اخوان الصفا ، وجدلية عهد بروكنز 2002م

بسم الله الرحمن الرحيم

6/6/2004

اخوان الصفا هم جماعة ظهروا في البصره في القرن العاشر الميلادي ، وكان هناك سرية للتنظيم ، ولتنظيمهم هيراكي خاص يمتد من قاعدة الهرم إلى قمته 0 وكان لهم

اجتماع أسبوعي للبحث والدرس والتوجيه 0

وبسبب الطابع الفلسفي الذي تميزوا به كان تنظيمهم للخاصة ، وليس للعامة 00 فهم فلاسفة  ؟  – وعندهم أن الشريعة طب المرضى ، أما الفلسفة فهي طب الأصحاء  ؟  –

والمرضى هم العامة ، والخاصة هم الأصحاء  0

ولقد تحررت لهذه الجماعة الرسائل الشهيرة باسم ” رسائل اخوان الصفا ” 00 وتقع رسائلهم في أربعة أقسام  قسم الرياضيات التعليمية ، وقسم الطبيعيات ، وقسم

النفسانيات ، وجدلية الوحدانية الإلهية والعبادة  0

ولشدة سرية هذه الجماعة لم يصل إلينا من أسماء أعضاءها إلا أبو سليمان البستي المشهور بالمقدسي ، وأبو الحسن الزنجاني ، ومحمد بن أحمد النهر جوري ، والعوفي ،

وزين بن رفاعه ، وهم يذكرون على أنهم من مؤلفي رسائل اخوان الصفا وخلان الوفاء 0

وإثباتاً على أن اخوان الصفا قدموا علماً رائعاً ومتفجراً لم يُستوعب إلا بعد عدة قرون ، اتُهم ابن خلدون بأن ما كتبه في المقدمة هو جمع لرسائل اخوان الصفا 0 المقدمة

التي أعتقد بأن معظمكم يعرفها ، وتعتبر الأساس (Rudiment) الابتدائي لأكثر علومنا الإنسانية والإجتماعية والقانونية والسياسية 0

وفي الدوحة ، القطرية ، قام معهد بروكنز الأمريكي بتنظيم مؤتمر حول العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي ، وكما علمنا من وسائل الإعلام القطرية في

19/10/2002م ، بأن جلسات النقاش في المؤتمر سوف تقتصر على المشاركين فقط ، عدا الجلستين الافتتاحية والختامية 0

وهنا اختلف مع مارتن انديك ومعهد بروكنز فهم ليسوا كإخوان الصفا ، فهذه الجلسات ليست اجتماعاً فكرياً ما بين أبناء مدرسة واحدة سواءً في أمريكا أو في العالم العربي ،

أو العالم الإسلامي ، بل هي اجتماعاً فكرياً ما بين جميع أيديولوجيات كوكب الأرض ، وهذا كان يجب أن يكون واضحاً للسيد انديك استحالة سرية وكتمان هذا الإجتماع 0

إلا إذا كان للسيد انديك نظرةً أخرى لأنه جمع في الدوحة ، حسب رأيه شخصياً ” بأن المشاركين مجموعة من أفضل الكتّاب والباحثين والخبراء من ذوي النفوذ والتأثير في

الولايات المتحدة وكذلك من العالم الإسلامي ” 0

قبل أن نخوض في غمار هذا الموضوع لابد لنا من التقدم بالشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لمساهمته الكريمة ، ومساعداته

اللوجيستية لإستضافة هذا المؤتمر ، وكذلك نشكر جميع الأخوة الذين ساهموا في اظهار وطننا الصغير مكاناً والكبير في قلوبنا قطر أمام جميع الضيوف ، والشكر موصولاً لجميع الزملاء

الأكاديميين والباحثين والكتّاب الذين شاركوا في هذا المؤتمر ، وعلى رأسهم أستاذنا الجليل فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي 0 ولابد لي بأن أضيف بأن مجموعة من الضيوف

الأجانب والمسلمين تربط ما بيننا وبينهم زمالة أكاديمية ، وتعاون علمي ، ومن سنحت لي الفرصة الالتقاء به منهم كان يقدم اطراءً منقطع النظير لقطر أميراً وشعباً لكرمهم الحاتمي المنقطع

النظير وحسن استقبالهم  0

أما المحور الأخير في هذا الموضوع فهو يتركز على الكابوس وليس السؤال الأمريكي المغلق منذ 11/9/2001م

– لماذا يكرهوننا ؟

نحن الذين سوف نجيبكم شباب العرب والمسلمين الذين تعلموا في جامعاتكم ، ومازالت لنا ارتباطات كبيرة مع جامعاتكم ومعاهدكم العلمية نعلم ونتعلم فيها ، ولنا أيضاً أساتذة

وزملاء من الغرب نكن لهم كل احترام وتقدير وببساطة سوف يقولون للسيد انديك لماذا يكرهونكم ؟ 0

أولاً  أنتم اخليتم بالوصايا العشرة ( Ten Command Ments ) التي نزلت على نبي اللّه موسى عليه السلام في جبل سيناء  0

الوصايا العشر هي  الأمر بعبادة اللّه وحده لا شريك له ، والنهي عن الحلف باللّه كاذباً ، والأمر بالمحافظة على السبت ومعناه تفريغ يوم من الأسبوع للعبادة ، وهذا حاصل

بيوم الجمعة الذي نسخ اللّه به السبت ، أكرم أباك وأمك ليطول عمرك في الأرض ، الذي يعطيك اللّه ربك 0 لا تقتل ، لا تزن ، لا تسرق ، لا تشهد على صاحبك شهادة الزور ، ولا تمد عينيك

إلى بيت صاحبك ، ولا تشته امرأة صاحبك ، ولا عبده وامته ولا ثوره ولا حماره ، ولا شيئاً من الذي لصاحبك 0

وهذه الوصايا تعتبر عهد مشترك موقع ما بين اليهودية والمسيحية والإسلام كما تقول الآية الكريمة   وكتبنا له في الألواح من كل شيءٍ موعظةً وتفصيلا لكل شيء فخذها

بقوةٍ وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين  ( الأعراف الآية 145 ) 0

ويقول السيد انديك  علينا البحث عن القيم المشتركة وليس فقط المصالح المشتركة ليتم التأسيس عليها لبناء العلاقات الأكثر تميزاً وقوة بين الطرفين 0

ونحن نقول له القيم المشتركة موجودة منذ الأزل ، وأنتم الذين ضيعتموها تحت شعار ما تسمونه الليبرالية ، وعندما انهار المجتمع عندكم أردتم وبكل اصرار نقل سلعتكم

الفاسدة لمجتمعاتنا ، ونحن نرفض ذلك ، وإذا لم يكن على مستوى الحكومات، فأستطيع أن اؤكد لكم بأن الليبرالية الأمريكية مرفوضة على مستوى معظم شعوب العالم الإسلامي ، وهذه نقطة

الصدام ما بين الحضارتين الليبرالية والإسلامية 0

ثانياً  يقول السيد انديك بالنسبة لحرب الخليج الأولى والثانية  ” بأننا لم نشجع صدام ، ولكن عندماع هاجمه الإيرانيون إصبنا بقلق فقدمنا مساعدات له ، ولكننا لم نشجعه

على احتلال إيران بالتأكيد ، ولم نقر احتلال الكويت 0 بل سعت الولايات المتحدة في مجلس الأمن لاصدار القرارات لإجباره على التخلي عن احتلاله للكويت ، وكان أبرز هذه القرارات القرار

رقم 687 والذي ينص على تجريد العراق امتلاك أسلحة دمار شامل ”  0

نحن نقدر للسيد انديك ولأمريكا مساهمتهم وقيادتهم لتحالف دولي لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي 0 ولكن دولة الكويت أصبحت مستقلة وتتمتع بسيادتها الكاملة ، وذلك

يعني بأن المهمة الأمريكية انتهت في المنطقة ، ولا يوجد أية دواعي أو ذريعة لضرب العراق مرة أخرى  0

وكنا نتمنى الحرص الأمريكي في تطبيق القرارات الدولية على العراق ، بأن تطبق نفس القرارات على إسرائيل ، ولكن عندما تذكر الدولة الصهيونية ، فسوف ترى بطريقة

تلقائية تغير الخطاب السياسي الأمريكي ، وذلك ما نسميه ازدواجية المعايير0

بالنسبة لإسرائيل يقول السيد انديك ” الفرق يكمن في أن القرارين رقم 242 و 338 لم يصدرا وفق الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة وإذا قرأنا نص القرارين نجد أن

تنفيذهما يتطلب التفاوض لانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في عام 1967 ، بينما القرار رقم 425 كان يطالب إسرائيل بالانسحاب من لبنان بدون تفاوض وبعد عدة سنوات قامت

إسرائيل بتنفيذ هذا القرار 00 إلخ  0

صراحةً أقرأ في الأسلوب التحليلي لمارتن انديك للقرارات الدولية أسلوب تفسيري غريب للقانون الدولي ، فالعقوبات الدولية ، هي العقوبات الدولية ضد العراق أو إسرائيل

أو كوريا 00 إلخ 00 تبدأ بالتفاوض ، بعد ذلك بالمقاطعة ، وأخيراً استخدام القوة لإجبار الطرف المعتدي على تنفيذها 00 إلخ 0

وللعلم بأن انديك يقول  ” إسرائىل قامت بتنفيذ القرار رقم 242 في عام 1978 بعد المفاوضات مع مصر ، ونفذت القرار ذاته عندما انسحبت من الأراضي الأردنية ، كما

نفذت هذا القرار بإبرامها اتفاقية أوسلو وانسحابها من قطاع غزة وجزء من الضفة الغربية ” 0 ونقول بأن إسرائيل إلى الآن لم تلتزم بأي قرار دولي ، ولن تسمح الولايات المتحدة لأية قوة

في الأرض لإجبار إسرائيل على تنفيذ القرارات الدولية  0 أما بالنسبة لجنوب لبنان فالمقاومة اللبنانية قهرت الأمبريالية الصهيونية بخسارةً مذلة إلى أن أجبروهم على ترك الجنوب اللبناني

0 وإذا كان السيد انديك عنده الأدلة على ما يقوله ، فنحن نقول بعون اللّه ورغم إمكاناتنا المعلوماتية المتواضعة مقارنةً معه ، إلا أنه عندنا ما يدحض جميع أدلته القانونية والسياسية  0

ونضيف على ذلك بأن ما قاله انديك يمثل خطاب الأكاذيب الحقيقية ( True Lies ) الذي ذكرناه في مقالتنا في ( الراية العدد 7459 ) 0

ثالثاً  يقول السيد انديك ” البعض يشير إلى أن المصلحة المشتركة بيننا هي النفط وهذا أمر صحيح ولكن لدينا مصالح مشتركة أخرى مثل تعزيز الاحترام للكرامة الإنسانية

ودعم حرية التعبير وحقوق الإنسان والمعاملة المتساوية للمرأة ”  0

ونقول للسيد انديك الذي يربطكم بهذه المنطقة المصلحة فقط وذلك يتمثل بالهايدروكاربون بشكل خاص ، والسيطرة الجيوبوليتيكية والجيواستراتيجية والجيوسياسية على

العالم الإسلامي بشكل عام ، لأن ذلك يمثل أهم المحاور للمحافظة على سيطرتكم العالمية  0

أما المصالح المشتركة التي قالها السيد انديك ، وهي في الحقيقة ليست مصالح (Intrest) وإنما يجب أن تكون قيم (Values) مشتركة ، وهي  (1) الكرامة الإنسانية وهذا

سوف أتركه لك أنت أيها القارئ الكريم لتجيب عليه في قطر وفي العالم العربي والإسلامي  ماذا فعلت أمريكا وأذنابها بالكرامة الإنسانية ؟ (2) حرية التعبير ، نريد أن نعرف من أمريكا متى

كانت جادة مع أية دولة إسلامية متحالفة معها لإعطاء شعبها حرية التعبير ؟  نعم  ربما تسمعوا الإدارة الأمريكية أحياناً تطلب من بعض الدول الإسلامية بإعطاء شعوبها الديمقراطية وحرية

التعبير ، ولكن ذلك يكون في لغة السياسة لوي ذراع لهذه الدولة ، لأنها تصرفت في بعض الأمور المضرة للمصالح الأمريكية 0 (3) حقوق الإنسان  أخشى أن تكون حقوق الإنسان بالطريقة

الأمريكية هو الذي نراه ، في فلسطين ، وأفغانستان ، والأسرى في غوانتاموا الكوبية 00 إلخ 0 (4) مساواة الرجل بالمرأة ، هذا أمر غريب يجب على أمريكا بأن تعلم بأننا نحن المسلمين

أول من قام بتطبيق مساواة الرجل بالمرأة ، ومن هنا لابد على الأمريكان من قراءة التاريخ مرةً أخرى ، وهم الذين عليهم اقتباس ذلك من عندنا ، لأن المرأة في أمريكا غالباً ما تعتبر سلعة

والأدلة على ذلك كثيرة  0

رابعاً  علم البلاغة في صياغة البيان السياسي (Political rhetoric) هذا يعتبر علم مستقل وندرب عليه طلابنا ، لاحظنا أن السيد فريد زكريا محرر النيوزويك قام

باستخدامه في حواره مع د0 طارق الشيخ  ، وسنلاحظ زكريا وطريقة تعامله مع الحليف الغير صالح حسب رأيه ، وهو ما نسميه بالحقنة السياسية المسكنة ( بالنسبة لتحرير الأسواق )،

قالت الولايات المتحدة أنها ستكون قادرة على مساعدة مصر ، لقد حاولنا مع مصر لكن الرئيس مبارك لا يريد وبشكل أساسي الإصلاح الاقتصادي 0 لأن الإصلاح متحرك بطبعه ولذا فهو غير

ممكن لأنه يزعج ويهز الناس في القمة في بعض الأحيان 0 ويغير تلك المنظومة القائمة من العلاقات المريحة بين اللاعبين الأساسيين في الاقتصاد المصري والعائلات المتنفذة اقتصادياً 0

وهذا ما نسميه بالبيان السياسي المهدئ للأعصاب  والذي استخدمه زكريا بإبداع0

ولكن بالنظر إلى طريقة صياغة البيان التحريضي والاستفزازي للشعوب  يقول الأستاذ زكريا بالنسبة للنظام العراقي ” نقول بأن الأمر متروك للشعب العراقي لكي يختار قيادته

التي يريدها لكن في الواقع ليس لديهم أي خيار آخر 0 أنهم أسرى في بلادهم 0 إننا نعلم شيئاً واحداً من تاريخ مثل هذه الديكتاتوريات الفظة والوحشية في رومانيا شاوشيسكو وصربيا

ميلوسيفتش 00 إلخ ، فالناس العاديون لم يحبوا قط مثل هذه الأنواع من الدكتاتوريين لأنهم كانوا وطوال الوقت عنيفين افظاظاً قتلوا أبناء شعبهم بوحشية 0 ومن المؤكد أن الشعب العراقي

يأمل في قائد أفضل مما لديهم الآن” 0

وتوجد نقطة مدهشة ذكرها السيد زكريا وهي ( عندما غزا الكويت كان بإمكانه أن يأخذ حقول النفط في الشمال ويترك ما تبقى من الدولة على حاله ، لو فعل ذلك لما كانت

هناك حرب في الخليج )  0

وهذه النقطة عندما كنا طلبة في عام 1990م في بريطانيا كان الكثير من المحللين البريطانيين يلمحون بأن هناك نوع من المؤامرة 0

وكذلك ذكرت في كتابي للجغرافيا السياسية الأسلوب المبهم الذي تعاملت به أمريكا في مرحلة الأزمة ما بين العراق والكويت في عام 1990م ( خلال الاجتماع الذي تم ما بين

الرئيس العراقي والسفيرة الأمريكية لدى بغداد وابلغته بأن ما يحدث ما بين العراق والكويت هو شأن عربي – عربي ولا دخل لأمريكا في الشئون العربية )؟0

خامساً  أي عمل فدائي أو استشهادي تقوم به في أرضك المغتصبة أو لتحريرها، فإنك إنشاء اللّه شهيد ، ومرجعنا في ذلك القرآن الكريم ، والرسول ص ، والاجماع ، ومعظم

العلماء المجتهدين ، واللّه اعلم  0

وأخيراً إذا كانت أمريكا تريد المسلمين أن يحبونها فعليها التالي  (1) تقليص النفوذ الامبريالي والانسحاب التدريجي من المنطقة (2) تحرير فلسطين ، وترك العراق

وأفغانستان والسودان والصومال 00 إلخ ، لشعوبها لكي يقرروا مصيرهم بأنفسهم (3) إعطاء الشعوب العربية ديمقراطية حقيقية وليست صورية (4) إعادة توزيع الدخل في العالمين

العربي والإسلامي (5) إجبار القادة العرب والمسلمين لاستثمار جميع الأموال الإسلامية في العالم الإسلامي ، وذلك لانقاذ مليار مسلم من خط الفقر والجوع، علماً بأن ثلاثة أضعاف الناتج

المحلي الإسلامي (GOP) موجود في أمريكا وأوربا الغربية  0

وفي النهاية هناك جنود مجهولون في هذا المؤتمر لابد لنا من تقديم التهنئة والشكر لهم ، وهؤلاء رجال الصحافة والإعلام القطري المقروء والمسموع والمرئي ، ونقول لهم

بالفعل أنتم الذين نظمتم المؤتمر واستطعتم أن تجعلونا في قلب الحدث رغم بعدنا المكاني عنه 0 علماً بأن المهمة التي قمتم بها هي من اختصاصات المركز المنظم للمؤتمر الذي كما علمنا

بأنه مركز بروكنز ، ونحن متأكدين بأنهم يعلموا جيداً بأنه لابد من وجود كتاب يشتمل على جميع بحوث ومحاور المؤتمر ، أو صور ونشرات لهذه البحوث والمحاور 0 وكان يجب أن تكون

متوفرة قبل انعقاد هذا المؤتمر وتمكين جميع المختصين بهذا الشأن من الحصول على نسخهم  0

ونقول لأمريكا عندما تسأل لماذا يكرهوننا ؟ فنجيبها ببيت الشعر الشهير

يا أعدل الناس إلا في معاملتي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكمُ  0

وإلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه ،،،