اوقفوا هذا الهراء عن قطر

بسم الله الرحمن الرحيم

6/6/2004

 هذا الموضوع نتاج الاشاعات التي تدور حول قطر في هذه الأيام ، والتي أصبحت موضوع الساعة 0

 فلا يكاد اثنان في قطر يثقون في بعضهم البعض ، إلا وتداولا هذا الموضوع ، وفي الختام يقول كلا منهم للآخر ، أرجو أن لا يدري أحداً بما قلت لك  وإذا كنت مصراً على نقله

فأرجو أن لا تذكر المصدر  0 والموضوع يدور في ثلاثة محاور هي

الأول  الدبلوماسية القطرية 0
الثاني  القاعدة الأمريكية في قطر 0
الثالث  السلطة في قطر 0

 ولتوضيح المذكور لا يعني بأنني أتفق مع هذه المحاور الثلاثة أو لا أتفق ، ولكن ما أستطيع أن اؤكده لكم كمتخصص بأن هذه المحاور هي نتيجة طبيعية للنظام العالمي الجديد

والذي لم يتبلور إلى الآن

فبعد أن أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القطب العالمي الأوحد بعد الحرب الباردة ، أصبح التوازن في العالم مفقوداً ، لأن أية دولة ستحاول أن تقوم بعمل جديد يختلف مع

التوجه الذي تريده الولايات المتحدة ستخضع تلقائياً لمجموعة من العقوبات ربما تبدأ بعقوبات وضغوط دبلوماسية ، وبعد ذلك اقتصادية ، وفي النهاية العصى لمن عصا  0

 افرازات ذلك انعكست على جميع الدول بأحجامها الجغرافية والسكانية والسياسية ، وهو ما نسميه في الجيوبوليتيكس ( عظمى ، وكبرى ، ومتوسطة ، وصغيرة ، وصغيرة

جداً ) 0 ويؤسفني أن أقول لكم بإن الجميع أصبح يتصارع في اللعبة الدبلوماسية ، وهذا ليس خطأ دولة صغيرة جداً مثل قطر ، عندما تشاركها دولة عظمى أو متوسطة نفس الدور  0

والأغرب من ذلك بأن الذي نعرفه في العلاقات الدولية ، والقانون الدولي العام ، والجيوبوليتيكا ، بأن القوى العظمى متعمدةً ترك اللعبة الدبلوماسية للمنظمات الدولية ، أو للدول الصغيرة

جداً ، والأدلة على ذلك كثيرة، وربما كشرق أوسطيين نتذكرها ، فاتفاقية السلام المنهارة ما بين الفلسطينيين وإسرائيل كان اللاعب فيها النرويج وهي اتفاقية أوسلو  0 وأؤكد لكم لو أن

اتفاقية أوسلو كانت اتفاقية تمت في باريس تحت المظلة الفرنسية ، أو في موسكو تحت المظلة الروسية لألغتها الولايات المتحدة وأماتتها في مهدها لأن هذه الدول عندها طموح عالمي ،

وبالتالي من ناحية معنوية لابد أن يسحب منها البساط عندما تريد أن تلعب دوراً عالمياً  0

 والمثال الثاني مقر الأتحاد الأوربي في بلجيكا ، وقد قاربت الدول الأوربية من تكوين دولة متحدة ، ولكن ما استطيع أن أؤكده لكم بأنه لو كان مقر الأتحاد الأوربي في باريس

أو لندن أو برلين لما كان هذا التسارع لتوحيد أوربا  0

 والمثال الأخير أكثر الصفقات العالمية حساسية لم تعقد في واشنطن أو موسكو أو لندن أو باريس أو بكين ، بل عقدت في جنيف أو زيورخ

 وأعتقد بأن الثلاث أمثلة المذكورة كافية لكي توضح للقارئ الكريم بأن اللعبة الدبلوماسية ، وخاصةً المواضيع الحساسة في مرحلة المفاوضات ، أو المساعي الحميدة أو

الوساطة ، دائماً يصفى فيها الدور للدول الصغيرة أو الدول الصغيرة جداً  0

 ثانياً  القاعدة الأمريكية في قطر  سواءً اتفقنا أم لم نتفق مع تواجد القاعدة الأمريكية في قطر ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، هل الأوضاع الإقليمية في المنطقة متوازنة ؟

 هذه الإجابة اعتقد بأن جميع المتابعين سوف يشاركونني هذا الرأي بأنه لا يوجد توازن إقليمي وأمني في المنطقة 0 وإذا أردنا أن نتكلم عن الخليج بالتحديد بعد الحرب الباردة

، وبعد تحرير الكويت بواسطة القوات الأمريكية من الاحتلال العراقي  0 النتائج

1- زال الحرج بالنسبة للدول العربية والخليجية من استضافة قوى امبريالية استعمارية في أراضيها وحجة الكثيرون على ذلك ، بأن العراق الجار العربي الشقيق اعتدى على

الكويت ، وأمريكا الدولة الأجنبية حررت الكويت ، وهذه الحجة علماً بأنها ذريعة للأنظمة وأصحاب المصالح ، ولكن لا نستطيع أن ننكر بأنها قوية  0

2- بعد انهيار العراق عسكرياً عام 1991م ، وهنا مربط الفرس أصبح هناك خلل استراتيجي واضح في المنطقة ، لأن أساس التوازن الاستراتيجي الإقليمي في المنطقة كان قائماً

على ثلاثة مراكز هي  العراق وإيران والسعودية ، والدول الصغيرة تلعب الدور الوسيط  0 وذلك جعل أبواب دول مجلس التعاون الخليجي مشرعةً لعقد الاتفاقيات الأمنية مع جميع الدول

الأجنبية مثل  فرنسا وبريطانيا وروسيا ، ولكن الذي فاز بنصيب الأسد هو الولايات المتحدة الأمريكية  0

 فرغم التواجد الأمريكي في المنطقة منذ ستون سنة بطريقة غير مباشرة ، إلا أن تواجدها الآن أصبح علنياً وواضح للعيان مكاناً ، فهي متواجدة بالفعل في المملكة العربية

السعودية والكويت والبحرين وقطر 00 إلخ 0 ولكن الغريب مهاجمة قطر لوحدها بسبب تواجد القوات الأمريكية فيها ، علماً بأن الأجهزة الإعلامية التي تهاجم قطر دولها تستضيف القوات

الأمريكية أيضاً 0

 في رأيي كان بالأحرى على الدول العظمى والكبرى والمتوسطة في المنطقة عمل استراتيجية سياسية ، أمنية ، اجتماعية ، ثقافية 00 إلخ للمنطقة ، واعطاء الدول الصغرى

والصغيرة جداً الفرصة لكي تقوم بالدور الوسيط والدبلوماسي لهذه الاستراتيجية  لا أن تتقاتل الدول العظمى والكبرى ، مع الدولة الصغيرة جداً إلى لعب نفس الدور الدبلوماسي ، وهو

أساس المشكلة الكارثية التي تعاني منها المنطقة0

 أخيراً ، السلطة في قطر  ربما أغرب ما قرأت في خدمة ( يواس أي توديه ) ونشرته بعض الصحف العربية بأن ( ثلاثة دبلوماسيين عرب مطلعين على اللقاء بين أحد الوزراء

القطريين ، وصدام حسين رئيس العراق ، أن الوزير القطري ناقش بطريقة غير مباشرة الطرق التي يمكن فيها تجنب وقوع تصادم مع أمريكا 0 وحث الرئيس العراقي على الالتزام بالعقوبات

الدولية ، وحذر من الحشد العسكري الذي تقوم به أمريكا في قطر ، ثم طرح فكرة أن يتخلى صدام عن الحكم كطريقة لتجنب الحرب ) 0

 يمكننا أن نلاحظ في إعداد هذا التقرير من خلال مجموعة من النقاط الغريبة

1- من الناحية الدستورية ، فالوزير القطري يتبع للحكومة القطرية ، والحكومة القطرية يوجد لها رئيس وزراء ، ورئيس الوزراء وحكومته يحصلون على الثقة الوظيفية من

حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر المفدى فهذه النقطة توحي لنا بأن الوزير يتصرف بأوامر أمريكية من دون ضوء أخضر من الجهة الوظيفية التي ينتمي لها  0

وهذا تلميح بوجود فراغ في السلطة في دولة قطر  0

2- ما يقال بأن موظف الإدارة القطرية قام بعرضه على الرئيس صدام حسين هو ما تردده وكالات الأنباء العالمية بطريقة شبه يومية منذ الثاني من أغسطس 1990م، وما تردده

الإدارات الأمريكية يومياً منذ التاريخ المذكور  0 ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مرة أخرى ، بعد تحرير الكويت وانهيار الجيش العراقي، وكانت المسافة الفاصلة ما بين قوات المشاة

الأمريكية وبغداد لا تزيد على 200 كلم ، والأجواء العراقية كانت ومازالت بطريقة مطلقة تحت السيطرة الأمريكية ، لماذا لم تذهب أمريكا لبغداد آنذاك وازاحة الرئيس العراقي من السلطة ؟

0

3- نجد بأن تقرير ( يواس أي توديه ) وبعض الصحف والمجلات العربية ، تركيزها على التشكيك في السلطة القطرية وذلك بوجود فراغ ، وطريقة التشكيك مصاغ بأسلوب ساذج

، وبالتالي فالذي سوف يستجيب له غبي  0 وهنا أنا شخصياً اقبط موظف الإدارة القطرية لأن أسلوب التشكيك الذي لجأ له خصومه ، يعزز موقعه الوظيفي ، حتى لو كانت قيادته تريد أن

تغيره في هذه الفترة ، فالمفروض أن تبقيه إلى أن تنقشع غمامة التشكيك الإعلامية الإقليمية ، لأن هذه الاستجابة ستحسب من ناحية إقليمية استجابة ساذجة ، ومن ناحية محلية ستحسب

ربما فعلاً هناك بعض المصداقية في التشكيك في السلطة القطرية ، وهذا ما يسمى سياسياً ضرب عصفورين بحجر واحد  0

 وفي الختام نحن نعلم جيداً وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي بأن هناك طقوس خاصة لتولي السلطة العليا في أي قطر من أقطار مجلس التعاون الخليجي ، وهذه

الطقوس تبدأ بالعرف العائلي ، والبيعة الخاصة والعامة ، والسيطرة التامة على القطاعات الأمنية ، القوات المسلحة ، وجهاز المخابرات العامة ، والسيطرة على القطاعات الاقتصادية

الاستراتيجية ، والقبول الإقليمي والدولي 00 إلخ 0

 وفي الختام ادعوا نفسي أولاً ، وأدعوا الجميع على المستوى الإقليمي بأن نترك هذه الحملات الغير واضحة المعالم ، ونضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض للانتباه للكارثة

التي تتجه لها المنطقة في فلسطين والعراق وأفغانستان 00 إلخ 0

 وإلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه ،،،

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *