نظرية المؤامرة

بسم الله الرحمن الرحيم

24/6/2004

أثير الموضوع مجدداً في لقاء أجري مع أحد زملائنا الأكادميين العرب على إحدى الفضائيات العربية . وكانت بعض ارآء الزميل منطقية على سبيل المثال لا الحصر:
1- أن الزميل ضد إستخدام البترول كسلاح ، لأن الدول العربية حسب رأيه لم تعد مسيطرة على سوق النفط العالمي . ويرى أن سبب ذلك هم العرب أنفسهم ، لأنهم عندما إستخدموا النفط كسلاح في حرب أكتوبر عام 1973 م ضد إسرائيل ، أدى ذلك إلى إنخفاض العرض وزيادة الطلب وبسبب الإرتفاع الفلكي في الأسعار ، فكان لابد من توجيه الطلب على الطاقة إلى مصادر أخرى غير المصادر العربية ! .
2 – كذلك يرى الزميل بأنه ضد مقاطعة البضائع الأمريكية ، لأن الشركات العالمية، لم تعد شركات متعددة الجنسيات وعندما تقوم الدول العربية بمقاطعة البضائع الأمريكية أو الأوروبية ، ذلك لن يؤثر على الدول المتقدمة فقط ، ولكنه سيؤثر على بعض الدول النامية أيضاً ومنها العربية ! .
سبق وأن طرحنا هذه النقاط التي ذكرها الزميل في مجموعة من الدراسات والمقالات ، وربما من أشهرها دراسة إستراتيجية الهايدروكاربون الإسلامي التي نشر ملخص عنها في جريدة الراية عام 2002 م .
نحن نختلف مع مجموعة الزملاء عندما يتصورون بأن العالم العربي يعيش نظرية المؤامرة ! ، وإن كنا لا نستطيع أن ننكر بأن البعض من النخب الفكرية العربية أيضاً تتسلط على أذهانهم نظرية المؤامرة ، خاصةً عندما لايجدون الإجابة الناجعة لبعض إستفساراتهم ، ووصل هذا الأمر حتى إلى بعض الأنظمة العربية عندما تكتشف عجزها عن معالجة بعض الأمور المحلية أو الإقليمية أو العالمية ، تبدأ بإستخدام الأجهزة الإستخبارية لديها لتسريب نظرية المؤامرة ، ومن هنا تتصور الشعوب بأن العجز الذي أصاب حكوماتهم بسبب المؤامرات التي تحاك ضدهم حكومة وشعباً . ومن هنا تبدأ الحكومة بعد أن وجدت شماعة لتعليق فشلها عليها ، بمعالجة الأمر بطريقة أهون الضررين ! .
نحن بالفعل نرفض نظرية المؤامرة ، ولكن نريد من بعض زملائنا الأكاديمين والأعلامين والمفكرين العرب ، اللذين يتهمون بعض نخبنا الفكرية بنظرية المؤامرة ، أن يجيبونا على الإستفسارات التالية : –
أولاً : تصور الإنجيلين من اليمين المسيحي : لعودة المسيح الثانية لابد من قيام دولة إسرائيلية ، وإحتلال القدس من المسلمين ، وبناء هيكل سليمان ، وأن العالم كله سوف يتمركز حول الشرق العربي الإسلامي .
ثانياً : توصيات بعض النخب الفكرية للسريان القدامى الآشوريين : وحده الشعب الآشوري وحق أمتهم في الوجود في أرض آبائه وأجداده العراق .
ثالثاً : لنترك ما تقوله النخب الفكرية العربية إلى ماتقوله النخب الفكرية الأمريكية : مثل إيمانويل تود ، وصوموئيل هانتنغتون ، وبريجينسكي ، وهنري كيسنجر ، وروبرت حلبان ، وفوكو ياما ، وبول كيندي وآخرون تعف النفس عن ذكر أسمائهم ،

مع ضرورة متابعة آرائهم لأنه خلال الفترة مابين عام 1995 م إلى 2003 م طبقت الولايات المتحدة 50 % من تصوراتهم على العالم الإسلامي ! .
رابعاً : ماذا عن الإحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان ، والتهديد المباشر لايران وسوريا والسودان وليبيا والمملكة العربية السعودية ؟ .
خامساً : ماذا يعني تواجد قواعد أمريكية في معظم الشرق الأوسط ، وإهداء بوش الإبن لشارون خارطة إسرائيل الكبرى التي تمتد إلى بابل وآشور ؟ .
إذا كان الذي يحدث ولم يكن هناك مؤامرة ، أوربما نحولها إلى إسمها العلمي، ونسميها إستراتيحية ضد الشرق الأوسط ! . فربما نعكس الإستراتيحية السابقة ، إلى خرافة شرق أوسطية جديدة وهي : بأننا لدينا مؤامرة ضد الولايات المتحدة والغرب لكي نستدرجهم ونحظر جيوشهم إلى الشرق الأوسط كما ذكرنا أعلاه في البندين الرابع والخامس ، وبعد ذلك في ليلة ظلماء تنقض الدول العربية والإسلامية على هذه الجيوش ، وتستولي على قواعدهم وجميع إمكاناتهم المادية ، وبعد ذلك تتجه الدول الشرق أوسطية إلى إحتلال الولايات المتحدة الأمريكية والغرب !! .
وفي الختام مهما قلنا ، ومهما علقنا ، ومهما إستخدمنا الخيال لإخراجنا من الحقيقة إلى اللاواقع ، فالمسؤلية تقع على متخذ القرار العربي لكي يخرجنا من هذه الكارثة التي وضعنا فيها ، ولكي ينجو من محاسبة التاريخ ومزبلته !! .

إلى اللقاء دائماًً إن شاء الله ،،،

نحو ميكانزم إصلاحي لتطور العالم الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

6/6/2004

 في المقدمة قبل أن نعرض أية آلية إصلاحية ، لابد  لنا على ما نعتقد من استعراض بعض الآراء الأجنبية حول العالم الإسلامي ، ونود أن ننوه هنا بأن هذه الآراء سبق وأن كتبنا عنها الكثير من المقالات والدراسات والبحوث ، وربما من أشهرها كتابنا عن العالم الإسلامي ، وقد أوضحنا من خلال المواضيع السابقة بأن عالمنا الإسلامي يعيش في وضع مأساوي ، فلابد له من إصلاحات بنيوية في القطاعات الاستثمارية الخدمية والصناعية والغذائية ، وإصلاحات تنظيمية في قطاعاته  التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وإلا فسوف نعاني من مصائب كبرى ، وسيحاكمنا التاريخ أمام الأجيال القادمة ، بسبب الكوارث التي سوف تورثه إياه أنانيتنا ، وحبنا للذات والتسلط ، حتى ولو بلغ بنا أن نقدم كل المجتمع كبش فداء ، للمحافظة على الوضع التسلطي لأصحاب المصالح في المجتمعات الإسلامية 0

 من أول الآراء التي سوف نقدمها هو ملخص مقالة قمنا بترجمتها للكاتب الاقتصادي ديفيد هال من شيكاغو ، وكانت منشورة في صحيفة ( The Wall Street Journal Europe September, 5/7/2003) ، فخلاصة النتائج التي توصل إليها ديفيد هي

1- بأن أوضاع العالم العربي والإسلامي في القرنين التاسع عشر والعشرين ميلادي هو أفضل من أوضاعهم الآن ، ولكن بسبب الأنظمة التسلطية وعدم الانفتاح الاقتصادي على العالم ، جعل التنمية لديهم عكسية . 0

2- رغم اعلان دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتبني برامج الخصخصة ، إلا أن القطاع العام مازال مسيطراً على الهياكل الاقتصادية ، ومازالت هذه الدول توظف أكثر من 17% من السكان في القطاع العام ، وهذه النسبة تعادل ثلاثة أضعاف نسبة التوظيف في باقي دول العالم النامي 0

3- ونسبة الصرف على الأسلحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعادل 2ر8% من جملة الناتج المحلي ، ومقارنةً مع الناتو أقل من 2% من جملة الناتج المحلي 0 وهذه إضافة من عندنا 00 معظم هذه المبالغ تذهب إلى حسابات خاصة ، ويوجد لها كشف عند الولايات المتحدة ودول الناتو ، وذلك بعد أن تم فتح الحسابات السرية كإحدى برامج الحرب ضد الارهاب ، ورغم أن نسبة الصرف على التسليح عندنا أكثر منه في دول الناتو ، إلا أن اعتمادنا الأمني كاملاً قائم على الولايات المتحدة . 0

4- الفجيعة سنذكرها لكم الآن ، رغم طنطنة الفضائيات العامة والخاصة والمستقلة بإنجازات دول الشرق الأوسط . ؛ فمعدل التجارة الخارجية في العالم نما بنسبة 8% ، وفي العالم الإسلامي فقط 3% 0 ويضيف الكاتب قائلاً برغم أن عدد سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يزيدون على 300 مليون نسمة ، إلا أن مجموع الناتج المحلي لديهم أقل من أسبانيا ذات 39 مليون نسمة 0

  ما ذكر الآن سبق وأن كتبناه في ملخص دراسة لنا عن العالم العربي ونشرت في صحيفة الراية في مطلع عام 2002م ، وبعد ذلك ذكر نفس الموضوع في تقرير التنمية البشرية في أغسطس 2002م للأمم المتحدة ، وفي سبتمبر 2003 ذكره ديفيد في صحيفة وول ستريت . 0

5- مجموع الصادرات التجارية لــ 49 دولة إسلامية 7ر515 بليون دولار ، وذلك يمثل 8% من الصادرات العالمية فقط 0 وعندما نفصل الدول النفطية عن مجموع الدول المذكورة أعلاه ، نجد بأن مجموع ما تصدره الدول النفطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 212 بليون دولار ، وعندما نخصم الصادرات النفطية عن هذه الدول الواقعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، نجد بأن مجموع صادراتها لا يتجاوز 30 بليون دولار 0 ونضيف على ذلك 00 أما زلنا نتحدث عن الإنجازات التي وصل لها العالم الإسلامي .. 0

6- عندما نجري مقارنة للصادرات في الدول الإسلامية ونسبتها من الناتج المحلي ، ونقارن هذه النسبة مع دول العالم النامي الأخرى ، سنجد التالي  نسبة ما تصدره مصر مقارنةً مع ناتجها المحلي لا يزيد على 9ر2 % ، والمغرب لا يزيد على 7% ، والمملكة العربية السعودية والجماهيرية الليبية العظمى لا يزيد على 30% ، علماً بأن الدولتين الأخيرتين معظم صادراتهما من النفط الخام . 0

  ولو قارنا ذلك مع دولة إسلامية يقودها المبدع مهاتير محمد ، ومطبقة للديمقراطية ولمعايير العصر للتنمية الاقتصادية ، وبدون أن تتنازل عن أياً من مبادئها ، سنجد بأن ما تصدره ماليزيا تصل نسبة إلى 5ر10% من جملة الناتج المحلي الماليزي 0

7- نصيب الشرق الأوسط من التجارة الدولية انخفض من 5ر13% عام 1980م إلى 4ر3% عام 2000م وذلك بسبب انخفاض أسعار النفط الخام 0

8- نصيب الدول العربية من الاستثمارات الأجنبية المباشرة ، آخذاً في الانخفاض ، ففي الفترة 1975 – 1980م كان 6ر2% ، وفي الفترة 1980 – 1990م 3ر1% ، وفي الفترة 1990 – 1998م انخفض إلى 7ر% من مجموع الاستثمارات في العالم 0 ونضيف على ذلك  أين الإصلاحات الاقتصادية المواكبة لروح العصر التي يقول عنها المستفيدين في العالم العربي ؟ 0

9- رغم وجود الدول المسيطرة على احتياطيات النفط في العالم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، إلا أن نسبة نمو الناتج المحلي في الفترة ما بين 1970 – 1980م لم تتجاوز 5ر3% ، ومقارنةً مع العالم النامي في نفس الفترة وصلت إلى 5% . 0

 اضطررنا إلى ترجمة وتلخيص المقالة المذكورة أعلاه ، لأن بعض متخذي القرار في العالم الإسلامي يقولون بأن الباحثين العرب نظرتهم تشاؤمية عند تحليل الأوضاع في العالم الإسلامي ، لذلك عرضنا آراء الباحثين الآخرين في العالم المتقدم ، وخاصةً الولايات المتحدة الأمريكية 0

 طبعاً الكاتب أعلاه يدعو حكومته إلى تطبيق الديمقراطية والليبرالية والعولمة الاقتصادية ، لمعالجة القضايا المزمنة في العالم الإسلامي ، وإلا ستبقى شعوب العالم الإسلامي فقيرة محلياً ، ومصدرة للارهاب عالمياً .. 0

 أما الكاتب الأمريكي الثاني فهو معروف لدى معظمكم من خلال نيوزويك العربية ، وأسمه فريد زكريا 0 فخلاصة قوله بأن التجربة الأمريكية لابد أن تنجح في العراق ، وبعد نجاحها لابد أن تطبق في الشرق الأوسط ، وأن تمويل هذه التجربة لابد من أن تشارك فيه دول الشرق الأوسط النفطية وأوربا واليابان ، وكذلك لابد لهم من المشاركة العسكرية لحفظ الأمن في العراق تحت المظلة الأمريكية 0 وخلاصة ما قاله زكريا بأن أمريكا لابد لها أن تجرب عدة سيناريوهات في العراق ، وعلى الحكومات المجاورة أن تساهم في إنجاح إحدى هذه السيناريوهات التي ستطبق عليهم بعد الانتهاء من العراق . 0

 فما ذكره زكريا بالتحديد هو التالي  على الأمم المتحدة المساعدة على تجنيد الآلاف من الموظفين الغير عسكريين للمساهمة في إعادة إعمار العراق 0 ويجب أن تبلغ المساعدات المالية غير الأمريكية 40% من المجموع 0 على أن يأتي الجزء الأكبر من الاتحاد الأوربي واليابان ومن الدول العربية النفطية 0

 ويضيف زكريا  سيكون الفشل في العراق خسارة فادحة للدور الأمريكي في العالم 0 وبذلك ستكون واشنطن قد خلقت نوعاً من عدم الاستقرار في قلب العالم المنتج للنفط 0 وذلك سيضعف قدرة أمريكا على التغيير في بلدان شرق أوسطية أخرى مثل  المملكة العربية السعودية وإيران وسوريا وطمأنة خصومها 0 وسوف يبتهج النظام القديم ، ويعود الشرق الأوسط إلى طرقه الخاملة المدمرة .. 0

 أعتقد بعد العرض المذكور سلفاً ، لابد لنا من التوقف لبرهة ، وأن نسأل أنفسنا  لماذا لا تكون لنا المبادرات الخاصة بنا ؟ . 0

 وهنا يفترض أن يعلم الجميع بأن في اللعبة الدولية ، لا يوجد دور للاعب احتياط، فأما أن تكون أساسياً مثل الولايات المتحدة التي تحاول أن تستفرد بالأحادية
القطبية ، أو مثل محاولات الاختراق للقطبية الأحادية التي يقوم بها كلاً من  الاتحاد الأوربي ، واليابان ، والصين ، والهند ، واستراليا ، والبرازيل ، والأرجنتين ، وروسيا الاتحادية 0 أو أن تكون تابعاً فتخطط لك القوى العظمى ، كما تفعل الآن الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم الإسلامي ، بحيث يعتبر جزءاً من آليات اللعبة الدولية ، فتخطط له ، بما يخدم لها مصالحها في القطبية الأحادية للقرن الواحد والعشرين . 0

 ربما نتساءل هنا ونقول  ما هي طريقة اللعبة الدولية حتى نستطيع أن نفرض احترامنا على سكان هذا الكوكب ؟ 0

 نعتقد بأنه من أبرز الأمثلة على اللعبة الدولية ، هو ما ذكره إيمانويل تود ، فيما بعد الأمبراطورية ، فيقول تود  الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة الوضع الروسي تقوم على هدفين  الأول  هو تفكيك روسيا الذي يمكن تسريعه عن طريق تحريض النزعات الاستقلالية في القوقاز ، والحضور العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى 0 إن عمليات عرض القوة هذه من شأنها ، في الحساب الأمريكي ، أن تشجع الميول الانفصالية داخل قسم الاثنية الروسية في الاتحاد الروسي 0 ولو نجح ذلك فيعتبر المسمار الأخير الذي يطرق في نعش الاتحاد الروسي . 0

 ولكن روسيا استوعبت الدرس جيداً ، وخاصةً بعد خبرتها المزمنة مع الصراعات المزمنة الدينية والعرقية والثقافية في الأتحاد الروسي 0 فالمعالجة قضية التماسك الداخلي للجسد الجيوسياسي للاتحاد الروسي ، فقامت روسيا كما ذكرت الأهرام العربي في عددها 335 بالتالي  ففي الفترة ما بين عامي 1991 – 2000م بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، حاولت روسيا في إصلاح أوضاع المسلمين في الاتحاد الروسي حيث تم إصدار صحف خاصة بالمسلمين ، وزادت معدلات بناء المساجد بدرجة أصبحت تفوق ثلاثة أضعاف بناء الكنائس 0 كما سمحت الحكومة الروسية بعملية اعانة المسلمين من ذوي الدخل المحدود الذين لا تسمح لهم ظروفهم المادية بتأدية فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة 00 إلخ 0

 ومن هذا المنطلق ، فروسيا الاتحادية تعلم جيداً بأنها لاعباً أساسياً في اللعبة الدولية ، وإذا أرادت أن تجيد الدور ، فلابد لها من مراعاة جميع الأقليات الموجودة لديها ، وخاصةً إذا كانت هذه الأقلية بوزن المسلمين ، الذين يشكلون أكثر من 20% من سكان الأتحاد الروسي 0 فبوتين الرئيس الروسي لم يهرول عبثاً عندما تقدم بالدعوة إلى أن تتوجه روسيا للإنضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي 0 ونرجو أن لا يستغرب أحداً من ذلك التوجه الروسي ، فمعايير تحديد الدولة الإسلامية كما ذكرنا في كتابنا للعالم الإسلامي ص 46 ، 47 يعتمد على إحدى التصانيف التالية  1 المعيار العددي  أن يكون أكثر من 50% من سكان الدولة من المسلمين 2 المعيار الدستوري  هو أن تعلن الدولة بأن دستورها هو الإسلام 3 المعيار التنظيمي  ونقصد هنا عندما تقبل عضوية الدولة في منظمة المؤتمر الإسلامي 0

 ولو ناقشنا بالنسبة للوضع الروسي بالنسبة للمعايير الثلاثة لوجدنا التالي  1 من الناحية العددية ، فيوجد دول إسلامية في منظمة المؤتمر الإسلامي نسبة عدد سكانها من المسلمين أقل من روسيا مثل  غوينا التعاونية نسبة المسلمين 9% من جملة عدد سكانها ، والتوغو 10% ، وسورينام 19%  راجع ال ثاني ، فهد ، العالم الإسلامي ، ص 276 ، 291 ، 292  ، وجملة عدد السكان المسلمين في روسيا الاتحادية تزيد نسبتهم على 20% ، 2 أما من الناحية الدستورية ، فلا نعتقد بأن التواجد الروسي سوف يشكل مشكلة دستورية بالنسبة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، لأن معظم دول المنظمة لا يوجد بها دساتير إسلامية ، وحتى بالنسبة للعدد لا بأس به من دول المنظمة مازالت قوانينها الدستورية غير واضحة المعالم ، 3 أما من الناحية التنظيمية ، فنعتقد انضمام روسيا يمثل مكسب إقليمي قوي لدول منظمة المؤتمر الإسلامي ، وكذلك روسيا الاتحادية من خلال الاستفادة من التالي  التطور التكنولوجي في روسيا الاتحادية ، ومن خلال تكريس التعاون الأمني ما بين روسيا والدول الإسلامية ، وعمل سوق اقتصادية تشمل روسيا الاتحادية ودول آسيا الوسطى ودول جنوب وجنوب شرق وجنوب غرب آسيا وأفريقيا وآسيا الصغرى ودول البلقان وشرق أوربا ، وكذلك لوضع استراتيجية هيدروكاربونية ما بين روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي 0 أما من الناحية المحلية في روسيا الاتحادية فذلك يفترض أن يعيد الحقوق المسلوبة للمسلمين في روسيا الاتحادية ، مثل اعطاء نوع من الاستقلال الذاتي للمسلمين في الشيشان وداغستان وانجوشيا ، وكذلك المطالبة بزيادة عدد الأعضاء المسلمين في الدوما  المجلس التشريعي الروسي  من 6% كما هو الآن ، إلى 20% من جملة عدد أعضاء الدوما الروسي ، لكي يتناسب مع عددهم في الأتحاد 0

 فروسيا قدمت بالفعل مبادرة جيدة للعالم الإسلامي على طبقٌ من ذهب ، ولكن هل نستطيع نحن أن ندرس المبادرة الروسية ونقدم مبادرة أخرى للتقارب مع روسيا مقابل أن نحترمها وتحترمنا ونقوم بدور الند بالند بالنسبة لما ينفع مصالحنا المشتركة ، أو نرضى بالدور الذي وضعته لنا الولايات المتحدة الأمريكية وهو دور التابع .. 0

 وكذلك روسيا تعاملت بذكاء مع الهدف الثاني في الاستراتيجية الأمريكية التي ذكرنا هدفها الأول وتعامل روسيا معه سلفاً 0 فالهدف الثاني في الاستراتيجية الأمريكية لروسيا الاتحادية هو الاحتفاظ بقدر من التوتر في علاقات الولايات المتحدة مع روسيا ، من أجل منع التقارب ما بين أوربا وروسيا ، وذلك عن طريق الاحتفاظ إلى أطول وقت ممكن بالتناقض الموروث عن الحرب الباردة 0

 ولكن أيضاً بوتين الرئيس الروسي كما يقول ايمانويل تود استطاع أن يلعب هذه اللعبة بذكاء ، فعرض على أوربا الغربية التقارب من خلال التبادل التجاري ، وبالفعل كان معدل التبادل التجاري بين روسيا وأمريكا في عام 2001م 10 مليار يورو ، وما بين روسيا والأتحاد الأوربي 75 مليار يورو أي أكثر من سبعة أضعاف التبادل التجاري ما بين روسيا وأمريكا ، وكذلك تعهد بوتين للأتحاد الأوربي بإمدادات الطاقة والتعاون الأمني الأوراسي المشترك ، وخاصةً حلم القوة الأوربية المستقلة عن أمريكا تراود بعض القوى الأوربية بعد انتهاء الحرب الباردة وخاصةً محور برلين باريس والدول الأوربية المؤيدة لهم مثل بلجيكا ولوكسمبورغ 00 إلخ 0

 في حقيقة الأمر هذه أصول لعبة التوازن الروسية مع الشرق والغرب ، وعالم الجنوب ، ولكن نحن كدول إسلامية شرق أوسطية ، أين دورنا من ضمن اللعبة الدولية؟  هل كتب علينا الانتظار وعدم استباق الأحداث ؟ وذلك يذكرنا لما قيل لأحد الزعماء العرب بأن البلاد منهارة ، فقال لناقلي الخبر  لا تستبقوا الأحداث ، فعلاً لم يستبقوا الأحداث ، والنتيجة المسرح السياسي عاري أمام الجميع الآن 0 إذاً 00 فهل مازال علينا أن لا نستبق الأحداث ؟. 0

 وإلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه ،،،

نحو تحقيق هموم الألفية الثالثة من حيث العولمة والديمقراطية

بسم الله الرحمن الرحيم

6/6/2004

 بالنسبة لي يوجد لدي عدة مواضيع بالنسبة للألفية الثالثة ودخولها ، وفي الحقيقة النتائج والتوقعات والاسقاطات الاستراتيجية التي كتبت فيها سابقاً هي ليست وليدة الألفية الثالثة ؛ وإنما هناك عدة توقعات ممكن أن تنضج فيها الصراعات والتناحرات في بداية هذه الألفية ومنها الصراعات الحضارية ، ونقصد هنا على وجه التحديد الصراعات الدينية والصراعات القومية بشكل عام 0 وربما تلاحظ هنا بأنني لن اتطرق للصراعات حول المسائل الاقتصادية لأنها في الحقيقة مرنة وقابلة للبدائل كما هو موضحاً في كتابي الذي سوف يطرح للأسواق قريباً إن شاء اللّه تحت عنوان ” دراسات في الجغرافيا السياسية والاستراتيجية ” 0 لكن الصراع الحضاري لا يقبل ذلك اطلاقاً ، فالقدس مثلاً مكان مقدس بالنسبة لليهود وبالنسبة للمسيحيين ، وبالنسبة للمسلمين 0 فيجب أن نقف هنا ونفكر بأنه لا يوجد أمامنا إلا خيارين : الأول : تصادم حضاري ما بين العقائد السماوية الثلاث 0 والثاني : اتفاق فيما بينهما على أن يمارس كل منهم عقيدته في نفس المكان كيفما شاء بدون المساس بحريات ومشاعر أصحاب الديانات الأخرى 0 ولكن السؤال الخطير هنا هل هذا ممكن أو غير ممكن ؟ في هذه الحالة يجب أن نعود إلى المدارس الدينية الفكرية الثلاث ، فنلاحظ أن احداهما لا تعترف بالديانتين الأخريين ، وثانيهما تعترف بديانة وتنكر أخرى ، والثالثة تعترف بهما جميعا 0 فكيف إذاً يحدث التوافق في أرض مقدسة من الصعب وجود قناعة سيكولوجية وعقائدية بالنسبة لبعض أصحاب هذه العقائد بوجود آخرين يدنسون المكان المقدس  0

 إذاً كل الذي نراه الآن مدعوماً بواسطة القوة العالمية الأولى والقوى الأخرى وهو التكييف والتطبيع وفرض سياسة الأمر الواقع ، وكما يعلم الجميع وخاصة المتخصصين في هذا المجال بان التكييف  والتطبيع وسياسة الأمر الواقع هي حلول مؤقتة بحيث عرضت في الألفية الأولى والثانية ، والآن تحاول القوى العالمية أن تطبقها في الألفية الثالثة ، ولكن عند حدوث أي اختلال في موازين القوى العالمية سوف يعود الجميع من حيث البداية وتحدث الكارثة ، إذاً في النهاية نستطيع أن نقول بأن قضية القدس احدى المحاور الأساسية في بداية الألفية الثالثة 0 ولكن تعليقي الآخر بأن الألفية الثالثة هي مجرد زمان ومثل ما قال الشاعر : ” على أية حال عدت يا عيد ” ، وفي الحقيقة يجب أن نقول لأنفسنا ماذا أعددنا للولوج في الألفية الثالثة طبعاً غير الشعارات

 أننا كنا في العقود الخمس الماضية هناك تضامن فكري وروح تلتهب له مشاعر الإنسان في العالم العربي والإسلامي وهو عندما يتم أي لقاء بين أياً من الزعماء العرب بعد انتهاء اللقاء يقال بأن تمت المحادثات حول القضية الفلسطينية 000 إلخ 0 ونما عندما يقارب أربعة أجيال عربية المشاعر الوطنية الملتهبة لقضية المسلمين الأولى وهي القدس الشريف 0 ومن ثم ماذا حدث ؟ الصورة المعنوية الرائعة التي انشئ عليها المواطن العربي تهشمت وتهمشت عندما أراد الزعماء ذلك ، وأثار هذا التغيير أحدث هزة في المفاهيم والقيم والمبادئ بالنسبة لمعظم شباب الأمة العربية 0 ولكن زعماء الأمة العربية بعد أن قتلوا حلم عودة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى كان لابد لهم من بديل آخر 0 أي قضية أخرى عندما يلتقون وهو بحث القضايا العربية والإسلامية والقضايا الثنائية ، وكل ذلك للاستعداد للدخول في الألفية الثالثة ، واللّه أعلم ماذا تخبئ لنا الألفية الثالثة ، وممكن أن أعيد وأكرر بأن الألفية الثالثة كما بدأت لا استطيع أن أربطها بمحور واحد ، وإنما لابد لنا من ربطها بعدة محاور وهي سوف اطرحها كتساؤلات والإجابة عليها تحتاج إلى مقالات :

1- الإنسان : وماذا فعلنا للإنسان ؟
2- الاقتصاد : وماذا فعلنا في مواردنا الاقتصادية ، وموادنا الأولية المهدرة ؟
3- البيئة : وماذا قدمنا للبيئة ؟
4- السياسة : وإلى أين تتجه بنا السياسة ؟
5- الأمن : وإلى أين يتجه الأمن ؟

 وفي رأيي الشخصي بأن هذه المحاور الخمسة لو قسمناها إلى فروع وشعبّناها إلى جزئيات لوجدناها تمثل آمال وطموحات وأحلام ومشاعر المواطن العربي جمعت في باخرة واحدة ووضعت في محيط هائج الأمواج وسلمت المفاتيح والدفة لزعماء العالم العربي 0 فادعوا معي جميعاً بأن اللّه يهديهم ويصلح شأنهم ويرزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه 0

العولمــة :

 هذا المصطلح يذكرني بكلمة (Global) ونقصد هنا العالمية والشمولية والبعض يرى بأن هذا المصطلح هو وليد أواخر القرن العشرين ولي معهم خلافات شديدة على ذلك فالعالمية هو حلم جميع الحضارات منذ حضارة الإنسان الأول ولكن الآلية (Mechanism) تختلف 0 فعلى سبيل المثال لا الحصر لو عدنا للحضارات القديمة لوجدنا : 1 أن هناك ميدان للصراع ما بين القوى الموجودة وكل منهم يرى أنه لابد أن يكون الدولة العالمية الوحيدة حسب مفهومهم للعالم آنذاك وأدنى ذلك الصراع بوصول الفرس من خراسان إلى سواحل البحر المتوسط 0 2 الصراع نحو العالمنية كما من أن نصوره من خلال الصراع الذي حدث ما بين الحيثيين والفراعنة0 3 الصراع نحو العالمية ممكن أن نفسره من خلال الصراع الذي حدث ما بين الدويلات الأغريقية المتناحرة ثم اتجاه الاسكندر الأكبر نحو الشرق واستطاع أن يشكل دولة عالمية آنذاك في منطقة شرق المتوسط ومصر وبعض المناطق العربية 0 4 الصراع نحو العالمية هو بعد بزوغ دولة الرومان وورثوا العالم الذي تركه لهم اسلافهم الأغريق 0 5 الصراع نحو العالمية مثل ما يرى علماء الغرب عندما نشأت الديانة الجديدة في نوبات مكة المكرمة والمدينة المنورة ومن ثم انتقلت وحطمت أسوار امبراطوريات الشمال المتناحرة ممثلتين بامبراطورية الفرس والرومان وأصبح المسلمين الوريث الشرعي للعالم القديم من أقصئ الغرب إلى أقصى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب ، ونحن نرى ذلك بأنه عقيدة لأنه من باب العقيدة بالنسبة لنا لابد من نشر ديننا الإسلامي إلى الجميع ، ولكن بالنسبة للمدارس الأخرى ترى ذلك غزو عالمي فكري وثقافي واقتصادي 0 6 الصراع نحو العالمية وذلك يمثل المرحلة اللاحقة لانهيار الدولة الإسلامية وهو عندما بدأ عصر الكشوفات في القرن الخامس عشر وتم اكتشاف العالم الجديد واكتشاف رأس الرجاء الصالح بواسطته عاد الاتصال ما بين الشرق والغرب ، بعد أن كان المسلمين مسيطرين سيطرة تامة على طرق الاتصال في العالم القديم شرقه وغربه ، سواء كان الطرق القارية أو الطرق المائية من خلال البحر المتوسط والبحر الأحمر 0 ومن ثم تلا هذه المرحلة 0 7 وهي تمثل مرحلة الاستعمار عندما استطاعت الدول الصليبية البحرية السابقة واد كما نسميها دول النويات ايطاليا وأسبانيا والبرتغال وإنجلترا وفرنسا 000 إلخ 0 وأصبح العالم ممزق وموزع فيما بينهم كقطع الشطرنج 0 8 انتهى دور دول النويات وبرز لنا دور الدول القارية وذلك ممثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والصراع الذي حدث فيما بينهما إلى أن أدى إلى انهيار المعسكر الشرقي 0 وعموماً لو عدنا إلى القاعدة لوجدنا : أولاً : الولايات المتحدة هي الأوفر حظاً من منافسها المذكور للانطلاق للعالمية وخاصة من حيث بعدها المكاني عن مناطق الصراعات الحضارية 0 ثانياً : المؤسسات العالمية نشأت خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها في أرض الولايات المتحدة ، وكأنها تعطي الضوء الأخضر لأمريكا لكي تكون الدولة الأولى في العالم بدون منازع ، فنلاحظ أن هيئة الأمم المتحدة نشأت في الولايات المتحدة وتدفع أمريكا 25% من ميزانيتها ، وتمثل إحدى الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الذين يمتلكون حق الفيتو ، ونلاحظ المظلة الأساسية التي تسيطر على اقتصاد العالم 0 انشأت في أمريكا أيضاً من خلال اتفاقية بريتون رودز وهذه الاتفاقية نتج عنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير ، وبروز أهمية الدولار في العالم بدلاً من الذهب وأصبح العالم كله متقدمه وناميه ومتخلفه لكي ينظر للأوضاع الاقتصادية عليه أن يحافظ على توزان المعايير الاقتصادية التالية في أمريكا وهي تمثل ميزان المدفوعات ، والميزان التجاري ، والدخل القومي000 إلخ 0 بمعنى آخر إذا أراد هذا العالم أن يحتفظ بشيء من التوازن فعليه أو على الدول الغنية منه المحافظة الدائمة على التوازن والانتعاش للاقتصاد الأمريكي لأن أي ردة فعل سلبية للاقتصاد الأمريكي سوف يشكل ذلك هزة اقتصادية للعالم أو بعضه 0 9 مرحلة الاستقلال وهذه المرحلة تمثل استقلال المستعمرات المذكورة في بند “7” واستقلال هذه المستعمرات يذكرني بما قاله تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق حيث قال : إننا عندما نستعمر أمنة لمدة مائة عام ، تبقى تحت نفوذنا بعد استقلالها مائتين عام على أقل تقدير ” 0 وعموماً حتى لا أعطي هذا الموضوع أكثر من حقه ممكن أن نعود إلى مقالة سابقة لي في جريدة الراية تحت عنوان الشرق أوسطية آخر سيناريوهات القرن العشرين ، وهي طورت وسوف تصبح فصل كامل في كتابي القادم إن شاء اللّه تعالى 0 والذي يهمنا هنا هو آليات العولمة الحديثة وذكرنا منها اثنتان وبقيت واحدة وهي تمثل الجات سابقاً ، وتمثل منظمة التجارة العالمية حالياً 0 وأهداف الأخيرة الرئيسية هي تحرير التجارة العالمية من خلال التالي :

1-  تحرير تجارة السلع الأولية، وهي تمثل مصدر الرزق الأساسي لدول العالم النامي0
2-  تحرير تجارة الخدمات 0
3-  الدولة الأولى بالرعاية أي أن تكون معاملة العالم متساوية 0
4- ايقاف الدعم عن السلع 0
5- تقديم الحماية للسلع الأساسية 0

 وعلى المؤسسات العالمية التالية ممثلة بصندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي للانشاء والتعمير ، ومنظمة التجارة العالمية ، السعي الدؤوب لتحقيق الأهداف الخمسة المذكورة 0 ومن هنا التصور للعولمة الذي وضعته مدرسة ميونيخ النازية تحت مسمى مصطلح ازدواجية القارات، ولكن هذه المدرسة طالبت بتحقيق ذلك بقوة السلاح أصبحنا نحن أبناء عالم الجنوب والنامي والمتخلف نسعى مسرعين الخطى لتحقيق العولمة بدون أن لا ننشئ أي قاعدة إقليمية صلبة لكي تسهل علينا التفاهم والتفاوض مع عالم الشمال 0 وربما يثار تساؤل هنا : هل تستطيع الدولة بمفردها الولوج في العولمة ؟ الإجابة على ذلك تخضع لخلافات كبيرة وأنا أؤيد الآراء التي تقول أن العولمة لابد لها من الانطلاق من قاعدة محلية ، إقليمية ، دولية ، عالمية 0 بمعنى آخر أن قطر أو السعودية أو اليمن 000 إلخ لا تستطيع أياً منهم أن يكون له دور في العولمة في الألفية الثالثة بدون وجود أي قطر من هذه الأقطار الثلاثة صغر أو كبر من ضمن قاعدة محلية قوية ، وقاعدة إقليمية ، وكقاعدة دولية أو قومية ، ومن ثم قاعدة عالمية 0 وبما أننا من مواطني العالم العربي فلننظر إلى أي مدى حققنا نجاحات على المستوى المحلي ، والإقليمي ، والقومي ؟ وذلك من خلال دراسة ما مدى قوة المنظمات التالية : 1 مجلس التعاون الخليجي 2 مجلس التعاون العربي 3 مجلس التعاون المغاربي 0 وثم تغطية مظلة الجامعة العربية : فإذا كانت هذه المنظمات نجحت واينعت ثمارها فنحن جاهزين للولوج في عصر العولمة ، وإذا كان غير ذلك فالجواب سوف أتركه لكم

 وربما يتساءل البعض هنا عن الخصخصة ويقول : هل هي الأداة الإقليمية المحلية لبداية العولمة ؟ 00 هذا التساؤل بحد ذاته جيد ولكن يجب أن نكون حذرين ونحن أن نتجه إليه 00 فالخصخصة يجب أن تطبق عندما يكون هناك حاجة لها ، مثلها مثل نقيضها التأميم 0

 إذاً الخصخصة والتأميم تلجأ لهما الأمم لعدة أسباب منها : 1  الجانب الايديولوجي 2 جانب اقتصادي بحت 3 جانب استراتيجي 000 إلخ 0 طبعاً نحن في حل من شرح كل هذه الجوانب بالتفصيل ولكن نستطيع أن نركز على فوائد الخصخصة : 1 جمع واستثمار مدخرات المجتمع 0 2 إنشاء أجهزة رقابية منتخبة 0 3 المحاسبة المستمرة من المستثمرين لمجلس الإدارة 0 4 تساهم في قيام المشاريع الكبيرة 0

 إذاً فوائد الخصخصة تلخص لنا نفس فكرة تطور المشروع الرأسمالي بحيث بدأ بمشروع صغير ، ومن ثم مشروع كبير ، وأخيراً مشروع دولي أي مشروع عملاق 00 ومن خلال هذا المشروع العملاق يتم الالتقاء ما بين رأس المال في العالم المتقدم ، ورأس المال في العالم النامي ونكون قد انتقلنا من فكرة الخصخصة إلى العولمة من خلال الاستثمار المشترك ، والآن طبعاً أصبحت هذه العملية سهلة جداً لحركة رؤوس الأموال وخاصة من خلال الشركات المساهمة على مستوى العالم والبورصات العالمية من خلال اصدار الأسهم وسندات الخزينة وأذونات الخزينة 0 ولكن هل ذلك من صالح العالم النامي أم لا ؟ أنا في رأيي وبطريقة مقتضبة أيضاً الخصخصة والدخول في التجارة العالمية يحتاج لقاعدة صلبة كما ذكرت سلفاً في البند التاسع من هذا التحقيق 0

 ولكن أرجو أن لا يصبح مصطلح الخصخصة كمصطلح قضية فلسطين ، ومن ثم مصطلح الولوج للألفية الثالثة 0 وإنما يجب أن تتم الخصخصة من خلال رؤيا واضحة وصريحة فهناك ما يسمى : 1 مشاريع استراتيجية وهي جزء من بقاء الأمة فمن الصعب أن ندخله في مناقشات الخصخصة 0 2 وهناك مشاريع يجب أن تكون خصخصتها مختلطة 0 3 ومشاريع أخرى ممكن أن تكون خصخصتها عامة 0 4 وهناك مشاريع مساهمة ولكن ممكن أن تكون خصخصتها على المواطنين أو المجال الجغرافي للإقليم فقط 0

 ولكي نستطيع أن نصل إلى هذه المرحلة لابد من دراسة سياسية ، واقتصادية ، واستراتيجية ، وإذا اكتمل ذلك فنحن مع الخصخصة التي سوف تقودنا إلى العولمة إذا استطعنا أن نحقق المذكور سلفاً 0

الديمقراطية :

 كلمة أغريقية أصلها ديموكراسي (Democray) وهي المصطلح المضاد لكلمة (Autocracy) ونقصد هنا سلطة الفرد ، وعموماً هذا التدرج تم لجميع الأنظمة السياسية في العالم وربما حصل إلى قمته عند الأغريق كما يتغنى الفلاسفة والمفكرين بالمصطلحات التي استخدمها أفلاطون وأرسطو وغيرهم 0 وعموماً النظام السياسي كدورة طبيعية يمر بعدة مراحل وهي : 1 الملك 00 الآله 2 الملك 00 نائب الآله 3 قوة وتسلط الفرد 4 الارستقراطية (Aristocratic) نظام النخبة 5 الديمقراطية 6 الفوضى ونعود إلى نطام لكي يقوم الأمور مرة أخرى 0 أما أين الدول العربية من هذه المراحل في وجهة نظري بأن معظم الدول العربية توجد بين مرحلة الارستقراطية والديقراطية وهي مرحلة ناعمة وهشة ، فعندما يعقد النظام العزم الانتقال إلى الديمقراطية بحيث يرى أنها تمثل فرصة أفضل بالنسبة للمشاركة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية ، وفي النهاية سوف تساهم هذه العناصر في تطوير عجلة المجتمع ، للأسف الشديد يعتقد البعض بأن هذا النظام أصيب بالضعف والوهن ، وقد حان وقت الانقضاض والقضاء عليه 0 ويذكرني ذلك بالبيت الذي قاله شاعر بني أمية عندما لاحظ بأن ساعة الصفر قد قربت بالنسبة للنظام :

  أرى خلل الرماد  وميض  نار ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن  النــــار  بالعودين  تذكى وإن  الحـــــــرب  أولها  كلام
فقلت من التعجب ليت شعري أأيقــــاظ  أميـــة  أم  نيــــام

 وللأسف الشديد كانوا بني أمية نيام بعد أن أسس دولتهم داهية العرب بل العالم معاوية ابن أبي سفيان 0 وربما نستطيع أن نقتبس من معاوية الطريقة التي أسس بها الدولة العالمية في عهده بحيث قال لابن عمه : ” إن كنت تريد مالاً أعطيتك 00 وإن كنت تريد منصباً نصبتك ، فاطلب ما شئت إلا هذا فله هذا ” 0 وطبعاً يقصد معاوية بهذا الأولى الكرسي ، وبهذا الثانية السيف ، أي من حاول أن يتطاول على كرسيي أجهزت عليه بسيفي 0 ومن هنا انطلقت المدارس الفكرية بالنسبة للسلطة فمنهم من قال أن لا يحكمها الأقرشي أي لأن قريش تعتبر في أوج مجدها أكبر وأقوى قبائل العرب ، ومنهم من قال ويحكمها إلا ذو عصبية أي أن ينتمي إلى قبيلة قوية 0 وهذا الخلاف الفقهي ما بين المدارس الإسلامية وغيرها 0 ومن خلال مدرسة الأندلس أيضاً التي يعتبر فتى بني أمية عبد الرحمن الداخل أحد أهم مؤسسيها بحيث يقال بأن بني عمه وألد أعدائه العباسيين سموه  بصقر قريش  ، وفي هذه المرحلة وكلاهما من مراحل ما بين القرن السادس والثالث عشر الميلادي وهي عصور الدولة العالمية الإسلامية ويقابلها عصر الظلام للحضارة الأوربية ، فكان الأوروبيون يأتون إلى الأندلس وبلاد الشام وغيرهما لتعلم آخر ما وصل إليه المسلمين في العلوم المختلفة 0 وبعد ذلك بدأت النهضة الأوروبية وقابلها الأنهيار الإسلامي كما ذكرت في البند 6 0

 وبعد عصر الكشوفات بدأ النضوج للفكر السياسي الأوروبي ، بحيث بدأت عدة مدارس سياسية تركز على نظام العقد 0 والعقد هنا هو الوثيقة الموثقة ما بين السلطان وشعبه ، وطبعاً من خلال هذا العقد ينشأ ما يسمى عندنا الآن الدستور 0 ونذكر أهم من كتب في هذا المجال : جان لوك دروسو وهوبر وآخرين 0 ومن ثم من خلال الثورات الأوروبية المختلفة نشأت الأنظمة السياسية الديمقراطية ، ولكن كل منها له أسلوب في السلطة فهناك ما يسمى بنظام الجمعية ، والنظام البرلماني ، والنظام الرئاسي 000 إلخ 0

 أما بالنسبة لنا كعرب وكمسلمين فمن الصعب نقل الفكر الأوروبي بحذافيره وتطبيقه لأنهم هم أصلاً نقلوه من عندنا وكيفوه مع واقعهم 00 فبالتالي لابد لنا من الاقتباس من الآراء الأخرى مع المحافظة على ديننا وقيمنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا 0 وكما قال الرسول ص : “خياركم في الجاهلية هم خياركم في الإسلام ” ، وأقوى دليل على ذلك بأن الدولة العباسية سلطتها الفعلية انتهت تقريباً منذ القرن التاسع الميلادي ، ولكن سلطتها الأسمية بقيت إلى القرن الخامس عشر الميلادي 0 وأعتقد بأن المتخصصين عندهم دراية كاملة بهذه الأسباب فلا مجال لذكرها الآن 0

 أما بالنسبة لمن يعتقد بأن الأنظمة في المغرب وتونس وليبيا ومصر وسوريا والأردن والسعودية والكويت والعراق وقطر عندما تدعو إلى حوار شعبي وديمقراطي بأنها قد ضعفت ، فأرجوا أن تلغى هذه الفكرة من باله لأن هذه الأنظمة قد استوعبت الدروس السابقة جيداً وخاصة البيت المذكور الذي قاله شاعر بني أمية 0

 وربما تثار نقطة عن اللجنة الدستورية التي انشأها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في تموز 1999م ، فهذه اللجنة قد أشرت لها في ختام دراسة سابقة منشورة لي شخصياً تحت عنوان ” الأيدي الخفية والصراعات الحضارية في الألفية الثالثة” نيسان 1999م ، والحمد للّه جاء قرار سمو الأمير المفدى كما توقعت ، وهو بتشكيل لجنة فيها ما يقارب من 32 شخصاً قطرياً يمثلون الشرائح المختلفة للمجتمع القطري وهي بقيادة الزميل المبدع د0 عبد اللّه بن صالح الخليفي ، ويوجد تحت قيادته مجموعة من رجالات قطر المشهود لهم بالصدق والكفاءة والأمانة من سعادة رئيس الدبلوماسية القطرية وسعادة وزير الطاقة والصناعة والكهرباء والماء والتخطيط ، والزميل الشهم د0 محمد الكبيسي والزميل العلامة د0 يوسف فخرو ، والصديق الأستاذ محمد مهدي الحبابي وآخرون 0

 وأثيرت عدة تساؤلات من بعض الأخوة عن مفهوم الدستور المؤقت القديم والدستور الثابت الجديد ، وبعضهم يعتقد بأن هذه اللجنة سوف تلغي كل ما كان في الدستور القديم ، ولو تم الغاء كل ما في الدستور القديم لانتهى كل شيء أسمه دولة قطر لا سمح اللّه 0 ولكن هذه اللجنة عليها الاجتماع وتقديم التوصيات بتطوير بعض القوانين والغاء الأخرى مع الاحتفاظ بالثوابت مثل دولة قطر  دولة عربية مسلمة وحكمها وراثي في عائلة آل ثاني 00  0

 وأنا أعتقد بأنه توجد قوانين دستورية قديمة كثيرة ممكن أن تطور في الدستور الجديد بحيث نظام انتخابات المجلس البلدي هي فكرة قديمة منذ الخمسينيات ، ونظام انتخاب مجلس الشورى أيضاً مثلها 0 ولكن ما يهمنا أكثر هو الدور الذي سوف تقوم به هذه اللجنة من خلال مراقبة وسن أولاً : 1 القوانين 2 المراسيم 3 اللوائح 0 ثانياً : مشاريع التنمية 0 ثالثاً: مراقبة الأداء الوظيفي 0 رابعاً : إمكانية المطالبة بانشاء هيئة دستورية عليا لمراقبة مدى تطبيق القوانين والمراسيم وكل المنازعات 0 خامساً : الدور المطلوب من السلطة التشريعية من خلال سن القوانين أو مراقبتها أو تقديم التوصيات بانشاء محكمة إدارية وعسكرية 000 إلخ 0

 وعموماً سوف تكون لنا عودة أخرى لمناقشة الاختصاصات التي يجب أن يقوم بها أعضاء لجنة الدستور القطري 0

 ولا نقول وداعاً 00 بل إلى اللقاء إن شاء اللّه تعالى

مؤتمر كيلكت

بسم الله الرحمن الرحيم

12/5/2005

 أقرأ ، أقرأ ، أقرأ ، أي تعلم ، تعلم ، تعلم

في المؤتمر العالمي لمركز الدعوة الإسلامية في كيلكت في كيرالا الهندية ، طلب منا المشاركة في مجموعة من المحاور ، ومنها إلقاء كلمة افتتاح المؤتمر يوم 6/5/2005م

وأهم نقطتين ركزنا عليهما في افتتاح المؤتمر محورين رئيسيين هما:

1-             وحدة كيلكت :

عندما جئنا إلى كيرالا رأينا كثير من الأشياء التي أعطتنا انطباع ممتاز عن شعب كيرالا بشكل خاص وعن حضارة شبه القارة الهندية العظيمة .

 ومن هذه النقاط ، سهولة الاتصال مع الشعب الكريم والمتعاون في ولاية كيرالا ، والبيئة المدارية العجيبة التي توجد عندكم ، والأعمال العظيمة التي قامت بها حكومتكم الموقرة سواءً المركزية أو المحلية ، والرجال العظماء المتطوعين عندكم ، والذين وهبوا حياتهم لخدمتكم وخدمة وطنكم بشكل عام ، والإسلام بشكل خاص ، وقد رأينا الكثير من إنجازاتهم مثل : الجامعة ، والمركز الإسلامي ، والتنظيم الهائل لهذا المؤتمر الذي يحضره على ما يزيد من مائة ألف نسمة ! 0

نعتقد بأنه يوجد محور رئيسي جداً قبل بداية محاضرات هذا المؤتمر وهو إذا أردنا أن نعمل أي شيء فلابد لنا من العلم !! 0

فسيد البشر جميعاً محمد بن عبد الله (ص) خاتم النبيين والمرسلين في أول لقاء بينه وبين الملاك جبريل عليه السلام هو عندما قال الملاك للرسول (ص) أقرأ ، أي تعلم ، وكررها ثلاثة مرات ، أقرأ ، أقرأ ، أقرأ ، أي تعلم ، تعلم ، تعلم 0 فقال له الرسول (ص) ماذا أقرأ ؟ فقال جبريل عليه السلام : أقرأ باسم ربك الذي خلق ( صدق الله العظيم ) 0

إذآ كان أول محور للدعوة هو العلم !! يا أخواني الأعزاء في هذا الحفل الكريم ، أدعو نفسي وإياكم في هذا الحفل الكريم أن نثابر في مجال العلم من المهد إلى اللحد . لأن العلم إذا أردنا النجاح في حياتنا الاجتماعية فعلينا بالعلم ، وإذا أردنا أن نتوسع في أعمالنا الخاصة وزيادة ثرواتنا فعلينا بالعلم ، إذا أردنا النجاح في حياتنا العملية فعلينا بالعلم ، إذا أردنا انتزاع حقوقنا السياسية والوطنية المنتهكة والمصادرة فعلينا بالعلم ، والأهم من ذلك كله إذا أردنا أن نعبد إله هذا الكون سبحانه وتعالى ، العبادة الحقيقية ، فعلينا بالعلم !! 0 إذاً العلم هو الطريق لتطوير أنفسنا وأوطاننا !! 0

أخواني الأعزاء في كيرالا ، نحن أتينا إلى هنا لكي نتدارس معكم بعض العلوم المختلفة 0 ولكننا وجدنا عندكم حضارة عظيمة يجب أن نساهم وإياكم لتصديرها لجميع سكان هذا الكوكب ، وهي التوافق ما بين التعددية الثقافية لديكم ، فأنا أرى في كل مكان في كيرالا تعاون وتجانس وتوافق ما بين كل الثقافات مثل : المسلمين ، والهندوس ، والبوذيين ، والسيخ ، والنصارى 000 إلخ 0 وهذه الصورة تعكس الروح الإسلامية الحقيقية التي تعلمناها من سيد البشر جميعاً محمد (ص) وهي قبول الآخر واحترامه ، مادام الآخر يقبل ثقافتنا ويحترم ديننا الإسلامي الحنيف !! 0

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

مصداقية الإصلاح في دافوس الصحراء

بسم الله الرحمن الرحيم

29/5/2005

أولاً : ما قالته السيدة لورا بوش في مؤتمر دافوس الصحراء في البحر الميت ، يعتبر إكمالاً للشعارات المبتذلة التي تكررها الحكومات العربية عن الإصلاح 0 فمقالة السيدة بوش عن منح النساء حقوقهن هو : الحرية ، خصوصاً حرية النساء ، هي أكثر من مجرد غياب القمع 0 إنها الحق في التعبير والانتخاب والتعبد بحرية !! 0

            ونحن هنا نهدي للسيدة بوش استطلاع للرأي في العالم العربي بأن مشكلة الإصلاح في العالم العربي ، ليست حق النساء ، وإنما حق الشعوب جميعاً ذكوراً وإناثاً المصادرة بواسطة الحكومات الفاسدة !! 0

            فيا سيدة بوش ، كما يوضح استطلاع للرأي شارك فيه ما يقارب من 12.600 شخص ذكور وإناث من العالم العربي ، والسؤال المطروح كان: هل يجب أن تعطى حقوق المرأة الأولوية في العالم العربي ؟ 0 أجاب بنعم 54% من العينة ، وهذه النسبة المطلقة تعني أكثر من النسبة التي حصل عليها الرئيس بوش للوصول إلى البيت الأبيض عام 2004م 0

            يا سيدة بوش ، بوصولكم إلى البيت الأبيض في الانتخابات الأخيرة يعتبر السيد بوش الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية منذ التأسيس ، وجميع رؤساء الولايات المتحدة من الرجال 0 ومن هنا نؤكد لكي أن المرأة حاصلة على حقوقها في العالم العربي قبل أمريكا بآلاف السنين ، فقبل الميلاد كان هناك بعض الملكات في الشرق الأوسط ، مثل : كليو باترا  مصر ، وبلقيس اليمن ، وفي بداية القرون الأولى للديانة الإسلامية كان هناك حاكمة عربية ممثلةً بشجرة الدر في مصر ، وفي تاريخنا المعاصر حكم ما يقارب نصف شعوب العالم الإسلامي نساء ، وذلك في أندونسيا وبنغلاديش وباكستان !! 0

            إذاً يا سيدة بوش ، هل حق المرأة مهضوم في العالم العربي أم في الولايات المتحدة ؟ 0

            وإن وجدت بعض الجيوب التي صادرت بعض حقوق المرأة في الشرق الأوسط ، فذلك يعود إلى بعض المفاهيم القبلية الخاطئة ، أكثر منه بسبب الشريعة الإسلامية السمحاء ، فمثلاً شعب أفغانستان قبل طالبان ، هو شعب أفغانستان بعد طالبان ، ولكن بعد التوعية البسيطة أصبحت ملايين الفتيات يتوجهن للمدارس ! 0

            وفي الكويت ، رغم أنها أقدم حياة نيابية في الخليج العربي ، والحركات النسائية في الكويت تعتبر الحركات الرائدة في كل الخليج ، إن لم يكن على مستوى معظم العالم العربي ، إلا أن بعض المفاهيم القبلية جعلت الحياة النيابية حكراً على الرجال فقط في الكويت ، ولكن كسرت الحلقة وأصبح من حق النساء في الكويت الترشيح والانتخاب في مايو 2005م 0

            أما بالنسبة لسياقة المرأة للسيارة ، وفي بعض الدول العربية ، فالذي يمنع ذلك مفهوم اجتماعي وليس سياسي ، وليس ديني ، والدليل على ذلك بأن المرأة قبل السيارة كانت تمتطي الجمل ، والآن تمنع من قيادة السيارة التي هي أصلاً أسهل من الجمل 0

            وللذكرى للسيدة بوش ، تقول إحدى المسلمات في انتخابات إحدى الدول العربية ، أن الحزب الليبرالي يريد أن يصورنا بأننا ضد نصف المجتمع ، ولكنهم نسوا بأنه لا توجد ولا أمرأة من قيادات الحزب ، وهنا الحديث لنفس الناشطة الإسلامية ، قمنا وأعلنا برنامجنا للجميع من النساء والرجال وليس للمرأة فقط !! وليس للرجل فقط ، وإنما لجميع أفراد الشعب!! 0

            يا سيدة بوش ، إذا كنتم تعتقدون بأن لكم دور عالمي ، وإن تعهدكم الأخلاقي هو الإصلاح ، فأرجو أن يكون الإصلاح مركزاً على الحكومات العربية فقط ، لأنكم حينما تستخدمون عناصر أخرى للإصلاح ، فهذه العناصر تستخدم كشعارات استهلاكية بواسطة الحكومات العربية الفاسدة ، والدليل على ذلك بأن الحكومات العربية الآن تركت الإصلاح الحقيقي وهو تجديد العقد الاجتماعي مع شعوبها بالطريقة التي يريدها الشعب ، أي شرعية العقد تبدأ من القاعدة إلى القمة الشرعية ، وليست من القمة الغير شرعية إلى القاعدة المغلوبة على أمرها !! 0

            إذاً قضيتنا الحقيقية يا سيدة أمريكا الأولى ، هو الفساد واحتكار السلطة في العالم العربي ، وإذا استطعنا أن نكسر قيد الاحتكار المزمن ، فسوف تأتي البرامج الحقيقية ، لا الشعارات المبتذلة الاستهلاكية ، وإذا أتت البرامج الإصلاحية الحقيقية ، فتلقائياً كلاً سيحصل على حقه سواء كان النساء أو الرجال أو الأطفال ، وكبار السن ، والمرضى ، والعجزة 00 إلخ0

            وحجر الزاوية أعلاه ، هو الإصلاح ، والإصلاح الحقيقي هو أن يختار الشعب حكومته ، وحق الشعب من خلال السلطة التشريعية المنتخبة أن يحددوا صلاحية الحكومة ، والفترة الزمنية لاستمرارها ، والتجديد لها!!0 وإذا حدث ذلك ، سينطلق الإصلاح الحقيقي لا الصوري !! 0

            ثانياً : ينقسم العالم العربي ما بين دول غنية ، ودول فقيرة ، والفارق ما بين الغني والفقير ، ليس بواسطة الإبداع البشري الذي حدث عند الأوربيين في القرن الثامن عشر ، وعند المصريين و اليابانيين في القرن التاسع عشر ، والماليزيين والكوريين الجنوبيين والصينيين في أواخر القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة !! 0

            وإنما نحن العرب ، وإن كبرت أبواق أجهزتنا الإعلامية التي تصدح بإنجازاتنا الخرافية ، ولكن للأسف الشديد ، لا نجد إبداع بشري يواكب هذه الإنجازات !! 0 وإنما ما زالت آلية إنجازاتنا مرتبطة بعامل الموارد الطبيعية ، وذلك يمثل هبة الجيولوجيا الهايدروكاربونية ( النفط والغاز الطبيعي ) التي وهبنا إياها الله سبحانه وتعالى !! 0

            وللأسف الشديد ، إلى الآن وبعد اكتشاف النفط والغاز الطبيعي في منطقتنا العربية ، منذ فترة تقارب قرن من الزمن ، وإنما لم نستطع حتى أن نستخرج هذه السلعة إلى الآن بواسطة إمكانيتنا الذاتية ، فجميع الدول العربية للأسف الشديد مازالت تعتمد على الأجانب إلى الآن بدايةً من الاكتشاف وتحديد الموقع ، والمسح الزلزالي ، وتحديد المخزون ونوعيته ، ووسائل الإنتاج لاستخراجه وتصديره ، وتسويقه ، والحصول على الريع الهايدروكاربوني ، وإعادة تدوير الريع ، كل هذه الدورة تعتمد اعتماداً شبه كلي على الأجنبي ، وبعد ذلك كله تصدح وسائل الإعلام العربية بأننا حققنا إنجازاً !! 0 والسؤال الذي يطرح نفسه لوسائل الإعلام المغلوبة على أمرها مثل الشعوب : أين الإنجاز في كل هذه الدورة الاقتصادية للموارد الطبيعية؟! 0

            يا سيدة بوش ، أبلغي حكوماتنا العربية إن الإنجاز الحقيقي هو عندما نطور الإنسان العربي إلى أن يصل إلى مرحلة صناعة وسائل إنتاجه ، ويقوم بنفسه بصناعة سلعه المتجددة ، وزراعة غذائه !! 0

            يا سيدة بوش ، في المنتدى جاء العرب أهل الهايدروكاربون ليعرضوا إنجازاتهم الهايدروكاربونية ، التي لا نعلم كيف التصرف بها للأسف !! 0 وجاء العرب الذين لا يوجد عندهم هايدروكاربون ، وعرضوا عليكم أفكارهم التنموية التي تحتاج دعم ! 0 فأمرت العرب الهايدروكاربونيين لدعم العرب الغير هايدروكاربونيين بأشكال مختلفة مثل: الهبات ، والقروض ، والمشاريع المشتركة !! 0

            وإن كنا لا نمانع من مساعدة أخواننا العرب والمسلمين ، ولكن ذلك من خلال برامج علمية دقيقة ، تبدأ من رفع كفاءة الإنسان ، وتأسيس قاعدة بنية تحتية قوية له ، وعلى شرط أن لا تكون مسيسة 0 أما ما يحدث في جولات دافوس من ذر رماد في العيون ، وذلك لإرضاء الراعي الأمريكي، فنحن الشعوب العربية جميعنا براء منه ، سواء الشعوب الهايدروكاربونية التي لا تعلم أين يذهب الهايدروكاربون ؟ والشعوب الغير هايدروكاربونية ، التي لا تعلم أن يذهب الدعم الهايدروكاربوني ؟ !! 0

            ثالثاً : يا سيدة بوش ، نحن نعرف جميع الأسماء من الحكام العرب الموجودة أسمائهم في كشوف قسم البروتوكول في البيت الأبيض منذ ديسمبر 2004م إلى الآن ، وبعضهم سيأتيه الدور لقبول زيارته ، وبعضهم لن يأتيه ، وكلهم يحدوهم الأمل إذا جاؤوكم أن يقولوا لكم عن الإصلاحات التي قاموا بها في دولهم ، ولكن إذا كنتم صادقين في البيت الأبيض ، فنرجو منكم أن تطرحوا عليهم الأسئلة التالية ، والتي طرحتها شخصياً على تيم سبيسيان عندما كان يستعرض الإصلاحات في الشرق الأوسط ، والأسئلة للحكام العرب هي :

1-              هل يوجد تداول للسلطة ؟

2-              هل يوجد مشاركة في السلطة ؟

3-              هل يوجد عدالة في توزيع الدخل ؟

4-              هل يوجد عدالة في توزيع الوظائف ؟

5-              هل يوجد شفافية في إدارة المال العام ؟

ومن يصدق منهم بأنه حقق ذلك ، فهو بالفعل حقق إصلاح ، أما غير ذلك فهو يعتبر شعارات استهلاكية ، وسكوتكم عنهم يعتبر أيضاً بأن الإصلاح الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية في العالم يعتبر فقط ذريعة لكي تجبر أمريكا الحكومات الفاسدة بالإذعان لجميع الطلبات الأمريكية 0

            ويا سيدة بوش ، الجميع ينتظر ما هو ردكم الآن على حليفكم السفاح كريموف رئيس أوزبكستان الذي قتل ما يقارب الألف شخص من شعبه ، وتوجد لكم عنده قاعدة عسكرية قيمت أصولها بأكثر من خمسمائة مليون دولار أمريكي !! 0

            يا سيدة بوش ، نقر جميعاً بأن المحاور الأساسية للتنمية الاقتصادية في العالم العربي هي كالتالي :

1-              خلق 100 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2020م 0

2-              تلبية الحاجة المتزايدة إلى الطاقة ما بين 4% إلى 7% سنوياً 0

3-              ملف المياه في المنطقة العربية 0

ولكن العناصر أعلاه لن تتحقق إلا بإصلاحات سياسية حقيقية وليست صورية ، وهذه الإصلاحات ستسهل وضع برامج عربية للميزانية العامة ، والاقتصاد ، والتعليم ، والطاقة ، والبيئة ، والسياسة الخارجية ، والصحة العامة ، والأمن الداخلي ، والتجارة الدولية ، والحقوق المدنية والعقوبات ، وحقوق الهجرة ، والثقافة والمجتمع المدني 00 إلخ ! 0

يا سيدة بوش ، قولي للحكام العرب إن الإصلاح الحقيقي هو التالي ، لابد من الدراسة الدقيقة أولاً ، وثانياً : التحليل ، وثالثاً : التقييم ، ورابعاً : الإصلاح ، وخامساً : نقد الذات ، وأخيراً البرامج الدقيقة والتي تخضع لرقابة شعبية دقيقة ، ولها مرحلة زمنية محددة ، وتمتلك قدراً كافياً من المرونة!!0

وقولي لهم بأن الإصلاح ليس بأن تصدحوا بالإصلاح وصلاح وصلوح منذ الصباح الباكر ، وبعد القيلولة تلعبوا البوكر والجوكر والدومينو إلى شروق شمس اليوم الذي يليه 0 وإنما الإصلاح عمل وعمل وعمل ، وينتهي بحقائق على الأرض جلية وواضحة وضوحاً نافياً للجهالة !! 0

أخيراً يا سيدة بوش ، إذا كنت صادقة لكي تساعدي العرب على الإصلاح ، فانظري إلى النتائج المأساوية التي وصلت إليها استطلاعات الرأي في العالم العربي :

أ  –        استطلاع في موقعنا الألكتروني شارك فيه ما يقل عن ألف شخص بشئ بسيط :

هل الولايات المتحدة جادة في مساعدة أبناء الخليج في تحقيق مصيرهم ؟ 0 أجاب 94% من العينة بلا 0

ب  –      استطلاع الجزيرة ، هل تثق بنزاهة الانتخابات العربية ؟

            عدد عينة الإجابة 5569 شخص ، 95% أجاب بلا !! 0

ج –        استطلاع الجزيرة : هل تؤيد التغيير ؟

            وكانت عينة الإجابة 3648 شخص ، أجاب 96% بنعم من العينة يؤيدون تغيير الحكومات العربية !! 0

د –         هل تستجيب الحكومة المصرية لضغوط المعارضة بإجراء إصلاحات سياسية جذرية ؟

            شارك في الاستطلاع 8278 شخص ، وأجاب 70% من العينة بلا!!0

            يا سيدة بوش ، ما يحدث الآن من خلال معظم المؤتمرات التي حضرناها خلال 2004م و 2005م ، وحضرها بعضاً من أفضل النخب الفكرية العربية ، وتنتمي إلى مدارس أيديولوجية مختلفة وجميعهم يتهمون أمريكا بأنها تسعى إلى إصلاحات صورية ، ولا يهم أمريكا إلا مصلحتها ، ومصلحة ربيبتها إسرائيل !! 0 فهل أمريكا تستطيع أن تثبت عكس ذلك؟!0

                        والله اللقاء إن شاء الله

متى تبلغ الفيدرالية العربية سن الرشد ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

24/6/2004

الذي أثار هذا الموضوع ، هو العنوان الذي إقتبسناه من مقال لااندروموراسفيك من جامعة هارفارد ، التي كان عنوانها ” أوروبا تبلغ سن الرشد ” وكان رأيه هذا بعد أن إختتم رؤساء وحكومات الإتحاد الأوروبي قمتهم التاريخية في شمال اليونان في 21 / 06 / 2003 م وذلك لتبني الدستور الأوروبي الجديد .
ويقول أندرو في شأن الدستور الأوروبي الجديد بأنه واقع يجب الترحيب به بدلاً من إنتقاده . ولفترة إنقسم النقاش حول الإتحاد ما بين أصحاب الطرح الفيدرالي الجذري من دعاة التقدم بإتجاه قيام أوروبا مركزية ، والمشككين المبالغين في هذا المنحنى . وما ظهر نتيجة العمل الدستوري هو مشروع أوروبا المتوازنة :
1. السياسات ذات التأثير المهم على المواطنين ، والرعاية الإجتماعية ، والضريبة ، والرواتب التقاعدية ، والرعاية الصحية ، والتربية ، والثقافة ، والبنية التحتية ، ستبقى بشكل أساسي وطنية ومحلية الطابع.

2. أما العناصر الأقل أهمية مثل التجارة ، والنظام المصرفي ، والمقاييس الصناعية الموحدة ، والتكامل التكنولوجي ، فستكون أوروبية .
3. أما السياسات مابين قُطرية وفيدرالية فهي مثل الهجرة ، والشرطة والدفاع .

التطور المذهل الذي حدث لأوروبا ذات القوميات والديانات والثقافات والأيدلوجيات المختلفة والمتنافرة أحياناً ، ينعكس ضوءه على العالم العربي والإسلامي الذي فشلت فيه معظم البرامج التضامنية سواءً الكبرى التي على المستوى الإسلامي والعربي ، أو الصغرى التي على مستوى الإتحادات الإقليمية الصغرى مثل مجلس التعاون العربي ، والإتحاد المغاربي ، ولم يتبقى إلا مجلس التعاون الخليجي الذي نموه التطوري يسير ببطئ السلحفاء ، علماً أن تطور العالم بعد ثورة المعلومات أصبح شبيه بالتطور الإنفجاري ! .

ولكن لكي يتطور مجلس التعاون الخليجي لابد من مراجعة عدة ملفات خليجية هي :
أولاً : الإصلاحات السياسية : الحكم الصالح ، وحجم المشاركة السياسية ، ومؤسسات المجتمع المدني ، وحقوق الإنسان ، والوضع الدستوري ، والحريات المدنية والسياسية ، وحرية الصحافة ولإعلام . [ المستقبل العربي العدد 290 ] .
ثانياً : إصلاحات إقتصادية : مثل توحيد العملة ، والتنسيق الكامل مابين الأسواق المالية الخليجية ، وعمل إستراتيجية خليجية لتحقيق الفائدة القصوى من التركيب الوظيفي الخليجي ، والإستفادة من فوائض الإنتاج في كل دولة خليجية لتغطية نفس السلعة سواءً كانت صناعية أو خدمية في الدول الأخرى مثل  نقل الكهرباء      والماء … الخ ، وإعطاء هامش معين للتخصص في وظيفة أو وظائف معينة لكل

دولة ، وعمل إستراتيجية لصيانة وحماية المواد الأولية والبيئة الخليجية ، ولن يتم ذلك كله إلا إذا حصرناه ضمن إستراتيجية تنمية شاملة خليجية ذات أهداف هلامية .
ثالثاً : نقل التجربة : إذا نجحنا في تجربتنا  الإقليمية نستطيع أن  ننقلها للتفاوض مع دول الجوار الإقليمي ونقصد هنا ايران واليمن والعراق بعد أن يفك الله أسره ! .
ولكن قبل أن نحقق أعلاه لابد لنا من الإنتقال من المرحلة الوستفالية التي طبقتها أوروبا منذ أربعة قرون تقريباً ، وكل مرة تحاول أية دولة أوروبية أن تخرق هذا المبدأ تتعرض أوروبا لحرب إقليمية كبرى أو حرب عالمية .
وينص مبدأ أوستفاليا على حرمة حدود الدولة وسيادتها والذي يمنع تغيير حدود الدولة بالقوة ، كما يوجب إحترام كل سيادة دولة على أراضيها الوطنية ، ويقف أمام أي محاولات لأي دولة لممارسة نشاطات داخل حدود دولة أخرى بغير رضا الأخيرة ، كما يمنع التدخل في الشوؤن الداخلية للدول . [ الحياة العدد 14683 ] .
ونجد أن هناك تضارباً بالنسبة لهذا المبدأ الذي يرسخ سيادة الدولة القطرية مع النقاط المذكورة أعلاه بالنسبة للإصلاحات السياسية والإقتصادية التي يطالب بها كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية في المنطقة !.
والذي يزيد الأمر سوءً مازال هناك بعض الخلافات والخروقات الإقليمية مابين النظام الإقليمي للخليج والجزيرة العربية !. إذاً السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن تعدينا مرحلة وستفاليا بالفعل ؟!.
وإذا إستطعنا أن نعالج قضايا نموذج مجلس التعاون الخليجي نعتقد بأننا نستطيع نقل التجربة إلى دول الجوار الإقليمي ، وحتى لو تطلب ذلك منا بعض التضحيات … ولم لا ؟ فالإتحاد الأوروبي لكي يضم دول البلقان الخمس ( ألبانيا ، والبوسنة ، ومونتينيغروا، وكرواتيا ، ومقدونيا ) في عام 2004 م قدم لهم الكثير من المساعدات وطالبهم بالكثير من الإصلاحات مثل تقديم تقرير دوري إلى الإتحاد في

شأن ما نفذ  من مطالب الإتحاد ، لتقويم إقترابها منه وصولاً  إلى الإنضمام إليه . [ الحياة العدد 14699 ] .
رابعاً : الإصلاحات التشريعية : ونقصد هنا الإصلاحات القُطرية ،  والفيدرالية أو الكونفيدرالية ، ونذكر بأننا قلنا في مؤتمر” الخليج العربي رؤى ومستقبل ” الذي عقد في الشارقة عام 2001 م ، لكي يتطور العمل الفيدرالي الخليجي لابد من عمل دستور خليجي ، ويمكن أن يشرك في إعداده كوكبة مختارة من المجالس التشريعية الخليجية ، تحت إشراف ورعاية أصحاب الجلالة والسمو زعماء دول مجلس التعاون الخليجي.

الذي ذكر أعلاه يذكرنا بالمثل القائل ” قبل أن نضع العربة أمام الحصان ” ، وهو عندما نذهب جميعنا إلى المنتدى الإقتصادي العالمي من أجل السلام والتنمية في يونيو 2003 م ، وكان من المبادرات التي طرحها هذا المنتدى هي : أولاً :  تعبئة النساء داخل وخارج المنطقة للنظر في كيفية مساهمة المرأة في الإستقرار السياسي والإزدهار الإقتصادي في المنطقة ، ثانياً : إنشاء مجلس المئة زعيم من الغرب و الشرق ، ثالثاً : إقامة المشاريع المشتركة مابين الغرب والعالم الإسلامي ، رابعاً : إنشاء مجلس رجال الأعمال العرب . [ الحياة العدد 14699 ] .

إذاً لن نستطيع أن نعمل أي شيئ في هذا المؤتمر إلا بعد الإصلاحات القطرية
والإقليمية لدول المنطقة ، ويشترط أن تكون هذه الإصلاحات نابعة من أبناء المنطقة أنفسهم وليست مستوردة من الدول الأجنبية إلى المنطقة .
وخلاصة القول هو ماقاله  سليفان  شالوم وزير خارجية إسرائيل لدول المنطقة : ” لا ثمة هنا فرصة لشرق أوسط جديد . بعد حرب العراق تغيرت قواعد اللعب . والذي يتجمد عند القواعد القديمة لن يشارك في اللعب . لقد أثبتت الولايات
المتحدة أنها مصممة على العمل ضد الإرهاب ، ومن يكذب على الإدارة الأمريكية يدفع الثمن باهضاً ، وهكذا صدام حسين ، الذي كذب في أسلحة الدمار الشامل ، وهكذا عرفات الذي كذب في موضوع سفينة كاريين ” . [ الوطن العدد 2828 ] .

وفي الختام مطلب معظم شعوب المنطقة هو أن نثبت بأننا بلغنا سن الرشد سواءً على الطريقة الأمريكية الإسرائيلية أو غيرها ، أو أن نحقق مصيرنا بالطريقة التي تناسبنا !!.

إلى اللقاء دائماً إن شاء الله ،،،

ماذا لو فشلت برامج الشرق الأوسط !!

بسم الله الرحمن الرحيم

30/10/2005

الحمد لله ، وأخيراً تحرك قطار الإصلاح في الشرق الأوسط ، على أقل تقدير نستطيع أن نسمى مصطلح الإصلاح للسلطات الديناصورية في الشرق الأوسط بأنه برامج شرق أوسطية ، وذلك يستعمل من حقيبة مملوءة بمجموعة من البرامج مثل :

أولاً : البرامج السيادية ، فمثلاً السيادة الأمنية أصبحت لها مجموعة من التفسيرات في الشرق الأوسط منها يتطابق مع تعريف السيادة في القانون الدولي العام ، وأغلبها يفوق ذلك كثيراً ، ونستطيع أن نطلق عليها مصطلح اجتهادات هولامية ، ما أنزل الله بها من سلطان !! ، وكذلك وصلنا إلى مرحلة من الجمود في الشرق الأوسط في تفسير مفهوم المواطنة، وتعريف الوطن ، وهوية المواطن ، والأصعب من ذلك أن السلطات العربية لم تستطع تقديم أي تعريف للجوانب السيادية الأساسية لنشأة الدولة ، والتي من خلالها تحدد القاعدة شكل القمة ، وفي الوقت نفسه القضاء على استراتيجية الراعي والقطيع ، فنحن ما زلنا نقول لحكومات الشرق الأوسط متى ستقدمون لنا أساسيات الدولة السيادية التي قامت قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، وليست ما يحدث في العالم المتقدم الآن ، مثل تداول السلطة ، والمشاركة في السلطة ، وعدالة توزيع الدخل ، وعدالة توزيع الوظائف العامة ، والشفافية في إدارة المال العام ، والشفافية في الإدارة ، وتحول الدولة بمؤسساتها السيادية مثل : الأمن والحكم إلى خادم أمين على مصالح الشعب !! 0

            ثانياً : برامج مؤسسية قدمتها جميع دول الشرق الاوسط بعد الحرب الباردة ، مثل كان هناك بعض الاجتهادات العرجاء في السلطات التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية ، والسلطة الرابعة !! 0

            ثالثاً : برامج خدمية في القطاعات الرياضية ، المالية ، التعليم ، الصحة، الإعلام ، المسرح والفن ، النقل والمواصلات ، الاتصالات السلكية واللاسلكية ، الضرائب والرسوم والغرامات والتعويضات بأشكالها المختلفة ، والريع والدخل العام 00 الخ 0

            رابعاً : التنمية الصناعية الإستخراجية والتحويلية والطاقة والمياه 0

            خامساً : البرامج الزراعية والغابية والثروة الحيوانية والسمكية 00 إلخ 0

            نحن جميعاً ندعو الله جميعاً كشرق أوسطيين أن تنجح هذه البرامج ، ولكن ، ماذا لو فشلت هذه البرامج !!؟ 0

            فكروا لبرهة وقولوا ما هو البديل قبل أن أطرحه !! 0

            أعتقد أن البديل لابد أن تكون مبادرة شجاعة من الحكام الشرق أوسطيين أنفسهم أن يقدموا استقالاتهم وإعطاء الفرصة لأصحاب البرامج الأخرى ، ولم لا ، هل الغرب أو الشرق أفضل منا ؟ طبعاً لا ، فجيراهارد شوردر – المستشار الألماني عندما أنهزم حزبه في ويستفاليا في مايو 2005م ، دعا إلى انتخابات مبكرة قبل موعدها بسنة ، وذلك أدى إلى استغراب المحللين العالميين في International Herald Tribune 18th.2005 ، فلقد أجمعت الآراء بأن شرودر كان يملك فرصة قوية لتعديل وضع حزبه خلال السنة المتبقية لهم ، وذلك مثل زيادة الصادرات ، ونجاح بطولة كأس العالم في صيف 2006م ، وخاصةً إذا فازت بها ألمانيا، وتقليص معدل البطالة00 لكنه وضع مصلحة الوطن فوق مصالحه ، أي بمعنى آخر عندما مرت أزمة أو طوفان على ألمانيا وضع نفسه وجعل الطوفان الألماني يمر، وليس العكس مثل ما يحدث عندنا في الشرق الأوسط !0

            فشرودر كان يعاني من كثرة النزاعات داخل حزبه ، وهذه النزاعات تجعله ضعيف في اتخاذ القرارات ، وهذا جعله يقدم مصالح الوطن فوق مصالحه ، ودعى إلى انتخابات مبكرة ، بمعنى آخر أما أن يكون حاكم صالح ببرامج ناجحة ، أو أنه يعطي الفرصة لغيره بدون اصطناع فرص كاذبة كألوان الطيف الشرق أوسطية !! 0

            وكذلك كيزومي اليابان عندما طالب حزبه بخصخصة البريد ورفض حزبه هذا البرنامج ، فوجد كيزومي نفسه بين أن يكون حاكماً ناجحاً ، أو أن يسلم السلطة لغيره ، وأتخذ قرار شجاع ودعا إلى انتخابات مبكرة ، وعقدت الانتخابات بالفعل وفاز كيزومي بنسبة مقاعد كاسحة في البرلمان الياباني تصل إلى 70% 0

            الغريب في فوز كيزومي ، أنه لم تنحر الإبل ، ولم يدعو إلى احتفالات في اليابان لمدة عام كامل بمناسبة انتصاره ، إنما كان تساؤله (إن كان فوزاً مفاجئاً ، ومدهشاً ، وكان الهامش كبيراً ، ولكن لم استطع إيقاف نفسي عن التساؤل 00 ما إذا كنا قد ابتلعنا أكثر مما نستطيع هضمه ؟ ) 0

            ومن هنا أعاد حساباته مرةً أخرى بدلاً من إصدار أوامره بخصخصة البريد ، كان تفكيره يقوده إلى لعبة سياسية أكثر حذراً وهي : تحويل الانتخابات إلى استفتاء حول خصخصة البريد !! 0

            والأمثلة على ذلك كثيرة في التاريخ المعاصر والحديث والقديم ، لا مجال لذكرها الآن ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل إذا فشلت إصلاحات برامج الشرق الأوسط ستستقيل الحكومات الشرق أوسطية ، وتعطي الفرصة لأصحاب البرامج الآخرين !! ؟ 0

                        وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله

ليس هكذا تورد الإبل يا إبن تركي

بسم الله الرحمن الرحيم

24/6/2004

في مساء الإربعاء السابع من الشهرالحالي ( مايو 2003 ) شاهدنا المقابلة الهاتفية التي أجرتها محطة الجزيرة في الدوحة مع حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود من جنيف .

وكان الأمير يعلن في المقابلة عن إنشاء الهيئة السياسية الملكية السعودية التي قال أن من مهامها : 1 . تقديم المشورة والنصح بإتجاه تقويم الحكم . 2 . مساندة النبلاء من أعضاء الأسرة المالكة لقيادة المملكة .

طبعاً نحن نحترم ما قاله الأمير سلطان ، ولكن لنا رأي يختلف عن تصوره السياسي . فالمنطقة لا تتحمل في الوقت الراهن هذا النوع من المعارضة ، خاصةً بعد الإحتلال الأمريكي للعراق . فالإستراتيجيين الأمريكين الآن يضعون تصوراتهم لإدارة العراق ، وبعد نجاح النموذج العراقي من خلال التصور الأمريكي سيصدر للتطبيق في جميع دول المنطقة ! .

ومن هنا نلاحظ بأنه ليست الأنظمة الملكية فقط ( الحمائم ) ، بل حتى الأنظمة الثورية ( الصقور ) في المنطقة بدأو يقدمون مجموعة من التنازلات وإن كانت أحياناً ليست بإستراتيجية وإنما تكتيكية لكي يتعاملوا مع العاصفة القادمة إلى الشرق الأوسط ! .

فمثلاً المحافظين في ايران ، والذين كانوا يراقبون الإصلاحيين عندما يحاولون الإقتراب من الطرف الأمريكي بطريقة مباشرة أو غيرمباشرة لكي يثنوهم عن هذه المبادرة ! ، نجد أنه بعد الإحتلال الأمريكي للعراق ، قام المحافظين بتغيير خطابهم السياسي ، فآية الله كاشاني أحد أبرز علماء الدين المقربين من آية الله خامنئي أعاد تفسير شعار الموت لأمريكا ، الذي يتصدر شعارات الثورة إذ قال : “هذا الشعار لا يعني الموت للشعب الأمريكي أو الموت للصناعة المدنية وللعلم وللأشياء الطيبة في أمريكا ، وإنما الثورة تقصد الموت للأعمال الظالمة التي يمارسها المسؤولون الأمريكيون ، وللسياسة الخادعة والتوجهات الخاطئة للأدارة الأمريكية ” . [ الأهرام العربي العدد319 ] .
وكذلك صقور البحر المتوسط قدموا بعض التنازلات لأمريكا بعد إحتلالها للعراق ، فسوريا إستجابت للمطالب الأمريكية ، وقامت بإغلاق الحدود بينها وبين العراق ، وقدمت الوعد لكولن باول وزير الخارجية الأمريكية بإغلاق مكاتب المقاومة الفلسطينية الموجودة في سوريا على حد قوله بعد زيارته لسوريا ! .
وإمتدت هذه التنازلات لشيخ المقاومة الفلسطينية السيد ياسر عرفات عندما وافق على التنازل عن بعض سلطاته لمحمود عباس ، بعد ماعينه السيد عرفات رئيساً لوزراء السلطة الفلسطينية ، وإستطاع رئيس الوزراء الفلسطيني تعيين بعض الوزراء رغم رفض السيد عرفات لهم ! .

المذكور يوضح لنا بأن المنطقة تمر في مرحلة مخاض صعب جداً ، ومطلوب من جميع دول المنطقة أن تقدم تنازلات ، ومن يقدم تنازلاً واحداً سينتهي به الأمر إلى تقديم كشف من التنازلات ، وبعد هذه التنازلات ياليته يسلم على وحدة إقليمه السياسي على أقل تقدير ، والنموذج العراقي ماثل امامكم ! .

إذاً هذه المرحلة تحتاج إلى نوعين من التكتيكات : الأول : محلي ، والثاني :  إقليمي ، وذلك لكي يحافظ كل إقليم سياسي على حد أدنى من التماسك القُطري والإقليمي لصد الإختراق المباشر أو الكلي على أقل تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية ! .

والذي لفت نظرنا في حوار الأمير سلطان بأنه يتخذ موقف معادي بطريقة مباشرة ضد رموز السلطة في المملكة العربية السعودية ، ونرد عليه ، أولاً : أنه جرى في العرف عندما تحدث خلافات ما بين أفراد الأنظمة العشائرية يبتعدون عن إعلان هذا النزاع ، لأن هناك أصلاً مجموعات من المنافسين لهم ينتظرون أية فرصة لإختراق هذه الأنظمة أو الكتل الصلبة ، وطبعاً أفضل فرصة أو ثغرة لهذا الإختراق هي نزاعات الكتلة فيما بينهم ! . وثانياً : ونقتبسه من أصولنا العربية في البيت القائل :
بلادي وإن جارت علي عزيزةٌ                وأهلي وإن ضنوا علي كرامُ .
أي يا أخي سلطان لن يكون الغريب مهما وصل من الطيب أرحم عليك من القريب مهما وصل من السوء ! . والأمثلة كثيرة على ذلك قديمة وحديثة ومعاصرة ، فالشخص عندما ينشق على عشيرته ، يستغل كورقة ضدهم ، وبعد أن ينتهي الدور الوظيفي لهذه الورقة تحرق ، وتعاد العلاقة ما بين القوى التي استغلته وعشيرته إن

كانت ماتزال موجودة ، أو من حل محلها ، ويعود ذلك إلى أن الأصل في اللعبة السياسية هو المصلحة ! .

ومن أقوى الأمثلة على ذلك هو عندما إنشق حسين كامل وصدام كامل على الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، وذهبوا إلى عَمان ، تم أخذ كل المعلومات لديهم، وكانوا يعتقدون بأنهم بعد أن يعطوا الأمريكان أسرار سلطتهم ! سيقوم الأمريكان بخلع صدام حسين وتنصيبهم على رأس السلطة في العراق آنذاك ! . ولكن بعد أن أخذ الأمريكان منهم مايريدون ، لم يعطوهم حتى اللجوء السياسي ، وأعيدوا
للرئيس صدام حسين وعشيرتهم لكي يواجهوا مصيرهم المحتوم كخونة للنظام الذي إنشقوا عنه ! . وتوجد لدينا أمثلة كثيرة معاصرة لا مجال لذكرها الآن ومنها رامبوا الخليجي !!.

وفي الختام نعتقد بأن النزاعات العشائرية  وحتى الحزبية ، إذا كان المتنازعين مازالت لديهم النزعة على تماسك الكتلة ، سيحاولون أن يجدوا حلولاً لنزاعاتهم من خلال الأبواب المغلقة ، وإذا أصبح ذلك مستحيلاً تدار اللعبة بطرق أخرى ، وليس بطريقة تشهيرية تضر الكتلة نفسها !.

وننهي رأينا بأن المنطقة تمر فعلاً بمرحلة مخاض كبيرة ، وكلها تعاني من إستعمار وشبه إستعمار أمريكي ، وبطاقات الضغط عليها هي : 1 . الديموقراطية : والديموقراطية المطلوبة هي أن يتنازل السلطان عن جميع سلطاته ، ويعطيها لحكومة منتخبة ، ويبقى كرمز فقط ، بمعنى آخر يملك ولا يحكم ! . ونذكر في 7 / 5 / 2003 م سمعنا في إذغعة لندن عن الديموقراطية الغربية ، بأن جاك شيراك

الرئيس الفرنسي أهدى توني بلير رئيس الحكومة البريطانية خمس زجاجات من النبيذ الفرنسي ، وهذا النبيذ أثار إستخدام مادة قانونية في بريطانيا ، لأن قيمته السوقية 1000 جنيه إسترليني ، وأقصى حد يسمح به لرئيس الوزراء البريطاني هو أن يقبل هبة بـ 140 جنيه إسترليني ، وما زاد عن ذلك إما أن يعيده لخزينة الدولة أو أن يدفع فارق الثمن ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل بالفعل نحن مستعدين لهذا النوع من الديموقراطية ؟! .
2 . إعادة توزيع الدخل : والسؤال الذي يطرح نفسه  من خلال نظرية إعادة توزيع الدخل ، هل نحن بالفعل مستعدين لتطبيق النظرية اللا لاسكية لتوزيع الموارد الطبيعية ؟! .

وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله

لن تفرج إذا لم نصلح شأننا

بسم الله الرحمن الرحيم

24/6/2004

يقول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد آية رقم 11 ، ويقول سبحانه وتعالى في آية كريمة أخرى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) سورة آل عمران آية رقم 110 .

الذي أثار هذا الموضوع الوضع المأساوي الذي يعيش فيه سكان العالم العربي والإسلامي ، من إنعدام العدالة والمساواه والمشاركة والأمن … الخ ، ومن الجانب الآخر نجد بأن العالم الغير مسلم تطبق عندهم التعاليم التي أوصى بها الإسلام منذ خمسة عشرقرناً هجرياً . فمثلا إسرائيل التي بتصرفاتها وإعتدائاتها على مقدسات وأراضي وحقوق الإسلام والمسلمين ، ولكن في نفس الوقت يجب أن نكون موضوعيين عندما نرى أحد أسباب التفوق الإسرائيلي على الدول العربية ، وهو مقاومة الفساد والمحسوبية ! . ونجد ذلك عندما قامت الشرطة الإسرائيلية بالتحقيق مع نجلي شارون رئيس وزراء إسرائيل ، وطال التحقيق أحد أقارب شارون المدعو ديفد ابل في قضية ما يعرف ” بالجزيرة اليونانية ” التي حاول إمتلاكها بمساعدة

شارون عندما كان وزير خارجية عام 1998 م لإقامة مشروع سياحي . ويشتبه أيضاً بأن ابل دفع راتباً شهريا ضخماً لنجل شارون غلعاد تحت طائل تقديم المشورة الإقتصادية ، وهو مبلغ تعتقد الشرطة بأنه رشوة غير مباشرة ليمارس نفوذه على اليونانيين لبيع جزيرة أبل . [ الحياة العدد 14747 ] .

السؤال الذي يطرح نفسه : ما هي الطريقة التي تمتلك الشفافية الكاملة للكشف عن طريقة إستخدام أموال الأمة الإسلامية ؟! .

أما من الناحية السياسية ، فشارون مهدد بترك مقعده الرئاسي ، وذلك بسبب تلقي غلعاد شارون قرضاً مالياً من رجل أعمال يهودي من جنوب إفريقيا لتمويل حملة شارون الأب الإنتخابية على زعامة الليكود قبل أربعة أعوام ، ويعتقد بعض المحللين بأن ذلك يعتبر بداية النهاية لشارون . [ الحياة العدد 14747 ] .

وإستفسارنا هو : هل حدثت سابقة في التاريخ الحديث للأمة الإسلامية وأجري تحقيق مع زعيم في الدول الإسلامية وهو في منصبه ؟! .

أما بالنسبة للنقد اللاذع الذي يوجه للزعيم في الغرب عندما يقصر في أداء مهامه ، فنستطيع أن نستشفه في ماقاله الجور المرشح الديموقراطي للرئاسة السابق عن أداء الرئيس بوش الإبن ، فيقول الجور : ” إن بوش وكبار مستشاريه خلقوا إنطباعات زائفة حول العراق لتبرير الحرب على هذا البلد وعلى الإرهاب . وإن الإسلوب الذي إتبعه البيت الأبيض في تعبيد طريق الحرب يوضح النهج الراتب الذي يتبعه بوش في عدم إحترام الأمة وإحتقار الرأي الآخر . ونتيجة ذلك يدفعها مئات

 الجنود الأمريكين الذين أصبحوا ضحايا الحسابات الإستراتيجية الخاطئة ، والقرارات الصعبة القائمة على أحكام غير صحيحة ” واعتبر الجور الحرب على
العراق خطأ تاريخي ، وضع البلاد والجنود الأمريكيين على طريق الآلآم .[ الخليج العدد 8847 ] .

هل يجرؤ أي مواطن عربي أو مسلم أو جهاز إعلامي على توجيه أي إنتقاد ضد أداء زعيم عربي أو مسلم ؟! .

أما بالنسبة لأوضاع عالمنا الإسلامي ، فنستطيع أن نطرح مثالين مقارنةً مع الوضع أعلاه :
الأول من الناحية المالية : فيوجد ما يقارب الترليون دولار من الأموال العربية والإسلامية موجودة خارج العالم الإسلامي ، وذلك يزيد عن 90 % من قيمة الناتج المحلي الإسلامي ، ومقابل ذلك 50 % من أبناء العالم الإسلامي يعانون من البطالة السافرة والمقنعة ، ونفس النسبة تعاني من الأمية ! .
الثاني من الناحية الإدارية : ربما من أحدث الأمثلة التي نستطيع أن نقدمها لكم هو أحد المشاريع الضخمة التي أنشأت في نيجيريا رابع أكبر بلد إسلامي من الناحية السكانية ، وهذا المشروع يتمثل في مدينة رياضية ضخمة ، قدرت المبالغ التي أنفقت على هذا المشروع ما يعادل بناء ثلاثين جامعة فيدرالية في نيجيريا علماً بأن نسبة الأمية في نيجيريا تزيد على 36 % من جملة السكان البالغين . [ مجلة البيان العدد 180 ص 96 ] .

ربما يعيبنا الإستسلام والإنهزامية ونقول نحن خلقنا هكذا والغرب خلق هكذاك ، ولكن سوف نذكر أنفسنا ونذكركم بأننا كنا مثلهم من الناحية الإدارية إن لم

نكن أفضل منهم قبل خمسة عشر قرناً هجرياً ، والأمثلة على ذلك كثيرة فمن حيث العدالة فمعظمنا يعرف حادثة إبن الأكرمين ” محمد إبن عمرو إبن العاص ” إبن
والي مصر ، عندما إعتدى بسوطه على المصري ، فإشتكى المصري عند عمر بن الخطاب “رضي الله عنه ” ، فقام عمر بطلب إبن والي مصر وأحضره إلى المدينة وجعل إبن المصري يقتص منه شخصياً . وأيضاً من الناحية الإدارية المقولة العُمرية المشهورة ” لو عثرت بغلة  في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة ” .
نحن نعتقد بأنها لن تفرج إلى أن يتحقق الآتي :
أولاً : إصلاح السلطة السياسية في العالم الإسلامي .
ثانياً : الإستثمار الصحيح في القطاع التعليمي .
ثالثاً : الإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية .
رابعاً : توجيه الريع المتحقق من الموارد الطبيعية إلى تأسيس بنية تحتية للقطاع الخدمي ، والصناعي ، والأولي . على أن نجعل هذه البنية التحتية تساهم على المدى البعيد في الإنتاج الخدمي ، والسلعي والغذائي .
خامساً : العمل على ترسيخ إستراتيجية أمنية محلية وإقليمية .
هذا رأينا ونحترم آرآئكم .

وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله تعالى ،،،

لغة الحوار في العالم النامي

بسم الله الرحمن الرحيم

6/6/2004

 سبق وأن نُشر هذا الموضوع في ” الراية ” في يوليو 2002م تحت عنوان أحادية، ثنائية ، تعددية  أم سياسة الأمر الواقع   ، وكان أكثر ما يهمنا في هذا الموضوع هو إسقاط الاستفسارات الجدلية لكشف بعض الحقائق المزمنة في العالم النامي 0 وبعد نشر هذا الموضوع ، قفز إلى ذهننا :  هل توجد حلول جذرية لعلاج هذا الموضوع     أم لا ؟   0

 ففي البداية دعونا نذهب إلى عمق المقالة من خلال استفساراتها الستة ، وفي الختام سنحاول التطرق إلى الإصلاحات الممكنة  0

 حدثنا صديق عن الانحطاط الذي أصاب لغة الحوار في العالم النامي ، وشعرنا بأنه يوجد عند هذا الصديق درجة كبيرة من التشاؤم ، ونظرة سوداوية  لأن ما أخبرنا عنه يفوق قدرات عقل أي إنسان عادي 0 فحاولنا أن نطرح عليه بعض الاستفسارات للتأكد من صحة ما يقول :

 الاستفسار الأول : سألنا صديقنا ، هل حاولت أن تحاور رجل سياسة عن حرية الرأي ؟

 والإجابة على هذا الأمر تعتمد في العالم النامي على ما قاله هوبز : ” إن نجاح الأسلحة ليس هو الذي يعطي الحق في ممارسة السيطرة على المهزوم ، وإنما الاتفاق المعقود معه 0 فهو لا يكون مجبراً لأنه أخضع ، أي هزم أو أسر أو أضطر للهرب ، وإنما فقط لأنه استسلم ، ووافق على الخضوع للمنتصر ”  0

 ففاجأني الصديق فأجاب إنه يعلم جيداً بأن هذا الأمر محسوم في العالم النامي ، ولن يتطرق إليه مطلقاً  0

 الاستفسار الثاني : أخشى بأنك حاورت خطيب مفوه بعدم قناعتك بخطبته  ؟

 والإجابة على ذلك : يؤسفنا بأن نبلغك بأن بعض الخطباء يستخدم أسلوب الديماغوجية  إلهاب مشاعر الجماهير  للجماهير ، وهذا هو نفس الأسلوب المستخدم في عالم الشمال ، ولكن بعض الخطباء في عالمنا النامي استخدموا أسلوب الديماغوجية لإلهاب مشاعر أركان السلطة ، من أجل أن يحافظ هؤلاء الخطباء على مواقعهم ويحققوا أحلامهم في الترقية  0

 فأجاب الصديق بأنه يعلم تمام المعرفة بأن هذا الأمر محسوم أيضاً  0

 الاستفسار الثالث : نخشى بأنك ناقشت الترقيات الوظيفية ، فالمفروض للحصول على الوظيفة ، أن تكون حاصلاً على مؤهلات علمية ، في السن المناسب ، وتجيد أكثر من لغة ، لديك الخبرة الكافية ، حسن السير والسلوك ، وكامل الأهلية ، وأن تكون مواطناً  ؟

 الخطاب أعلاه مثالي ولا نستطيع أن نخالفه ، ولكن يجب أن نحذر الصديق عندما تحدث  لعبة الاسقاط بالمظلة  ، والآن ربما يتساءل القارئ المحترم ويقول : ما هي لعبة الاسقاط بالمظلة ؟ 0
وهي تعني أن يصدر قانون بإحضار شخص لا توجد عنده ولا واحدة من الشروط المطلوبة أعلاه ، ويسقط في الصف الأمامي مراعاة للمصلحة العامة  0

 فأجاب الصديق هذا الأمر محسوم محسوم محسوم ولا أريد أن أناقشه  0

 الاستفسار الرابع : قلنا للصديق نخشى بأنك حاولت أن تناقش التخطيط السياسي للدول في مرحلة الثورة الإصلاحية للأمم ، وهي كالتالي :

1- الأنظمة والقوانين والقضاء : المقصود منها تهميش جميع القوى العاملة في المجتمع  0 أما بالنسبة لما يسمى بحكومة الثورة ، فالأنظمة والقوانين غير موجودة على الإطلاق  0
2- قوى الأمن الداخلي 0
3- أجهزة المخابرات والمباحث ذات الكفاءة العالية 0
4- وسائل الدعاية : من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة 0
5- قوة عسكرية تضفي شيء من الرهبة في المناسبات وعديمة الفعالية عند الحاجة  0

 فقال الصديق بأنه على معرفةٍ تامة بالفساد الذي أصاب السلطات التنفيذية والتشريعية ، ولكن مازال له أمل في السلطة القضائية  0 فقلنا له ألم تقرأ النسخة الفرنسية من بروتوكولات حكماء صهيون ، فرأيها عن ممارسين القانون كالتالي : إن مهنة المحاماة تجعل ممتهنيها باردين قساة عنيدين ، وتنزع من نفوسهم كل المبادئ وتجبرهم على أن ينظروا إلى كل شيء نظرة مجردة ، أو نظرة اجتماعية محضة ، وقد تعود المحامون على ألا يبالوا إلا بربحهم الشخصي الذي يحصلون عليه من القضايا التي يعهد بها إليهم ، ولا ينظرون إلى النتائج الاجتماعية  ، وقلما يرفضون قضية ويسعون دوماً إلى براءة موكليهم بأي ثمن ، متمسكين بمناقشة حوار حقوقية صغيرة ، وبذلك يعملون على إفساد المحاكم والقضاء  0

 الاستفسار الخامس : فقلنا للصديق نخشى بأنك حاورت قاضي في حكمه  0 فقاطعنا صديقنا واستهل بالمبادرة هذه المرة وقال : أتعتقد بأنني ساذج إن قمت بذلك ، فأنا أعرف تمام المعرفة ، بأن القاضي في العالم النامي يتعامل مع الخصوم كالراعي في القطيع ، آسف كالأسد في الغابة ، آسف ، كالرئيس في العالم الثالث مع شعبه  0 فقاطعنا الصديق وقلنا : لو لم تقل كلماتك الأخيرة لرفعنا عليك قضية لأنك اعتديت على نزاهة القضاء  0

 الاستفسار السادس : ” إذاً قل لنا من حاورت ؟ ” واسترسل الصديق بأنه دعي من العالم المذكور للحوار في عرينه  0

 فقلنا للصديق أكيد بأن الحوار (dialogue) كان ممتعاً وقدمتم وجبة ثقافية دسمة0 فأجاب الصديق بأن الحوار كان يعتبر أحادي الجانب (monologue) ، وبعد أن انتهى العالم من أوامره آسف حواره  ، أبلغني بأن المقابلة قد أنتهت ، وفي نفس الوقت كان دمث الخلق لأنه قال لي بأن الحوار كان شيق  ولكن لاحظت بأنه كان يحملق فيني بعينيه الحمراوين ، ربما ليضفي لنفسه شيء من الرهبة ، أو ليخيفني  0

 فقاطعنا الصديق وقلنا له بأنه يتجنى على بعض علماء الدين الإسلامي بأنهم لا يجيدون إلا مفهوم الخطاب الأحادي الجانب ، وشعرنا بأنه ربما هناك مؤامرة تحاك ضد الدين الإسلامي من الغرب والدول الصليبية  0

 وبادرنا وقلنا لصديقنا أن علماء الدين الإسلامي هم ورثة سيد البشرية جمعاء ، محمد ص نبي اللّه ورسوله ، وأرقى لغة للحوار كان يمارسها سيدنا محمد ص والأمثلة على ذلك ، حوار وأتفاقية صلح الحديبية ، فعندما قال محمد ص لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : أكتب  بسم اللّه الرحمن الرحيم  فقال سهيل بن عمرو مندوب قريش :  أمسك  لا أعرف الرحمن الرحيم ، بل أكتب بأسمك اللهم  فقال الرسول ص :  أكتب بأسمك اللهم  0 فقال سهيل :  أمسك  لو شهدت أنك رسول اللّه لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك   0 فأمر الرسول ص علي بأن يكتب  محمد بن عبد اللّه في موضع محمد رسول اللّه  0

 هذا المثال المذكور هو أبهى مثال للغة الحوار في العالم على الاطلاق ، ونحن نعتقد بأن من يتهم علماء الدين الإسلامي بأنهم يمارسون حوار أحادي الجانب في الحديث ، بأنهم يتجنون على هؤلاء العلماء الأجلاء  0

 ولكن الصديق أحضر لنا أدلة قطعية بأنه فعلاً يوجد البعض مما يدعون بأنهم علماء دين ، ولكنهم لا يؤمنون إلا بلغة الحوار الأحادي الجانب (monologue)  0

 وبعد أن أقنعنا صديقنا بالانهيار الذي أصاب السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وبعض السلطات الإعلامية  السلطة الرابعة  في العالم النامي  0 عرفنا تمام المعرفة بأنه لن تتحرر فلسطين والمسجد الأقصى ، وكشمير ، والشيشان 0 ولن نستطيع إيجاد الغذاء لمليار ونصف جائع في العالم النامي ، إلا بعد إصلاح البيت من الداخل  0

 وهذه الإصلاحات لن تأتي إلا من خلال ثورة دستورية كاملة ، يتم فيها وضع الميكانزم المناسب لجميع السلطات في الدولة ، وتوضيح وظيفة كل سلطة على حده 0 ويضاف إلى ذلك خطط تنموية شاملة أو قطاعية ، وكخليجيين نفضل الخطط قصيرة المدى ، أو أقصى حد المتوسطة المدى ، وذلك لأن معظم دول المجلس غنية من خلال اقتصادها الريعي أولاً ، وثانياً لأن عدد سكانها قليل ، فمن الناحية التقنية من السهل السيطرة على برامج التنمية الضخمة القصيرة المدى 0

 والذي يهمنا أكثر من ذلك هو التقييم الدوري لخطط التنمية ، وذلك يتم على ثلاثة محاور شهري ، وسنوي ، وفي نهاية الخطة 0 ويجب أن يشمل هذا التقييم أداء كل القطاعات ، بما في ذلك جميع الدرجات الوظيفية مثل : الأستاذ في جامعته ، والقاضي في محكمته ، والنائب في برلمانه من خلال الناخبين طبعاً ، والوزير في وزارته ، والأهم من ذلك بأن الأخير لا يستمر في منصبه الوزاري أكثر من خمس سنوات ، وأقصى حد عشر سنوات ، لأن الوزير يختلف عن الأستاذ الجامعي أو القاضي أو الموظف الإداري 00 إلخ 0 فهؤلاء الأشخاص يأتون ويترقون من خلال سلم زمني بطيء ويقاس فيه جميع المعايير لكي يترقوا للدرجة التي تليها ، وهنا يفترض بعد ترقيتهم أن يصبحوا أكثر خبرة وأفضل عطاءً  0

 أما الوزير فيأتي للوزارة من خلال أهداف محددة (Manifesto) ، وتكون هذه الأهداف مربوطة بفترة زمنية محددة ، وبعد أن تنقضي هذه الفترة يصبح هذا الشخص مستهلك ، ولابد من وجه جديد ، لكي يعطي الهيكل الوظيفي في الوزارة دفعة معنوية ومادية قوية ، لكي تتواكب مع برامج التنمية المقترحة 0 والأسوأ من ذلك بأنه إذا استمر الوزير في وزارته أكثر من الفترة الزمنية المحددة يصبح له شروش  عروق  في الوزارة ، وبالتالي تصبح الوزارة تدار بطريقة الأمزجة والمصالح الشخصية ، دون أي مراعاة لمصالح الأمة ومستقبل أجيالها  0

 وإلى اللقاء دائماً إن شاء اللّه ،،،