،،

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *