قطر والمشي في المنام

قطر والمشي في المنام
 ذهب ابن قطر البار وأميرها تميم المجد “أحنف بني تميم” إلى الرياض عاصمة الحرمين الشريفين السياسية لحضور الإجتماع الذي يعقده أشقائة قادة العالم الإسلامي مع الرئيس الأمريكي ترامب في مايو 2017م.
وكان قلب ابن قطر مثل قلوب أهله القطريين في المؤتمر كله صفاء وطهارة وإبتسامة وحباً وعشقاً لأي إنجاز ممكن يحقق الخير والسلام لشعوب العالم الإسلامي من خلال المؤتمر!.
 ولكن اكتشفنا للأسف أن جزء رئيسي من المؤتمر ومن أقرب القادة لنا في بلاد الحرمين وإمارة أبوظبي بأنهم كانوا يحيكون مؤامرة ضد قطر، فصفاء إبتسامتنا كان يقابله أنياباً صفراء ينفث منها السم الزعاف، وحبنا وعشقنا لنجاح الأمة كان يقابله بغضاء وحقد وكراهية وحقداً دفين مزمن موغر في صدورهم!!.
 والدليل على ذلك بمجرد عودة ابن قطر البار “أحنف ابن تميم” إلى وطنه تم فبركة وتفجير أزمة إلى هذه اللحظة لم نفهم ما هو السبب من وراء الفرقعة الكبيرة اللازمة وتلاها الحصار الجائر على قطر حفظها الله، إلى أن بدأت وسائل إعلامهم تتفاخر أن أطفال قطر أصبحوا بدون الألبان في شهر رمضان المعظم، ومع هذا التفاخر قذفت وسائل إعلامهم السموم الدفينة التي في أنفسهم على قطر من خلال كيل السباب والشتائم التي لا معنى لها، إلا أنها تصدر من أنفس مريضة حاقدة احتقن الخراج في قلوبها ربما لعشرات السنين ومع افتعال الأزمة أصيبت بحالة إستفراغ مقزز للنفس الآدمية!. وهذا يعطينا جوهر المشكلة ، لولا إنفجار بركان الحقد والكراهية في قلوب بعض قادة الجوار ، لا ظللنا ربما لمئات السنين لا نصدق حتى في رؤويا المنام بأن هناك حقد دفين في قلوب الجوار ، ومن هنا نعود للمقولة التاريخيه الأحداث العظيمة لا تكتشف إلا بالصدفة لكنها تغير مجرى التاريخ كما سنذكر لاحقاً!.
 ومقابل كل ذلك كنا ومازلنا وسنبقى نكن كل الحب والإحترام لأشقائنا وأهلنا في بلاد الحرمين، والإمارات العربية وباقي دول الحصار، ونحمد الله الذي كشف لنا أشياء لن نستطيع كشفها حتى لو أجرينا جميع التجارب النفسية والإجتماعية لمدة ألف سنة وهي خبايا الأنفس البشرية المريضة!.
 الهدية الكبرى التي قدمتها دول الحصار لقطر هو ما كنا ندعو له منذ أكثر من 25 سنة من خلال عمل قاعدة إنتاج غذاء إستراتيجي محلية تغطي على أقل تقدير 50% من إحتياجات السوق المحلية، ولكن في تصورنا التراخي هو بسبب إرتفاع مستوى الدخل أولاً فكان بإمكاننا أن نستورد جميع متطلباتنا من أي سوق تجاري في العالم وربما بقيمة أرخص حتى من إنتاجه محلياً، ثانياً تشجيع الصناعة الغذائية البينية ما بين دول مجلس التعاون الخليجي وتجنب التنافس والتركيز على التكامل، ولكن عندما استفاق القطريون على الخبر الصاعق من دول الجوار وبشكل خاص من بلاد الحرمين ومشيخة أبوظبي، وهو فرض حصار مطبق على قطر والتركيز من خلال الحصار على حرمان أطفال قطر من شرب اللبن في الصباح الباكر لأول يوم للحصار، وهذا القرار وقع كالصاعقة على القطريين وليس بسبب الطعام ولكن بسبب وقوعه من بلاد الحرمين التي من المفترض أن تكون المغيث للعالم الإسلامي وليست قطر فقط، ولكن الفاجعة وقعت، ولو سأل القطريون هل ممكن يحدث هذا القرار، لقالوا لن يحدث حتى لو بعد 100 مليون عام، يعني مستحيل حدوثه!.
 ومن هنا سندخل في لب الموضوع “قطر تمشي في المنام” قطر كان جل هدفها هو التكامل الغذائي مع دول الجوار وبقية دول العالم، ولولا كارثة الحصار، لما فكر القطريون في الإنتاج الإستراتيجي المحلي، وأكرر كان هدفنا هو على أن يكون 50% من الحاجة المحلية، فقد كان الإنتاج الغذائي المحلي قبل كارثة الحصار أقل من 15%!. وبدأ التخطيط الإستراتيجي بعد ذلك لكي يصبح إنتاج الغذاء المحلي الإستراتيجي إلى أكثر من 70% وهو أكثر من طموحنا الذي ننادي به منذ 25 عام! إذاً لولا بركة الحصار لما فكرنا أن يكون مخزوننا الإستراتيجي من الغذاء يصل إلى 70%!.
 ومن هنا انطلق بعض الفلاسفة من تصورهم حياتنا هي مجرد صدف فأحياناً نبحث عن شئ ربما يكون تافه ونرتطم بإكتشاف عظيم ربما يكون له الدور الأكبر بتغيير حياة البشرية بأكملها!. إذاً الحصار قادنا إلى إمكانية إيجاد إنتاج محلي إستراتيجي يصل إلى 70% من متطلبات السوق المحلي الأساسية، فيرى الكاتب نسيم أبو طالب أن الأحداث الكبرى التي غيرت مسار البشرية معظمها إذا لم يكن كلها حدثت عن طريق الصدفة، فمثلاً إتجاه الرحالة إلى الغرب عبر المحيط الأطلسي للوصول إلى الهند فإذا بهم يجدون شيئاً آخر لم يكونون يدرون بوجوده من قبل وهو أميركا، وأميركا غيرت مركز العالم من العالم القديم، إلى القارة المفقودة التي تخيلها الفلاسفة قبل التاريخ ولكن اخطأوا في تفسير حقيقتها!!. والكيميائي الكسندر فلمنغ كان يقوم بتنظيف مختبره عندما وجد أن عفونة البنسيلينيوم قد لونت إحدى تجاربه القديمة، وهكذا فإنه وقع على خواص البنسيلين وإكتشاف البنسيلين الطبي غير مسار التاريخ الطبي وأنقذ حياة الملايين من البشر!.
 إذاً نحن أمام ثلاثة أمثلة، الرحالة مشوا في المنام فاكتشفوا أميركا بالصدفة، والكيميائي مشى في المنام واكتشف البنسلين بالصدفة الذي أنقذ بها حياة الملايين من البشر، وقطر مشت في المنام ففجعها الحصار وشماتة جيرانها في بلاد الحرمين ومشيخة أبوظبي بأن أطفال قطر أصبحوا بدون لبن، ولكن بعد أن استفاقت من المنام وجدت نفسها قوة إستراتيجية في الطريق إن شاء الله تأكل ما تزرع، وتلبس ما تصنع!.
 وعندي لكم سؤوال والثاني إلتماس:-
أولاً: هل الحصار من ناحية الإنتاج الإستراتيجي مفيد أم ضار!؟ في رأيي نافع!!.
ثانياً: نلتمس من رئيس الوزراء الإيعاز لجهات الإختصاص للقضاء على البيروقراطية القاتلة وعدم التنسيق ما بين الإدارات المختلفة التي تجمد مشاريع إنتاجية ضخمة على مستوى قطر بدون سبب واضح!؟.
 وأخيراً رسالة من بلاد ” أحنف بني تميم” قبل 14 قرن من الزمان عندما طلب معاوية البيعة من الأحنف، فقال الأحنف في البيعة “أسمع يا معاوية أن القلوب التي بغضناك بها لفي صدورنا وأن السيوف التي قاتلناك بها ما تزال في إغمادها، وأن تقبل للحرب شبراً أقبلنا لها ذرعاً!”.
 فلما سمعت زوجة معاوية هذا الكلام “تعجبت واستغربت أن معاوية لم يقتله” وبعد خروج الأحنف “طلبت منه ذلك!؟” فرد عليها معاوية “أنه الأحنف ابن قيس التميمي الذي إذا غضب ، غضب معه مائة ألف سيف لا يسألونه لماذا غضب”، والأحنف التميمي المعاصر “إذا غضب يغضب معه عشرات الملايين من السيوف ولا يسألونه لماذا غضب!؟”.

وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله.

الدولة السعودية الرابعة مابين الجاهلية اوالعلمانية

الدولة السعودية الرابعة ما بين الجاهلية والعلمانية
 الفرق ما بين الدولة السعودية الثالثة والدولة الرابعة هو بأن الدولة الثالثة كان إنتقال السلطة فيها أفقي من الأخ إلى الأخ، أما الدولة الرابعة في عهد الملك سلمان أصبح الإنتقال للسلطة رأسي من الأب إلى الإبن!.
 وكنا نتمنى مع بزوغ فجر الدولة الرابعة أن نرى مشروع دولة وبرامج تنمية معاصرة، ولكن للأسف الشئ والأمر المدهش الذي أصبح ظاهر للعيان مع بزوغ فجر هذه الدولة الرابعة بأن عندها أطماع طوبائية توسعية اتجهت إلى ثلاثة مشاريع خطيرة، أولهما تزكية النعرات القبلية والطائفية، وثانيهما التدخل في شؤون الدول، وثالثهما تطبيق مشوه للعلمانية، وإنعكاسات هذا الأمر سيكون له تداعيات خطيرة ومريرة على مستقبل الدولة الرابعة!.
 وإثارة النعرات القبلية تذكرنا بالحديث الشريف الذي حذر الرسول (ص) أمته خلاله، وهو العودة إلى الجاهلية في الإسلام “أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والإستسقاء بالنجوم، والنياحة”!.
 ولكن الغريب في الأمر أن إنطلاق الدولة الرابعة، بدأ بإزكاء روح الجاهلية قبل الإسلام، وهو إثارة النعرات القبلية وأكثر من سينكوي بهذه النار هو من يستخدمها كسيناريو للسيطرة الإقليمية!.
 وتفجير هذه النعرات سيكون له إنعكاسات خطيرة على الدولة الرابعة، فإذا كان مخططي الدولة الرابعة في إعتقادهم بأنهم إذا استخدموا النعرات القبلية تقليداً للمدرسة الفرنسية عندما وظفت الصراع ما بين التوتسي والهوتو، فهذا التصور خطأ، لأن فرنسا تعاملت مع هذا المشروع وبحذر في رواندا ما بين ستينيات القرن الماضي إلى عصرنا الحالي!. وذلك لأن رواندا تبعد عن فرنسا آلاف الكيلومترات!. ونلاحظ بأن فرنسا نفسها التي تلعب بالأوراق القبلية والطائفية في مستعمراتها في القارات الأخرى وخاصة أفريقيا.
 ولكن عندما ينشأ أية صراع ذو طابع عرقي أو طائفي أو قومي داخل الإقليم السياسي الفرنسي الأصلي، تحاول فرنسا بكل ما أوتيت من قوة وسلطان أن توأد هذا الصراع في مهده، أو تبحث له عن حل سريع جداً لأنهم يدركون جيداً إنفجار هذا النوع من الصراعات على مستقبل الأمة الفرنسية ووحدتها الإقليمية!.
 وإذا كان مخططي الدولة الرابعة يريدون أن يلعبوا بالورقة الفرنسية في رواندا التي من خلالها دعمت فرنسا 15% من السكان الذين من قبيلة التوتسي، ضد قبيلة الهوتو الذين يمثلون 84% من السكان، ووصلت المجازر ما بين القبيلتين ما يزيد على 1.5 مليون نسمة، إلا أن هذا الصراع كما ذكرنا سلفاً يبعد عن الإقليم الفرنسي آلاف الكيلومترات!.
 ولكن الصراع الذي يخطط له مستشارو الدولة السعودية الرابعة سيكون صراع في قلب الجزيرة وستكتوي به كامل الجزيرة العربية!.
 وهذا يذكرنا بالبيت الذي قاله شاعر بني أمية نصر بن سيار عندما اقترب إنهيار الدولة الأموية:
“أرى تحت الرماد وميض جمر- ويوشك أن يكون له ضرام- فإن النار بالعودين تزكى- وأن الشر مبدؤه كلام”.
 فالمستشار السعودي السيد سعود القحطاني “عندما قدح” وحاول إحياء النعرات القبلية البائدة من خلال أخطاء متكررة على الشيخ طالب بن شريم شيخ شمل المرة في السعودية، الخطأ الأول من خلال تسجيله حديث مجلس في جلسة بطريقة غير قانونية وقام بنشر هذا الحديث بطريقة غير قانونية مما عرض شيخ المرة في السعودية لكثير من الحرج أمام أفراد قبيلته وعند أصدقائه الكثر في دول الخليج العربي بما فيهم دولة قطر، والخطأ الثاني عندما حرض شيخ المرة في السعودية أن يصدر تصاريح فيها طابع تهديدي ضد دولة قطر في مكتب رسمي سعودي في محافظة الإحساء وهنا وقع مستشارو الدولة الرابعة في إنتهاك واضح وصريح للقانون الدولي، وأن ذلك خطأ قانوني فادح يخالف جميع الأعراف الدولية وهو : “كيف شيخ قبيلة في الدولة السعودية الرابعة يصدر تصاريح وتهديدات من مكتب رسمي ضد دولة أخرى ذات سيادة!؟”.
 ذلك لا يوجد له إلا تفسير واحد في القانون الدولي، وهو بأن الدولة الرابعة تهدد دولة قطر حفظها الله!.
 والخطأ الثالث عندما نسق مستشارو الدولة الرابعة مؤتمر لقبيلة يام المحترمة، لإعادة الجنسية القطرية لبعض الأفراد من قبيلة يام التي تم سحبها منهم أصلاً بطلب من شيخ شمل المرة في الدولة الرابعة وهو من خلال تصريحه لجريدة الأنباء الكويتية “ما قيل عن إسقاط الجنسية أن الهدف منه هو مخطط لإعادة تركيبة الشعب القطري من أجل الإنتخابات هذا كلام غير صحيح، وأن السبب هو إزدواجية الجنسية”.
 والتصريح هذا إقرار من الشيخ طالب بن شريم أن من حق قطر بدون منازع بسحب جنسية الشيخ طالب ابن شريم وبعض أفراد القبيلة لأنهم يخالفون قانون الجنسية القطري رقم 38 لسنة 2005 مادة 11/5 “إذا تجنس بجنسية دولة أخرى”.
 وكل ما يحدث للشيخ طالب للأسف هو من خلال الضغط عليه لإستخدامه كورقة للضغط على دولة قطر لأغراض لا يعلمها إلا الله في نفس الدولة السعودية الرابعة!.
 وإذا كنا بالفعل نريد أن نطالب بحقوق يام، فحق يام مهضوم منذ عهد الدولة السعودية الثانية، بحيث يام بقيادة شيخها المرظف تحالفت مع الأمير سعود بن فيصل جد الملك عبد العزيز مؤسس الدولة الثالثة، وكان هذا التحالف من خلال معركة الوجاج في عام 1870م، ضد شقيق سعود، عبد الله بن فيصل، وبواسطة يام تم تنصيب الأمير سعود بن فيصل إمام على الدولة السعودية الثانية، ولكن يام لم تخرج بأية فائدة من بعد التضحيات الجسام التي قدمتها، فأين يام وبالتحديد المرة من المناصب العليا في الدولة السعودية!؟، أين المرة من حقوقهم الجيوإقتصادية بحيث أن أغنى مناطق النفط والغاز في الدولة السعودية هي مناطق يام مع القبائل والطوائف الأخرى في الدولة الرابعة!؟ أين يام والقبائل الأخرى في الجزيرة العربية من حقوقهم الجيوإقليمية مثل إنشاء إقليم خاص بقبيلة يام ، وكذلك إنشاء أقاليم خاصة بالقبائل الأخرى المؤهلة لذلك، وخاصة أن كبر مساحة الدولة السعودية بالإمكان يكون لكل قبيلة إقليم إداري، وممكن أن نرفع من سقف الطموح لتسهيل عملية إدارة الأقاليم هو تحويل هذه الأقاليم إلى أقاليم فيدرالية، والتقليل من نفوذ الدولة المركزية عليها إدارياً!.
 المبادرات الجديدة التي قدمتها الدولة الرابعة خلق شرعية عرفية جديدة للقبائل وللطوائف في الجزيرة العربية، وذلك أسوة بإخوانهم من قبيلة يام المذكورة سلفاً، فأصبح من حق جميع القبائل والطوائف الإجتماع لإبداء مطالبهم السياسية ، وخاصة أن المبادرة أعلاه قدمت سابقة من خلال تسهيل وتحريض قبيلة يام للإجتماع لمناقشة أمر خارج إختصاص الدولة الرابعة وقبيلة يام نفسها!.
 والمبادرة المذكورة أعطت جميع القبائل والطوائف الحق في الدولة السعودية للتجمع والتظاهر والمطالبة بحقوقهم السياسية وربما المطالبة بأقاليم فيدراليةأو الإستقلال بأقاليمهم وخاصةً أن الجزيرة العربية عبارة عن فسيفساء من ممالك قبلية ودينية وطائفية، وعلى سبيل المثال لا الحصر:-
أ- إمارة جبل شمر من 1834 إلى 1921م بعد مجازر وبحوراً من الدماء سقطت هذه الإمارة، ولكن الثأرات مازالت والطموح يتأجج بين فترة وأخرى!.
ب- مملكة الحجاز بعد نجاح الثورة العربية الكبرى التي دعمها الإنجليز عام 1916 وخسارة الدولة العثمانية للحجاز، أسس الهاشميون مملكة الحجاز، وتلى هذه المملكة معاهدة سايكس بيكو التي قسمت المستعمرات في المنطقة، وفي عام 1925م من خلال إعادة تقسيم الخارطة الجيوسياسية لصناعة نظام إقليمي آنذاك بعد الحرب العالمية الأولى، سلم الشريف علي بن الحسين الحجاز للملك عبد العزيز آنذاك، ونشأة مملكة نجد والحجاز!.
ج- بنو خالد وسيطروا على مناطق كبيرة في الجزيرة العربية وخاصةً المنطقة الشرقية وبعض أقاليم الخليج العربي الأخرى من 1692م إلى 1796م!.
د- قبائل الجنوب وحدود اليمن المتداخلة مع الدولة الرابعة، مازال اليمنيين يطالبون بإستعادة عسير وجيزان ونجران، التي اقتطعت من اليمن بموجب معاهدة الطائف عام 1934م وتتجدد كل 20 عام، وهو مالم يحدث واعتبره اليمنيون تفريط في أراضيهم، وتم تسوية الأمر في معاهدة جدة 2000م مع اليمن الشمالي، ولكن بعد الهجوم من الدولة الرابعة على اليمن نكأ الحوثيون هذا الإتفاق واعتبروه كأن لم يكن!.
ه- دولة القرامطة (الشيعية) في البحرين (أوال) والبحرين في تلك الفترة تشمل معظم المنطقة الشرقية بمافيها القطيف والإحساء…. إلخ. واستمرت ما بين القرن التاسع الميلادي إلى منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، ولكن التعاطف الشيعي مازال مستمراً مع ذكريات الماضي، بما فيها مطالبهم بتشكيل جمهورية القطيف والإحساء، وفي عام 2016م قامت الدولة السعودية الثالثة بإعدام إحدى زعماء الشيعة البارزين المسمى بالشيخ نمر!.
 هنا يعطينا خطورة التجمعات التحريضية التي تقوم بها الدولة الرابعة من خلال تحريض القبائل المحلية على دول الجوار، وهذا سيتكرر لأن هذه القبائل لها إمتدادات في جميع دول الجوار، قطر، والكويت، والبحرين، والعراق، وسوريا، والأردن، واليمن، والإمارات، وسلطنة عمان….. إلخ.
 ولكن في نهاية هذا الأمر سينقلب هذا الأمر التحريضي الخطير على الدولة الرابعة، وسينكأ جروحاً أو بؤر بركانية كانت في مرحلة هدوء وسيعيدها لمرحلة النشاط مرةً أخرى، وهو مما سيعلن إعادة تشكيل جزيرة العرب لا سمح الله “كما ذكرنا في نكبة اليونيو، فرع النظام الإقليمي الجديد”!.
ثانياً: تدخل الدولة الرابعة بطريقة تحريضية في شؤون دول الجوار، وأكبر دلالة على ذلك التصريح الذي أدلى به الجنرال السعودي المتقاعد ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات في السعودية أنور عشقي “العمل على إيجاد كردستان الكبرى بالطرق السلمية لأن ذلك من شأنه أن يخفف المطامع الإيرانية والتركية والعراقية التي ستقتطع الثلث من كل دولة من هذه الدول لصالح كردستان!”.
 ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستبقى هذه الدول صامتة أمام المخطط السعودي الظبياني!؟، أقل شئ ستتحرك إيران وبطرق رسمية لمطالبها القديمة وهو وضع الحرمين تحت إشراف إسلامي مستقل، وسوف تقوم إيران والعراق بدعم المطالب الإستقلالية للطائفة الشيعية في إقليم القطيف والإحساء، وبدعم مطالب الحوثيين في عسير ونجران وجيزان، وربما ستتحالف تركيا والشريف عبد الله في الأردن لإستعادة نفوذهم على مناطق الحجاز، وبمجرد تحرك أقاليم الجوار للإنتقام من الدولة الرابعة، فذلك سيحرك الطموح والمطالب التاريخية للطوائف والقبائل في الجزيرة العربية من خلال إحياء مطالبهم السياسية وإنتمائاتهم الأيدلوجية أو الطائفية وكذلك ستتحرك الأيدلوجيات المكبوتة في الدولة الرابعة سواء كانت أيدلوجيات دينية أو ليبرالية، لأن الدولة الرابعة وبرعونة لم تحافظ على الطابع الديني الوسطي الذي كان يمثلها ظاهرياً، وانتقلت إلى طابع علماني شكله مشوه وغريب!.
ثالثاً: التطبيق المشوه للعلمانية:-
 سعادة المستشار سعود القحطاني الذي تقول في تغريدتك “وتعتقد أني أقدح من رأسي دون توجيه؟ أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو ولي العهد الأمين”.
 مفهوم العلمانية، هو بأنكم ستوقفون إستخدام القوانين الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة، وسينتهي مصطلح دستور الدولة السعودية المستمد “من القرآن الكريم” وذلك من خلال تصريح ملوك السعودية بأن دستورهم هو “القرآن الكريم”، وستتجهون إلى دستور وضعي، ومن أساسيات الدستور الوضعي هو الجمعية التأسيسية المنتخبة شعبياً، وتصيغ قوانين وتشريعات وضعية ويتم التصويت عليها شعبياً، ومن ثم ينشأ عندكم ما يسمى الملكية الدستورية العلمانية، فهل أنتم فعلاً مستعدين لذلك!؟.
 وفي الختام السيد القحطاني، والسيد سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة الأردنية الهاشمية، أنتم أسأتم لقطر حفظها الله، وكانت إسائتكم بدون أن تدركوا بأنكم أسأتم لجميع دول مجلس التعاون الخليجي، فعندما يصرح السفير “قطر حارة من حواري الرياض” وعندما يصرح المستشار أن “سكان قطر 120 ألف نسمة” فهذه التصريحات أولاً هي إحتقار لأنفسكم، لأن قطر حفظها الله مساحتها الجغرافية البرية والمائية تزيد على37100 كم وإذا كانت هذه المساحة القطرية ويقدح المستشار والسفير بأنها حارة في الرياض، إذاً ماذا تقولون في حليفتكم مملكة البحرين الشقيقة التي مساحتها 600كم2 أي ما يقارب 1.5% مساحة دولة قطر، وماذا تقول عن الدولة الفيدرالية الشقيقة “الإمارات” التي تتكون من سبع مشايخ ومساحتها بالكاد ضعف مساحة قطر، هل تمثل حارة وربع في الرياض، وبالنسبة لعدد السكان، مجموع سكان قطر 2.6 مليون نسمة “مواطنين ومقيمين” نعم مواطنين ومقيمين لأن تميم المجد وقف كالأسد في منبر الأمم المتحدة قال أحيي أهلي في قطر من مواطنين ومقيمين، وإذا كنتم أنتم عنصريين أو تحتقرون الآخرين فهذا يعتبر مشكلة خاصة بكم، أما نحن فكل من وضع يده في أيدينا وبصدق وأمانة لخدمة قطر ورفع رايتها ما بين الأمم فنعتبره منا وفينا، ولا يفرق بيننا وبينه إلا ما حرم الله!.
 السيد المستشار والسيد السفير، دعونا نختبر عامل تنمية واحد، ويعتبر معيار بدائي وذلك بما أن عنوان الموضوع ما بين الجاهلية والعلمانية، فلن أذهب إلى أعلى من هذا السقف، دعونا نقيس، الكثافة السكانية مابين دولة قطر حفظها الله، والدولة السعودية، الكثافة السكانية لدولة قطر حفظها الله 217 شخص للكم2، والكثافة السكانية للدولة الرابعة 9 أشخاص للكم2، إذاً أيهما أكثر سكاناً!؟. ومقابل المساحة الشاسعة في الدولة الرابعة 90% من السكان لا يملكون بيوت خاصة، وقطر الحبيبة رغم الكثافة السكانية العالية كل مواطن يملك منزل خاص به، وأخيراً أود أن أذكر السيدين اللذان لا يقدحان إلا بإذن ولي الأمر، بأنكم من دولة فقيرة سكانياً وجرداء، وحاولوا أن تتذكروا دائماً بأنكم لولا العمالة الأجنبية لتوقفت الحياة عندكم ونسبتهم تصل أكثر من 70%من القوى العاملة في القطاع الخاص رغم محاولتكم تقليصهم ولكن ذلك انعكس سلباً عندكم في التنمية مما أدى إلى توقف الآداء في كثير من القطاعات.
 إذاً أنتم لستم بالصين أو الهند من حيث الكثافة السكانية، ولستم بسويسرا أو النرويج من حيث التحضر، فأنتم دولة من دول العالم الثالث ومازالت تتخبط في برامج التنمية!.

وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله.

القطريون لن يقبلوا نسخة السيسي

القطريون لن يقبلوا نسخة السيسي
 نختلف ونتصالح فيما بيننا وهذا الأمر الطبيعي للبشر، أما نظرية الدمية وتشكيل من خلاله حكومة صورية فهذا أمراً مرفوضاً عندنا.
 فمثلاً عندما فازت قطر بإستضافة كأس العالم 2022م، وطبعاً هذه الإستضافة تعتبر من المشاريع الحكومية الكبرى التي يخطط موازاةً إلى المشروع برامج تنمية!.
 حينها اختلفت مع القائمين على مشروع كأس العالم في أهمية تنظيم كأس العالم، ونشرت موضوع في حينها “موقع د.فهد آل ثاني، البعد الإستراتيجي لتنظيم كأس العالم في قطر”. وقلنا “إذا كأس العالم سوف يعجل من إنجاز البنية التحتية لخطة 2030م فهذا الأمر طيب” وبالفعل هذا ما حدث فعلاً، ومازلت “أحذر من الركود الذي سوف يحدث بعد كأس العالم في 2023م”. ولكن من خلال متابعتي للمؤشرات أصبحت الصورة واضحة عندي، بأن دولتنا قطر بقيادة أبوحمد وفريقه جاهزين لهذه التداعيات!.
 ولكن الشئ المذهل والغريب حصوله هو وجود بعض دول الجوار أقامت الدنيا ولم تقعدها محاولةً لإفشال كأس العالم 2022 في قطر، وبالنسبة لنا كقطريين نرى كأس العالم شئ ثانوي ولا يعد من أولوياتنا في التنمية، ويعتبر من صغائر الأمور وهذا يذكرنا ببيت للمتنبي “وتعظم في عين الصغير صغارها- وتصغر في عين العظيم العظائم”.
 ونود أن نرسل رسالة لدول الجوار بأن نظرية نسخة الرئيس السيسي في قطر الحبيبة مرفوضة عندنا بنسبة 100%!.
 ونظرية السيسي، هو قيام أبوظبي والرياض، “بعملية تحريض جميع قوى المعارضة للرئيس المصري المنتخب مرسي، ودعم الرئيس السيسي للقيام بإنقلاب عسكري على الرئيس المصري المنتخب مرسي”.
 وقام الرئيس السيسي بالإنقلاب، ولكن ماذا بعد الإنقلاب!؟.
 الرئيس السيسي الآن تنطبق عليه نظرية الديك الرومي، وحلفاؤه الذين حرضوه تنطبق عليهم نظرية طهاة الديك الرومي!. “الديك يتلقى الدلال ولكن لا يعلم ما هو المصير الذي ينتظره بعد الدلال، والطاهي يتربص اللحظة المناسبة لجز عنقه”. “فالديك من اليوم الأول إلى يوم الألف يتم إطعامه يومياً، فكل وجبة طعام يتلقاها هذا الطائر، من شأنها أن تؤكد إعتقاده أن هذا الأمر ليس سوى قاعدة عمومية من قواعد الحياة، قاعدة تجعل من حقه ونصيبه أن ينال غذائه يومياً من أيدي أبناء الجنس البشري الكرام الذين سيكرسون جهودهم لرعاية مصالحه على أفضل وجه، ولكن لم يفقه بأن هذا الغذاء هو حصان طروادة، لجز عنقه في عيد الشكر في اليوم الأول بعد الألف!”.
 وهذا ما يحدث للسيسي مع حلفاؤه سهلوا له الأمر للإنقلاب على أول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر العظيمة. مصر تمثل الثقل العربي الأول، ولها مكانة في المقدمة في العالم الإسلامي، ولها وزن عالمي خرافي، وذلك يعود للفسيفساء السحرية التي نضجت على أرض الكنانة منذ آلاف السنين، ما بين مختلف الحضارات، الفرعونية والقبطية والعربية والسامية والإسلامية، مما أعطاها نموذج ثقافي إجتماعي قومي ديني اثني ناضج وخاص ولا يوجد في كوكب الأرض إلا أرض الكنانة!.
 وكانت مصر بعد الإنتخابات، وبعد تولي الرئيس مرسي زمام الأمور، تخطط لعمل أكبر ميناء في العالم على البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس!.
 قف وانتبه هنا، هل تعلم ماذا يعني ذلك!؟. كانت مصر ستصبح مركز لكل الحركة المائية في العالم، وهي تمثل 90% من النقل في العالم، وعندما تقوم مصر بتشييد مطار عالمي، وجسور للطرق المعبدة وسكك الحديد ستصبح مصر، مركز حركة العالم مائياً وبرياً وجوياً!. بحيث ستربط ما بين جميع قارات العالم القديم أوربا وأفريقيا وآسيا وقارات العالم الجديد الأمريكيتين!.
 ولكن بقدرة قادر بلع الديك الطعم وجز الطاهي عنقه، ونتائج اصطياد الديك هي “اقتطع من مصر جزر صنافير وتيران، ويوجد تصور جيوسياسي لإقتطاع أرض من سيناء لتهجير أهل غزة فيها وعمل لهم دولة ذات إستقلال ذاتي تحت الإدارة المصرية، وضم غزة لإسرائيل، وستفقد مصر شريان الحياة الخاص بها وهو بسبب المشاريع الكبرى التي تقوم بها أثيوبيا ومعها بعض حلفاء الرئيس السيسي كمستثمرين في أثيوبيا على منابع نهر النيل، وذلك سيجعل مصر تفقد أكثر من 50% من مياه نهر النيل”.
 نعود ونذكر الرئيس السيسي، هل تعلم لو تم إنشاء الميناء المصري الضخم في البحر الأحمر، ما هي فوائده على مصر!؟.
 “أقل شئ ستصبح مصر واحدة من أفضل عشر دول إقتصادياً في العالم!”. ونذكر الرئيس الذي حطم الحلم المصري، هذا ما حاولت دول عمله مع باكستان الشقيقة، وهو عندما عقدت العزم باكستان لبناء ميناء جوادر في جنوب باكستان على بحر العرب، وذلك لربط الصين بطرق معبدة وسكك حديد من شمال باكستان إلى ميناء جوادر بحيث يصبح الميناء مركز عالمي تستفيد منه الصين وباكستان ويخدم كامل المنطقة!. وحاولت بعض الدول تعرقل وتعبث في هذا المشروع العظيم، ولكن رد الجيش الباكستاني كان حاسم “ووضح أن هذا يعتبر خط أحمر يمس الأمن القومي الباكستاني”.
 وكنا نتمنى لو عمل الرئيس السيسي ما عمله الجيش الباكستاني!.
 أما بالنسبة لنا في قطر فالنسخة السيساوية مرفوضة محلياً وإقليمياً وعالمياً!.
 وعندما يتم تحريضنا بأن ولي الأمر يتلقى النصح والمشورة من الحمدين، ووالدته، فهذه شهادة مدح وليست بذم، لأن الحمدين، ووالدة الأمير، خلقت جيناتهم من الطين القطري بنسبة 100%، ومعنوياتهم وإنتمائهم قطري 100%، ومهما اتفقنا أواختلفنا معهم، إلا أننا نتفق جميعاً على شئ واحد وهو حب قطر، وأرضها وكل ما يسير على أرضها، وما تحت أرضها، ومجالها المائي، ومجالها الجوي، ومجالها الفضائي، إذاً نحن القطريين نشكر تميم المجد إذا كان يستمع، ويتناقش مع الحمدين ووالدته، ونتمنى أن تتسع دائرة المشورة إلى أن تشمل القطريين المؤهلين كلاً في مجاله، والقرار الأخير له، وله منا السمع والطاعة!.
 وطبعاً جميعنا نرفض قراراتنا المصيرية لوطننا الغالي أن يتم فيها إستشارة أبوظبي، أو الرياض، أو تل أبيب!.
 أما بالنسبة للكمال القيادي فهو لوجه الله سبحانه وتعالى، إخواننا في السعودية وتحديداً في الرياض ألستم أنتم القائلين، من خلال إحدى علمائنا، علماء السلف الصالح “أهل الحديث” وهو عندما سأل أحد علماء في الرياض “لماذا ولي أمرنا ليس بعادل مثل عمر بن الخطاب!؟”، فكانت إجابة العالم “كونوا مثل الصحابة والتابعين في عهد عمر، وسوف يكون الإمام مثل عمر!”.
 إذاً هذا إقرار من الرياض بأن نموذج سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه غير موجود في عصرنا هذا، ومن يرى منكم: يا أمير محمد بن سلمان، أو يا شيخ محمد بن زايد مثل عدالة سيدنا عمر رضي الله عنه، فليقف موقف سيدنا عمر ويقول مقولة عمر رضي الله عنه “أيها الناس من رأى منكم في إعوجاجاً فليقومه”، فقام رجل وقال “والله لو رأينا فيك إعوجاجاً لقومناه بسيوفنا”، فقال عمر “الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم إعوجاج عمر بسيفه!”.
 وإذا كان الشيخين المذكورين هكذا، نحن القطريين سوف نشد الرحال لكي نتعلم منكم وننقل عدالتكم لولي أمرنا ونناصحه بها!. ولكن نرى عكس ذلك، والبوادر لا تقول ذلك عندكم، وظاهر الأمر شعوبكم مغلوب على أمرها، ومحظور عليهم حتى إبداء آرائهم والدليل على ذلك هو التالي:-
 أولاً: الإمارات، أصدر النائب العام أمر طوارئ، “حظر التعاطف مع قطر أثناء الحصار بأي طريقة كانت”.
وعقوبة هذا الأمر والذي يعتبر (Martial Law) “قانون حرب” “تعرض صاحبها لسجن من 3 إلى 15 سنة، وغرامة لا تقل عن 500 ألف درهم”.
 ثانياً: السعودية، أصدرت أمر “قانون حرب” “التعاطف مع قطر أثناء الحصار يعرض صاحبه للسجن خمس سنوات وغرامة 3 ملايين ريال!”.
 وأخيراً إذا كانت هذه العدالة عندكم، فدعوننا نحن وشأننا، واذهبوا أنتم وشأنكم، ونقول لإخواننا المغرر بهم بأن يعودوا إلى رشدهم “وليس بهكذا تورد الإبل!”.

وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله.
د.فهد بن عبد الرحمن آل ثاني
أستاذ الجيوبوليتيكس المشارك والمحامي.
www.df-althani.com

علم الخليج قواعد فك الإشتباك

علم الخليج قواعد فك الإشتباك
 أولاً: علم الخليج بأنهم يتجهون إلى فتنة لا يعلم عاقبتها إلا الله سبحانه وتعالى ((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب)).
 ثانياً: علم الخليج بأن منهج الذرائع والإفتراءات في السياسة يعتبر منهج ساقط وفاشل وإذا كنتم تعتقدون أن المنهج البراغماتي هو إدخال جميع المجتمع في العمل السياسي فيعتبر هذا فشل ذريع وسقطة سياسية لتحالف دول الحصار، مصطلح المجتمع السياسي هو أن يصبح لكل مواطن الحق في التصويت في مؤسسات سياسية ناضجة من خلال الأحزاب السياسية والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني…. إلخ. وعلى هذه المؤسسات أن تقوم بالعمل السياسي.
 ومجموع المنتخبين القائمين بالعمل السياسي في الأمة نسبتهم تتراوح ما بين 1% إلى 5% وهم الممثلين للناخبين والمتبقين من الشعب ما بين 99% إلى 95% لا يقومون بالعمل السياسي وإنما يتفرغون للبناء في القطاعات المختلفة وهي القطاع الأولي، والثانوي، والقطاع الخدمي!. ولكن السقطة الكبرى في تحالف دول الحصار بعد أن حرموا شعوبهم من جميع حقوقهم السياسية، وسيسوا جميع شعوبهم لكيل جميع الشتائم على قطر!، وأول مرة في تاريخ العالم يتحد ((علماء الدين والمشايخ، والمطربات والمطربين، والفنانات والفنانين…. إلخ)) على أمراً واحد وهو كيل الشتائم بشتى أنواعها على قطر، إذا هناك أمراً فيه جدل كبير أو خطأ ما صعباً تفسيره في إدارات دول تحالف الحصار، وليس في الشعوب الشقيقة!.
 ثالثاً: علم الخليج، المشايخ وعلماء الدين المشاركين أعلاه مع المطربات والمطربين في كيل الشتائم على قطر، أين هم من الآية الكريمة “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا” وأين هم من الحديث الشريف “المسلم أخو المسلم ….. إلخ” وأين هم من الحديث الشريف “مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”، ولكن للأسف الأمر الظاهر بأن بعض علماء الدين والمشايخ قد غشى على عقولهم الحديث الضعيف “تطيع ولي الأمر وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك”!.
 رابعاً: علم الخليج، تحالف الحصار بأن عندهم مشاكل حقيقية وليس إفتراءات وذرائع ولماذا لا يحلوا مشاكلهم بينهم بدلاً من تصدير أزماتهم إلى قطر!؟. ومن هذه المشاكل الإستراتيجية التالي:-
أ- في القرن التاسع عشر والقرن العشرين جميع مشايخ ساحل عمان المتصالح بينهما صراعات على كل شئ ومن هذه الصراعات “في مايو 1838م هاجم الشيخ خليفة شيخ أبوظبي، دبي ورجالها غائبون في صيد اللؤلؤ، واستطاع أن يستولي على حصن ساحل البحر، فجعل فيه حامية من قواته ثم انسحب إلى أبوظبي، وحين ترامى الخبر إلى البوفلاسه عادوا جميعاً من شواطئ اللؤلؤ مسرعين واستطاعوا بمعاونة الشيخ سلطان بن صقر من تحرير دبي من إعتداء أبوظبي”.
ب- الصراع ما بين السعودية وأبوظبي على الحدود البرية والبحرية وحقول النفط مازال يبحث لها عن حل، ومنها الخلاف على “حقل الشيبة النفطي” والخلاف على “الحدود البرية والبحرية التي تقع جنوب شرق شبه جزيرة قطر إلى أبوظبي”.
ومن نتائج هذا الخلاف المعاصرة:-
1- في عام 2009 أوقفت السعودية السماح بدخول مواطني الإمارات إلى السعودية بالبطاقة الشخصية حسب إتفاقية المغفور له مجلس التعاون الخليجي، وطالبتهم بإستخدام جوازات السفر.
2- وفي عام 2010م منعت السعودية الشاحنات القادمة إلى الإمارات عبر أراضي السعودية!.
 في رأيي من الأولى على تحالف دول الحصار على قطر إنهاء النزاعات التي بينهم مثلما تنازل الرئيس المصري السيد/عبد الفتاح السيسي عن جزر مصر صنافير وحلايب للسعودية، وبالإمكان أن تتفاوض السعودية وأبوظبي ليتنازل بعضهم لبعض عن مطالبه الجيوسياسية!.
 خامساً: علم الخليج بأن قطر قدمت حلول نهائية لكل حدودها ومجالاتها الجيوسياسية البرية والبحرية والجوية مع جميع أشقاء الجوار إيران والبحرين والإمارات والسعودية بإتفاقيات دولية نهائية موثقة!، “لذلك عليكم الشتائم وعلينا البناء”!.
 سادسا: علم الخليج أن وضعهم السياسي لا يتحمل التصعيد وخاصةً أن تركيبهم السياسي يعتبر تركيب ضعيف وهش ومتفكك وذلك من خلال المشاكل التالية:-
1- الطائفية، 2- صراعات قبلية، 3-نماذج فيدرالية غير ناضجة، 4- إنتماءات وولاءات متناقضة.
ولتجنب الإطالة بإمكانكم مراجعة “موقع د.فهد آل ثاني، نكبة يونيو وإنفراط العقد الخليجي، الفرع الثالث النظام الإقليمي الجديد”.
 سابعا: علم الخليج، لابد من عمل قاعدة فك إشتباك إستباقية، فبسبب رعونة إداراتكم تتجه المنطقة بأكملها نحو كارثة إقليمية كبرى ستكون أضرارها لا سمح الله على المنطقة والعالم الإسلامي ولن يستفيد من ذلك إلا أعداء الإسلام والمسلمين.
مصطلح فك قاعدة الإشتباك هو مصطلح عسكري وتم إستخدامه في منتصف القرن العشرين في بداية فترة الحرب الباردة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي!.
 ولكن هذه المرة أقترح أن تشكل لجنة إستباقية لفض الإشتباك التصعيدي من طرف تحالف دول الحصار ضد قطر حفظها الله، وهو بتشكيل لجنة تتمثل بخمسة أشخاص من قطر، ومن كل دولة من دول الحصار خمسة أشخاص، ومن الكويت وعمان الشقيقتين لكلاً منهم خمسة أشخاص، على أن تكون كل لجنة من هذه اللجان تنشأ بموافقة ولي أمر كل دولة، وكذلك نقترح مقر الإجتماع في دولة الكويت الشقيقة تحت الرعاية الكريمة لعميد الدبلوماسية العربية حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة حفظها الله.
 في رأيي بشرط هذه اللجان تتكون من:-
1- حكماء القوم الذين تشهد لهم مجتمعاتهم بالحكمة والعفة وحسن الخلق والخبرة.
2- أن تشمل كل لجنة تخصصات مختلفة مثل القانون والإقتصاد والأمن والسياسة…. إلخ.
3- يفضل من كبار الموظفين المتقاعدين الذين لا يوجد لهم طموح لا سياسي ولا إقتصادي لكي لا يتم التأثير عليهم وتكون نظرتهم منصبة لمصلحة مجتمعاتهم 100% بدون أية مجاملة!.
 وفي رأيي بعد التصعيد الذي حدث لن نرفع سقف المطالب، وإنما مطالبنا هي:-
1- وقف التصعيد الإعلامي والشتائم، 2-عدم إقحام الشعوب المغلوب على أمرها أصلاً في مشاكل الإدارات المختلفة، 3- فتح الحدود لحركة المجتمع الواحد الذي يجمعه الجغرافيا والتاريخ والنسب والدين والثقافة وعدم إثارة الفتنة فيما بينهم لمطالب سياسية هلامية، وبالمثل المحلي القطري “زبدة هذه المطالب هو إيقاف قطار التنمية القطري”، 4- العلاقات السياسية في رأيي تجميدها إلى مدة خمس سنوات إلى أن يتم رأب الصدع، ولكن يفضل هذا التجميد أن يتم بتنسيق كامل ما بين تحالف دول الحصار ودولة قطر تحت إشراف الشقيقتين دولة الكويت وسلطنة عمان!.
 ثامناً: علم الخليج، بأن قطار التنمية بفضل الله منطلق بقيادة تميم المجد وأكبر دليلين على ذلك الإنجازات التي قدمتها قطر حفظها الله خلال فترة الحصار وهو التوسعة لحقل غاز الشمال بحيث الإعتقاد السائد الآن بأن قطر أصبحت تملك أكبر إحتياطي للغاز في العالم، وهي الآن المصدرة الأولى للغاز في العالم، والثاني ألحقنا هذا الأمر بإفتتاح أكبر ميناء في الشرق الأوسط، وقريباً إن شاء الله يتم إفتتاح أكبر شركة مترو في الشرق الأوسط.
 ومن هنا انصح نفسي وجميع إخواني القطريين، كل ما يحدث لنا هو لإعاقة قطار التنمية، ويجب أن يكون الرد عليهم البناء ومن ثم البناء…. إلخ، في جميع المجالات، ونناشد السلطة أن تضع كوكبة من المتخصصين للرد على الضغائن والإفتراءات والذرائع التي ينفثها سم وحقد تحالف دول الحصار، أما باقي المجتمع فعليه العمل والبناء ورفع راية العنابي إلى أن تعانق السماء إن شاء الله.
 تاسعاً: علم الخليج، بأن تصعيدكم الإعلامي إذا أثر علينا فكان تأثيره بأننا أصابنا الحزن لتحطيمكم للإرث العظيم الذي دأب على بنائه الآباء والأجداد،ولكنكم قمتم أنتم بتهشيمه وتحويله إلى أطلال وذلك بأنه وصل إلى هذا الإنحلال الخلقي والإنحطاط الإداري والكراهية ما بين البسطاء من الشعوب، وذلك له تأثير جلل على قضايا الأمة وهي قضية فلسطين، وكارثة المسلمين الروهينجا في ميانمار، والكوارث التي يعيشها إخواننا في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وأفريقيا، أما بالنسبة لنا “والله العظيم بأن كل ما قلتموه لم نعيره إهتمامنا ولو حتى قيد أنملة” والدليل على ذلك بأن كل ما يصدر تصريح من عندكم نعيد نشره في وسائل إعلامنا وفي وسائط الإتصال الإجتماعي وتعليقنا لكم على كل تصريح عليه هو ((أيعقل ذلك!؟)).
 عاشراً: علم الخليج، بأن ما يفعله تحالف دول الحصار، فردة فعل هذا الأمر سوف يؤثر عليكم لعشرات السنين، وعلى ما أذكر رأي الكاتب نسيم طالب وهو يتناسب مع ما فعلتموه قال “عندما بدأت الحرب الأهلية في لبنان، كان أهل لبنان يعتقدون بأنها ستنتهي بعد عدة أيام، ولكن الحرب الأهلية دامت في لبنان سبعة عشر عاماً”.
إذاً يا دول تحالف الحصار إلى أين تتجهون بالخليج.
أما بالنسبة لنا فعلينا أن نتعامل معكم مثلما قال البيت الشهير:-
“اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله- كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله”

وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله.
د.فهد بن عبد الرحمن آل ثاني
أستاذ الجيوبوليتيكس المشارك والمحامي.
www.df-althani.com

نكبة يونيو وانفراط العقد الخليجي

نكبة يونيو وانفراط العقد الخليجى
الأمة في تاريخها المعاصر عاشت نكبتين موجعتين ومذلتين في شهر حزيران (يونيو) ولكن الأيام هي الأيام والزمان هو الزمان وصناعة التاريخ على الأجيال المعاصرة له إما يضعوا بصماتهم بالإيجاب ويخلدهم التاريخ في سلم رموز المجد مثل والدنا الشيخ/ جاسم بن محمد، والشيخ/أحمد ياسين، ومانديلا، وإما أن يذهبوا إلى مزبلة التاريخ بلا أمجاد!.
النكبة الأولى:- هي نكبة 5 حزيران 1967م وهو عندما انهارت الجيوش العربية أمام الإسرائيلين وخسرت مقدساتنا وأراضينا العربية والإسلامية في فلسطين المحتلة بما فيهم المسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية وغزة وسيناء من مصر، والجولان من سوريا وبعض التخوم العربية!.
النكبة الثانية:- عندما صدر قرار الحصار وبشكل مفاجئ على دولة قطر من عمقها الخليجي الإستراتيجي العربي الإسلامي وفاجئ العالم لأنه صدر بطريقة فيها غطرسة وتكبر وضرب بالحائط كل الإتفاقيات والمعاهدات الدولية بما فيهم المادتين (39 ، 41) من ميثاق الأمم المتحدة وهو بفرض حصار على دولة قطر شاركت فيه ثلاث من مجلس التعاون الخليجى بالإضافة إلى مصر ونص الحصار هو (قطع الدول الأربع البحرين والإمارات والسعودية ومصر) وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر وجاء في البيان فرض حظر بري وبحري وجوي في وجه وسائل النقل والأشخاص وغلق الحدود البرية، كما قرر إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ومنع العبور في الاراضي والأجواء والمياة الاقليمية، وجاء في البيان بالنسبة للدول الخليجية يمنع على مواطنين دول الحصار والدولة المحاصرة الإقامة أو عبور أراضي الطرفين المتضادين، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوم).

ذرائع الحصار:-
المحور الأول والرئيسي: إغلاق قناة الجزيرة ، مقاطعة الاخوان المسلمين وحماس ، بالنسبة للإخوان المسلمين وحماس سوف نجاوب عن ذلك بإسهاب لاحقاً ، أما بالنسبة للجزيرة فذلك مخالف للقانون الدولى والاعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر 1948 وتنص المادة (19) على:-
“لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته فى إعتناق الاراء دون مضايقه ، وفى التماس الانباء والافكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود”.
المحور الثانى لذرائع الحصار: اشتمل على قائمة ما أنزل الله بها من سلطان تحتوي على 13 نقطة جاءت على شكل أوامر ولا بند من النقاط المذكورة يدعمها أي إثبات !؟ أو أسماء معينة !؟ أو تحديد وقائع معينة حدثت وترتب عليها أضرار !؟.
الشئ الغريب في المحور الثاني وبإتفاق جميع العالم بما فيهم شعوب دول الحصار (بأن هذه البنود التعجيزية لإلزام دولة قطر لكي تقول كل هذه الطلبات مرفوضه وهذا ما تم بالفعل) عندما صرح وزير خارجية قطر (قائمة الطلبات لاغية).
نعم لاغية لأنها تتعارض مع التشريعات السماوية والأرضية وهو عندما تحاول نزع دولة أو مجموعة دول السيادة من دولة أخرى، نعم مرفوض، وهذا ما نصت عليه المادة (2) من ميثاق الأمم المتحدة التي أكدت علي سيادة الدول.
إلى الآن لم نعرف أسباب الحصار ولكن الذى نستشفه من خلال وسائل الإعلام للدول المحاصرة حجة لا يقبلها أي عقل إنساني طبيعي، واستخدمت كقميص عثمان وهي قبل ما يقارب عشر سنوات بأن الإدارة السابقة (الأمير الوالد) كان يتحدث مع الرئيس القذافي في جلسة سمر كلام مرسل ..الخ ، وأن رئيس الوزراء السابق (الشيخ/ حمد بن جاسم بن جبر) في مجمل مكالمة مع شخص أجنبي تكلم عن السعودية كلام مرسل!!. واعترف الإعلام السعودى بأن الخلاف على هذه الاحاديث المرسلة تم تسويتها فى عام 2013م وكأنها لم تكن!.
طيب كلام مرسل وانتهى وتم التصالح، لماذا يعاد ويعاد ويعاد مع أنه مجرد كلام!. ونحن في قطر سمعنا من مسؤولين خليجيين ما هو أسوأ من ذلك، بحيث أحد المسؤولين الخليجيين رحمه الله قال (قطر عندي أسهل من شربة الماء) ولم نحرك ساكناً لأنه مجرد لغو وحديث مجالس، وربما في فترة غضب أو إستفزاز وغير هذا أعلاه سمعنا كثير من اللغو من مسؤولين خليجيين، ولم نعره أية اهتماماً، (وللعلم الذين يجلسون عندكم هم نفسهم الذين يجلسون عندنا والذين ينقلون لكم هم أنفسهم ينقلون لنا!).
وفي السياسة والقرارات التي تحدد مصائر الأمم لا يتم التعامل إلا مع التصاريح الرسمية، وأكبر دليل على ذلك الآن وفي هذه الأزمة عندما أعلن المتحدث بإسم الإدارة الأمريكية (بأن الرئيس ترامب عنده حسابين في تويتر أحدهما حساب شخصي ولا يعتد بأى تصريح فيه، وحساب رسمي وهو الحساب الذي يمثل التصريح الرسمي للإدارة الأمريكية).
والأهم من ذلك كله !؟ يوجد دراسات عالمية لتقسيم الجغرافيا السياسية للمملكة العربية السعودية وبعض دول الحصار إلى مجموعة دويلات أو ضمها أو جزء منها لدول أخرى من معاهد عالمية كبرى وهي التي تصنع الخيارات لإتخاذ القرار للإدارة الامريكية سوف نتطرق لها لاحقاً. ولكن لماذا الدول المحاصرة لم تحاصر أو تقاطع أو تخفض على أقل تقدير علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية!؟.
صراحةً . الأمر المقرف الذي رأيته في هذا الحصار وربما ضارة نافعة وليس من الشعوب الخليجية والعربية في البحرين والإمارات والسعودية ومصر لأنهم أهلنا وإخواننا وفي أثناء الحصار كانوا مواقفهم مشرفة معنا، ورغم التهديدات الجنائية التي هددت بها دول الحصار أي مواطن من دول الحصار إذا أبدى حتى لو تعاطفاً مع إخوانه في دولة قطر ولكن الأمر المقرف والمقزز هو الحقد والحسد الدفين الذي رأيته من بعض وسائل الإعلام في دول الحصار وهو من خلال:- لماذا قطر عندها أكبر مطار !؟ لماذا قطر عندها أكبر ميناء !؟ لماذا قطر عندها أفضل خطوط طيران !؟ لماذا قطر استضافت كأس العالم!؟ لماذا قطر عندها الجزيرة وإعلام دولى ناجح !؟ لماذا قطر عندها استثمارات خارجية !؟ …الخ .
هل معنى مقاطعتكم وحصاركم لقطر يا أشقائنا في دول الحصار بسبب حقدكم وحسدكم مما خلق عندكم كراهيه وبغضاء دفينه على نجاح قطر !!.
ولتجنب الاطالة فى الموضوع، سوف نقسم الموضوع إلى ثلاثة فروع رئيسية الإخوان، وحماس، والنظام الاقليمي.
الفرع الأول قضية الإخوان :-
الإخوان المسلمين حركة سنية وعدد أعضائها أكثر من خمسة مليون وموجودة في معظم الدول الاسلامية وعلى مستوى العالم وجميع العالم يحترمها، وممثلة سياسياً في برلمانات كثير من دول العالم منهم البحرين ، والكويت ، والاردن ، ومصر قبل الإنقلاب على الرئيس مرسي …! إلخ ويوجد لها أعضاء كثيرين من الإخوان المسلمين في السعودية وللحركة تعاطف كبير في الخليج بشكل عام وفي السعودية بشكل خاص، وحتى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في المملكة العربية السعودية أصدرت الفتوى رقم (6250) برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز (أقرب بالجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيق أهل السنة وهم التاليين أهل الحديث ، وجماعة أنصار السنة، والإخوان المسلمون!).
ولكن كل حزب وتنظيم على مستوى العالم فيه الصقور والمعتدلين والحمائم، ويحكم الأحزاب والتنظيمات على مستوى العالم التشريعات التي تصدرها السلطة السيادية التي توجد فيها المؤسسات المختلفة ومنظمات المجتمع المدني.
فحركتنا السلفية في الجزيرة العربية فيها الصقور والمعتدلين والحمائم، وأحياناً نفس الحركة حسب مقتضيات الأمر تكون صقور ومعتدلين وحمائم فمثلاً فى 30 مارس 1929 موقعة السبلة بين فريقين من السلفيين وكان طرفي النزاع صقور السلفيين من قبائل الجزيرة العربية ، ومعتدلين السلفيين مع الملك عبدالعزيز وانقسم العرب السلفيين تلك الليلة إلى قسمين، فلو لاحظنا القبائل فى تلك الليلة فى فريق الملك عبدالعزيز من القبائل حرب وشمر وظفير ومطير وعنزه وعتيبه،…إلخ.
والقسم الآخر قبائل الجزيرة كانوا بمسمى الإخوان السلفيين موجود فيهم نفس القبائل مطير وعتيبة وكوكبة من قبائل الجزيرة العربية وقتل فى تلك الليلة ما بين 700 إلى 1000 شخص من أبناء الجزيرة العربية من غير الإصابات التي لا عدد لها والخسائر المادية الفادحه! وفي 23 سبتمبر 1932م تم الإعلان عن المملكة العربية السعودية ! وخرجنا من ناحية إسترتيجية في هذه المعركة بثلاث نتائج وهم:-
أولاً:- طرفي القتال من السلف الصالح. والمطلوب من عرابي الإرهاب الدولي الآن يصنفوا، أي من طرفين النزاع يعتبر سلفي إرهابي !؟ وأيهم يعتبر سلفي من الحمائم!؟.
ثانياً:- لعبة ورقة القبائل تحتاج لذكاء خارق ، لأن في الليلة المذكورة سلفاً انقسم عرب الجزيرة العربية إلى قسمين فيه من هو مؤيد للملك عبدالعزيز، وفيه من هو مؤيد للإخوان ضد الملك عبدالعزيز على سبيل المثال يوجد منهم قبيلة مطير مع الأمام ، ومطير الاخوان ، وقبيلة عتيبه مع الأمام ومن قبيلة عتيبة مع الإخوان … إلخ.
والسبب لذلك لأن الصراع لا يمثل النعرات والولاءات القبلية وإنما يمثل صراع عقائدي جيوسياسي، إذاً المخطط الإستراتيجي للعب بورقة القبائل يحتاج لذكاء خارق سياسي وإقتصادي وثقافي وإجتماعي وتاريخي وهو ما نلخصه في عنصر يسمى (عنصر الإنتماء).
والخلاصة الصراعات الجيوسياسية المكانية يستخدم فيها عنصر الإنتماء، ويعتبر من البلاهة والحمق والخبال ، المخطط الإستراتيجي الذي يخلط ما بين بطاقتي الإنتماء من ناحية والولاءات القبلية من ناحية أخرى والتجارب التاريخية السياسية أثبتت عند الإنفصال الأنثروبولوجي تشكل إنتماءات جديدة من جميع النواحي الاثنية والثقافية …الخ .
هل نفهم ذلك !؟ يا ليت قومى يعلمون !؟ .
ثالثاً:- الإعتدال السلفي يدعم الصقور السلفيين، وحدث هذا في ثمانينات القرن الماضي تحالف السعودية وأمريكا، ولوجوسيتا باكستان لمحاربة ما يسمى الإجتياح السوفيتي (أو الدعم السوفيتي) للحكومة الأفغانية.
ومن هنا السلف المعتدل في السعودية تبنى نظرية الجهاد وحرض السلفيين الصقور (المجاهدين) على القتال في أفغانستان وأكبر الأدلة ما قاله سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (الجهاد في أفغانستان أفضل الجهاد هو جهاد لأخبث دولة وأكفر دولة التي هي الدولة الشيوعية، فينبغي للمسلمين أن يدعموا هذا الجهاد وأن يساعدوا المجاهدين بالنفس والمال …إلخ).
ومن هنا انطلق الدعم الأمريكي السعودي لتجنيد أبناء المملكة والعرب والمسلمين لمحاربة الكفرة في أفغانستان وكلف ذلك السعودية وأمريكا ما يقارب 45 مليار دولار دفعت السعودية منها 87 % وانتهت الحرب بخسارة السوفيت وإنسحابهم من أفغانستان في عام 1989م.
ومن هنا المخطط الإستراتيجي في عام 1989 وقع في كارثة، ونفس الكارثة التي وقع فيها قاد لها دول الحصار في عام 2017م للأسف . بدأ السلف المعتدل في الحكومة السعودية والحكومات الأخرى بإختلاف أيديولوجياتها بمحاولة إعادة المواطنيين (العرب الأفغان) إلى أوطانهم الأصلية على أن يعادوا كأشخاص عاديين إلى صف إخوانهم الحمائم المواطنيين يعني أن يتحول المجاهد تلقائياً من صقور السلف إلى حمائم السلف!.
ومن هنا أطلق صقور السلف ما يسمى بتنظيم القاعدة واستخدمت القاعدة مبدأ الولاء والبراء، وكفرت جميع الحكومات التي تتعامل مع القوى الأجنبية منها وخاصة الأمبريالية وحرمت وجودهم في أرضي الحرمين!. وتفاقم الأمر تدريجياً بدون إحتواء إلى أن حدثت كارثة 11سبتمبر 2011 في نيويورك وواشنطن وراح ضحايا هذه الكارثة ما يقارب 3000 قتيل من غير الإصابات والخسائر المادية الفادحة !. والذين قاموا بالعمليات 19 شخص منهم 15 سعودي 80 % من المنفذين وعدد 2 إماراتى 10 % من المنفذين وواحد مصري والآخر لبناني يشكلون ال 10 % هذه الكارثة أنجبت إلى العالم مخلوق جديد اسمه الإرهاب الإسلامي وسحقت الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة مباشرة وغير مباشرة ثلث الشرق الأوسط إنتقاماً لمصابها الجلل في 11 سبتمبر ومن الدول التي سحقت على سبيل المثال لا الحصر أفغانستان، العراق ، وسوريا ، وليبيا ، وما تبقى من الدول لا تملك سيادة كاملة وإنما دول هجين ما بين مصطلحين للسيادة والوصاية !.
الآن وفي عام 2017 في مثل عربي يقول ( بلغ السبيل الزبى) يعني باللهجة المحلية الخليجية السالفة (شربت مروقها) ! . يعني ملف 11سبتمبر بالنسبة للولايات المتحدة يجب أن يكون في كيان ممثلاً (بدوله واحدة أو مجموعة دول) يتحمل مسؤولية هذا الملف كاملاً وما يترتب عليه ومن ثم يغلق هذا الملف نهائياً !.
وأقوى المرشحين لهذا الملف مع الأسف المملكة العربية السعودية وتليها الإمارات لتحمل المسؤولية وذلك لأن المواطنيين السعوديين فى 11 سبمتمبر ما يقارب 80 % من المقاتلين وتليها الأمارات قدمت 10 % !. وايضاً جميع المراكز القانونية فى الولايات المتحدة (واشنطن) ، والامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان المختلفة بصدد إعداد ملف كامل لجرائم الحرب التى أرتكبتها السعودية والإمارات وانتهاك حقوق الانسان وأختراق سيادة دول فى العراق وسوريا وليبيا وحصار دولة قطر المخالف لكل قواعد القانون الدولى العام والخاص وغيرهم فى العالم ، ويستندون هنا بأن السعودية قدمت إلى سوريا والعراق 2500 مقاتل لداعش وذلك يمثل 8 % من الدواعش ، والسعودية والإمارات قامتا بالتدخل بطريقة مباشرة وغير مباشرة عسكرياً فى الدول المذكورة !.
وذلك يعتبر خرق واضح وصريح للمقصد الأول من انشاء هيئة الامم وهو (حفظ السلم والأمن الدوليين) وكذلك سوف يدول قانون جاستا الامريكي حتى ولو مؤقتاً لأبتزاز ثروات السعودية والإمارات ويقصد بقانون جاستا (قانون العدالة فى مواجهة النشاط الارهابي) والمادة السادسة
“أن لدى الولايات المتحدة الامريكية مصلحة حقيقة توفير الاشخاص او الجهات التى تتعرض للإصابة جراء هجمات ارهابية داخل الولايات المتحدة بالمثول أمام النظام القضائى من أجل رفع قضايا مدنية ضد أولئك الاشخاص أو الجهات أو الدول التى قامت بتقديم دعم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أشخاص أو منظمات تعتبر مسؤوله عن الاصابات التى لحقت بهم”.
اذا كانتا الشقيقتين السعودية والإمارات وهم أقوى مرشحتين لتحمل مسؤولية جرائم الحرب والإرهاب الدولى ، اذاً لماذا اتهمتا قطر بذلك !؟ هل يعتقد أن العالم غبي وسيقبل كبش فداء !؟ .
أما بالنسبة للتشكيل الحزبي للأخوان المسلمين وأى حزب إسلامي ، لماذا لا !؟ . اذا كانت قوانين الدولة تسمح بتشكيل الأحزاب ، على ان تكون وثيقة عقد الحزب الإسلامى من ضمن قوانين القطر الذى يقع فيه .! والأحزاب الدينية على مستوى العالم أمر طبيعى فعلى سبيل المثال لا الحصر فى العالم يوجد 170 حزب مسيحى سياسي وجميعها تدخل الأنتخابات وبعضها وصل إلى دفة الحكم ، فقائده ومستشارة المانيا السيدة المحترمة/ انجيلا ميركل من (حزب الأتحاد الديمقراطي المسيحي) وفى استراليا إحدى أقوى الأحزاب (الحزب الديمقراطي المسيحي) ، وفى المكسيك (الحزب الوطنى المسيحي) وهو إحدى الثلاثة الكبرى فى المكسيك وفى بلجيكا (الحزب المسيحى الديمقراطى الفلمنكى) وفى البانيا الاسلامية ستة أحزاب مسيحية ، وفى البوسنه والهرسك الإسلامية أحزاب إسلامية … الخ .
مع العلم ان الحزب الجمهورى الأمريكي الذى يحكم العالم يعتبر حزب مسيحي متشدد وهو الذى يعمل على تبنى نظرية (المحافظين الجدد فى العالم) ومثله حزب المحافظين فى بريطانيا ذو ميول مسيحية ، حزب الليكود فى إسرائيل ذو ميول دنية (يهودية صهيونية متشدده) .
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا حلال على الديانات الأخرى تشكيل أحزاب دينية !؟ ولماذا حرام على المسلمين ذلك خاصة المسلمين السنة !؟ .
الفرع الثاني: حماس :-
حماس حركة مقاومة فلسطينية شرعية دعمتها المملكة العربية السعودية قبل أية دولة أخرى والدليل تصريح رئيس الدبلوماسية السعودية الراحل لأكثر من 40 سنة الأمير سعود الفيصل رحمة الله من حيث المقارنة بين دولة الأحتلال والمقاومة (نحن لا نستطيع مقارنة ما تفعلة القوات الإسرائيلية بالفلسطينين بما تقوم به حماس للدفاع عن الفلسطينيين فى أى شئ) ويستطرد الأمير الراحل (اسرائيل تدافع عن مواطنيها وهى فى الأساس دولة محتله للفلسيطنيين ، وحماس تقوم بأعمال للدفاع عن الأراضى المحتلة) .
ويوجد شبه إجماع من مشايخ الجزيرة العربية بأن حماس حركة مقاومة شرعية وعلى سبيل المثال لا الحصر عبدالعزيز الفوزان ، صالح اللحيدان ، وبدر المشاري … الخ .
اذاً حماس حركة مقاومة شرعية اعترف بها النظام الاقليمي العربي واقرت بها جميع الشرائع السماوية والتشريعات الوضعية . فالقران الكريم واضح وصريح فى كثير من الآيات الكريمة ومنها :-
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها أسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوى عزيز) صدق الله العظيم
وروى عن الرسول (ص) كثيراً من الأحاديث الشريفة فى حق الجهاد والمقاومة ومنها (من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد) صدق رسول الله صل الله عليه وسلم .
وكذلك التشريعات الوضعية تتفق مع التشريعات السماوية وبحيث الوثيقة الدولية لحقوق الانسان الصادرة عام 1966م (أعطت حق المقاومة المسلحة للشعوب التي احتلت أراضيها ولا يحق لأى فرد أياً كان أن يتنازل عن هذا الحق حتى لو كان رئيس حكومة ، أو رئيس دولة ، لأن هذا الحق من حقوق الانسان الطبيعية) .
وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 1974م بالقرار رقم (3214) حول تعريف العدوان وحق الشعوب فى النضال بجميع الأشكال بما فيها الكفاح المسلح من أجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير . وجرم القرار أى محاولة لقمع الكفاح المسلح أو تجريمة وذلك من خلال النص التالى (إن أى محاولة لقمع الكفاح المسلح ضد السيطرة الإستعمارية الأجنبيبة والأنظمة العنصرية هى مخالفة لميثاق الامم المتحدة ولإعلان مبادئ القانون الدولى الخاصة بالعلاقات الدولية والتعاون بين الدول ، وللأعلان العالمى لحقوق الانسان ) .
وتنص المادة (51) من ميثاق الامم المتحدة (على شرعية حق المقاومة للشعوب من أجل الدفاع عن نفسها إذا داهمها العدو بقصد احتلالها) .
وذهب القانون الدولي إلى ما هو أبعد عن ذلك فى حق مقاومة الإحتلال بشأن المبادئ المتعلقة بالمركز القانوني للمقاتلين الذين يكافحون ضد السيطرة الإستعمارية والإحتلال اللأجنبي والنظم العنصرية ، لا بإضفاء المشروعية على عملهم فحسب وانما بشمول هؤلاء المقاتلين أيضاً بقواعد القواعد القانون الدولي المعمول به فى النزاعات المسلحة مثل اتفاقيات جينيف لعام 1949م الخاصة بجرحى الحرب واسراهم وحماية المدنيين ، ونص القرار ( أن نضال الشعوب فى سبيل حقه تقرير المصير والاستقلال هو نضال شرعى يتفق تماماً مع مبادئ القانون الدولى وأن أى محاولة لقمع الكفاح المسلح هى مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ولإعلان مبادئ القانون الدولي ، وللأعلان العالمى لحقوق الانسان وأن المناضلين الذين يقعون فى الأسر يجب ان يعاملو كأسرى حرب وفق أحكام إتفاقية جينيف المتعلقة بأسرى الحرب ).
وكذلك القانون الدولي أعطى أبناء الأراضي المعتدى عليها حق الدعم الدولي المشروع فقرار الجمعية العامة رقم (3070/1973م فى البند الثانى والثالث (أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تقر بمشروعية نضال الشعوب فى سبيل التحرر من الهيمنة الاستعمارية والسيطرة الاجنبية ، بالوسائل كافة بما فى ذلك القوة المسلحة ، وتقر بحق دول العالم تقديم المساعدات للشعوب التى تناضل فى سبيل تقرير المصير ، فالدعم الخارجي للكفاح المسلح الذى تخوضه الشعوب ضد دولة إستعمارية أو عنصرية أو ضد الاحتلال الاجنبي ولا يُعد من قبيل التدخل فى شؤونها الداخلية ) .
وبالنسبة للمنبطحين الذين أصابهم الهلع والالتباس بين المقاومة والارهاب . فعندنا إعلان جينيف حول الإرهاب (أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مراراً ، فإن الشعوب التي تقاتل ضد الهيمنه الإستعمارية والاحتلال الأجنبي وضد النظم العنصرية فى ممارسة حقهم فى تقرير المصير لديهم الحق فى إستخدام القوة من أجل تحقيق أهدافهم داخل إطار القانون الدولي الأنساني ، ومثل هذه الاستخدامات الشرعية للقوة يجب عدم خلطها بأفعال الارهاب الدولي!) .
توصلنا إلى نتيجة فى القول المذكور سلفاً بأن حماس منظمة شرعية ومقاومتها شرعية ، والدول التي تدعمها فى نضالها لتحرير شعبها دعم شرعى .
الصورة القانونية الواضحة هنا تعطينا من حق حماس والدول التي تدعم حماس من العودة على دول الحصار التى تتهمهم بالإرهاب بالعودة بمذكرة قانونية منفردين إلى مجلس الأمن ومذكرة أخرى إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، مطالبين بإصدار عقوبات مادية ومعنويه على دول الحصار لأنها تحاول منع حماس من النضال الشرعى ، وتحاول منع الدول الداعمة من الدعم الشرعي !.
الفرع الثالث: النظام الاقليمى الجديد:-
نعم نكبة حزيران 2017 تعتبر وفاه سريرية لمجلس التعاون الخليجى الذى لم يقدم شئ أصلاً كما كان مرجواً منه عند تأسيسه وحتى الجانب الامنى الذى أنشأ من أجله لم يستطيع أن يغطي الفراغ الأمني فى الخليج العربي إلا من خلال اتفاقيات ثنائية امنية عقدتها الدول الخليجية مع الدول العظمى وإذا أردتم أن تعرفوا إن المجلس لم يقدم شيئاً بأمكان أى من القراء أن يسأل أى خليجى كمقارنة ما بين عامي 1980 قبل تأسيس المجلس والعام الحالي 2017 بشرط أن الشخص الذي يسأل عمره فوق ال 50 عام والأسئله هى التالية :-
1- أيهم أفضل انتقال الخليجين بين دول المجلس قبل المجلس أو بعد المجلس !؟ … الاجابة واضحة ستكون 100 % قبل المجلس عام 1980م .
2- السؤال أيهم أفضل أنتقال الحيوانات بأشكالها المختلفة بما فيها الطيور قبل المجلس أو بعد المجلس !؟ … الاجابة ستكون 100 % قبل المجلس .
3- التبادل التجارى أيهم أفضل قبل المجلس أو بعد المجلس !؟ .. الإجابة ستكون قبل المجلس 100 % .
4- عمل الخليجي فى دول المجلس الاخرى أيهم أفضل قبل المجلس أو بعد المجلس !؟ … الاجابة ستكون 100 % قبل المجلس .
5- المجلس انشأ من ما يقارب 36 سنة وكان الهدف منه أمنى ، هل المجلس يعتبر صمام الامان !؟ … الاجابة ستكون 100 % المجلس لا يمثل صمام الامان لدول الخليج العربي (وللتأكد راجع موقع د.فهد آل ثانى السيناريوهات الإستراتيجية لأمن الخليج العربي) .
فالمجلس الآن بعد أن فشل أن يثبت نجاحة كمنظومة اقليميه ثم ينتقل إلى اتحاد كونفدرالى، للأسف أصبح يبحث عن أسلوب الحكم الإغريقي والرومانى المتغطرس ، وهو نظرية (قلب الأمبراطورية والسيطره على التخوم منزوعة السيادة كتوابع للأمبراطورية) أو بمعنى آخر خدم للامبراطورية وكأن المخططين فى الدول المحاصرة اغووا سادتهم ولم يذكروهم بأننا فى القرن الواحد والعشرون عام 2017م وكان يفترض يقولوا لهم المانيا الأتحادية الدولة العظمى ذات 81,5 مليون جارة لوكسومبورغ ذات 0,5 النصف مليون نسمة علاقتهم من حيث السيادة والاحترام الند بالند ويجمعهم الاتحاد الاوربي وكل دولة منهم لها دور فى الاتحاد الاوربي .
والأغرب من ذلك دور الدول المنقوصة السيادة ليست مطلوب من قطر فقط بل ايضاً مطلوب من سلطنة عمان ودولة الكويت مع تصريح للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبى فى صحيفة الأتحاد الظبيانية (المشكلة منظومة مجلس التعاون هى أن بعض الدول تتخذ سياسة ومواقف مزدوجة وغير شفافة ودولة قطر تمثل المنوذج الأمثل لهذا النوع من السياسات ، وأن دولة الكويت وسلطنة عمان فى كثير من الأحيان تتبعان نفس السياسات ) .
وفى جريدة الحياة السعودية 25 يونيو 2017 السعودي الدخيل قال (البيئة اتسعت لدور كويتى سابقه يغرد خارج السرب . ودور عمان لا يقل تغريداً خارج السرب عن قطر ، خصوصاً علاقة مسقط المتينة مع إيران وهى علاقة تعتبرها السلطنة ضرورية لحفظ توازن إقليمي بين الرياض وطهران وليس بين مجلس التعاون وإيران، وتتسع لدور إماراتي ينتمي إلى النمط الخليجي ذاته. كيف يمكن التوفيق في هذه الحالة بين دول يجمعها تكتل إقليمي واحد. في نفس الوقت تنخرط في أدوار ليست متناسقة ولا منسجمة وتستخدم مدارس دينية أيدلوجية مختلفة. ليس غريباً والحال كذلك أن تعاني هذه الدول مما أسمية الدور القطرى. وهو سؤال يحتاج مواجهة).
إذاً بالنسبة لما قاله الدخيل قطر ليست المشكلة الحقيقية ولكنها الحلقة الأضعف، ومن خلال تعبير الكاتب نضغط على قطر، والعين على مدى إستجابة الكويت وسلطنة عمان للنفوذ في الخليج السعودي وكذلك لمح الكاتب بمطالبته ببعض الإصلاحات الدينية الأيدولوجية في الإمارات!. وذلك إثبات أن الإتهامات التي وجهت إلى قطر هي مجرد ذرائع لا قيمة لها غير إستخدام العضلات والغطرسة والحصار لتتنازل قطر عن سيادتها وتدخل بيت الطاعة الخليجي السعودي!.
والنتيجة وضعت النظام الإقليمي الخليجي في مربع خطير وأصبح إستراتيجياً مكشوف أمام القاصي والداني!.
 وكان من الأولى بدل سياسة لي الذراع أن ننتبه أن الخليج يعتبر من أكثر الأقاليم حساسية وخاصة أنه أصلاً إقليم صحراوي فقير من الناحية السكانية فنسبة الأجانب في الست دول الخليجية وأفضلهم حالاً السعودية يمثلون 32% من سكانها، وأسوأهم حالاً من الناحية السكانية الإمارات 90% من سكانها من الأجانب، بشكل عام نسبة الأجانب في الخليج العربي يمثلون 50% من السكان. وهذه إحصائية مرعبة خاصةً إذا عرفنا ال 27 مليون أجنبي معظمهم من الشباب في سن العمل!. والآن منظمات حقوق الإنسان العالمية والتعديلات في القوانين الدولية في عصر العولمة أصبح هناك تدرجياً تعديلات في قوانين الهجرة والإقامة والتجنس وهذه القوانين تعتبر ناقوس خطر يكاد يغير هوية الاقليم من الخليج العربي، إلى الخليج التعددي.
 والذي يجعل الخليج مطمع لكل القوى العالمية شحيح من الناحية السكانية ثري من حيث الموارد الطبيعية فإحتياطيات الهايدروكاربون تعتبر الأعلى في العالم فالخليج العربي يسيطر على 52% من إحتياطيات النفط العالمي، و13% من إحتياطيات الغاز الطبيعي في العالم!.
وريع الهايدروكاربون المذكور أعطى دول الخليج وبطريقه مذهلة ومرعبة للعالم المركز الثالث على الإقتصاد العالمي بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين. علينا الإنتباه والتركيز هنا لخطورة الموقف الإقتصادي على العالم.
العالم أخذ مئات السنين لكي يصل إلى مرحلة التنمية ما بين الإنطلاق والنضج، حسب (والت روستو)، ودول الخليج وصلت لها في بضعة عقود من الزمن ربما لا تزيد على 50 سنة، وريع الهايدروكاربون أعطى دول الخليج صناديق سيادية للإستثمار على مستوى العالم مرعبة للإقتصاد الكوني، فالإمارات صندوقها السيادي يصل إلى ترليون دولار، والكويت 600 مليار دولار، والسعودية 600 مليار دولار ، وقطر 340 مليار دولار، وكل هذه الصناديق السيادية كمحافظ إستثمارية موجود معظمها في الدول الصناعية الرئيسية الولايات المتحدة الأمريكية، وأوربا، واليابان، والصين!.
 إذاً منطقة صحراوية هامشية ينظر لها العالم الصناعي من ضمن العالم النامي، ومصطلح نامي يستخدم كإحترام للمشاعر البشرية ويقصد به “عالم متخلف” أصبحت تتحكم فى الأسواق العالمية!.
 هل تتوقعون سيترك ذلك دون تغييرات في الجيوبوليتيكا العالمية!؟. نعود هنا إلى نظرية مراحل النمو الإقتصادي عند والت روستو، في تصوره التنمية تتكون من خمس حلقات، وأخطر الحلقات المرحلة الواقعة ما بين الإنطلاق والنضج، لأن عندما تصل الدولة إلى مرحلة النضج، تبدأ بعدها في دراسة الإكتفاء الذاتي من خلال القطاعات الإستهلاكية الثلاثة الأول (“الغذاء”، والثاني “الصناعة”، والثالث “الخدمات”)!.
 وهنا يدق ناقوس الخطر على الإقتصادات المتقدمة، ماذا سيحدث للإقتصاد العالمي المتقدم عندما تصل هذه الدول الخليجية إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي ولنقل إلى 50% من الإكتفاء الذاتي!؟.
 إستراتيجية الإقتصاد العالمي معادلة صفرية، النضج والإستهلاك عند العالم النامي “المتخلف”، بداية الإنهيار الإقتصادي في الإقتصاد المتقدم، لذلك أفكار المخططين الخبثية في الإستراتيجية العالمية “يجب عندما تصل الدول النامية إلى مرحلة النضج تعود إلى مرحلة ما بين الإنطلاق وقبل الإنطلاق، وذلك لن يتم إلا بعد هدم كل ما قاموا ببنائه من بنية تحتية، وبعد ذلك تعود شركاتنا لإعادة بناء بنية تحتية كاملة للدول الفاشلة التي انهارت بنيتها التحتية كاملة، وهذا الأمر يحفظ المتقدم متقدم، ويبقى النامي أكثر تخلفاً”.
 وهذا بالفعل ما حدث للعراق وإيران في حرب الثمانينات من القرن الماضي، لأن الدولتين من حيث التنمية بعض أقاليمها اقتربت من درجة النضج، والدولتان بسبب طموح طوبائي خاضتا حرباً أكلت الأخضر واليابس، وقاموا بدك كل ما تم بناؤه من خلال الطفرة النفطية للسبعينات من القرن الماضي وقبله!. وهذا ما كانت تقوله مطابخ القرار للسياسة العالمية “نريد حرب اللاغالب واللامغلوب إلى أن تنتهي الحرب بدولتين ضعيفتين”.
 نحن في الخليج تخطوا أقدامنا على حقل من الألغام ويعتبر منعطف تاريخي خطير جداً، وينطبق عليه حديث الرسول (ص) “يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تتداعى الآكلة على قصعتها”. فقال قائل، أومن قلة نحن يومئذ؟!، قال (ص) “بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن”. فقال قائل، ما الوهن يا رسول الله؟. قال (ص) “حب الدنيا وكراهية الموت”.

 أرضية تكالب الأمم علينا جاهزة الآن عندنا وهي:-
أولاً: تصريح الشيخ محمد بن زايد، وتقرير السعودي تركيل ذكر سلفاً.
ثانياً: إقتراب الخليج من مرحلة النضج.
ثالثاً: سوء إدارة الموارد البشرية في الخليج العربي:-
أ‌- شريحة المواطنين الشباب تعتبر أهم وأخطر شريحة في أي مجتمع وهم الشريحة التي تقع ما بين السن (18-29 سنة)، ويعتبرون الطاقة المتفجرة لبناء الأمة لجعلها تعانق السماء، أو الطاقة السلبية عندما يتم توظيفهم بالطريقة السلبية مما يقود المجتمع لكثير من الكوارث!. وللأسف الطاقة الشابة الخليجية تعاني من بطالة مروعة فنسبة بطالة الشباب في السعودية 28% والبحرين 28%، وعمان 21%، والكويت والإمارات 10% لكل منهما !.
وهذان الأمران خطران رئيسيان إحداهما هدر كبير للموارد البشرية، والآخر إفقار هذه الشريحة مما يجعلها أرض خصبة لكي يتم تجنيدهم في أي مجال، وأكبر الأدلة وجود 2500 شاب سعودي ما بين الدواعش في العراق في سوريا وذلك ما يمثل 8% من الدواعش في كلتا الدولتين اللتان وصلتا إلى مرحلة الدول الفاشلة .
ب‌- بطاقة الأقليات الطائفية، وهي ورقة تستخدم لإزكاء أي نزاع سني مع الأقلية الشيعية ففي السعودية ما يقارب 15% من الشيعة (5 مليون شيعي) مواطن، ونسبة الشيعة في الكويت قريبة من السعودية، والبحرين أكثر من ذلك بكثير نسبتهم تشير لها بعض التقارير أن في البحرين ما بين 50% إلى 70% من المواطنين!. وفي قطر والإمارات وسلطنة عمان أقلية لا تذكر!.
ج‌- الإنفجار السكاني، كما ذكرنا سابقاً 50% من سكان الخليج هم من الأجانب الذين في سن الفتوة لأنهم قادمين للعمل وهذه النسبة تمثل 27 مليون شخص في جميع التخصصات، منهم ما يزيد على 8 مليون من الهند، ويليها باكستان وبنغلاديش…. إلخ.
بناءاً عليه البطاقات البشرية الثلاث أ،ب،ج تعتبر ثلاث قنابل موقوتة لدول مجلس التعاون الخليجي وأي عملية تهييج أو تجييش لهذه الشرائح أو لإحداهما، تعتبر كمن يضغط على الزناد لإنطلاق فاجعة خليجية لا سمح الله، وهذا الأمر لو تم تفجيره سيقودنا إلى منحنى خطير جداً وهو مبدأ تقرير المصير، وهو المبدأ الذي أعاد التقسيم الجيوسياسي للعالم بأكمله بعد الحرب العالمية الأولى في معاهدة فرساي، ويتم إستخدام هذا المبدأ في كل فترة يتم فيها بزوغ نظام عالمي أو إقليمي جديد!. وينص هذا المبدأ على (السكان الذين تربط بينهم لغة مشتركة وثقافة مشتركة والمقيمين في منطقة محددة جرى حق تقرير المصير من خلال الإعلان عن المنطقة وعن الجمهور المقيم عليها كدولة قومية، أو كجزء يتمتع بحكم ذاتي داخل إتحاد فيدرالي) .
أرجوا الإنتباه إلى عدد إثنين مصطلح في النص وهما ثقافة، وجمهور، هاذين المصطلحين مطاطين إلى أن تصلوا إلى المريخ أو إلى مجموعة شمسية ثانية، لأن بإمكان المخطط الإستراتيجي أن يضيفهما أينما شاء، ويشطبهما من أينما شاء!؟.
ولم يوضعا إعتباطاً، بل وضعا خبثاً لمستقبل الجيوبوليتيكا العالمية!.
نعود بالتاريخ إلى أغسطس 1990 عندما حدثت الكارثة العربية عربية، واحتل صدام حسين الكويت، أثير في الإعلام الغربي نظرية النظام الإقليمي العربي وكان هناك تلميحات تشير بأن إحدى المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء المفاوضات الأمريكية الإسرائيلية المصرية لإتفاقية كامب ديفيد في سبعينيات القرن الماضي أشارت إلى أن قدمت نصيحة للإدارة الأمريكية أن تتعامل مع دولة قومية واحدة أفضل، وهي بالمقولة المشهورة التي نسبت إلى هنري كيسينجر وزير خارجية أمريكا في سبعينات القرن الماضي “أريد عندما أتكلم مع العرب أن أدير قرص تليفون واحد” والمقصود هنا هو إنشاء دولة قومية عربية واحدة من مراكز طبخ القرار في الغرب المتوحش!.
ونظرية إنشاء دولة قومية للشرق الأوسط هي من الأجندات التي وضعت للشرق الأوسط وذلك من خلال إنشاء دول تمثل القومية العربية، والكردية والبلوشستانية، والباشتونية والفارسية والتركية والأمازيغية، والدرزية والإسرائيلية…… إلخ.
– ولكن إنشاء الدول القومية كان مرفوضاً وخاصة في السبعينيات من القرن الماضي:-
أ- إيران الشاه، حليف إستراتيجي لأمريكا والتصور الجيوسياسي القومي سوف يفكك إمبراطورية الشاه آنذاك إلى أربع أو خمس دول قومية.
ب- ذلك سوف يغضب تركيا لأنه يحتمل تفقد مساحات كبيرة من أراضيها، وتركيا تعتبر من أهم دول حلف الناتو من الناحية الجيوبوليتيكية العالمية لأنه يوجد بها مضيق البسفور والدردنيل وهما الممران الرئيسيان اللذان يربطان المنافس التقليدي لأمريكا على السيطرة العالمية إلى المياه الدافئة مباشرة وذلك متمثلاً بروسيا الإتحادية.
ج‌- عام 1990م صدام حسين كان مهووس بما يسمى “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” وعندما احتل صدام الكويت كان يملك رابع أقوى جيش في العالم تقريباً، ولو استطاع أن يكمل المسيرة لأصبح يملك أكثر من 60% من إحتياطيات النفط في العالم وما يقارب 40% من إحتياطيات الغاز الطبيعي في العالم!.
– إذاً دولة قومية في عهد الرئيس صدام أمر مستحيل القبول بها لذلك شكل التحالف الدولي بقيادة أمريكا، وتم قلع صدام من الكويت في فبراير 1991م!.
– ربما يتسائل البعض ويقول لماذا الولايات المتحدة والقوى الأخرى في العالم جميعهم يتصارعون على منطقة الشرق الأوسط!؟.
– الإجابة عند مخططي الجيوبوليتيكا (السياسية الجغرافية في العالم).
أولاً: خط التماس للسيطرة العالمية في الجيوبوليتيكا هو خط التماس، خط عرض 30-40.
والممرات المائية الموجودة بهما. فأمريكا بصفتها الدولة الكونية الآن بكل ما أوتيت من سلطان تحاول تمنع القوى القارية من إختراق هذا المجال، والمقصود بالقوى القارية روسيا الإتحادية.
ثانياً: الثروات الضخمة الموجودة في المنطقة وخاصة الثروات الهايدروكاربونية!؟.
ثالثاً: أمن إسرائيل، وتوجد مدارس مازالت تطالب بحلم إسرائيل الكبرى!.
رابعاً: كبح الإقتصادات العالمية العملاقة الناشئة من الإتجاه نحو غرب آسيا وخاصة الصين والهند.
هل نحن اقتربنا من نظام إقليمي خليجي جديد!؟.
نعم نحن الآن اقتربنا من نظام إقليمي جديد، لأن توجد الكثير من المطالبات في المطابخ العالمية لإخضاع المنطقة لتغيير جيوبوليتيكى قسرى، والسبب هو ما قاله برنارد لويس “إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون وفوضويون لا يمكن تحضرهم وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ولذلك فإن الحل هو إعادة إحتلالهم وإستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية…. إلخ”.
وفي عام 2002م صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة، كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي آنذاك، قالت “نريد تحرير العالم الإسلامي ونشر الأسلوب الديمقراطي في ربوعه أولاً، وثانياً تغيير الأنظمة السياسية العربية”.
 والأمريكي رالف بيترز في 2006م وضع التصور التالي لتقسيم الجزيرة العربية وكان ذلك من خلال مقالة حدود الدم “من أجل شرق أوسط جديد أمريكي تلغى الحدود القائمة، ويقسم الدول الحالية، فتتحول الدولة الواحدة إلى دويلات، وتنشأ دولة جديدة، وتكبر دول صغيرة، وتصغر دول كبيرة، وبالنسبة للسعودية وضع تصوره، إضافة مناطق شمال السعودية إلى الأردن، والمنطقة الشرقية ستمتد إلى دولة شيعية على الخليج العربي شمالاً إلى جنوب العراق، وإلحاق جنوب شرق السعودية باليمن، وبالنسبة لوضع الحرمين يوضع تحت سوبر فاتيكان إسلامي، وإبقاء الرياض والمناطق الداخلية للسعودية دولة صحراوية”.
 الأغرب من ذلك كله بالإضافة للمطالبات التي صدرت من بعض الدول الإسلامية التي بينها نزاع وبين المملكة العربية السعودية دينية وأيدلوجية وطالبة بإستقلال أرض الحرمين، الآن المطالبات انتقلت بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى الغرب الصناعي، فمستشاره أكبر دولة أوربية (ألمانيا) فأنجيلا ميركل بعد أن انهكت ميزانيتها من موجات اللاجئون العرب والمسلمين الفارين من حروب الشرق الأوسط واستقبلت ألمانيا الكثير منهم قالت بصريح العبارة “استغرب كثيراً من وجود فقراء في المجتمعات الإسلامية رغم مداخيل الحج تتجاوز 20 مليار دولار لماذا لا تتوزع الأرباح على الفقراء المسلمين… الخ!؟ .
 طبعاً هذا التصور للشرق الأوسط الجديد كان جاهز للتطبيق بعد غزو العراق عام 2003م بطريقة اثنية وطائفية، وفي هذا التصور هو إعطاء دولة عربية للشيعة العرب معادية للدولة الشيعية الإيرانية!. ولكن الإستعجال والهرولة الإيرانية لتحقيق الحلم الفارسي التاريخي دمر عليهم كل شئ، لأنه بمجرد سقوط أفغانستان والعراق، دخلت إيران بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أفغانستان، والعراق،وسوريا، ولبنان، وشكلت ما يسمى هلال شيعي فارسي ضمنياً!. وهذا أدى إلى إرجاء التقسيم الجيوسياسي، وطبعاً واضح للجميع إرجاءه لا يعنى إلغائه!.
 لأن ما يخطط للجيوبوليتيكا اليوم، ربما لا يعلم عنه أحد، إلا بعد فناء أكثر من جيل، بمعنى آخر بعد خمسين عام أو قرن من الزمان، إلا إذا اختلف الطباخين .
والدليل على ذلك وثيقة سايكس بيكو، بقيت في الكتمان إلى أن قامت الثورة البلشفية في روسيا 1917م “وسرب الروس تلك الوثيقة الخطيرة للإعلام!”.
 ولكن حتى مع التسريب لم يحرك العرب ساكناً، ما أشبه اليوم بالبارحة!.
 ربما يطرح سؤال هنا، هل ممكن نظام إقليمي لقطر!؟.
 دول الخليج من الناحية الإستراتيجية كانت ما بينهم علاقة معروفة ضمنا، هو علاقة الظهير أو التخوم بالعمق الإستراتيجي، والعكس صحيح، الآن بعد حصار السعودية لقطر سقطت نظرية العمق والتخوم بالنسبة لدول الخليج العربي!. وأصبحت السعودية مكشوفة أمام العالم، لأن السعودية كدولة مترامية الأطراف تعتبر قلب لأكثر المناطق إلتهاباً في العالم فشمال شرق السعودية العراق تعتبر منطقة سيولة سياسية، في الشمال سوريا منطقة سيولة سياسية، واليمن منطقة سيولة سياسية!. ربما يتبادر لأذهانكم ماذا عن العداء السعودي الإيراني!؟.
 الإجابة نعم منطقة شرق السعودية وبالتحديد إقليم الخليج العربي، منطقة تنافس وعداء سعودي إيراني، ولكن من الناحية الإستراتيجية إيران أأمن على السعودية عن مناطق السيولة السياسية، لأن منطقة التماس ما بين دولتين متجاورتين “تسمى إستراتيجية تحديد من هو العدو!؟” وكيفية إمكانية إتقاء شره!؟. وهذا الأمر تلقائياً السعودية وإيران واضعينه في الحسبان، ولكن مناطق السيولة السياسية هي أخطر المناطق في العلاقات الدولية لأنه “لا تستطيع تحدد من العدو!؟” إذاً أنت دائماً في مكمن الخطر!.
 وخسرت السعودية الثقة المتبادلة مع دول عازلة (buffer zone states) بعد حصارها لدولة قطر، فالكويت، والبحرين، والإمارات وسلطنة عمان الجميع إذا كان عنده هاجساً من الخطر السعودي، أصبح الآن واقعاً !. بأن السعودية في أي لحظة ربما تمارس عليهم بعض الضغوط مثل الحصار أو الإعتداء، وليس بالضروري يكون مشكلة بين السعودية وإحدى الدول الصغيرة، ربما أحياناً لتصدير أزمة، وللعلم ما يقارب 30% أو أكثر من مشاكل العالم تحدث بسبب تصدير أزمة، والبحث عن كبش فداء . لذلك اعتبر المنظومة الخليجية لم تعد مصدر ثقة لدول الخليج العربي!.
 بالنسبة لقطر كدولة صغيرة عندها 1000 خيار للمشاركة وبناء نظام إقليمي جديد ومنها:-
أ‌- مجلس كونفدرالي بين دولة قطر، ودولة الكويت، وسلطنة عمان.
ب‌- تعاون إقتصادي تفضيلي مع تركيا، وإيران، وباكستان، والهند، والسودان.
ج‌- تعاون وتنسيق أمني مع تركيا، وباكستان، والسودان.
د‌- بعد إنتهاء الأزمة مع الجوار، وإستعادة الثقة، تعاون تبادلي إتفاقي بدون الانجرار وراء العاطفة، مع دول الجوار، بالتحديد السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر!.
ه‌- علاقة مع كل العالم كما انجزته دولة قطر على مر العصور في جميع المجالات التبادلية التي تعود بالخير والنفع على الجميع!.
 وفي الختام، ابن ثاني تميم، أمير دولة قطر المفدى، إذا كان خلافكم مع دول الحصار هو الإخوان، وحماس، والجزيرة، وقائمة الطلبات التي فيها ثلاثة عشرة بند مستحيلة وغريبة الشكل وأسطورية وجميعها مخالفة للتشريعات السماوية والتشريعات الوضعية!.
 فنحن، وأقول نحن لأني لم أجلس مع قطري كريم شريف إلا رفض هذه الطلبات أعلاه، لأن هذه إنقاص للسيادة، والسيادة لا تجزأ، ولا تقسم، فطلبات دول الحصار مرفوضة والله حتى لو نعيش على الأسودين، وكيف إذاً ونحن نعيش بفضل الله أولاً، ومن ثم بفضل قيادتك الكريمة في أوضاعاً أحسن من قبل الحصار، وهي الآن أفضل بمائة مرة من دول الحصار .
 هذه المرة وصلت المسألة إلى الكرامة، والكرامة، أوصتنا بها السيدة أسماء ذات النطاقين رضى الله عنها وأرضاها ، عندما استشارها ابنها الشهيد عبد الله بن الزبير في عرض عامل بني أمية الحجاج للصلح ، فأجابته:-
 “إن كنت على حق وتدعوا إلى حق فاصبر عليه، كم خلودك في الدنيا!؟. والله لضربة بسيف في عز، خير من ضربة سوط في مذلة”.
ونحن أهل قطر أحفاد ابن الزبير نقول “والله لضربة بسيف في عز، خير من ضربة سوط في مذلة “.
إلى اللقاء دائماً إن شاء الله ،،
د/فهد بن عبدالرحمن آل ثانى
استاذ الجيوبو ليتكس المشارك ومحامى
www.df-althani.com

نداء لمنظمات حقوق الإنسان

* إنه لأمر مدهش ومثير للريبة والشكوك تركيز منظمات حقوق الإنسان على دول مجلس التعاون الخليجي بأنها هي الأكثر دولاً يوجد بها إنتهاك لحقوق الإنسان, وكأننا نعيش في عالم لا يقطنه إلا الملائكة.
* وهذه الضغوط توضح لنا بأنه هناك مؤامرات تحاك لدول مجلس التعاون الخليجي في الخفاء, وإن ملف حقوق الإنسان هو إحدى مفاتيح الضغط الذي يمارس ضد دول مجلس التعاون الخليجي.
* ولكي نقرأ ونستوعب مايحدث لنا الآن لابد لنا من مراجعة تاريخنا السياسي بالعودة للوراء لمدة قرن من الزمان على أقل تقدير, ففي بداية القرن العشرين بدأت الثورات العربية للمطالبة للإنفصال من الإمبراطورية العثمانية. وتم إستقلال هذة الثورات العربية إستقلالاً بشعاً من القوات الإستعمارية, وكان ظاهرياً هو مساعدة العرب للإستقلال عن الإمبراطورية العثمانية, ولكن في الخفاء السم الزائف مدسوس في الدسم.
* وذلك من خلال إتفاقية سايكس بيكو نوفمبر 1915م – مايو 1916م, وكانت تفاهماً سرياً بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على إقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا (آل ثاني,سايكس بيكو 2002,الموقع).
* وهذه الإتفاقية أعلاه تمثل خارطة الطريق لتمزيق العالم العربي, وضياع فلسطين والمقدسات الإسلامية 1948م, ومازال صداها مستمر لما يحدث لعالمنا العربي والإسلامي إلى يومنا هذا!!.
* وبالنسبة للعرب قرأوا الظاهر فقط, وهو مساندة بريطانيا لهم للإستقلال عن الدولة العثمانية, والدليل على هذا الفرح العارم, هو عندما رسا الأدميرال ويميسي ببارجته (يوريالوس) في ميناء جدة في لحظات النصر الحاسمة, ليقدم تحياته للشريف حسين.
* ولم يكن هناك شك في أن ضخامة حجم بارجة الأدميرال كانت مسؤولة بشكل كبير عن الإنطباع الذي يكون لدى الشريف حسين بشأن قوة بريطانيا.
وقال الشريف حسين “أن بريطانيا تعتبر بحراً ضخماً من القوة وكلما كانت قوتها أكبر كلما كان نحن أقدر” (توماس 71).
* هذه البارجة المشؤومة سوف نستخدم نفس إسمها (كمصطلح) علي الإنجازات الخليجية العربية التي حدثت في العقد الأول من الزمان في بداية القرن الواحد والعشرون, ففي هذه الفترة فرح العرب فرحاً عارماً وكل من يحب العرب والمسلمين بالنتائج التي تحققت لدول مجلس التعاون الخليجي العربية التالية :-
أولاً: وصول بارجة (يوريالوس) إلى ميناء الدوحة حاملة تنظيم كأس العالم لدولة قطر 2022 م.
ثانياً: وصول بارجة (يوريالوس) إلى ميناء جبل علي في دولة الإمارات العربية (دبي) المتحدة, لتنظيم إكسبو 2020 م.
* وطبعاً كل شخص طبيعي وعنده الإنتماء القومي العربي, والإلتزام الديني الإسلامي سيفرح بالنتيجتين أعلاه, بشرط أن لا تكون لا بارجة يوريالوس 2022 م, ولا بارجة يوريالوس 2020 م, تمثل حصانين طروادة من خلال مؤامرات تحاك لدول مجلس التعاون الخليجي العربي.
* لأن المفاجأة الحقيقية بمجرد بدء دولة قطر للإستعداد لبناء المنشأت لكأس العالم 2022 م, وبمجرد بدء دولة الإمارات العربية المتحدة للإستعداد لإكسبو 2020 م, بدأت منظمات حقوق الإنسان بكل شراسة بمواجهة قطر وجميع دول مجلس التعاون الخليجي العربي من خلال ما يسمى بملفات إنتهاك حقوق الإنسان, علماً بأن قطر والإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي العربي, لم تنتهك حقوق الإنسان حتى بنسبة 1/1000 لما يحدث في العالم.
* والأمر المريب الغريب منظمات حقوق الإنسان صابة جم غضبها على دول مجلس التعاون الخليجي وتاركة مايحدث في العالم, فعلى سبيل المثال لا الحصر, أين منظمات حقوق الإنسان من التالي:-
أولاً: البرازيل وتحالفها مع الفيفا لتنظيم كأس العالم 2014, فالبرازيل عدد سكانها 202 مليون نسمة, والطبقة الوسطى مابينهم 50% فقط, أما ما تبقى من السكان 101 مليون نسمة فهم ليسوا من طبقة صغار الموظفين والعمال, وإنما هم من الطبقة الكادحة التي تقاتل لتوفير قوت اليوم, وتقطن في أردأ أنواع المساكن أو مايسمى بـ (slum area) مدن الصفيح, ويوجد مابينهم 16 مليون نسمة تحت خط الفقر. الصدمة الكبرى أن البرازيل تنفق 6 مليار دولار, ويتوقع أن تصل إلى 14 مليار دولار لتنظيم كأس العالم, أليس من باب أولى إنفاق هذه المبالغ الضخمة في مشاريع إنتاجية لإستيعاب بعض الكوارث البشرية في البرازيل بدلاً من كأس العالم, ونسأل منظمات حقوق الإنسان, أين إنتهاك حقوق الإنسان الأن في الدولة التي فيها 16 مليون جائع وتستثمرفي مشاريع ترفيهية لا تقدم ولا تؤخر؟ أم النزاع على عقود مدنية!؟.
ثانياً: الولايات المتحدة الأمريكية الدولة ذات القوة الأحادية لقيادة العالم إلى هذه اللحظة من دون منازع, وتملك أكثر من ربع الإقتصاد المحلي العالمي, ويبلغ إنفاقها العسكري أكثر من 50% من إنفاق العالم أجمع على القوات المسلحة, والصدمة الكبرى يوجد بها 47 مليون فقير وذلك ما يعادل 15% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية, ونسأل منظمات حقوق الإنسان, أين يوجد إنتهاك حقوق الإنسان في الدولة العظمى التي يوجد بها 47 مليون فقير!؟ أم النزاع على عقود مدنية!؟.
ثالثاً: سوق الرقيق (العبيد) الإتفاقية الخاصة بالرق, وقعت في جنيف يوم 25 سبتمبر 1926م وتوجد مادة واضحة وصريحة لمنع تجارة الرق في العالم.
 فالمادة (2) (يتعهد الأطراف السامون المتعاقدون, كل منهم في ما يخص الأقاليم الموضوعة تحت سيادتة أو ولايته أو حمايته أو سلطانه, أو وصايته, وبقدر كونه لم يتخذ التدابير الضرورية لذلك:-
أ‌- يمنع الإتجار بالرقيق والمعاقبة عليه, ب- بالعمل, تدريجياً وبالسرعة الممكنة, على القضاء كلياً على الرق. بجميع صوره).
* ومع كل هذه التشريعات ضد الرق والتي بدأت منذ 1885م وماتلاها من تشريعات, سوف تنصدمون عندما نقول لكم يوجد في العالم الآن عام 2014م 30 مليون إنسان يعامل كعبد, نعم في العالم الآن 2014م 30 مليون إنسان رقيق (عبد), بمعنى آخر يعامل كالسلعة البهائمية 100%, يباع, ويشترى, ويمنح, ويهدي, أجل الله البشر يعامل كالبهائم تماماً, ونعرف الدول والمناطق الجغرافية بالتحديد التي يوجد بها هؤلاء البشر المضطهدون, ولكن لحساسية الموضوع سنتجنب ذكر أسم المناطق التي يوجد فيها الإعتداء على الإنسانية.
 ولكن السؤال الذي يطرح نفسه, أين منظمات حقوق الإنسان من هذه الجرائم البشرية!؟.
غرضاً ما من منظمات حقوق الإنسان مشغولة في النزاعات على العقود المدنية!؟.
رابعاً: الفقر والجوع في العالم, 22% من سكان العالم وذلك ما يعادل 1.5 مليار نسمة يعتبرون فقراء حسب تصنيفات البنك الدولي, ويعتبر مليار شخص منهم جائع, أي لا يوجد ما يسد رمقه اليومي, وأهم الدول التي يوجد بها فقراء في العالم ((الهند, والصين, وبنجلاديش والبرازيل (منظمة كأس العالم 2014م), وإندونيسيا, ونيجيريا, وفيتنام, والفلبين, وباكستان, وأثيوبيا)).
* والسؤال الذي يطرح نفسه, أين منظمات حقوق الإنسان من هذه الكارثة البشرية!؟ أم إن منظمات حقوق الإنسان مشغولة للبحث في النزاع حول بعض العقود المدنية!؟.
خامساً: اللاجئين في العالم, كلمة لاجئ هي المصطلح الملطف لكلمة مشرد, والمشردين في العالم حسب التسجيل الرسمي لإحصائيات عام 2012م, 7.6 مليون نسمة, منهم 4 مليون مشرد من منطقتنا الشرق أوسطية وذلك ما يعادل 55% من المشردين أو اللاجئين في العالم, وأسباب تشريد هولاء 4 مليون إنسان في المنطقة العربية والإسلامية معروف مصدره بالتحديد.
إذاً, أين منظمات حقوق الإنسان من المطالبة بحقوق هؤلاء المشردين, أم منظمات حقوق الإنسان مشغولة في النزاع على عقود مدنية!؟.
سادساً: دولة فلسطين, القرار 181 هو قرار أصدره مجلس الأمن الدولي 29 نوفمبر 1947م بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية, وكان بموجب هذا القرار يتم تقسيم فلسطين بين العرب واليهود, وكان التقسيم 56% من أراضي فلسطين لنشأة ما يسمى دولة إسرائيل, و44% لدولة فلسطين, اتفقنا أو اختلفنا هذا الأمر لا يجدي في هذه اللحظة!!.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه, أين دولة فلسطين على 44% من الأراضي الفلسطينية يا منظمات حقوق الإنسان!؟. أم منظمات حقوق الإنسان مشغولين للنظر حول عقود مدنية!!؟.
سابعاً: بورما وما أدراك ما بورما, وذلاً لم أسمع عنه في كل مراحل تاريخ البشرية, عدد سكان بورما 50 مليون نسمة, وعدد المسلمين 10 مليون, أي 20% من السكان, و20% هولاء محرومون من كل شئ, وسأذكر لكم فيض من غيض:-
1) لا تسمح الحكومة للمسلمين بطباعة الكتب الدينية وإصدار المطبوعات الإسلامية إلا بعد إجازتها من الحكومة وهذا أمر صعب جداً.
2) عدم السماح لهم بإطلاق لحاهم أو لبس الزي الإسلامي في أماكن عملهم.
3) تصادر الحكومة ممتلكات الأوقاف والمقابر المخصصة للمسلمين وتوزعها على غيرهم أو تحويلها إلى مراحيض عامة أو حظائر للخنازير والمواشي.
4) يتعرض كبار رجال الدين للإمتهان والضرب ويتم إرغامهم على العمل في معسكرات الإعتقال.
5) يمنع إستخدام مكبرات الصوت لرفع آذان الصلاة المكتوبة.
6) تتدخل الحكومة بطريقة مشروعة في إدارة المساجد والمدارس بهدف فرض إدارتها عليها.
7) يمنع المسلمون من آداء فريضة الحج بإستثناء قلة من الأفراد الذين تعرفهم الحكومة وترضى عن سلوكهم.
8) منع ذبح الأضاحي.
9) هدم المساجد وتحويلها إلى مراقص وخمارات وطمس الهوية والآثار الإسلامية.
10) فرض الثقافة البوذية والزواج من البوذيات وعدم لبس الحجاب للبنات المسلمات والتسمي بأسماء بوذية.
11) تسعى السلطات البوذية دائماً لإلغاء حق المواطنة من المسلمين, إذ تم إستبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد بأنهم ليسوا مواطنين.
12) كما يعاني المسلمين في بورما من عمل السخرة, أي العمل القهري المجاني للدولة.
13) زواج وإنجاب المسلمين في بورما, لا زواج للمسلم قبل أن يبلغ 30 سنة من العمر, ولا زواج للمسلمة قبل أن تصل إلى 25 سنة من العمر, والنسل محدد.
14) محاولة نشر مرض الإيدز بين شباب المسلمين في بورما.
* كل ما ذكرناه أعلاه غيض من فيض!. ولكن أين منظمات حقوق الإنسان من كل هذه الجرائم البشرية التي لم تحدث في التاريخ إطلاقاً!؟. أم بعد الإنتهاء من النظر في النزاع على بعض العقود المدنية سيذهبون إلى بورما!!.
* وبعد أن تطرقنا أين منظمات حقوق الإنسان من ما يحدث في الدول والمناطق الجغرافية المذكورة سلفاً, سنناقش الآن, أين المشكلة التي تبحث فيها منظمات حقوق الإنسان في دول مجلس التعاون الخليجي العربي!؟.
* كما ذكرنا سلفاً حصان طروادة في عصرنا هذا هو بارجة يوريالوس لتنظيم كأس العالم 2022م في الدوحة، وبارجة يوريالوس لتنظيم إكسبو دبي لعام 2020 م.
* ولكن يجب أن يعلم الجميع, بأنه لا الدوحة ولا دبي قدمت معلومات مضللة للمنظمين لخداعهم لإعطاء الدوحة تنظيم كأس العالم 2022م, ولخداعهم لإعطاء دبي تنظيم إكسبو 2020م, فالمدينتين قدمتا المعلومات الصحيحة بنسبة 100%, وذلك من خلال شكل أنظمتها السياسية, وسلطاتها التشريعية, وسلطاتها القضائية, وبرامجهم الإقتصادية, ومشاريعهم المختلفة المختصة بالحدث أو غير مختصة بالحدث.
* ومندوبي اللجان المنظمة قدموا إلى الدوحة, وإلى دبي وفحصوا كل المستندات وعملوا زيارات ميدانية لجميع المواقع كلاً حسب إختصاصه, وتم قبول ذلك بنسبة 100%!.
* إذاً أين المشكلة عندما يكون هناك إيجاب من شخصية إعتبارية وهي قطر ودبي من دون تدليس, وقبول من الفيفا ومنظمي إكسبو من دون تدليس، فهنا تلاقت الإرادات, وأي منسحب من الأطراف سوف يتحمل الخسائر المترتبة على هذا الإنسحاب, والتعويضات المستحقة للطرف المتضرر!!.
* إذاً بالنسبة لكأس العالم قطر 2022م, وإكسبو دبي 2020م, أصبح الأمر مفروغ منه فهو ملزم لكل الأطراف!!.
* المشكلة بفعل فاعل شيطاني فتح باب جديد وهو النزاع حول عقود العمال, وهذا النزاع كله يعتبر كلام مرسل كله مفروغ منه قانوناً, ولا يحق لأي دولة أو منظمة ما أن تنتهك سيادة دولة أخرى.
* أما بالنسبة للمخالفات التي تحدث في قطر والخليج العربي من أرباب العمل سواء كانوا أشخاص إعتباريين أو طبيعيين فتوجد له عدة حلول, من دون التدخل في سيادة الدول.
* فدول مجلس التعاون الخليجي تعتبر من أغرب النماذج العالمية في العالم, فسكان دول مجلس التعاون الخليجي يعتبرون أقلية في دولهم, وأخطر هذه الدول تأتي في المرتبة الأولى دولة الإمارات العربية المتحدة, وثانياً دولة قطر, وثالثاً دولة الكويت ويليهم دول المجلس الأخرى بدرجة أقل, ولذلك في أي تعديل لقانون العمالة الوافدة يجب أن يراعى ما ذكر سلفاً.
ونعود ونكرر يجب أن يتم التشديد على أرباب العمل في حالة مخالفتهم القوانين.
* والقانون القطري واضح وصريح, وتبدأ عملية إستقدام موظف أو عامل في قطر بالتفاوض مع العامل في بلده الأصلي, ويشمل هذا التفاوض, الأجر, السكن, وسيلة النقل, والرعاية الصحية, والأجازات…….الخ.
* بمعنى يتم تلاقي الإرادات بين العامل المستقدم, وبين رب عمله المحلي, والعامل مازال في موطنه الأصلي, وعند وصول العامل تكون الإرادات الصحيحة قد التقت بنسبة 100% بالإيجاب والقبول. إذاً أين المشكلة!؟.
* المشكلة بعض أرباب العمل يخالفون بنود التعاقد بينهم وبين عمالتهم المستقدمة, في هذة الحالة يجب على جهه الإختصاص وبإشراف من منظمات حقوق الإنسان معاقبة رب العمل وليس معاقبة قطر والقطريين أو الخليج أو الخليجيين, والعقوبات هذة يجب أن تشتمل على شقين جنائي ومدني, وكذلك لابد من عقوبة إدارية تفرض على رب العمل مثل حرمانه لفترة زمنية محددة من إستقدام أي عمالة أجنبية, وعقوبة إقتصادية مثل حرمان رب العمل لفترة زمنية من الدخول في أية مناقصات للقطاع العام, وفرض على الشخصية الإعتبارية التي يمثلها أو يملكها عقوبات إدارية مثل الوقف عن العمل لفترة زمنية محددة…..الخ.
* وهذه التشريعات المقترحة أعلاه, يفترض أن تتم من خلال لجان وطنية يمثلها القطاع الأهلي والعام, مثل مشاركة كوكبة من المحامين القطريين على أن يتم ترشيحهم من الأستاذ رئيس جمعية المحامين, وكوكبة من القضاة, وغرفة التجارة, وكوكبة من أساتذة القانون وبمشاركة بعض أساتذة السياسة والسكان وعلم الإجتماع, وعلى أن يمثل القطاع العام وزارة الداخلية, ووزارة العدل, ووزارة العمل, بشرط أن يكون جميعهم من القطريين, وسوف أقول لكم لماذا من القطريين في نهاية المقال!!؟.
* وللعلم قطر لاينقصها تشريعات, فقانون العمل رقم (14) 2004م واضح وصريح يقدم الحماية للعمالة المستقدمة أفضل مما يقدمة لرب العمل القطري!.
* وحتى بالنسبة للكفالة للعمالة الأجنبية, وخروجهم من البلاد, القانون القطري في حالة تعسف رب العمل قدم حلولاً, فعلى سبيل المثال لا الحصر, المادة رقم (12) من القانون 4 لسنة 2009م الخاص بتنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم وكفالتهم ((يجوز للوزير, أو من ينيبه, نقل كفالة العامل الوافد بصفة مؤقتة, في حال وجود دعاوي بين الكفيل والعامل الوافد.
وللوزير أو من ينيبه, على نقل كفالة العامل الوافد, الذي لا يسري عليه قانون العمل, إلى رب عمل آخر في حالة ثبوت تعسف الكفيل, أو إذا أقتضت المصلحة العامة ذلك.
ويجوز لذات الأسباب, بموافقة الوزير، أو من ينيبه, بناءاً على طلب العامل وموافقة وزارة العمل, نقل كفالة العامل, الذي يسري عليه قانون العمل, إلى رب عمل آخر)).
* إذاً هذة المشكلة محلولة, ولكن بعض فقهاء القانون القطريين متحفظين على المادة رقم (12), بأن تنفيذها صعب, لأنها من صلاحية الوزير, والوزير مسئول عن الدولة بأكملها, ويرون لو يتم مناقشة هذه المادة وإعادة توصيفها وتفسيرها, وإعطاء محكمة العمال أو محكمة البحث والمتابعة, البت فيها مباشرةً حتى لايتم التأخير البيروقراطي، لأن الوصول إلى معالي الوزير, وربما يأخذ الأمر ستة شهور أو أكثر لإستصدار قرار الوزير!!.
* كتبنا هذا الموضوع لأن كل ما يثار عن العمالة الوافدة زوبعة في فنجان والهدف منه أخبث وأكبر من قضية العمالة الوافدة، وهو التأثير على سيادة دول مجلس التعاون الخليجي العربي أو شطبها من الخارطة.
* فتوجد مقولة مشهورة لتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق عندما قدمت له دراسة بأنه في عام 2030م سيصبح عدد الأجانب في بريطانيا، 10% من جملة السكان فصرخ توني بلير قائلاً (إذا وصل عدد الأجانب في بريطانيا 10% عام 2030م معنى ذلك انتهت بريطانيا)، إذاً ماذا نقول عن دولة الإمارات العربية المتحدة ونسبة الأجانب من جملة السـكان ــ %، وماذا نـقول عن دولة قطر ونـسبة الأجانب من جملة السكان ــ %، وماذا نـقول عن دولة الكويت ونـسبة الأجانب من جملة السكان ــ %!!.
* وفي الختام بالنسبة لما ذكرنا لكم سلفاً يجب أن يكون أعضاء اللجنة جميعهم من القطريين، لأن في إحدى السنوات دعيت إلى لجنة مشكلة في دولة قطر، وذلك لمناقشة النمو السكاني في قطر، وقبل أول إجتماع أعددت بحثاً للآلية الممكن عملها لزيادة عدد المواطنين في قطر.
* فكان من ضمن الموجودين خبير عالمي، وعندما بدأنا النقاش، وجاء دوري ركزت في حديثي، ما هي الآلية التي يفترض أن يتم فيها زيادة عدد المواطنين القطريين!؟.
* فاحتج الخبير العالمي الأجنبي على رأيي وقال: “نحن مجتمعين لدراسة تحديد النسل في دولة قطر!!”.
* فصعقت آنذاك، وحدث بيننا جدال شديد اللهجة، وانسحبت من تلك اللجنة!!.
* وأطالب بالقطريين فقط في أي لجنة قادمة إن شاء الله، لأننا نخشى أن يأتي خبير عالمي ويقترح دراسة جديدة وهي تجنيس العمالة الأجنبية في قطر!!؟.
وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله…

أمـة تتلاشـى

أمـة تتلاشـى
 من خلال متابعتنا للمدارس العالمية لاحظنا كل الأمم في العالم عندها تصورات إستراتيجية لوضعهم الحالي، ولمستقبلهم قريباً ومتوسط المدى هو عادةً يخطط للأمم للفترة الزمنية القصيرة المتزامنة مع مدى الحياة للأجيال المعاصرة ما بين خمسة عقود من الزمن إلى عشرة عقود من الزمن (قرن كامل). وهناك تصورات وفرضيات توضع لفترات طويلة المدى ربما تصل لعدة قرون من الزمن.
 إلا بالنسبة لأمتنا العربية والإسلامية، وخاصةً دول الخليج العربي حاولت أن أبذل أقصى جهد ممكن للبحث عن أي تصور إستراتيجي لدول الخليج العربي، بشرط أن يكون مصدر التصور الرئيسي هم أبناء دول الخليج العربي، ويؤسفنا أن نصرح بأننا لم نجد أي تصور للمنطقة منذ القرن الخامس عشر الميلادي أي منذ خمسة قرون مضت!!.
 أما بالنسبة للعالم المتقدم في الغرب والشرق فيوجد عندهم مراكز متخصصة تسمى (Think Tank) بنوك المعلومات التي تضع تصورات إستراتيجية لأممها من الناحية المحلية، والإقليمية، والعالمية….. إلخ.
 ولاحظنا بعض هذه المراكز وضعت تصورها الإستراتيجي بناء على توصيات من أسلافهم، ومنهم بعض القادة المهزومين وضعوها كوصايا لخلفائهم في المستقبل، فنلاحظ على سبيل المثال لا الحصر:-
“وصية الملك لويس التاسع ملك فرنسا وقائد الحملة الصليبية على مصر 1249م، وهي أخطر وصية لضرب المسلمين، ووضعت منذ تسعة قرون وتدرس في العالم الغربي”.
أولاً: إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فلنعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً على إضعاف المسلمين.
ثانياً: عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية من أن يقوم فيها حكم صالح.
ثالثاً: إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
رابعاً: الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه.
خامساً: العمل على قيام دولة غريبة في المنطقة تمتد ما بين غزة جنوباً، وأنطاكيا شمالاً ثم تتجه شرقاً وتمتد حتى تصل إلى الغرب.
طبعاً لو اختبرنا التوصيات الخمس أعلاه جميعها تحققت، بما فيها التصور الخامس هو إنشاء بما يسمى بدولة إسرائيل في أرض فلسطين، والذي يخطط له الآن كيفية إنشاء دويلات طائفية وقومية حول إسرائيل وخاصةً من الدول التي ممكن أن تشكل على إسرائيل خطورة، ونحن للأسف الشديد ماكثين في سبات عميق لربما أفضل من خطط فينا، من طبق نظرية من (صادها عشاها عياله!).
* ولكن هل فعلاً لا يوجد ولا تصور إستراتيجي لمنطقة الخليج العربي!؟ وربما هذا السؤال يعتبر حجة ضدنا من الناحية الشخصية، ولكن كما ذكرنا سلفاً لا يوجد ولا تصور إستراتيجي نابع من أبناء المنطقة أنفسهم، أما تصورات القوى العالمية للمنطقة والخليج العربي بالتحديد فهي كثيرة وذكرناها بالفعل أكثر من مرة في بحث محكم لنا النظام الإقليمي الخليجي، وفي مقالة السيناريوهات الإستراتيجية لأمن الخليج العربي، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، أولاً الإستراتيجية البريطانية التفتيت والحماية عام 1852، ثانياً الإستراتيجية البريطانية بعد إنسحاب تركيا 1913م، ثالثاً سيناريو ما قبل الإنسحاب البريطاني تجميع التفتيت 1969م، رابعاً مبدأ أنيكسون- العاموديين المتساندين 1969م، خامساً منظومة النظام الإقليمي الخليجي 1976م، سادساً مبدأ كارتر 1979م، سابعاً مبدأ أريغان، ثامناً مبدأ بوش الأب، تاسعاً مبدأ كلنتون الإحتواء المزدوج، عاشراً مبدأ بوش الإبن.
* لتجنب التكرار كل السيناريوهات المذكورة أعلاه للمنطقة وضعت بواسطة أولاً المملكة المتحدة وبعد بدء عملية إنسحابها من منطقة الخليج العربي عام 1970م تقريباً، كان وريثها في المنطقة الولايات المتحدة الأمريكية، وأهم الأهداف لهذه التصورات الإستراتيجية هي:-
أولاً: إبعاد الإتحاد السوفيتي في عهد السوفيت عن المياه الدافئة، ثانياً المحافظة على أمن مناطق الطاقة، ثالثاًَ المحافظة على أمن إسرائيل.
* ومن هنا من حق المتابع الكريم أن يسأل، أنا كمواطن عادي يهمني التالي، وهو بما يتوافق مع حديث الرسول (ص) “من أصبح آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا”.
* نحن من ناحية شخصية ندعوا من الله سبحانه وتعالى أن يديم الله هذه النعمة، ونحمده ونشكره عليها.
* ولكن في السياسة الدولية هناك عدة تصورات حسب المصلحة منها التفتيت والتجميع، ومنها الفوضى البناءة … إلخ، ومن ضمن هذه التصورات، إذا كانت خططنا الإستراتيجية ليست نابعة من أبناء المنطقة أنفسهم، وإنما نعتمد على القوى الأجنبية لكي يضعوا لنا التصورات الإستراتيجية الأمنية على أقل تقدير ولأن 45% من إحتياطيات النفط في العالم، و15% من إحتياطيات الغاز الطبيعي في العالم التي يعتمدون عليها موجودة عندنا أولاً، وثانياً الريع الذي نحصل عليه نستثمره في الصناديق السيادية في نفس الدول التي توفر لنا الحماية وإذا كان الإعتقاد أن هذا الضمان كافي، فنحن نختلف مع الكثيرين، فالسياسة الدولية قائمة على مبدأ التدوير والتعديل، وذلك لكي يتوافق ويتواكب مع السياسة الدولية، والتصور العالمي للسياسة الجغرافية، وأعتقد لا نحتاج لكي نقدم أدلة، فالأدلة موجودة من ضمن السيناريوهات الإستراتيجية التي وضعت لإقليم الخليج العربي منذ عام 1852م، فذكرنا سلفاً عشرة تصورات إستراتيجية وضعت للمنطقة بدأت أولاً بالسيناريو البريطاني عام 1852م، وانتهت عاشراً بمبدأ بوش الإبن، والإستفسار هنا لماذا هذا التغيير في التصورات الإستراتيجية للمنطقة!؟.
* الإجابة سهلة جداً كما نقول دائماً بأن الجغرافيا السياسية، كمجال جيوسياسي مكاني ثابتة (static)، ولكن السياسة الجغرافية (الجيوبوليتيكس) متحركة (dynamic)، إذاً نحن لا نخاف من المكان، فالمكان هو المكان، والشعوب هي الشعوب التي تقطن المكان، ولكن مخاوفنا من عنصر السياسة الجغرافية المتحرك، بحيث يؤدي أحياناً إلى شطب شخصيات إعتبارية قانونية لوحدات سياسة قائمة، وتحويلها إلى مرحلة سيولة ومن ثم إعادة تشكيل المجال الجيوسياسي، مرة أخرى وذلك لكي يتواكب مع سياسة جغرافية جديدة!!.
* فمثلاً الحزام الأخضر الإسلامي، صمم بواسطة بريجنسكي عام 1977م- 1981م، وذلك أثناء الحرب الباردة من أجل إنشاء قوة أيدلوجية مضادة للإتحاد السوفيتي، وهذه القوة تتمثل بالعالم الإسلامي تمتد من آسيا الوسطى شاملة منطقة الشرق الأوسط الكبير، وهذه القوة ستكون على إستعداد لمقارعة الأيدلوجية الإلحادية للإتحاد السوفيتي آنذاك، وكان من الممكن أن يؤدي إلى حرب عالمية ما بين الحزام الأخضر والإتحاد السوفيتي ونتيجة ذلك ستنتهي القوتين العالميتين وتتحول إلى شتات مناطق جيوسياسية متناحرة، وفي هذه الحالة ستنفرد أمريكا بالقطبية الأحادية.
* ولكن نفس المفكر أعلاه صدم بأن زوال الإتحاد السوفيتي جاء بطريقة أسهل من إنشاء وحدة لدول الحزام الأخضر، وذلك من خلال خسارة الإتحاد السوفيتي حربه في أفغانستان أثناء ثمانينات القرن الماضي، وهذه الخسارة كانت المسمار الأخير الذي دق في نعش الإتحاد السوفيتي، وتفكك جمهورياته، مما أدى إلى إنهياره وخسر كذلك تحالفاته في أوربا الشرقية، وإنهيار حلف وارسو العسكري، وإنهيار كتلة الكوميكون الإقتصادية. ونتيجة ذلك أصبح واضح وجلي بأنه لا يوجد حاجة لإنشاء ما يسمى الإتحاد ما بين الحزام الأخضر الإسلامي وبقي هذا الملف في ادراج مراكز الأبحاث محفوظاً!!.
* ولكن صدمت مراكز المعلومات العالمية (Think Tank) إعتداء 11 سبتمبر 2001م على الولايات المتحدة، وذلك مما أدى أن تثأر أمريكا من طالبان والقاعدة وكانت النتيجة إحتلال أفغانستان أولاً، وتلاها العراق ثانياً، وبداية تطبيق مبدأ الفوضى البناءة مما جعل المنطقة في حالة سيولة أو شبه سيولة وتحركت الشعوب العربية والإسلامية لتقرير مصيرها، وبطريق مباشر الثورة في تونس، ومصر وليبيا، واليمن ….. إلخ.
* النقطة الخطيرة التي اكتشفتها مراكز المعلومات، أن جميع الدول التي جرى فيها إنتخابات سواء من دول الثورات المذكورة أو غيرها، وأية إنتخابات كانت سواء بلدية أو تشريعية، أو رئاسية، جميع الإنتخابات يفوز بها الأحزاب ذات الميول الإسلامية، ومن هنا أدركت مراكز التخطيط العالمي بأن في الطريق في العقد الثاني في الألفية الثانية أو في ما يقارب 2020م سيتشكل ما يسمى الحزام الأخضر الإسلامي ، ولكن هذا الحزام حقيقي سيتكون من إرادة أبناء المنطقة وليست حزام لضرب قوى أخرى كما ذكر سلفاً قبل إنهيار الإتحاد السوفيتي.
* إذاً كان جلياً أمام مراكز الأبحاث العالمية هو نشوء ثلاث قوى أو أربع قوى عالمية وهم في الشرق الأوسط الكبير وآسيا الوسطى الحزام الأخضر الإسلامي، وفي الشمال عودة روسيا الإتحادية لمحاولة تحقيق تحالفات في وسط آسيا وفي مناطق القرم والبحر الأسود وشرق أوربا، وفي الشرق الأقصى بزوغ التنين أوالمارد الصيني، ومن هنا لابد من ضرب هذه التحالفات، ومن التصورات لضرب هذه التحالفات هو التالي:-
* إخراج الصين من أفريقيا ومنطقة الخليج العربي بشقيها العربي والإيراني، وذلك من خلال عمل تحالف إيراني سوري أمريكي، وذلك يعني المحور الإيراني،العراقي ، السوري، الأمريكي، ضد المحور السوداني وزيمبابوي وباكستان وبورما وهذا يعتبر المحور الصيني (عبد الله ص224)، الأمر الخطير هنا، هو أن باكستان سوف تكون من ضمن المحور الصيني الذي يعتبر معادي للمحور الأمريكي، والملاحظة المرعبة هنا التي يجب التوقف عندها هو إعتبار الباكستان من ضمن المحور الصيني.
* إذاً باكستان في التصور الجديد ستتحول من حليف لأمريكا في جنوب شرق آسيا، إلى عدو، وإذا تحولت باكستان إلى عدو لأمريكا، وباكستان تعتبر حليف إستراتيجي للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، فالإحتمال الأقوى هنا تحول دول الخليج العربي من حليف إستراتيجي لأمريكا، إلى معسكر معادي لأمريكا. إذاً ما هي الأهداف وراء صناعة هذه التحالفات الغريبة:-
أولاً: إخراج الصين من المنطقة لتجفيف مصادر النفط والغاز الطبيعي التي من الممكن أن تسيطر عليها الصين في الخليج العربي وأفريقيا. وإرجاعها إلى أن تبحث عن مناطق طاقة هايدروكاربونية أخرى، ومن هنا ستتجه أنظار الصينيين إلى سيبيريا الشرقية للحصول على الطاقة، والإحتمال الأقوى أن تكون منطقة سيبيريا الشرقية منطقة إصطدام ما بين الصين وروسيا الإتحادية، وهنا إحتمال قيام حرب عالمية في مناطق الشرق الأقصى!.
ثانياً: المحور الإيراني السوري الأمريكي، سيكون دوره الأول إخراج الصين من أفريقيا والخليج العربي، وسيكون دوره الثاني وهو القصد الخبيث لمخطط السياسة العالمية، وذلك لضرب المسلمين بعضهم ببعض، فالمحور الإيراني السوري الأمريكي سيكون ذو غالبية مسلمة شيعية بشكل بسيط ربما تصل نسبة الشيعة فيها ما بين 50% إلى 40% ولكن سيكونون هم صاحبوا القرار، ومناطق الحزام الأخضر ستكون ذات غالبية مسلمة سنية شبه مطلقة، وكما نعلم جميعاً أن العالم الإسلامي، يشكل مسلموا السنة 94%، والشيعة الجعفرية 5% (آل ثاني، العالم ص89)، ومعروف من خلال الصراعات القوى الأجنبية تحاول تقوية الأقليات على الأغلبية، وذلك لضمان ولاء الأقليات بعد تحقيق النصر!. ومن هنا خرجت دراسات أمريكية من بنوك المعلومات، وهو في حالة نشأة حزام أخضر إسلامي، أفضل طريقة لضربه وتفتيته هو وجود محور إيراني سوري أمريكي!!.
* السؤال الذي يطرح نفسه هنا، أين دول الخليج العربي من هذا الصراع!؟.
* الإحتمال الأقوى بأنه سيطبق في الخليح نظرية الفوضى البناءة، ومن هنا ستصبح الشخصية الإعتبارية القانونية لدول الخليج العربي تتعايش مع مرحلة إختبار كبيرة من الخطر!. وهذا لو اختبرنا المدرسة البيولوجية في الجغرافيا السياسية لوجدنا التالي (إن الدولة كينونة بيلوجية جذورها في الأرض، وكينونة معنوية وخلقية مستمدة من إرتباط الإنسان بأرض يعمل فيها ويتغذى على مصادرها ويحتاج إلى حمايتها وحماية حياته).
* وأي إهتزاز للجانب المعنوي يؤدي بطريقة سليمة أو غير سليمة إلى تغيير الشخصية الإعتبارية للدولة، والأسئلة على ذلك كثيرة ومنها في المملكة المتحدة، في أواخر عام 2014م سيحدث إستفتاء في إسكتلندا، هل ستبقى من ضمن المملكة المتحدة أو تستقل عن المملكة المتحدة!؟. وفي حالة إستقلال إسكتلندا عن إنجلترا ستثار عدة نقاط:-
1- هل ستبقى إسكتلندا من الدول المستخدمة للجنيه الإسترليني أم لا!؟.
2- هل إسكتلندا ستدخل من ضمن دول الإتحاد الأوربي!؟.
3- هل لو دخلت إسكتلندا من ضمن دول الإتحاد الأوربي ستستخدم اليورو كعملة رئيسية لها!؟.
4- كيفية توزيع الإستثمارات والأصول والحقوق والواجبات المترتبة على المملكة المتحدة، وما هو نصيب الشخصية الإعتبارية للدولة الإسكتلندية الجديدة منها!؟. هذا كله والإنفصال سيتم بطريقة سلمية!.
* ولنتخيل الآن السيناريو الأسوأ عندما تنتهي الشخصية الإعتبارية للدولة بطريقة غير سليمة، بمعنى آخر وفاة دولة القانون، سواء بإندماجها في عدة دول!، أو تفتيتها إلى عدة دول سوف نسأل أنفسنا مرة أخرى (من الوريث الشرعي للشخصية الإعتبارية القانونية للدولة المتوفية معنوياً!.) الإجابة في قانون الأحوال الشخصية عندما يتوفى شخص طبيعي، ولم يعرف له وريث يستحق تركته يتم الإعلان عن وفاته لفترة زمنية محددة وبعدها تصبح الدولة الوريث الشرعي له، أليست الدولة ولي من لا ولي له!!؟.
* وفي القانون الدولي عند إنقضاء شخصية إعتبارية لدولة عن طريق العنف ولم يبرز لها وريث شرعي انتقلت إليه السلطة بطريقة قانونية للشخصية الإعتبارية المنقضية، فجميع إستثمارات هذه الشخصية الإعتبارية في السوق الدولية سوف تجمد وتدار في الدول الأخرى على شكل ودائع أو أمانات (Trust) إلى فترة ربما تصل إلى الخمسين عام ومن ثم تصادر هذه الأموال وتحول إلى إستثمارات وقفية (Endowment Fund ) لصالح الدولة الحاجزة للأمانات لمدة خمسين عام كمكافأة لها لإدارة الودائع والأمانات أو الإشراف عليها !!.
* ومن هنا نحن أبناء الخليج العربي ومعظمنا تحت مظلة الإتحاد شبه الكونفدرالي المسمى بمجلس التعاون الخليجي العربي، وبما أن نزاعاتنا المستمرة، تشكل خطراً محدقاً على الشخصية الإعتبارية لدول مجلس التعاون الخليجي العربي، وتشكل خطراً على أموالنا التي حرمنا أنفسنا منها، أو بقدرة قادر حرمنا منها، وذلك لإستثمارها في الدول الأجنبية، فبالإمكان يحدث سيناريو مفتعل ويصادر جميع أموالنا منا أما بسبب إنقضاء شخصية إعتبارية، أو إرهاب، أو حقوق إنسان…. إلخ، وحتى الهايدروكربون الضخم الذي تملكه دول المنطقة فبالإمكان أن يوجد له بدائل، أو يصادر من خلال تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة، ولن يحدث ذلك لا سمح الله إلا إذا استمرت نزاعاتنا الغريبة، إما على محطة تليفزيون أو صحيفة أو مركز دراسات أو الخلاف على عالم على منبرة!!.
* نحن أمة كنا نعيش في صحراء قاحلة وكان إعتمادنا إما على الرعي الصحراوي أو زراعة بعض الواحات الفقيرة أو على السواحل البحرية في الخليج العربي من خلال الصيد والتنقل والتجارة، وكان خليجنا العربي يصاب في بعض المواسم بجفاف بسبب إنقطاع المطر القليل أصلاً وهذا يؤدي إلى هلاك كثير من الناس والماشية، ويؤدي إلى هجرة جماعية لأهالي الخليج العربي من مناطقهم إلى مناطق أخرى وذلك لإنقاذ حياتهم!!.
* ولكن الله سبحانه وتعالى منح هذه الأمة الفقيرة مالياً فقط! والغنية منذ عمق التاريخ بدينها ومبادئها وشهامتها!. من كنوز الأرض إلى أن أصبحنا من أغنى الأمم على الأرض، ولكن الأسئلة التي تطرح نفسها، هل نحن استثمرنا هذه الأموال الإستثمار الحقيقي في أراضينا وذلك من خلال تشكيل الكيانات السياسية الناضجة!؟ من خلال بناء القاعدة الإقتصادية القوية إلى أن وصلنا إلى مرحلة نستخدم ما نصنع ونأكل ما نزرع!؟ ومن القوة الأمنية التي لا تجعلنا نحتاج إلى أحد لا في الداخل أو في الخارج!؟…… أم أهدرنا وقتنا وأموالنا في إستثمارات ونزاعات لا تقدم ولا تؤخر!!.
* إذا كان نزاعنا على محطة تليفزيون وصحيفة ومركز أبحاث …. إلخ. فنرى من الأفضل إغلاق جميع محطات التليفزيون وإغلاق جميع الصحف وإغلاق جميع المراكز، لأنها لا يوجد منها جميعها أي فائدة إستراتيجية إذا لم يكن هدفنا هو وجود وحدة فيدرالية أو كونفدرالية خليجية عربية قوية، ونوقف تصدير الهايدروكربون ونعود كما أوصى الملك فيصل بن عبد العزيز على التمر واللبن، وهذا في الحقيقة حل إستراتيجي كبير، بشرط بأنه يوجد ما يكفي من اللبن والتمر لجميع سكان دول مجلس التعاون الخليجي العربي وعددهم أكثر من 35 مليون نسمة، ولكن حتى لا نطيل عليكم الجدال حتى اللبن والتمر بسبب إعتدائنا الكبير والبشع على البيئة الطبيعية لم يعد ما يكفي حتى 10% من سكان المنطقة، حتى لمدة شهر واحد وليست سنة واحدة!. معنى ذلك للأسف لو تم إيقاف إستيراد الغذاء عن منطقة مجلس التعاون الخليجي العربي لمدة شهر واحد فقط، لأصبحت المنطقة منطقة صراعات بين أهالي المنطقة وأهالي الدول نفسها لإيجاد ما يسد الرمق اليومي!!.
* إذاً مشكلتنا الحقيقية ليست محطات التليفزيون، وليست صحف، وليست مراكز أبحاث، وليست آراء علماء، لأن لكل رأي ما يقارعه من الرأي الآخر، وإنما كارثتنا الحقيقية بأنه لا يوجد تصور إستراتيجي للمنطقة نابع منا نحن أبناء المنطقة، وها هي السيناريوهات البديلة وضعت لنا ومنها التحالف المحتمل الإيراني السوري الأمريكي وما خفي كان أعظم!!.
* في الختام يجب دائماً أن نتذكر عند إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية خرج صدام حسين الرئيس العراقي آنذاك كبطل منتصر على إيران، وكانت أمريكا ودول الخليج العربي المجاورة له حليفة للعراق في الحرب العراقية الإيرانية، ولكن بعد الحرب صدام خرج كقوة عسكرية ومعنوية قوية ولكن عنده مشكلة إقتصادية كبيرة لأن موارد العراق خلال ثمان سنوات جميعها أنفقت على العمليات القتالية ضد إيران، فكان لابد للعراق من التالي وهذه التصورات وضعت عام 1989م:-
أولاً: سيناريو دعم صدام حسين مالياً وسيصبح قوة إقتصادية وأمنية إقليمية كبرى.
ثانياً: توريط صدام حسين في غزو الأردن ومن ثم في دخول في حرب مباشرة مع إسرائيل وفي هذه الحالة سيصبح زعيم العرب والمسلمين، أو صلاح الدين تاريخنا المعاصر.
ثالثاً: توريط صدام حسين في الكويت، وذلك سيساهم في تحالف إقليمي دولي لتحطيم الآلة العسكرية العراقية وإضعاف العراق وربما تفتيته إلى دويلات، وهذا السيناريو وضع في سنة ونصف قبل أن يغزو صدام حسين الكويت/أغسطس/1990، وهذا ما حدث للأسف للأمة العربية والإسلامية، ومازالت تعاني إلى يومنا هذا!!.
* إذاً هل نستوعب ماذا يعني التحالف الإيراني السوري الأمريكي للمنطقة!؟.
* وفي النهاية الجميع سيدفع الثمن في إيران، والعراق، وسوريا، ودول الخليج العربي، وجميع دول العالم الإسلامي!!؟.
وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله…

متوج، متنازل، مخلوع، أو منتهية صلاحيته

 نتقدم بالتهنئة لأشقائنا في إيران الإسلامية سنتهم وشيعتهم ومختلف دياناتهم الأخرى، عربهم وفرسهم ومختلف قومياتهم الأخرى بمناسبة فوز السيد/حسن روحاني بإنتخابات الرئاسة الإيرانية بعد حصوله على 51% بواقع 18 مليون، وبفارق كبير عن أكبر منافسيه المرشح محمد باقر قاليباف الذي حصل على أقل من 17% من أصوات الناخبين فقط.
 والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا حسن روحاني فاز بالإنتخابات؟.
1- هل هو شيعي أم سني؟. طبعاً شيعي.
2- هل هو مع أو مناهض للمرشد الأعلى للثورة آية الله خامئني؟ طبعاً روحاني أحد أقرب المقربين له.
3- هل قدم برنامج إنتخابي متميز عن بقية الناخبين؟ طبعاً لم يقدم برنامج إنتخابي متميز عن بقية الناخبين.
* إذاً ما هي الخلطة السحرية التي يمتلكها روحاني!؟
* الخلطة السحرية التي يمتلكها روحاني هو مناهضة ملف السياسة الخارجية للرئيس أحمدي نجاد المنتهية ولايته. ولكن بالنسبة لنا كمحللين للشأن الإسلامي لم نرى برنامج للسياسة الخارجية التي سوف ينتهجها السيد روحاني، ولكن نحن متأكدين بأنه إذا كان يريد أن يسعد الشعب الإيراني الشقيق سوف يركز في ملفه للسياسة الخارجية على التالي:-
1-عدم التدخل في الشؤون العراقية.
2- عدم التدخل في الشؤون السورية والطلب من حزب الله العودة إلى لبنان.
3-عدم التدخل في الشؤون اللبنانية.
4- عدم المزايدة في القضية الفلسطينية.
5- عدم التدخل في شؤون اليمن.
6- عدم التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي العربي الداخلية.
7- إعادة جزر الإمارات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أو الإتجاه للتحكيم الدولي.
8- عدم التهديد بإغلاق مضيق هرمز.
9- نقل مفاعل أبو شهر الإيراني عن مياه الخليج العربي إلى الداخل الإيراني.
10- التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي العربي لمساعدة أشقائنا المسلمين في وسط آسيا وفي باكستان وأفغانستان.
11- مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي العربي لمساعدة إخواننا المسلمين في جميع دول العالم الإسلامي.
12- مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي العربي للمساهمة المشتركة بدور إيجابي في المجتمع الدولي.
13- عدم إزكاء النعرات الطائفية وإعطاء أخواننا السنة في إيران الذي يبلغون حسب بعض المصادر أكثر من 20 مليون نسمة حقوقهم الوطنية كاملة.
14- إحترام جميع القوميات الموجودة تحت السيادة الإيرانية وإعطائهم حقوقهم الوطنية كاملة… إلخ.
* السيد الرئيس المتوج شعبك يطلب منك الكثير فعليك وضع البرامج الإستراتيجية ذات الميكانيزم العالي لتنفيذ أعلاه، والتركيز على مستقبل الأمة الإيرانية، وندعو أن يوفقك الله وتنجح في إسعادك لأمتك الإيرانية، ولو استطعت إسعادهم سوف أؤكد لك بأنه بإمكانك أن تقنعنا بأنك نجحت في برامجك الداخلية، وسوف نأتيك نحن لكي نتعاون معك في برامجك للتنمية لا نحتاج لكي تأتونا لنقل نظريتكم الغير مقبولة عندنا كأئمة لدينا. وأقصد نحن، أي دول مجلس التعاون الخليجي العربي والعراق واليمن وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان…. إلخ.
* السيد الرئيس نريد أن نرى برامجك الداخلية في إيران في القطاعات التالية:-
1- القطاع الخدمي، التعليمي، الصحة، الإقتصاد والتجارة، النقل، الأمن الداخلي، الإسكان، معالجة البطالة لدى الشباب، إعطاء كبار السن حقوقهم كاملة من خلال توفير حياة كريمة لهم، وبشكل عام برامجك في البنية التحتية.
2- نريد أن نرى برامجك في القطاع الأولي الزراعة،والرعي، والبيئة والتعدين…. إلخ.
3- نريد أن نرى برامجك في القطاع الثانوي الصناعة، والنفط، والغاز الطبيعي، وتنمية المناجم المختلفة…. إلخ.
* سيادة الرئيس أكبر خدمة ممكن أن تقدمها لنا هي أن نرى الشعب الإيراني الشقيق من أغنى شعوب العالم مادياً، ومن أرقاهم حضارياً جميع قومياتهم عرب، وأكراد، وبلوش، وآذريين، وفرس….. إلخ.
* سيادة الرئيس في مراجعتنا للتاريخ السياسي وكمفكرين سياسيين وجدنا أن التاريخ السياسي لا يحترم إلا الرئيس الذي يحترم شعبه، وذلك من خلال إذا حدث صدق، وإذا وعد أوفى بالوعد، وإذا عاهد لم يغدر، وإذا أؤتمن أدى الأمانة، وإذا خاصم لم يفجر، بل أعاد الحق إلى نصابه.
* سيادة الرئيس أنصح نفسي قبل أن أتقدم بالنصيحة لأي شخص كان ما كان، دعنا نتدارس التاريخ الإنساني السياسي، سنجد الرؤساء والسلاطين، والملوك، والحكام، والأمراء…. إلخ جميعهم حصلوا على هذه الفترة الماسية للحكم التي حصلت عليها من خلال إختيار الشعب الإيراني الشقيق لك، ولكن يجب علينا جميعاً أن نتذكر دائماً أن لكل بداية نهاية، نعم يبدأ السلطان كبطل متوج وينتهي به المطاف إما متنازل رغم أنفه أو مخلوع، أو منتهية صلاحيته، ولكن الأهم من ذلك هل سجل شيئاً في ذاكرة التاريخ!؟.
* نعم سيبقى في ذاكرة التاريخ إذا حفر إنجازاته في ذاكرة شعبه، بشرط أن تكون هذه الإنجازات حقيقية وليست صورية بهلوانية تذهب كزبد البحر عندما يذهب صاحبها إلى مزبلة التاريخ.
* والخاتمة إذاً نتفق جميعاً على أن الحاكم الخالد هو الحاكم الصادق الصدوق الوفي بالوعد! والعهد! وإلا فإن التاريخ لن يرحم أحد!!.
وإلى اللقاء دائماً إن شاء الله.

البعد الإستراتيجي لتنظيم كأس العالم في قطر

بسم الله الرحمن الرحيم

24/10/2011

تحول هذا التشريف إلى إهانة لنا من خلال الفضائيات الكاتالونية وبعض الأسبانيه والإعلام بأشكاله المختلفة، وبعدها لكي يقبلوا الهبة المقدمة من مالنا العام، قالوا لابد من التصويت، ولسخرية القدر أيضاً الذين قبلوا المليار ريال هبة 86% من المصوتين فقط، و14% رفضوا الهبة,كم يستفيد المواطن من هذه الملاعب؟، أليس من الأجدر أن يوجد خمسة أو ستة مستشفيات، تخفف العبء عن مستشفى حمد؟، الذي إذا أردت أن تطلب موعد، يأتيك بعد أربعة شهور أو أكثر. إذاً مجموع الأموال المستقطعة من رأس المال المستثمر أعلاه 1,8 تريليون ريال للفترة 2012-2021م، 720 مليار ريال وذلك يعادل 40% من قيمة الأموال المستثمرة في قطر في الفترة 2012-2021م ستلاقي طريقها إلى الخارج وستقتطع منن الناتج المحلي القطري!!.

البعد الإستراتيجي لتنظيم كأس العالم في قطر

* وزعت هذه الدراسة على مجموعة من المحاور وذلك لتسهيل تحليل الظاهرة، وكان المحور الأول دراسة مفهوم المشاريع الكبيرة في النظرية الميكيافيلية، والمحور الثاني في إعادة توزيع الثروة، والمحور الثالث دراسة مقارنة لآخر أربع بطولات، أقيمت لكأس العالم 1998-2010م، والمحور الرابع مدى إستفادة العمالة المحلية والناتج المحلي القطري من توزيع الثروة، والمحور الخامس إزدواجية تنظيم الأولمبياد وكأس العالم، والمحور السادس تحليل الإستبيان الموزع على المواطنين والمقيمين القطريين.

  • § المحور الأول: مدى تطابق كأس العالم مع نظرية المشاريع الكبيرة الميكيافيلية:-

* عندما استضافت دولة قطر كأس العالم 2022م، أدى ذلك إلى تساؤل الكثيرين حول هل ينطبق ذلك على مفهوم المشاريع الكبيرة التي سبق أن كتبنا عنها في تحليل النظرية الميكيافيلية!؟.

* من خلال المشاريع العظيمة، يكتسب الزعيم الشهرة وفي الوقت نفسه إستهلاك طاقة الشعب، ويرى مكيافيلي بأن هذه المشاريع العظيمة ليس بمهم حتى لو تحولت إلى فيلة بيضاء أو أطلالاً، لأنه خلال عملك لهذه المشاريع العظيمة يكون شعبك مذهولاً، وتكون متسلطاً على عقولهم، تجعلهم مشغولين دائماً بالتطلع إلى النتائج!، وبمجرد إنتهائك من مشروع فعليك أن تكون جاهزاً لتشغلهم بمشروعاً آخر حتى لو كان عديم الفائدة على المدى البعيد.. وهلمجرا، وهذا سيشغل الشعب عنك في معظم فترة سلطانك!!.

  • § ولكن هنا نحن نستبعد تطابق النظرية الميكيافيلية على الوضع القطري والأسباب هي كالتالي:-

1- عدد السكان صغير جداً ومتقارب بشكل كبير ثقافياً ومستوى الدخل من أعلى مستويات الدخل في العالم.

2- تنظيم كأس العالم يعتبر أمل كبير للمستثمرين داخل قطر وخارجها بأنه سوف يساهم في عملية تنمية إقتصادية عملاقة في قطر وجذب الكثير من رؤوس الأموال، والدليل على ذلك عندما قمنا، بإستطلاع الرأي عن تنظيم كأس العالم في قطر، وكانت إحدى الأسئلة، هل تعتقد تنظيم كأس العالم يساهم في دفع عجلة التنمية؟. كانت نسبة الإجابة بنعم على هذا السؤال نسبة مذهلة تصل إلى 73% من سكان قطر يتوقعون أن تنظيم كأس العالم سوف يساهم في دفع عجلة التنمية، ويجعل قطر تخرج من الركود الاقتصادي,أو عنق الزجاجة التي وجدت نفسها فيه لاعادة أستثمار مشاريع الأسياد الخدمية(مثل الركود في العقارات) بعد إنتهاء بطولة الأسياد 2006م، وتلتها الأزمة الإقتصادية العالمية التي هزت أركان الاقتصاد العالمي عام 2008م!.

3- هناك من المتفائلين بما أن قطر استضافت كأس العالم في عام 2022م، ووضعت خطة تنموية لعام 2030م، فاستضافة كأس العالم 2022م، سوف تساهم في إنجاز الخطة قبل موعدها بثمانية سنوات، أي عام 2022م متوافقة مع موعد تنظيم كأس العالم، طبعاً الخطة بالتأكيد سيطرأ عليها بعض التعديلات. ومن خلال إستطلاعنا للرأي وضعنا سؤال كالتالي، هل تعتقد أن تنظيم كأس العالم 2022م، يساهم في إنجاز البنية التحتية قبل موعدها في خطة 2030م؟. فكانت الإجابة، مذهلة أيضاً وبكل تفاؤل، بحيث أجاب 86% من المستطلع رأيهم بنعم يتوقعون بسبب إستضافتنا لكأس العالم سوف تنجز البنية التحتية لخطة 2030م قبل موعدها بثمانية سنوات، أي على موعد تنظيم كأس العالم 2022.

4- توافق كبير بين المجتمع القطري وقيادته، وسبق لنا بأن أشرنا في أكثر من دراسة أو ندوة أو مقابلة إعلامية، بأن ثقافة معظم المجتمع القطري ثقافة عربية قبلية كلاسيكية، الدليل على ذلك عندما تم الإستفتاء على الدستور القطري عام 2004م كانت الإجابة بنعم ضخمة جداً وتمثل معظم المصوتين، بحيث كان المصوتين بنعم على الدستور القطري الدائم تصل نسبتهم إلى 96.64% من القطريين المشاركين في الإستفتاء الدستوري، وعندما استطلعت رأي سكان قطر عن إمكانية تصويتهم بنعم، أو لا، على تنظيم كأس العالم، كان توقعي في هذا السؤال أن معظم سكان قطر سيكون مطلبهم بأنه كان يفترض أن يكون هناك تصويت من خلال مجلس شورى منتخب، أو إستفتاء شعبي على تنظيم كأس العالم في دولة قطر، ولكن النتائج المذهلة في إستطلاع الرأي كانت التالي، هل كان يفترض أن يتم الإستفتاء الشعبي على تنظيم كأس العالم؟ فكانت الإجابة بنعم غريبة جداً، بحيث المصوتين بنعم لم يتجاوزوا 48% من المصوتين، والذين لا يريدون إستفتاء شعبي تصل نسبتهم 52%، أي أن الغالبية من المستطلع رأيهم مقتنعين بقرار الحكومة منفردة لتنظيم كأس العالم بدون الرجوع للشعب!.

* وكان إستطلاع الرأي الذي يليه، هل كان يفترض أن يتم التصويت من خلال مجلس تشريعي منتخب لتنظيم كأس العالم؟.

* صراحةً كنت أتوقع الإجابة بنعم هنا تصل إلى أكثر من 90% من الذين استطلع رأيهم، ولكن كانت الإجابة بنعم 62% من المستطلع رأيهم بأنه كان يفترض تنظيم كأس العالم في قطر أن يتم التصويت عليه في مجلس تشريعي منتخب، ولكن بقيت نسبة لا بأس بها مع الحكومة وتصل 38% ترى بأن تنظيم كأس العالم في قطر لا داعي التصويت عليه في مجلس تشريعي منتخب!.

  • § المحور الثاني: نظرية إعادة توزيع الثروة:-

نعتقد أن هذه النظرية الأكثر إحتمالاً، لأن الحكومة القطرية هي المالك المنفرد للموارد الطبيعية وبالتحديد للهايدروكربون والنفط والغاز الطبيعي، وبالتالي نحن دولة ذات إقتصاد ريعي يعتمد على الموارد الطبيعية بشكل مباشر وغير مباشر تصل نسبته إلى أكثر من 95%، ولذلك على الدول الريعية توفير المرافق والخدمات وبرامج التنمية في القطاعين التنمويين الأول والثاني، ولكن هذا يعمل ثنائية كبيرة بين الدولة “الحكومة” والمجتمع بحيث تصبح الدولة تملك كل شئ والمجتمع فقير لا يملك أي شئ، إلا من خلال مشاريع ضخمة تساهم في إعادة توزيع الريع على المواطنين، وذلك يجعل المواطنين، يعيدوا توظيف هذه الأموال في القطاعات التنموية المختلفة سواء في قطاع المرافق والخدمات، أو القطاعين التنموييين ذو الأنشطة الأولية، أو قطاع الأنشطة الثانوية وخاصةً في الصناعات المتوسطة والصغيرة، وفي هذه الحالة، ذلك سيساهم في الدورة المالية ما بين القطاعات الإقتصادية القطرية العام “الذي يملك الهايدروكربون” والقطاع المختلط والقطاع الخاص الذي هو مستهدف أصلاً.

* ولذلك قطر لتنظيم كأس العالم، ولبرامج التنمية الأخرى عندها مضطرة لضخ مبالغ ضخمة في فترة قصيرة جداً لا تتجاوز عشر سنوات ما بين عامي 2012م-2021م، تزيد على 500 بليون دولار “تعادل 1,8 تريليون ريال قطري” وهذا الرقم بالنسبة لدولة صغيرة جداً في حجم قطر يعتبر خرافي بشكل كبير، ولكن الحمد لله الأمر حقيقة ومتوفر، ونحن نعتقد بأن المبلغ سيكون أسلوب من أساليب إعادة توزيع الريع على القطريين إذا استغل الإستغلال السليم ، وإن يكن له سلبيات خطيرة جداً من حيث الغزو الأجنبي سنتكلم عنه لاحقاً!.

* فأسلوب إعادة توزيع الريع استخدم في الخليج العربي، منذ بداية ريع الهايدركاربون في دول الخليج العربي، وسماه البعض بالنموذج الكويتي!.

  • § في كتابي إستراتجية التنمية صـ 27 ذكرت التالي:-

((في توزيع الثروة، بشكل عام هناك تشابه كبير في النماذج الخليجية، وبطريقة أو بأخرى يجب أن نعترف بأن معظم دول الخليج وخاصةً الصغيرة منها تأثرت بالنموذج الكويتي، ففي الكويت من التدابير التي اتخذتها الحكومة لتوزيع الثروة وتحريك القطاع الخاص للمساهمة في دفع عجلة التنمية، إذا قامت الحكومة بإنفاق أكثر من ربع ريعها على شراء العقارات من المواطنين بأسعار مرتفعة، ومن ثم عادت لبيعها عليهم بقيمة لا تتعدى 4% من ثمن الشراء وذلك في الفترة (1950- 1980) وهذا النموذج وجد تطبيق كبير بالنسبة له في دول مجلس التعاون الخليجي العربي، وبخاصةً في فترة الطفرة النفطية ما بين عامي (1973-1980) )).

* وهذا النموذج نفسه طبق أيضاً على توزيع وكالات الخدمات التجارية والصناعية، وهو أحد الطرق الجيدة لعملية تحريك الدورة المالية، ولكنه يتطلب المراقبة بكل دقة وحذر، لأنه سوف ينتج عنه ثنائية في توزيع الدخل، والثنائية سوف تخلق طبقية بحيث يتركز رأس المال في أيدي القلة، ويبقى الأغلبية يدورون في حلقة مفرغة، ويقضي على الطبقة الوسطى التي يعتمد عليها في برامج التنمية، وذلك سوف يؤدي إلى فشل أي برامج للتنمية. وإن بدأت دول المجلس الآن تستوعب هذه المعضلة جيداً من خلال الإتجاه إلى طريق الخصخصة، ولكننا نكرر ونقول بأن الطريق مازال طويلاً وشائكاً!.

* ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل دولة قطر يوجد عندها العمالة الكافية والبنية التحتية القطرية والقاعدة الإنتاجية الكبرى، لكي تضاعف الدخل القومي القطري، وميزان المدفوعات القطري،والميزان التجاري, وذلك كله يصب في مضاعفة قيمة الناتج المحلي القطري!؟.

* لكي نتأكد من ذلك الخطوة الأولى لابد لنا من مقارنة قطر مع دول سابقة نظمت كأس العالم، ولابد لنا من معرفة مدى إستعداد البنية التحتية القطرية البشرية والخدمية والإنتاجية لإستقبال ملايين البشر أثناء كأس العالم، ومدى تأثير ذلك بعد نهاية كأس العالم، والفوائد التي تعود منه على الإقتصاد القطري!!.

  • § المحور الثالث: دراسة مقارنة مع بعض الدول التي نظمت كأس العالم:-

* صراحةً لا يوجد وجه للمقارنة ما بين دولة قطر وآخر أربعة دول نظمت كأس العالم، بإستثناء جنوب أفريقيا لأنها دولة نامية وإن كان عدد سكانها أكثر من عدد سكاننا بأكثر من 50 مرة.

* فالدول التي نظمت كأس العالم سابقاً منذ عام 1998م فرنسا عدد سكانها 66 مليون نسمة ونسبتها 1,3% من سكان العالم، واليابان وكوريا الجنوبية مشتركتين ومجموع سكانهما 177 مليون نسمة 2,7% من سكان العالم، وجنوب أفريقيا 51 مليون نسمة ونسبتها 0,7% من سكان العالم، أما دولة قطر المستضيفة لكأس العالم 2022م فعدد سكانها 1,7 مليون نسمة ونسبتهم من سكان العالم 0.03%.

* الإحصائيات أعلاه تعطينا بأن جميع الدول أعلاه نسبة الأشغال في المنشآت تصل إلى 100% من العمالة المحلية، وإن يكن جميع هذه الدول تقريباً بنيتها التحتية مكتملة بإستثناء جنوب أفريقيا.

* فعلى سبيل المثال فرنسا يمثل القطاع الخاص فيها أكثر من 2,5 مليون شركة مسجلة، وتحتفظ الحكومة بالتأثير الكبير على القطاعات الرئيسية البنية التحتية مثل شركات سكك الحديد، والكهرباء، والطائرات، والإتصالات، وجميعها ذات منشأ محلي وتديرها كوادر وطنية.

* وكأس العالم خلق وظائف جديدة في اليابان وكوريا الجنوبية لـ 220 ألف من مواطني الدولتين، وخلق 50 ألف فرصة عمل جديدة في ألمانيا لـ 50 ألف ألماني، وخلق فرص عمل جديدة في جنوب أفريقيا لـ 130 ألف جنوب أفريقي، ولكن ماذا عن كأس العالم في دولة قطر!؟، هل الـ 500 ألف وظيفة جديدة لـ 500 ألف أجنبي!؟.

* جنوب أفريقيا استثمرت أكثر من أربعة مليارات دولار على إنشاء الملاعب والبنية التحتية من شبكات الطرق والمواصلات والقطارات التي أنجزتها جنوب أفريقيا لكأس العالم والتي ستخدم أجيال قادمة، كما أن هذه البنية ستعمل كجاذب للإستثمار وتحسين مستوى معيشة المواطنين وذلك فضلاً عن التدريب والأمور الثقافية.

* وقسم الفيفا في جنوب أفريقيا الشركات الراعية لكأس العالم إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى شركاء، من الشركات العالمية العملاقة، مثل كوكاكولا,وتدفع كل شركة 107مليون دولار أمريكي، والفئة الثانية فئة شركات عالمية تتمتع بحقوق أقل من الأولى، وقد دفعت كل منها 28,5 مليون دولار، ومنها شركة سييرا البرازيلية، والفئة الثالثة الشركاء المحليين، التي تضم خمسة شركات تعمل في جنوب أفريقيا يحق لها ربط منتجاتها بكأس العالم داخل الدولة المضيفة فقط وقد دفعت مجتمعة 142 مليون دولار وحصلت مقابل ذلك على حقوق إعلان في السوق المحلية خلال المباريات.

* النتيجة أعلاه تعطينا بأن جنوب أفريقيا لتنظيمها لكأس العالم 100% من الوظائف استفاد منها أبناء جنوب أفريقيا وذلك يعد إضافة للناتج المحلي في جنوب أفريقيا، وإستفادة من جذب الإستثمارات الخارجية، ومن هنا أعلن وزير إقتصاد جنوب أفريقيا أن العائد الإقتصادي على جنوب أفريقيا من تنظيم كأس العالم خمسة مليارات دولار، وذلك يفوق ما أنفقته حكومة جنوب أفريقيا على كأس العالم وهو أربعة مليارات دولار، وصافي الربح من التنظيم مليار دولار، وأكد وزير الإقتصاد الجنوب أفريقي أن ما تم إنجازه من البنية التحتية وقطاع السياحة والصناعة والتسهيلات الأخرى عامل جذب للكثير من المستثمرين في المستقبل كما أنه سيساهم في تقديم خدمات كبيرة لمواطني جنوب أفريقيا!!.

* ورغم ذلك النجاح كله للبطولة في جنوب أفريقيا، إلا أنها لم تسلم من نقد بعض المحليين الجنوب أفريقيين، فالرأي الآخر في جنوب أفريقيا يرى، أنه كان من الأجدى بناء مئات المدارس والمساكن التي تحد دون شك من الفقر وهو السبب الرئيسي للجريمة في جنوب أفريقيا وبناء الملايين من المنازل الجديدة لتكون بديلاً عن مدن الأكواخ التي تعود إلى حقبة الفصل العنصري، والتصدي لأعداد الإصابات المتزايدة بمرض الإيدز، حيث قال المواطن أكين لواندا، أن الحركة التجارية والإقتصادية في جنوب أفريقيا ازدهرت قليلاً خلال فترة البطولة متسائلاً، لكن ماذا سنفعل بإستادات تكلفت المليارات من الدولارات وتقف بعد البطولة بلا عائد ولا إضافة!؟.

* من سخرية القدر هذا ما قاله شخص عدد سكان بلده يفوق الواحد والخمسون مليون نسمة!!.

* إذاً ماذا نقول نحن القطريين!؟.

* عندما يخرج لنا السيد/حسن الذاودي من اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022، ويقول من خلال تصميم الملاعب سوف نتبرع بـ 170,000 مقعد للبلدان التي تحتاج البنية التحتية، طيب السؤال الذي يطرح نفسه هذا العدد من المقاعد المذهل القابل للتفكيك وجدت له حل وهو التبرع، والغريب في الأمر بأننا سنتبرع قبل أن نضمن المكسب من البطولة أولاً، ثانياً الكتل الخرسانية التي ستبقى في مكانها بعد تفكيك هذه المقاعد ماذا سنفعل بها وهي تعادل المليارات من الدولارات، هل ستهدم!؟ ,أم ستبقى عديمة الفائدة ودورها تشويه المنظر الجمالي للمنشآت الرياضية؟, و170,000 مقعد كيف سيتم توزيعها!؟, علماً لو افترضنا قيمة المقعد الواحد منهاواصل ومركب للجهة المتبرع لها يكلف 1000 ريال فذلك سيكلفنا من مالنا العام 170 مليون ريال قطري تقريباً.

* ثالثاً الدول النامية تحتاج منشآت وليست مقاعد، وإذا كان عندنا 170.000 مقعد، فذلك يعني هذه المقاعد سوف توزع على أربعة ملاعب رياضية سعة الواحد منها 42,500 مقعد، من الذي سيقوم ببناء هذه أربعة ملاعب!؟.

* طيب لقبول هذه الدول لكي نقوم ببناء ملاعب لها بعشرات المليارات من الريالات، ونثبت فيها المقاعد، إذا قالوا لنا لن نقبل هبتكم إلا بعد عمل إستفتاء شعبي، هل نقبل هبة قطر أم لا!؟.

* هل سنقبل هذه الإهانة منهم!؟.

* لأن الذي يقدم الهبة يكون صاحب معروف وصاحب المعروف يكرم لا يهان!!. ونحن القطريين خضنا تجربة مريرة مع بعض سفهاء برشلونة، عندما قلنا لهم سوف نشرفكم بوضع إسم دولة قطر على صدوركم وسوف ندفع لكم مليار ريال مقابل هذا التشريف.

* تحول هذا التشريف إلى إهانة لنا من خلال الفضائيات الكاتالونية وبعض الأسبانيه والإعلام بأشكاله المختلفة، وبعدها لكي يقبلوا الهبة المقدمة من مالنا العام، قالوا لابد من التصويت، ولسخرية القدر أيضاً الذين قبلوا المليار ريال هبة 86% من المصوتين فقط، و14% رفضوا الهبة، ونحن نقول لهم يا ليتكم رفضتوا الهبة بنسبة 100%، لأنكم لا تستحقونها أصلآ، ولم تشكروا صاحب المعروف عندما أكرمكم، وكان الأولى من الإخوة في مؤسسة قطر، بقيادة د.سيف الحجري، عندما قالوا لهم سنعمل تصويت لقبول هبة قطر، أن يردوا عليهم بالإنسحاب، ومنح هذه الهبة لمن يستحقها!؟.

* وكان من المفروض من برشلونة أن يشكروننا على الهبة، وأن يساهموا في تأهيل الكفاءات القطرية الرياضية من تدريب الإدارات القطرية، والمدربين القطريين، واللاعبين القطريين، هذا أدنى رد للمعروف كان يفترض أن يقدموه لنا برشلونة وأهلها!!.

* ولكن المثل قال “إذا أكرمت الكريم ملكته، وإذا أكرمت اللئيم تمرد!!”.

  • § وهناك بعض الآراء شاركت خلال إستطلاعنا للرأي عن كأس العالم نقدمه للجنة المنظمة للبطولة:-

* الرأي الأول: نتمنى من قطر أن تجعل هذه الإحتفالية الدولية التي يجتمع فيها محبي كرة القدم في شتى أرجاء المعمورة على إختلاف إنتماءاتهم السياسية والدينية والعرقية والجغرافية،سوقاً لترويج المفهوم الصحيح عن الإسلام على إعتبار أن قطر من الدول الإسلامية التي تتعامل بمنتهى الإعتدال فيما يتعلق بالدين الإسلامي السمح. ولتكن تلك التظاهرة حلمآ للوفاق بين الدول ولتسعى قطر من خلالها إلى تقريب وجهات النظر التي فشلت طاولات المحادثات السياسية في تقريبها وتنجح من خلال أرضية ملاعبها الخضراء، وأن تجعل الرياضة سبباً، كما كانت سبباً من قبل في إنهاء حالة الحرب الباردة بين الصين والولايات المتحدة من خلال مباراة في تنس الطاولة…إلخ.

* الرأي الثاني: من الذين اشتركوا في إستطلاع الرأي لكأس العالم، هل يستاهل هذا الحدث الرياضي لمدة أيام هذه التكلفة الباهظة!؟. أما كان من الأجدى والأجدر أن تصرف في خدمة المواطنين، فهل يعقل أن يكون في مدينة الدوحة عشرة ملاعب؟، كل ملعب تكلفته تفوق المائة مليون ريال؟، ولا يوجد إلا مستشفى واحد!!. كم يستفيد المواطن من هذه الملاعب؟، أليس من الأجدر أن يوجد خمسة أو ستة مستشفيات، تخفف العبء عن مستشفى حمد؟، الذي إذا أردت أن تطلب موعد، يأتيك بعد أربعة شهور أو أكثر. لماذا لا يكون هناك مستشفى عسكري أسوةً بالدول الأخرى خاص بالعسكريين الذين يتعالجون في “بورت كابين” أو مباني آيلة للسقوط كما هو الحال في مستشفى إحدى الجهات الأمنية!!.

  • § المحور الرابع:مدى إستفادة العمالة المحلية من تنظيم كأس العالم:-

* حقيقةً لا أكاد أرى هامش كبير من الفائدة للعمالة المحلية من تنظيم كأس العالم، لأنها أصلاً محدودة، فالتقديرات تقول إن العمالة المحلية لا تتجاوز 5,8% عام 2010م من مجموع النشيطون إقتصادياً في دولة قطر “علماً بأن نسبة القطريين النشيطون إقتصادياً عام 1970م 17% من جملة العاملين”,أي نسبة القطريين النشيطون أقتصاديآ أنخفضت بنسبة كارثية تصل الى 65,8% خلال أربعين سنة، ولكن ممكن أن تكون فائدة كبيرة لبعض المواطنين القطريين الذين عندهم إستثمارات في القطاع الخاص مثل الوكالات والشركات والعقارات والمضاربة في الأسهم، وحتى الذين عندهم شركات ظاهرية (تستر) ولكن هذه الفائدة أعتقد مرتبطة بفترة الإعداد لكأس العالم ومرحلة تنظيم كأس العالم 2012 – 2022م، وبعدها نتوقع ركود إقتصادي. ومن خلال إستطلاعنا للرأي، هل تعتقد بأنه بعد نهاية كأس العالم 2022م، يحدث ركود إقتصادي في قطر مثل ماحدث بعد الأسياد ؟ .كانت الإجابة كما اعتقدنا، بحيث أجاب 61% من الذين استطلع رأيهم، بأنهم يتوقعون حدوث ركود إقتصادي في قطر بعد نهاية كأس العالم، وبقيت نسبة لا بأس بها تتوقع أن لا يحدث ركود إقتصادي في قطر بعد نهاية كأس العالم، وتصل هذة النسبة إلى 39% من الذين استطلع رأيهم.

* إذاً لو عدنا مرة أخرى، ونظرنا بدقة لحجم العمالة القطرية في القطاعين الوظيفيين العام والخاص لوجدنا العمالة القطرية في عام 2010 تشير بعض التقديرات بأنهم لا يتجاوزون 5,8 % في القطاع العام، وأقل من 1% في القطاع الخاص ويتوقع أن تتلاشى العمالة القطرية بشكل كلي من القطاع الخاص وخاصةً بعد رفع الحكومة الأجور في عام 2011 م 120% للعسكريين و60% للمدنيين في القطاع العام والمختلط,وبعض القطاعات الخاصة شاركت بتطوع تلقائي مع القطاع العام.

* والنسبة أعلاه في طريقها إلى التناقص بحيث في الفترة 2004 – 2010 كان النمو السكاني في قطر خرافي بحيث وصل إلى 13,7 % سنوياً.

* ولنقل النمو الطبيعي لسكان قطر 3% كحد أقصى ، إذاً 10% الباقية لعمالة أجنبية، مما أدى إلى تضاعف سكان قطر 128% خلال ستة سنوات فقط.

* ويتوقع أن يتضاعف سكان قطر خلال الفترة 2010م – 2016م وذلك للإعداد لكأس العالم 2022م، معنى لو تضاعف سكان قطر في الستة سنوات القادمة سوف يصبح مساهمة القطريين 2,5 % في القطاع العام النشيطون إقتصاديا تقريبآً، وتكون نسبة معدومة في القطاع الخاص، ويصبح القطاع الخاص أكثر من 99,99 % العمالة النشيطة إقتصادياً فيه عمالة أجنبية!!.

* طيب الأمر المحير، لو زادت العمالة الأجنبية في الفترة 2016م-2022م ولنقل هذه المرة إلى النصف عن تقديرات 2010-2016م، ذلك يعني بأن العمالة القطرية ستصبح 1,25% تقريبآ، والعمالة الأجنبية في قطر تفوق على 98,75%. ماذا يعني ذلك؟ وهل هذه تنمية!؟ وأين الفائدة من تنظيم كأس العالم!؟ وأين الفائدة من خطة 2030م!؟.

* ناهيك عن نسبة ما تصدره العمالة الأجنبية من قطر إلى البلد المنشأ، وتأثير ذلك على الدخل القومي القطري، وميزان المدفوعات، والناتج المحلي القطري.

* والتسونامي الضخم للعمالة الأجنبية ليس ذو تأثير سياسي أو إجتماعي فقط، بل له أيضاً تاثير إقتصادي أيضاً، فحجم تحويلات العمالة الأجنبية لذويهم عام 2007م 7,2% من قيمة الناتج المحلي القطري، البالغ 70,8 مليار دولار، وذلك يعادل 5 مليار دولار، وفي عام 2009م بلغ 9,18% من قيمة الناتج المحلي القطري البالغ 96 مليار دولار، وذلك يعادل 8,8 مليار دولار، وفي عام 2010م بلغ 7,8% من قيمة الناتج المحلي القطري البالغ 128 مليار دولار تقريباً، وذلك يعادل 10 مليار دولار قام بتحويلها العمالة الأجنبية لذويهم خارج قطر، وهذا يعطينا كل ما نقوم بعمل مشاريع أكبر ونضخ نقوداً اكثر طردياً نحتاج لعمالة أجنبية أكثر ويرتفع قيمة الإحصائية المطلقة من حوالات العمالة الأجنبية لذويهم، أولاً من الناحية الأخلاقية هذا حق مشروع لهم، ولكن ثانياً، هل نحن نسير في الطريق السليم للتنمية!؟.

* لو افترضنا أن المبلغ المستثمر في دولة قطر في الفترة 2012-2021م 1,8 تريليون ريال، وقلنا 10% من هذا المبلغ سوف يكون على شكل تحويلات العمالة الأجنبية إلى ذويهم في بلدانهم الأصلية، فالمبلغ المقتطع من الناتج المحلي القطري والمصدر للخارج 180 مليار ريال، وكما نعرف جميعاً أن 95% من التكنولوجيا والمواد الأولية ووسائل الإنتاج، مستوردة من الخارج وتديرها شركة أجنبية، وإذا افترضنا أن أرباح الشركات الأجنبية لا يقل عن 30% من رأس المال المستثمر أعلاه 1,8 تريليون ريال، إذاً أرباح الشركات الأجنبية كإحصائية مطلقة لا يقل عن 540 مليار ريال، وهذا معظمه سوف يلاقي طريقه إلى الخارج، إذاً مجموع الأموال المستقطعة من رأس المال المستثمر أعلاه 1,8 تريليون ريال للفترة 2012-2021م، 720 مليار ريال وذلك يعادل 40% من قيمة الأموال المستثمرة في قطر في الفترة 2012-2021م ستلاقي طريقها إلى الخارج وستقتطع منن الناتج المحلي القطري!!.

* إذاً بعد كأس العالم ما هو مكسبنا!؟.

1- عشرة ملاعب رياضية اعتقد إحدى المشاركين في إستطلاع الرأي سلفاً قال رأيه في الملاعب.

2- قدم جهاز الإحصاء دراسة في 2010م تفيد بأن عدد الوحدات السكنية المشغولة والمغلقة والخالية بلغ مجموع الوحدات 259,66 ألف وحدة منها 81,4% مشغولة، و 18,6 % مغلقة او خالية. وطبعاً بعد نهاية كأس العالم الوحدات المتوقعة ضعف العدد أعلاه يعني العدد المطلق المتوقع في عام 2022م بعد نهاية كأس العالم 518,123 وحدة سكنية، وطبعاً بما أن هناك توقعات ركود إقتصادي بعد نهاية كأس العالم، فدعونا نكون غير متشائمين، ونضع توقعنا على ما هو موجود في عام 2010م، أي نسبة الأشغال في 2022م 81,4%، يعني الوحدات السكنية المشغولة ستكون 421,759 وحدة سكنية، والوحدات السكنية المغلقة أو الخالية 96,372 وحدة سكنية وذلك ما يعادل 18,6% في أحسن الأحوال، هذا ما هو متوقع بعد نهاية كأس العالم، هل نحن أعددنا أنفسنا لذلك!؟.

* والمشكلة الكبيرة التي خطرها الإستراتيجي أكبر من المشكلة الإقتصادية، هي المشكلة السكانية، المواطنين القطريين من جملة سكان قطر فحدث ولا حرج.

* في تعداد عام 1970م كان نسبة القطريين من جملة السكان 40.5%، ومنذ عام 1970م توجد تقارير وثائقية تحذر أن المجتمع القطري يمر في أخطر المراحل من الناحية السكانية “ديموغرافياً وحضارياً” واستمرت هذه التقارير في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي والعقد الأول من الزمن من القرن الحالي، ولكن الصدمة الكبرى هو عندما نلاحظ أن نسبة القطريين من جملة سكان قطر الآن ما بين 15% إلى 10%،أي انخفضوا بنسبة تصل مابين 63% الى 75 % خلال أربعين سنة من جملة سكان قطر,ويتوقع خلال الفترة القادمة للإعداد لكأس العالم أن يدخل قطر أكثر من ضعف الأجانب الموجودين حالياً، إذاً ذلك ماذا يعني، هل من المتوقع أن تنخفض نسبة المواطنين القطريين ما بين 7,5% إلى 5% من جملة سكان قطر!!.

* لن أعلق هنا، سؤالي فقط إلى أين نحن متجهين!؟.

* وهل هذا أعلاه يتطابق مع رؤية قطر الوطنية لعام 2030م!؟.

* وما تقوله رؤية قطر الوطنية لعام 2030م:-

1- التحديث والمحافظة على التقاليد.

2- إحتياجات الجيل الحالي وإحتياجات الأجيال القادمة.

3- النمو المستهدف والتوسع الغير منضبط. “نعتقد ما يحدث الان التوسع الغير منضبط”.

4- مسار التنمية وحجم ونوعية العمالة الوافدة والمستهدفة.

5- التنمية الإقتصادية والإجتماعية وحماية البيئة وتنميتها.

* وكان سؤالنا في إستطلاعنا للرأي، بالنسبة للعمالة الأجنبية، هل تعتقد أن قدوم 200 ألف عامل أجنبي لإنجاز البنية التحتية لكأس العالم يوجد فيه تأثير سياسي وإقتصادي وإجتماعي…إلخ!؟.

* وبما أننا في مجتمع متعلم ومثقف، كانت إجابة الجميع صارخة وقوية بانهم يعتقدون دخول أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية يمثل خطراً كبيراً عليهم فالعينة التي أجابت بنعم تصل إلى 83% من العينة المستطلع رأيها.

* وفي إستطلاع الرأي سألنا المستطلع رأيهم، هل تعتقد قدوم الملايين من البشر كضيوف لكأس العالم يوجد لهم تأثير على الدين والعادات والتقاليد؟.

* وبما أننا في مجتمع مثقف ومتعلم وملتزم دينياً وخلقياً، كانت الإجابة قوية جداً ومتفقة مع الرأي القائل أن قدوم أعداد كبيرة من الأجانب لكأس العالم سيكون له تأثير على الدين والعادات والتقاليد، وكانت الإجابة بنعم تمثل 74% من المستطلع رأيهم!!.

* أعتقد من حيث الدين والعادات والتقاليد، يكفينا النزاع الدائر الآن بين الفيفا والبرازيل حول شرط الفيفا على البرازيل في عام 2014م، السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في الملاعب الرياضية أثناء إقامة كأس العالم، والتشريعات البرازيلية تمنع تناول المشروبات الكحولية في الملاعب، وذلك حسب رأي الجهات الرسمية في البرازيل حفاظاً على سلامة الجماهير واللاعبين والمنشآت.

* أما بالنسبة لتلاشينا السكاني المتوقع بحيث يصبح الموطنين بعد عام 2022م إذا بقينا على مانحن عليه الأن ما بين 7,5% إلى 5% من جملة سكان قطر ، ويصبح الأجانب مابين 92,5 % إلى 95%من جملة سكان قطر ، فسوف نعطيكم مثال على المملكة المتحدة.

* فالتوقعات في المملكة المتحدة في عام 2030م أن يصل عدد السكان 70 مليون نسمه، ويبلغ نسبة المواطنين منهم 90% ،و الأجانب 10% و سربت صحف بريطانية بعض المعلومات السرية من مكتب رئيس الوزراء توني بلير آنذاك، وكانت الأوامر من مكتب رئيس الوزراء، إلى جميع الوزارات للإستعداد لزيادة السكان!؟، وبالذات زيادة نسبة الأجانب بين السكان التي من المتوقع أن تصل الى 10% عام 2030م!؟، وكيف ستتعامل وزارة الداخلية والوزارات الخدمية مع التغيير في التركيبة السكانية لبريطانيا!؟، وما هي الآثار السلبية والإيجابية لزيادة الأجانب في بريطانيا بحيث من المتوقع أن تصل نسبتهم الى 10%!؟، وما هي الأخطار التي تهدد الهوية البريطانية من 10% من الاجانب في المستقبل!؟ وما هي الضغوط المتوقعة على الخدمات المقدمة للمواطنين,اذا وصل عدد الاجانب الى 10% من سكان المملكة المتحدة!؟.

* للذكرى قبل أن يصل مايسمى بالرجل الأبيض الأنجلو ساكون(الشعوب الأرية) منطقة الولايات المتحدة الأمريكية ، كانت مناطق سيادية للهنود الحمر وكانت تصل نسبتهم فيها100 % ! هل تعلمون كم نسبة الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية الأن ؟ 1,5 % من جملة السكان فقط !!.

ومن هنا صرخ هنتنغتون الخائف من الإنحسار السكاني للمواطنين البيض في الولايات المتحدة الأمريكيه ، ويحدث لهم مثل ما حدث للهنود الحمر!، فمن المتوقع هبوط نسبة الغالبية السكانية ذات البشرة البيضاء(الانجلوساكسون) والبالغه حالياً 70% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى مادون 50% بحلول عام 2050م ، ومخاوف هنتنغتون بأن تنمو جالية الهيسبانك من 11,5 % الأن إلى 25% في عام 2050م وبالتالي ينتهي حلم البيض الأروبين وخاصة الإنجلوساكون الأمريكيين، لأن الولايات الأمريكية ستتحول تدريجياً إلى سيادة الشعوب ذوي الأصول الاتينيه!!.

هناللعلم ستبقى الولايات المتحدة ، كما هي ، ولكن مخاوف هنتنغتون أثنية وعنصرية بحتة!! إذا ماذا عنا نحن هنا في قطر ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى !؟.

  • § المحورالخامس: إزدواجية تنظيم الأولمبياد وكأس العالم:-

* نعتقد أن الأولمبياد وكأس العالم حتى في الدول الكبرى أو المتوسطة ، يصحبه الأستعداد لتنظيم أيآمن البطولتين ثوره نبائيه كبرى ، فتخيل عندما ننظم نفس البطولتين في دولة صغيرة واحدة ناميه مثل ظروف دولة قطر المذكوره أعلاه ، فكل السلبيات المذكورة أعلاه سوف تتضاعف. ولكن بالنسبة لقطر لوارجئت تنظيم الاولمبياد إلى عام 2038م مثلاً ، أي بعد الأنتهاء من تنفيذ الخطة التنموية لعام 2030م، لأن ذلك سيساهم بشكل كبير في تخفيض الركود الإقتصادي المتوقع بعد كأس العالم 2022م، وسيوجه الأنظار الإستثمارية بأمل كبير إلى أولمبياد 2038م، وفي نفس الوقت سيعطي المخططين المجال الكافي للتخطيط الإستراتيجي من الناحية السكانية، والسياسية، والبيئية، والبحث عن الأسلوب الأمثل لمعالجة أزمة الركود الإقتصادي المتوقعة بعد كأس العالم 2022م، وبداية التسويق لخطة تنموية جديدة تبدأ من 2031م إلى 2050م مصحوبة بأكبر بطولة عالمية على الإطلاق وهي الأولمبياد!!.

  • § المحورالسادس: نتائج الإستبيان:-

* رأينا في دراسة موضوع عميق يخص الشعب القطري من الناحية الإستراتيجية حالياً ومستقبلاً لابد من إستطلاع الرأي، فقمت بإعداد إستبيان لإستطلاع رأي القطريين والمقيمين إقامة دائمة الذين يؤثر فيهم الشأن القطري، وركزت على أن يكون المشارك في الإستبيان أن لا يقل عمره عن 17 سنة.

* واستعنت بفريق من الإخوة المحترمين والذين أظهروا تعاوناً منقطع النظير في توزيع الإستبيان وإحضار نتائجه في الوقت المناسب، وحرصت أن يكون الإستبيان يوزع على مناطق جغرافية مختلفة من دولة قطر، وكذلك على ثقافات مختلفة في الدولة، لكي يشمل عينات من مختلف الآراء وفي التفريغ وجدت مجموع الإجابات على الإستبيان 89 إجابة، ونعتقد هامش الخطأ فيها بسيط وأقل من 5%، لأن جميع الأخوة المشاركين في توزيع الإستبيان، كما عرفت حرصوا، في معظم الأوقات على أن يكون أي مشارك أن يملأ الإستمارة أمامهم، وسوف نعرض عليكم الإستبيان كاملاً الآن متمنين من الله سبحانه وتعالى أن يعود بالفائدة على الجميع، وكذلك بإمكان الأخوة الباحثين الآخرين الإستفادة منه، وحتى الجهات الرسمية وغيرها إن أرادت ذلك.

1- هل تعتقد تنظيم كأس العالم يساهم في دفع عجلة التنمية؟.

الإجابة بنعم 73%، ولا 27%.

2- هل تعتقد أن تنظيم كأس العالم 2022م، يساهم في إنجاز البنية التحتية قبل موعدها في خطة 2030م؟.

الإجابة بنعم 86%، ولا 14%.

3- هل تعتقد أن قدوم 200 ألف عامل أجنبي لإنجاز البنية التحتية لكأس العالم يوجد فيه تأثير سياسي وإقتصادي وإجتماعي..إلخ؟.

الإجابة بنعم 83%، ولا 17%.

4- هل تعتقد قدوم الملايين من البشر كضيوف لكأس العالم يوجد لهم تأثير على الدين والعادات والتقاليد؟.

الإجابة بنعم 74%، ولا 26%.

5- هل تعتقد بأنه بعد نهاية كأس العالم 2022م، يحدث ركود إقتصادي في قطر مثل ما حدث بعد الأسياد 2006م؟.

الإجابة بنعم 61%، ولا 39%.

6- هل كان يفترض أن يتم الإستفتاء الشعبي على تنظيم كأس العالم؟.

الإجابة بنعم 48%، ولا 52%.

7- هل كان يفترض أن يتم التصويت من خلال مجلس تشريعي منتخب لتنظيم كأس العالم؟.

الإجابة بنعم 62%، ولا 38%.

* وفي الختام أعجبتني عبارة لسمو الأمير حسن بن طلال ولي عهد الأردن السابق، في إحدى مقالاته، قال:-

* ألا لو نطقت زرقاء اليمامة مرة أخرى، وآه لو صدقها قومي هذه المرة أكثر مما صدقوها المرة الأولى!.

* الأمير حسن يمثل الزعماء العرب بمعنى أن الزعماء العرب عارفين جميعاً أين المشكلة!؟ والشعوب العربية الـ 300 مليون عربي عارفين أين المشكلة!؟.

* إذاً لماذا لا نقدم حلول إستراتيجية للمشكلة!؟.

الخليج ما بين الثورة والأنظمة الأبوية

بسم الله الرحمن الرحيم

14/5/2011

أولاً: القاعدةالدينية والنظرية التي انطلقت منها الثورات العربية:

*  كما ذكرنا في موضوع “بو عزيزي السابق”، “حادثة بو عزيزي” كانت أيقونة الثورة الشعبية التونسية، وبعد ذلك انتقلت روح الثورة إلى الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج العربي.

*  والثورة التونسية كأنها الأيقونة التي أعادت إنعاش الذاكرة الدينية والثقافية العظيمة التي تملكها الأمة العربية والإسلامية، التي تثبت أن هذه الأمة تراثها وقاعدتها التاريخية تقول بأنها شعوب حرة ولا تقبل الإستبداد والذل والأدلة على ذلك كثيرة، فمن الناحية الدينية الأحاديث الشريفة التي تدعو الأمة للحرية كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:-

حديث شريف لرسول الله (ص) “والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم”.

والحديث للرسول (ص) “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع، فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”.

والحديث الثالث للرسول (ص) “أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر”.

*  وأيضاً من المراجع المهمة والتي تعتبر ملهمة للثورة العربية، ما كتبه عبد الرحمن الكواكبي عن طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد في 13/يونيه/1903، أي قبل مائة سنة، ومن الجمل المحرضة في هذا المؤلف على سبيل المثال لا الحصر:-

*      طريقة الحاكم المستبد في توزيع الوظائف:-

*  وذلك فيما يسمى في المراتب بالطريقة المعكوسة، وهي أن يكون أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفة وقرباً، ولهذا لابد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة، ثم من دونه دونه لؤماً، وهكذا تكون مراتب الوزراء والأعوان في لؤمهم حسب مراتبهم في التشريفات والقربى منه.

*  والنتيجة أن وزير المستبد هو وزير المستبد، لا وزير الأمة كما في الحكومات الدستورية الصالحة، كذلك القائد يحمل سيف المستبد ليغمده في الرقاب بأمر المستبد لا بأمر الأمة، بل هو يستعيذ من أن تكون الأمة صاحبة أمر، لما يعلم من نفسه أن الأمة لا تقلد القيادة لمثله.

*      وكذلك قال الكواكبي أن الحاكم المستبد يقتل الناس وهم أحياء وذلك من خلال قتل الطموح عندهم:-

وذلك من خلال ما سماه الكواكبي الترقي الحيوي الذي يتدرج فيه الإنسان بفطرته وهمته هو أولاً: الترقي في الجسم صحة وتلذذاً، ثانياً: الترقي في القوة بالعلم والمال، ثالثاً: الترقي في النفس بالخصال والمفاخر، رابعاً: الترقي بالعائلة إستئناساً وتعاوناً، خامساً: الترقي بالعشيرة تناصراً عند الطوارئ، سادساً: الترقي بالإنسان وهذا منتهى الترقي.

*  ويرى الكواكبي أن السلطان المستبد هو قاتل الترقي، وذلك لأن الإنسان يسعى ورائها ما لم يعترضه مانع غالب يسلب إرادته، وهذا المانع إما هو القدر المحتوم، المسمى عند البعض العجز الطبيعي، أو هو الإستبداد المشؤوم. على أن القدر قدر يصدم سير الترقي لمحة ثم يطلقه فيكر راقياً. أما الإستبداد فإنه يقلب السير من الترقي إلى الإنحطاط، من التقدم إلى التأخر، من النماء إلى الفناء، ويلازم الأمة ملازم الغريم الشحيح.

ثانياً: مجموعة نصائح تقدمنا بها للحكام العرب منذ عام 2005م:-

أولاً: في عام 2005 أعلن الرئيس علي عبد الله صالح رئيس جمهورية اليمن عدم ترشحه للإنتخابات، وكتبت مقالة مباشرة ورحبت بهذه المبادرة، وتمنيت من الرئيس صالح أن لا يغير قراره لأن تنازله يمثل قمة الإيثار والعطاء من الرئيس لشعبه، وسيساهم في تداول السلطة بطريقة ديمقراطية في جمهورية اليمن، وهذه المبادرة ستنتقل إلى الدول العربية الأخرى، وذلك سينهي عصر الإستبداد في الحكم في العالم العربي، ولكن للأسف الشديد الرئيس صالح عدل عن قراره قبل موعد الإنتخابات بلحظات وأعاد ترشيح نفسه، وبعد هذا الترشيح بستة سنوات جميعكم تلاحظون ما يحدث في اليمن في النصف الأول من عام 2011م.

ثانياً: في عام 2005م قبل الإنتخابات المصرية كتبنا في مقالة أن الرئيس مبارك رمز نظام عمره أكثر من نصف قرن، وقلنا يفترض بأن مبارك يبقى رمزاً ولا يدخل الإنتخابات ويعطي السلطة لأصحاب البرامج المتحمسين، وخاصةً الشباب منهم، وبعد عمر طويل لا سمح الله وحدث للرئيس مبارك شيئاً، من الممكن أن يتم الإستفتاء على رمز مصري آخر من خلال المجالس التشريعية المصرية، أو إستفتاء شعبي على شخص أو شخصين ترشحهم السلطات التشريعية المصرية لإختياره أو إختيار أحدهم رمزاً لمصر بإسم رئيس الجمهورية.

*  أما رئيس الحكومة يبقى منتخباً ولفترة زمنية محددة، ذلك لضمان المشاركة الشعبية في إختيار السلطة وتسهيل عملية تداول السلطة، وقلنا لو حدث ذلك لمصر سيكون بشائر خير لكل العرب ولمسلمين، ولكن للأسف رشح الرئيس مبارك نفسه، وحدث ما حدث لنظامه بعد ست سنوات من المقالة أعلاه!!.

ثالثاً: وكتبنا عن مجلس التعاون الخليجي العربي مقالة في 2008، وقلنا من أفضل نماذج البيعة في الأنظمة الخليجية موجودة في نظامين خليجيين، وهم السعودي، والكويتي:-

أولاً: نظام هيئة البيعة في المملكة العربية السعودية:-

أ‌-           الدعوة لمبايعة ولي العهد ملكاً على البلاد في حالة وفاة الملك.

ب‌-    ودور الهيئة في إختيار ولي العهد، وذلك، بعد مبايعة الملك، يقوم الملك بالتشاور مع أعضاء هيئة البيعة ويقترح عليهم واحد أو أكثر ممن يراه الملك مناسباً لولاية العهد ويعرض هذا الإختيار على الهيئة وعلى الهيئة بذل الجهد في الوصول إلى ترشيح واحد من هؤلاء بالتوافق لتتم تسميته ولياً للعهد وفي حالة عدم ترشيح الهيئة لأي من هؤلاء، فعليها ترشيح من تراه مناسباً لولاية العهد، وفي حالة عدم موافقة الملك على من رشحته الهيئة، فعلى الهيئة التصويت إما لمن رشحته، أو لمن اختاره الملك، وتتم تسمية الحاصل من بينهما على أكثر الأصوات ولياً للعهد.

ثانياً: نظام تعيين ولي عهد في دولة الكويت:-

*  يختار الأمير ومجلس العائلة الحاكمة ولي العهد، وبعد ذلك يصادق عليه الأمير ويعرضه على مجلس الأمة ويخضع لنظام تصويت، إذا حصل على ثلثي الأصوات المطلوبة ثبت ولياً للعهد، وإذا لم يحصل بات الأمر كأن لم يكن. ويعود الأمر إلى مجلس العائلة الحاكمة مرة أخرى، ويتم ترشيح ثلاثة لولاية العهد، وبعد ذلك يتم التصويت عليهم في البرلمان، والذي يحصل على أكثر الأصوات يصبح ولياً للعهد.

*  ومن هنا أرى أن أفضل نموذجين للبيعة في دول مجلس التعاون الخليجي، هما النموذج السعودي، والنموذج الكويتي، أما بالنسبة لدور السلطات الباقية، فأرى أفضل طريقة لإدارتهم هو الإقتراح الذي كتبته في خامساً “بعض الحلول المقترحة” في مقالة “ابن عزيزي حرر العرب من المحيط إلى الخليج”.   ((راجع الموقع)).

ثالثاً: الموقف السياسي والديني الخليجي من الثورات العربية:-

أولاً: الأمر المتوقع من القيادات الخليجية في رد فعلها على الثورات الشعبية العربية المطالبة بحق تقرير المصير  هو التحفظ، والمراقبة عن بعد للأحداث إلى أن تتبلور النتائج النهائية في كل إقليم سياسي، ولكن الملفت للنظر هو مشاركة القيادات الخليجية في الأحداث، وأغلب المشاركات هي دعم الثورات الشعبية لتقرير المصير، فعلى سبيل المثال لا الحصر:-

1-     في اليمن شارك مجلس التعاون الخليجي بتقديم مبادرة وساطة ما بين الرئيس علي عبد الله صالح  والثوار اليمنيين، وتنص هذه المبادرة على نقل السلطة من الرئيس صالح إلى حكومة إنتقالية مؤقتة، على أن تقوم هذه الحكومة بعمل الإجراءات القانونية اللازمة لتمكين الشعب اليمني من تقرير مصيره.

2-     ليبيا، عند بداية الثورة شاركت معظم دول مجلس التعاون الخليجي بدعم الثورة معنوياً وإعلامياً، ومن ثم انتقل ذلك إلى مساعدات مادية، وبعد صدور قرار مجلس الأمن عام 1973م ضد الحكومة الليبية، شاركت دول الخليج عسكرياً في تنفيذ الحظر الجوي على قوات الرئيس القذافي ويقود هذه المشاركة قطر والإمارات، وكذلك أرسلت دول الخليج مساعدات مالية وطبية ((قطر قدمت 500 مليون دولار ووعدت بمثلها، والكويت قدمت 180 مليون دولار…. إلخ)) ومصادر تقول مساعدات عسكرية!! للثوار الليبيين وحكومتهم الإنتقالية، واعترفت بعض دول الخليج بقيادة دولة قطر عربيآ بالحكومة الإنتقالية الليبية. وذلك يمثل جدل قانوني حول مبدأ سيادة الدولة ,

 وذلك “الدول ذات السيادة التامة هي التي لا تخضع في شؤونها الداخلية والخارجية لسيادة أو رقابة دولة أخرى. إنها مستقلة في الداخل والخارج. وقد نصت المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة على أن تقوم هذه الهيئة على مبدأ المساواة بين جميع أعضائها، وعلى أنه، ليس في الميثاق ما يسوغ للأمم أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما”.

وتمارس السيادة عبر ما يأتي:-

أ‌-           السلطة المطلقة لإدارة شؤونها الداخلية.

ب‌-           سلطة قبول وإستبعاد الأجانب.

ج‌-            الحصانات ومزايا مبعوثيها الدبلوماسيين في الدول الأخرى.

د‌-         إختصاصها المطلق على الجرائم التي ترتكب على أراضيها.

علماً بأن دول الخليج العربي هي أكثر دول العالم على الأرض قاطبةً تتمسك بمبدأ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومن هنا لا أدري، ماذا ستقول دول الخليج إذا أحداً اخترق سيادتها الوطنية أو تدخل في شؤونها الداخلية، علماً بأن ذلك قبل التدخل في الشأن الليبي كان يعتبر عندنا خليجياً من المحرمات!.

ربما يثار جدل بأن منذ عام 1992 كانت هناك مطالبة بإعادة تعريف مبدأ السيادة في ظل العولمة والتعاون الدولي مقترحاً التدخل الدولي لمنع الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على أن يكون ذلك مبنياً على الشرعية الدولية والمبادئ الدولية، ونتيجة أحداث 11 سبتمبر اكتسب منطقة تقييد السيادة دفعة قوية ومبررة من منظري الولايات المتحدة الأمريكية بمبررات ثلاث هي:- وقف الإبادكة الجماعية, ومحاربة الإرهاب, ومنع إنتشار أسلحة الدمار الشامل ,وقد أصبح التدخل الإنساني أحد المبادئ التي أقرتها الأمم المتحدة في قمتها 2005م ومع كل ذلك فإن التدخل في إستخدام القوة أو التهديد بإستخدامها المنصوص عليه في الفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة من المبادئ الآمرة ويعد أساساً للنظام الدولي المعاصر ومن ثم تعارض أغلبية الدول اللجوء إلى الفقرة إلا في حالة الدفاع الشرعي وفقاً للمادة (51) وفي حالة إستخدام القوة بقرار من مجلس الأمن وفقاً للفصل السابع من الميثاق().

ولكن في حقيقة الأمر دائماً تتحاشى الدول التدخل في شؤون الدول الأخرى حتى لو كان هناك قرارات من الامم المتحدة أومجلس الأمن، بإستثناء الدول العظمى في إذا كان لهم مصالح, أو الإنتهاك القانوني يمس بإستراتيجيتهم العالمية، أو مخاوف من الدول الأخرى وخاصةً الصغرى والصغيرة جداً من حدوث خطر محدق على كيانهم كدولة, إذا لم تتدخل في شؤون الدولة التي صدر ضدها قرار من مجلس الأمن لإستخدام القوة ضدها.

 ومن الأمثلة على ذلك تصريح دولة الكويت للقوات الأمريكية عام 2003 للهجوم على العراق من أراضيها، وخلع نظام الرئيس صدام من السلطة وإنهاء نظام الحزب الواحد (حزب البعث) في العراق، ومن هنا السبب واضح وصريح بالنسبة للكويت، فمن مصلحة الكويت , التخلص من نظام الرئيس صدام حسين الذي كان يشكل خطر وتهديد مستمر بالنسبة للكويت.

وأصبح بالنسبة للكويت التعايش الجيوسياسي مع العراق في وجود الرئيس صدام حسين من سابع المستحيلات,لذلك أذنت لامريكا للاعتداء على العراق من أراضيها,علمآ بأن الولايات المتحدة لم تحصل على قرار تفويض من مجلس الأمن لاأحتلال العراق وتغيير نظام الحكم فيها!.

3-     المطالب الشعبية في مملكة البحرين، دول مجلس التعاون تقول ليست مطالب شعبية، وإنما مطالب طائفية وهناك أيدي خارجية مشاركة في إشعال الفتنة في البحرين ودعمها مادياً ومعنوياً.

4-     المطالب الشعبية في سوريا، الحكومة السورية تقول أن هناك أيدي خفية تريد إشعال الفتنة في سوريا، وأقرب المصدقين للرواية السورية الجمهورية الإسلامية الإيرانية!.

5-     موقف الخليج العربي من نجاح الثورة في مصر، ممكن نقتبس ذلك من خلال التقرير الذي تقدم به د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري للرئيس الإنتقالي لمصر بعد زيارته لمجلس التعاون الخليجي عندما قال “أكد على إحترام وإعجاب دول مجلس التعاون الخليجي بثورة 25 يناير وحق الشعب المصري في تقرير مصيره وأملهم أن تخلق الثورة مناخاً جديداً للشعب المصري والعربي في بناء مستقبل جديداً للشعب المصري والعربي… إلخ”.

*  إذاً أعلاه يؤكد أن دول الخليج العربي تدعم مبدأ تقرير المصير، ومبدأ تقرير المصير هو “من حق كل مجتمع ذات هوية جماعية متميزة، مثل شعب أو مجموعة عرقية أو غيرهما، بتحديد طموحاته السياسية وتبني النظام السياسي المفضل عليه من أجل تحقيق هذه الطموحات وإدارة حياة المجتمع اليومية، وهذا دون تدخل خارجي أو قهر من قبل شعوب أو منظمات أجنبية”.

*  وهذا المبدأ الذي تؤمن به القيادات الخليجية يعطي الحق لكل شعب بطريقة سلمية المطالبة بحق تقرير مصيره في كافة مجالات الحياة!!.

ثانياً: الموقف الديني الخليجي من الثورات الشعبية العربية،.

1- شن الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين هجوماً شرساً على بعض الأنظمة المتسلطة، ومشبهاً سقوط الأنظمة العربية منذ بداية 2011م بتهاوي الأصنام، وبالتحديد الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي قال “الأمة تمردت على الخوف من الحكام واصفاً الرؤساء، المصري حسني مبارك، والتونسي زين العابدين بن علي، والسوري بشار الأسد، والليبي القذافي بأنهم أصنام”.

*  السؤال الذي يطرح نفسه، المتبقين من الملوك والسلاطين والأمراء والرؤساء العرب 18 زعيماً تقريباً، هل يوجد بين هؤلاء أصنام أم لا؟. لأن الآية الكريمة تقول “يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإذا تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول…”(صدق الله العظيم)

*  والقسم الأخير من الآية “فإذا تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول” وفي هذا القسم من الاية (وأسألوا أهل الذكر) ومن هنا يأتي دور علماء المسلمين في رأيي لكي يصدروا فتوى، (من هم الأصنام من 18 زعيم المتبقيين؟) ولو صدرت هذه الفتوى ولقيت إجماع، أصبح من واجبنا إتباع الفتوى، ومقاطعة الصنم الذي صدرت عليه الفتوى، وإذا كان من الذين يستحقون البيعة,أستخدمنا ألية دينية وقانونية لسحب البيعة منه، واذا كان من الذين اعطيناة اصواتنا ، علينا إستخدام الآلية الدينية و القانونية لسحب أصواتنا عنه!!.

2- والشيخ صالح اللحيدان عضو هيئة كبار علماء السعودية دعا للجهاد بإسقاط بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، داعياً إلى تنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وتسليم سلطاته، وبالنسبة لسوريا قال الشيخ اللحيدان “أرجوا الله أن يوفق السوريين إلى أن يجدوا ويجتهدوا في مقاومة هذه الدولة الخطيرة ، ويرى في مذهب مالك أنه يجوز قتل الثلث ليسعد الثلثان، فلن يقتل من سوريا ثلثها إنشاء الله”.

*  الممتاز في الأمر أعلاه، دائماً القرارات الحاسمة في دول مجلس التعاون الخليجي تصدر سياسية دينية، وفي حالت صدورها بهذه الطريقة يعتبر القرار الخليجي حاسم ولا رجعة فيه، وهنا نرى أن الزعامة السياسية الدينية في الخليج العربي اتحدت في دعمها للثورات العربية في عام 2011م، وخاصةً أن المدرستين اتحدت في دعم مبدأ تقرير المصير للشعوب!!.

رابعاً: صدى رد فعل الثورات العربية على الشارع في الخليج العربي:-

*حاولنا أن نرصد ذلك من خلال بعض الكتاب المعتدلين في الخليج العربي, وبعض الكتاب والدول التي يهمها شأن الخليج العربي.

أولاً: من قطر أ.محمد بن فهد القحطاني (كاتب قطري) قال في أحدى مقالاته ((نتمنى على هذه القيادات التي هبت لنصرة هذه الشعوب العربية وتأييد مطالبها المشروعة في الحرية والكرامة والمشاركة السياسية أن تلتف للداخل وتتبنى عبارة بيدي لا بيدي عمرو، وتقوم بما هو ضروري لتفعيل نصوصها الدستورية التي تقرر حق المواطنين في الحريات العامة وتقرر تساويهم في الحقوق والواجبات العامة وأحقيتهم في المشاركة السياسية، وذلك لأن ما يحتاجه البيت الخليجي يحرم على الجامع، ولأن الإصلاح الداخلي أولى من الإصلاح الخارجي وحماية الحصون من الداخل فريضة على هذه القيادات وضرورة لشعوبها)).

ثانياً: عبد الله الشايجي (كاتب وأكاديمي كويتي) قال في أحدى مقالاته “على دول مجلس التعاون الخليجي أن تتفاعل وترتقي لخطورة وحراجة الأوضاع ويكون المجلس على قدر الأخطار المحدقة والمتربصة بنا وبمجتمعاتنا وأمننا. الموقف الخليجي يجب أن يكون جماعياً وحماسياً. والإستراتيجية القديمة التي اتبعتها دول المجلس في التعامل مع الأخطار والكوارث لم تحمي دولنا أو تروع خصومنا. علينا أن نغير النهج ليكون أكثر واقعية وأنجح في التعامل مع جميع هذه المخاطر والتي للأسف لا يبدو أنها ستتحسن قريباً!!”.

ثالثاً: من الإمارات العربية د.سعيد حارب كاتب وأكاديمي إماراتي، قال في أحدث مقالاته ((نظرية الرفاة مقابل الحقوق لم تعد مناسبة وكذلك نظرية العصا والجزرة لم تعد مناسبة للمرحلة القادمة فقد أثبتت التجارب القريبة أن القوة وحدها ليست السبيل لمواجهة الثورات العربية، وربما أدخلت الأمة في مواجهات عنيفة وشقت صفها وأشاعت الفوضى، فالقوة وحدها لا تكفي لمعالجة كل الأمور، أما القول بأن الشعب في منطقة الخليج ليس مسيساً فذلك قول يخالفه الواقع، فالمتتبع للمواقع الإجتماعية على الشبكة الإلكترونية يجد أن الشباب في المنطقة على وعي تام بالقضايا السياسية في منطقته وأنه يتفاعل معها من خلال هذه المواقع، وإذا علمنا الثورات العربية إنما بدأت من خلال المواقع الإلكترونية في مجتمعات كان حظها من التكنولوجيا قليلاً فإن منطقة الخليج العربي من أكثر مناطق العرب إستخداماً لهذه التكنولوجيا)).

رابعاً: ما قال رئيس الأركان للقوات المشتركة الإيرانية، الجنرال حسن فيروزبادي ((دول الخليج جبهة الديكتاتوريات العربية، وأن الخليج ملكاً لإيران، وأدان مؤامرة الدول الخليجية لتشكيل هوية لها على حساب الهوية الإيرانية، وأن الخليج الفارسي انتمى وينتمي وسينتمي دائماً لإيران)).

*      ومن هنا لابد لنا من تعقيب:-

أ‌-    نحن نستغرب أن يصدر هذا التصريح من رئيس هيئة الأركان المشتركة الإيرانية، لأن في هيراكية الأمر العسكري، رئيس الأركان لا يصدر تصريحات وإنما ينفذ أوامر، وإذا كان ينفذ أوامر، فالأمر أدهى وأمر، لأن معنى ذلك بأن رئيس الأركان الإيراني تلقى الأوامر من السلطات العليا في إيران لينفذ أقواله والتي هي أصلاً أوامر من رؤسائه، وإذا كان هذا صحيح فمعنى ذلك أن التنافس في الخليج العربي انتقل من الدبلوماسية الناعمة (الحرب الباردة) إلى الدبلوماسية الصلبة (الحرب لا سمح الله)، والسبب هنا لأن الذي صرح رئيس أركان إيران، وليس سياسي إيراني يمثل رأيه، أو نائباً في البرلمان يمثل صوت المجموعة التي ينتمي إليها، أو حتى لو من الرئيس أحمدي نجاد نفسه ربما نعتبرها تمثل دبلوماسية العصا والجزرة، أو بسبب تنافس داخلي بينه وبين المعارضة ويحاول أن ينقل الأزمة للخارج.. إلخ، أما أن يصرح رئيس الأركان فهذا يعتبر قرار دولة لأن الأوامر وصلت للعسكر!.

ب‌-    ومن هنا لابد لدول مجلس التعاون الخليجي العربي من الإستفسار من الجمهورية الإيرانية الشقيقة في الطرف الثاني من الخليج العربي، الهدف من الأوامر التي صرح بها رئيس الأركان الإيراني، على أن يتضمن هذا الإستفسار إحتجاجاً!.

خامساً: باتريك سيل، كاتب بريطاني مهتم بشؤون المنطقة، ما قاله في أحدث مقالاته ((سقوط الأسد يعني إنهيار كافة التحالفات في المنطقة، والعراق وإيران اللتان خاضتا حرباً دموية في الثمانينات، تشهدان حالة تقارب في ظل قيادة شيعية، ومصر بعد الثورة مرشحة للنأي بنفسها عن إسرائيل والعودة للمعسكر العربي، أما الوحيد الذي لم يتغير على الأغلب فهو إستمرار الجهود التركية لكسب ود سوريا بغض النظر عن من سيحكم دمشق في المرحلة القادمة، بإعتبار أن سوريا هي بوابة تركيا للعالم العربي. وقد تحل تركيا محل إيران كحليف إقليمي رئيسي لسوريا في المرحلة الجديدة)).

تعقيبنا الجيو إستراتيجي على باتريك سيل هو:-

*  من المتوقع بشكل كبير وجود تحالف يشكل محور ذو مذهب سني يشمل تركيا وسوريا والأردن واليمن مع بقاء لبنان محايدة بطبيعة موقعها الجيوسياسي لسوريا وإسرائيل إقليمياً وفرنسا والمعسكر الغربي عالمياً، ومحور التحالف الثاني إيراني عراقي، ولكن ذلك لا يعني بأنه سيكون هناك خطر مواجهة بين المحورين السني بقيادة تركيا، والشيعي بقيادة إيران، لأن هذه المعسكرات التي يفترض أن تكون ذات برلمانات منتخبة ديمقراطياً ستلتزم بالتالي:-

أولاً: القرارات ليست قرارات أفراد مستبدين، وإنما قرار برلمان يمثل كافة أطياف الشعب:-

*  وفي هذه الحالات غالباً الأعضاء المنتخبين يفضلون الصالح العام على المغامرات الفردية الغير محسوبة، وفي إعتقادي أنه سيكون هناك تعاون كبير بين المحورين الديمقراطيين الشيعي واليمقراطي السني، لأن المحور الشيعي يوجد به ما يقارب 35% من السنة أصلاً وممثلين في البرلمان، والعراق بالتحديد نسبة السنة أكثر من 50% عند إضافة سنة كردستان مع سنة العراق بشكل عام، والمحور السني يوجد به ما يقارب 8% من الشيعة وممثلين أيضاً في البرلمانات المنتخبة.

ثانياً: جيوبوليتيكا إيران والعراق وتركيا وسوريا لا تسمح لهم في خوض أية مغامرات غير محسوبة، لأن المجال الجيوسياسي لهذه الدول يوجد به حيز جيو سياسي كبير للقومية الكردية، وفي حالة أية صراعات بين هذه الدول ذلك سيؤدي إلى إستقلال أجزاء من أراضي كردستان وأول المرشحين فيهم كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي، وهذا سيشكل عامل جذب للمناطق الجيوسياسية الفروع إلى الجانب الجيوسياسي الأم الذي أسس دولته، وذلك لتشكيل دولة واحدة مستقلة للقومية الكردية.

 علماً بأن بعض القوى العالمية بما فيها إسرائيل إحدى إستراتيجياتهم للمنطقة هو تشكيل دويلات ذات قوميات ومذاهب وأديان مختلفة وذلك على غرار إسرائيل، وهذا الأمر يسهل التواجد الإسرائيلي في المنطقة كدويلة صغيرة ذات قومية وديانة مستقلة مشابهة لدويلات ذات التركيب الحضاري المختلفة التي يفترض إنشائها,وسيعطي هذا الأمر اسرائيل زعامة المنطقة اقليميآ.

ثالثاً: الديمقراطيات لا تحارب بعضها بعضاً وإنما تدعم بعضها بعضاً، والدليل على ذلك مسيحيين أوروبا تحاربوا لعدة قرون، ومن القرن السابع عشر إلى القرن العشرين حروبهم قضت على نصف سكان أوروبا تقريباً ، وهذه الحروب تخوضها قوميات مختلفة ذات مذاهب مسيحية مختلفة فيما مابينها البين ، فالبروتستانت في شمال وشمال غرب أوروبا، والكاثوليك في جنوب أوروبا,والأرذوثكس في شرق أوروبا ، وبعد تحول هذة الدول إلى ديمقراطيات أصبح معظمها تحت مظلة إتحاد كونفدرالي واحد بمسمى الإتحاد الأوروبي وتجاوزا الخلافات الحضارية سواء كانت دينية أو قومية أو مذهبية أو سلالة أو لغة ….إلخ .

 بل أصبحوا يدعمون الدول الأوروبية الشرقية من أجل أن تتحول إلى ديمقراطيات ، إلى أن تحولت إلى ديمقراطيات، وقاموا بإعادة تأهيلها، ومن أصبح جاهزاً منهم كدولة ديمقراطية ويملك بنية تحتية مناسبة للإنضمام, تم ضمه للإتحاد الأوروبي.

    ثالثاً: ماهو موقف دول مجلس التعاون الخليجي في حالة تحول جميع دول المنطقة إلى دول     ديمقراطية وذات برلمانات منتخبه!؟.

*  هل سنبقى نلعب دور دبلوماسيات الصفقات نساعد هذا ونقطع المساعدة عن هذا!؟     ونعطي صوتنا لهذا في منظمة دولية بأشكالها المختلفة ونسحب صوتنا عن هذا!؟ وسنقوم بتنظيم مهرجان ضخم لإرضاء هذا، ونحجب عن المشاركة في المهرجان الضخم الآخر إغضاباً لهذا!؟ …….إلخ.

*  كل ذلك لايفيد عندما تكون القيادات في الجوار الخليجي منتخبة وتمثل أصوات وتطلعات شعوبهم 100%، لأنه لن يصبح هناك أية قرار مع حاكم مستبد يعقد كصفقة تحت الطاولة وبعد مرور خمس أو عشر سنوات تفاجأ الشعوب بهذا القرار المصيري الذي تم إتخاذه، ومن يعارضه يزج به في السجون وينكل به ….إلخ.

*   إنما أية مشروع قرار مصيري يريد أن يتخذه الرئيس أو الحاكم المنتخب، لابد أن يعرضه على البرلمان أو اللجان الشعبية المختصة ويتم التصويت عليه، لذلك سيعتبر عصر الصفقات مات ودفن مع الحكام الديكتاتورين المخلوعين. لذلك لابد لنا في دول مجلس التعاون الخليجية، الواقعة في الخليج العربي من إعادة مراجعة ترتيب البيت من الداخل والمحافظة على اللحمة الخليجية والتركيز على شؤوننا الداخلية، وترك عنا فرقعات الصيف من خلال شد الأنظار للخارج وهو من خلال مشاركتنا لمساعدة الإنسان في جزر الوقواق البرموديه والمواطن الخليجي يعاني من الديون، أو من خلال مساعدتنا لتطبيق الديمقراطية في الجمهورية الغبرى، وأبناء دولنا لايوجد عندهم ليس ديمقراطية فقط وإنما لا يوجد عندهم أي نوع من أنواع المشاركة الشعبية، وخليجنا يشارك في تغير رؤساء وحكام الدول، ونحن عندنا لا نستطيع أن نغير حتى رئيس وزراء أو وزير.

*   بحيث يقبعون في مناصبهم حتى يتوفاهم الله، وانتبه هنا يتوفاهم الله سبحانه وتعالى لأن عندنا بعض المسؤولين إذا فقد الأهلية يوضع قيم يدير شؤون الأمة ويصدر قرارات بإسمه، وطالبنا ومازلنا نطالب أن أية موظف في سلطة تنفيذية وخاصةً رئيس وزراء أو وزير إذا مكث في مكانة أكثر من ثمان سنوات تصبح هذه المصلحة كأنها ملكاً له يفيد منها من يشاء، ويقصي عنها من يشاء، علماً بأننا كأبناء مجلس التعاون الخليجي في الخليج العربي من أسعد سكان الأرض من حيث الهبة التي منحنا الله سبحانه وتعالى أياها,وهي كنوز الأرض المتمثلة في الذهب الأسود (النفط) والغاز الطبيعي، وهذه الكنوز لو استثمرناها بصورة صحيحة لأصبحنا أغنى سكان العالم قاطبةً، ولأصبحنا عزوةً وسند لجميع أخواننا في محيطنا العربي والإسلامي, ولأصبحنا من أكثر الأقاليم العالمية مساهمةً في الأمن والسلام والتنمية في العالم و (لكن في الختام)….!

*  هل نستفيد من هذة الفرص!؟ . أم نستمر في غينا ونرسل مساعدات اقتصادية وقوات عسكرية لحماية كوكب زحل (وذلك للأسف لتصدير الأزمات وشد الأنظار للخارج)!.

وإلى اللقاء دائماً إنشاء الله.